تربية النحل، نحلة

مـقــدمــة:
يعد تغيير المناخ من العوامل الهامة والمؤثرة على تربية نحل العسل وخاصة خلال السنوات القادمة. فى هذا المقال أستعرض أهم التأثيرات المتوقعة على تربية النحل فى ظل الدراسات العلمية.

* تغير المناخ.
هو عبارة عن تغيير الظروف المناخية عبر فترة زمنية طويلة. ويعتقد أنه بحلول عام 2100م سوف يحدث زيادة فى درجة الحرارة بمعدل 1 إلى 3,5 درجات مئوية على المستوى العالمى. ويحدث التغير المناخى نتيجة لعدة عوامل منها:
1) التغيرات فى الإشعاع الشمسى المستقبل بواسطة الأرض،
2) الثورات البركانية التى تحدث من حين لأخر،
3) الإحتباس الحرارى Global warming وهو يصف الزيادة التدريجية فى متوسطة درجة حرارة غلاف الأرض واللذى ينتج عن زيادة غاز ثانى أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى (غازات الإحتباس الحرارى greenhouse gases) والتى تنتج عن حرق المخلفات الزراعية والأنشطة الصناعية وبعض الأنشطة الزراعية.

*تربية النحل.
من المتوقع أن تتأثر الكثير من مناطق العالم بإرتفاع درجات الحرارة مما قد يعيق تربية النحل فى بعض المناطق أو يتطلب حماية خاصة لخلايا النحل وخاصة صيفاً مثل إستخدام مظلات خاصة او خلايا مزودة بوسائل لضبط الحرارة والرطوبة. ومن المتوقع أن تتماثل ظروف فصل الربيع لظروف الصيف أى يصبح الربيع حار ويصبح الصيف شديد الحرارة. مما يتطلب التبكير فى إجراءات حماية الخلايا من تأثير الحرارة مع تزويد النحل بالماء بشكل مستمر. ويتوقع كذلك زيادة عدد الخلايا التى تفقد صيفاً كنتيجة للإجهاد الحرار.

*مواسم الإزهار.
يتوقع حدوث تبكير فى إزهار النباتات المختلفة نتيجة لإرتفاع الحرارة مع إنخفاض كمية الرحيق وقصر مدة الموسم عن المدة الطبيعية له. وبالتالى يتوقع قيام النحالين بفرز العسل (إستخلاص العسل) من الخلايا مبكراً مع ملاحظة زيادة لزوجة العسل ومحتواه من السكريات.

*تغذية النحل.
من المتوقع زيادة إحتياج الخلايا للتغذية (سكرية وبروتينية) كنتيجة لقصر مواسم الإزهار بجانب تعرض الخلايا للإجهاد الحرارى واللذى سيقابله إحتياج الخلايا لكمية كبيرة من الماء مما يتطلب توفير مصادر للماء مستمرة ووفيرة.

*أمراض وأفات نحل العسل.
من المتوقع تأثر امراض النحل بشكل سلبى نتيجة زيادة الحرارة مع نقص فى معدلات الإصابة بالأمراض الفطرية بشكل خاص. بينما يتوقع الظهور المبكر لأفات النحل مثل الدبور الاحمر وكنتيجة لإرتفاع الحرارة ستقل فترة البيات الشتوى وستظهر ملكات الدبور مبكراً فى الربيع (عن وقت ظهورها الحالى). ومن المتوقع كذلك قصر الفترة اللازمة لنمو الدبابير وبالتالى ظهورها بأعداد كبيرة وخاصة فى الصباح الباكر مع نهاية الصيف وبداية الخريف. مما سيتطلب معه التبكير بإجراءات مكافحة الدبور فى بداية الربيع ومع نهاية الصيف.

*تشتية النحل.
يتوقع أن يميل الشتاء للدفء مع نقص الامطار، ولكن قد يلاحظ وجود فترات شديدة البرودة خلال الشتاء. وبالتالى إجراءات التشتية لن تختلف مستقبلاً عن وقتناً الحالى. وقد يدفع الشتاء الدافىء بعض النباتات للتزهير مبكراً مما يوفر مصدر غذاء للنحل.

*سلوكيات النحل.
من المتوقع تأثر سلوكيات وأنشطة النحل بدرجات الحرارة المختلفة. فخلال الصيف سيزيد نسبة النحل الجامع للماء عن تلك الجامع للغذاء وبالتالى سيتأثر إنتاج الخلايا خلال الصيف شديد الحرارة. سيلاحظ تبكير النحل فى نشاط التطريد نتيجة لدفء الجو. وسيلاحظ حدوث هجرة للكثير من خلايا النحل المعرضة للإجهاد الحرارى وبدون وسائل حماية مناسبة.
ومما لا شك فيه سيتأثر تلقيح الملكات بشكل كبير وسيقل فى نهاية الربيع وخلال الصيف نتيجة الحرارة الشديدة وخاصة إذا تزمن ذلك مع وفرة اعداء النحل.
من المتوقع حدوث تشتية أفضل نوعاً ما لطوائف النحل عن ما هو علية الأن.