موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات            أخبار النحالة            بحوث حديثة           الــصـــور            المـجـلــة   
أساسيات تربية النحل أرسل لنا مقالاً أو خبراً
أو صورة لنشرها

هل يؤثرا لكحول في الجهاز العصبي للنحلة؟

د. علي خالد البراقي


- جعبوب: لم يثبت أن الكحول يؤثر في الجهاز العصبي للنحلة! - عفيفي: لا تأكيد علمياً لهذه الظاهرة وهي مجرد أحاديث هواة! - نبيلة: الحيوانات قد تدمن المخدرات إذا اعتادت عليها!



[٢٢:١١، ٢٠١٨/١/١٠] جميل ابراهيم صالح: صمغ النحل (العبكر) مقال بقلم معالى الأستاذ الدكتور متولى خطاب قوة تخدير صمغ النحل تفوق الكوكايين 20 مرة القاهرة-عارف الدبيس: قصة عجيبة تناولتها مئات المواقع والمنتديات الالكترونية منسوبة الى قول بعض الأفراد من الهواة العاشقين لحياة النحل من دون ذكر دراسة معينة أو الاشارة الى مركز بحثي بعينه.. ملخصها أن بعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل الايثانول الناتج من تخمر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة, ما يجعله في حالة سكر, ويستمر تأثير هذه المادة لمدة 48ساعة... هذه النحلات السكارى تصبح عدوانية ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة ما يؤدي الى تسممه, الا أن هناك نحلات زودها الله بما يشبه " أجهزة الانذار", تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية, ولكن اذا ما أفاقت هذه النحلة من حالة السكر سُمح لها بالدخول الى الخلية مباشرة وذلك بعد أن تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائياً, لكن اذا أصرت النحلة على الدخول وهي في هذه الحالة يقوم الحرس بتكسير أرجلها... انتهت القصة ومن هنا نبدأ هذا التحقيق لنسأل المتخصصين والباحثين عن حقيقة النحلة السكرانة من وجهة نظر العلم. في البداية يشكك الدكتور متولي مصطفى خطاب - أستاذ تربية النحل بكلية الزراعة - جامعة بنها في هذه الدراسة على اعتبار أن النحل يأخذ من النبات الرحيق الذي ينتج منه العسل وكذلك حبوب اللقاح التي تعتبر خبز النحل وبالتالي لا علاقة بين النحل وبين الثمار السليمة الا اذا كانت مخدوشة وهنا قد يتغذى عليها النحل في حال الجوع الشديد فقط... كما أنه في أي بستان لا نرى أي نحلة تقف على الثمار أو الأزهار المتساقطة وانما تقف على كل ما هو حي وطازج، فالسمو احدى الصفات التي تميز عالم النحل, وحتى عندما نقدم له الطعام لابد من وضعه في مكان مرتفع, ولنفترض أن النحلة وفي حال الجوع الشديد تغذت على احدى الثمار المجروحة والتي تحللت بعض مركباتها الى المواد المخدرة مثلا فلا يمكن أن تصاب بالسكر أو الهذيان لأن ذلك سيجعلها تفقد القدرة على الوصول لخليتها الأصلية ولو وصلت الى احدى الخلايا الأخرى فلن يسمح لها بالدخول ويكون مصيرها الموت, أيضا حراس الخلية لا يسمحون لأي نحلة غريبة بالدخول الا اذا كانت محملة بالغذاء أما لو كانت من النحل السارق فيشتبك معها الحراس فاما تقتل أو تطرد, كذلك اذا تعرضت احدى النحلات لعملية رش كيماوي في مكان ما فسرعان ما يسمح لها الحراس بالدخول الى الخلية لتخبرهم بالمكان الموبوء حتى لا يذهبوا اليه وفي معظم الأحوال تموت هذه النحلة من جراء تسممها ولكن بعد أن تكون أدت مهمتها, والعجيب في هذه المسألة أن النحل عندما يتغذى على أزهار النباتات المخدرة كالقنب والخشخاش يأخذ منها الصمغ (البروبليز) ويلصقه على أرجله وقد أثبتت الأبحاث أن قوة تخدير صمغ النحل تفوق مادة الكوكايين بمعدل 20 مرة, واذا كان بالفعل هناك بعض التغيرات التي قد تحدث لبعض النحلات فهذا يكون نتيجة لتعرضها لظروف بيئية خاصة ولكن لا دخل للسكر فيها, وهذه التغيرات تكون وقتية وعابرة وليست قاعدة يقاس عليها. جرعات عالية ينفي الدكتور ابراهيم جعبوب - أستاذ فسيولوجيا الحشرات بكلية الزراعة - جامعة بنها نفيا قاطعا حول امكانية تأثر النحلة أو أي حشرة بالمواد المخدرة أو المسكرة كما يحدث للانسان أو الحيوان قائلا: ان جهاز النحلة العصبي يختلف تماما في تركيبه عن الجهاز العصبي للانسان فليس به مستقبلات كالموجودة في الانسان والتي تتأثر بوجود مثل هذه المواد, وفي حال تناول مثل هذه المواد قد تصاب الحشرة بالتسمم خصوصاً اذا كانت الجرعات عالية, كما أنه من الوارد أن تتغذى بعض الحشرات ومنها النحل على رحيق بعض النباتات المخدرة كالخشخاش أو القنب وخلافه ولكن لا نرى اي اثر ظاهري على هذه الحشرات أو حتى على سلوكها, والدليل على ذلك ما تؤكده هذه القصة الشهيرة التي حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية وهي أن النحل في احدى المناطق الروسية الجبلية لم يكن أمامه من غذاء سوى رحيق بعض أزهار النباتات المخدرة وكان عسل النحل يعتبر ومازال غذاء أساسيا في الحروب لما له من قيمة غذائية عالية وفي الوقت نفسه غير معرض للتلف, وبعد تناول بعض الجنود لهذا العسل لوحظ أن بعضهم أصيب بحالة فقدان للوعي تفاوتت من عسكري لآخر بحسب كمية العسل التي تم تناولها, وهذا يدل على أن العسل كان به مواد مخدرة من جراء تناول رحيق أشجار مخدرة لكن لم يتأثر النحل. كلام هواة يقول الدكتور ياسر عفيفي - دكتوراه في علوم الحشرات بكلية العلوم جامعة بنها : بحثت مرارا حول موضوع ظاهرة اصابة النحل بالسكر والهذيان من جراء تناوله لثمار تحللت بعض مركباتها الى ايثانول فلم أجد أي أبحاث تشير من قريب أو بعيد الى هذا المعنى سوى بعض المقالات باللغة الانكليزية لأفراد هواة قالوا هذا الكلام في منتدياتهم والتي عن طريقها تم ترجمتها الى اللغة العربية, كما بحثت في عدة كتب علمية متخصصة في هذا المجال فلم أجد أي اشارة لهذا الكلام, وبالتالي هذه القصة قد تكون طريفة لكنها غير موثقة علميا. الحيوان المدمن هل تؤثر المواد المخدرة أو المسكرة على الحيوان بنفس تأثيرها على الانسان? تجيب الدكتورة نبيلة عبد العليم - أستاذ ورئيس قسم السموم والطب الشرعي بكلية الطب البيطري - جامعة بنها بقولها: يتأثر الحيوان عند تناوله أو اعطائه لأي مواد مخدرة بنفس التأثير التي تحدثه هذه المواد على الانسان من حيث جميع الأعراض والفرق الوحيد هو اختلاف الجرعة, فاذا كانت هذه التأثيرات مهيجة للجهاز العصبي نلاحظ أن الحيوان في حالة هياج ودوران ويخبط رأسه في الحائط واذا كانت مهدئة نرى الحيوان في حالة كسل وخمول, وفي سباقات الخيول والجمال يلجأ البعض من أصحاب حيوانات السباق الى اعطائها بعض الجرعات من هذه المواد بهدف اما السيطرة على عصبية الحيوان الزائدة عن طريق الجرعات المهدئة والمحسوبة سلفا أو العكس بتنشيطه اذا كان في حالة كسل وكل هذه المواد محرمة دوليا اذا تخطت الحد المسموح به لأنها تمثل نوعا من القسوة على الحيوان أو استغلال طاقته بطرق غير انسانية أو بمعنى أدق تحميله فوق طاقته, ونظراً لأثر هذه المنشطات على الحيوانات في المدى القصير فانه يشعر باجهاد شديد وعلى المدى البعيد قد يصاب الحيوان بسرطان أو بتليف في الكبد, وأيضاً فشل كلوي, كما نلاحظ أن بعض الناس يعودون بعض الحيوانات على الادمان كنوع من المكافأة على أداء مهام معينة فمثلا البعض يعود الجمل على شرب السجائر فيعطيه سيجارة عقب كل مهمة وبمرور الوقت يترسب النيكوتين في دمه مما يؤثر على جهازه العصبي والذي يتكيف على وجود نسبة معينة من هذه المواد في الدم فاذا نقصت هذه النسبة يحتاج الحيوان الى أخذ جرعة أخرى من هذه المواد والا ظهرت عليه أعراض عصبية(الادمان) ولا يهدأ الا اذا أخذ جرعة أخرى.
د. علي خالد البراقي
كندا – مونتريال: 31-12-2017

تاريخ النشر         ** -* - 2017        
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007