التوسع الرأسي المؤقت لخلايا النحل
دكتور حسام فرج أبوشعرة
مـقــدمــة:
تتنوع طرق إدارة المناحل حول العالم فيميل النحال في معظم دول العالم إلى التوسع الرأسي في عش الحضنة أي زيادة عدد طوابق الخلية وتشجيع النحل على ذلك، أما النحال في معظم الدول العربية فيميل إلى التوسع الأفقي أي تقسيم الخلايا القوية خاصة في الربيع للحصول على عدد كبير من الخلايا ذات الطابق الواحد، أقدم في هذه المقالة طريقة للإستفادة من مزايا الطريقتين وتناسب ظروف النحال العربي، وقد أطلقت عليها التوسع الرأسي المؤقت.
التوسع الرأسي :
في معظم دول العالم وبعد فترة الشتاء ومع نشاط الطوائف في الربيع يعمل النحل على دعم الخلايا القوية بإضافة صندوق آخر لها مع رفع بعض من أقراص الحضنة إلى الصندوق العلوي مع وضع أقراص فارغة لتشجيع الملكات على وضع البيض في أقراص الصندوق العلوي، وبعد أن تقوى الخلايا فلا يقوم بتقسيمها بل يضيف لها صندوق آخر وبه أقراص فارغة وبعض أقراض الحضنة حتى يشجع الملكات على وضع البيض في أقراص الصندوق الجديدة وزيادة قوة الخلايا، وفي الموسم يقوم بوضع حاجز ملكات فوق الصندوق الأخير ثم يضع صناديق العاسلات (صناديق أقل عمقا من صندوق الخلية العادي) حسب قوة الخلية فقد يضع صندوق أو إثنين أو أكثر حتى يحصل منهم على العسل. ثم مع الخريف تتناقص قوة الطوائف إلى أن يأتي الشتاء ثم في الربيع عادة يقوم بتغيير الملكات ثم اتباع نفس الخطوات السابقة. ويساعد على ذلك عدة عوامل منها وفرة المرعى للنحل ووفرة الملكات الجيدة. ويراعى أن هذه الطوائف تعطي عسلا بمقدار كبير, حيث يتعاون عدد كبير من الشغالات في جمع الرحيق للطائفة. من الممكن تطبيق تلك الطريقة في الدول العربية مع الخلايا القوية والتي تميل للتطريد خلال فصل الربيع. فبدل أن يتم تقسيم الخلايا يمكن أن يضاف لها صندوق علوي وتشجيعها على التوسع الرأسي . ولكن ليس كل الخلايا ستكون بالقوة اللازمة لفعل ذلك. ويتميز التوسع الرأسي بشكل عام بكثرة الإنتاج ولكن يعاب عليه عدة أشياء منها صعوبة نقل الخلية من منطقة لأخرى، عند تعرض الخلايا لمبيد ما أو مادة سامة أو رحيق سام أو مرض تحدث خسائر كبيرة في النحل حيث يفقد آلاف الشغالات دفعة واحدة. كذلك تقلل من إمكانية تنوع منتجات المنحل عن طريق تخصيص الخلايا حيث عادة تكون الخلايا قليلة العدد متعددة الصناديق، ويعاب عليها أيضا الصعوبة النسبية في الفحص وتعرض النحال للكثير من اللسع إذا كانت الخلية شرسة. التوسع الأفقي:
ويكثر في الدول العربية بشكل خاص، وخاصة عندما يفقد النحال بعض الخلايا شتاءً، حيث يقوم النحال بتقسيم الخلايا القوية في الربيع ثم يدعم الخلايا المقسمة بملكات وبراويز لتشجيعها على وضع البيض ويزيد من عدد خلاياه. ويتميز ذلك النوع بعدة مزايا منها سهولة التنقل بالخلايا، بيع وتسويق الخلايا، سهولة الفحص، سهولة تخصيص خلايا المنحل. فمن الممكن أن يجعل بعض الخلايا مخصصة لإنتاج حبوب اللقاح وأخرى لإنتاج الغذاء الملكي وأخرى لسم النحل، وهكذا حيث يتكون المنحل من عدد كبير من الخلايا. كذلك سهولة التخلص من الخلايا المريضة ويكون الفقد في النحل قليل عند تعرض الخلايا للمبيدات أو حبوب اللقاح السامة أو غيرها من عوامل, حيث سيفقد النحال صندوق واحد يمكن أن يعوضه من الخلايا القوية عن طريق التقسيم. ويعاب على هذه الطريقة قلة إنتاج العسل للخلية الواحدة مقارنة بالخلايا متعددة الصناديق ذات التوسع الرأسي وكذلك يستغرق وقتاً طويلاً في فحص الخلايا خاصة إذا زاد عددها في المنحل. وليس كل النحالين تقوم بتقسيم الخلايا القوية، فبعض منهم يقوم بزيادة الخلايا القوية صندوقا أخر بدلا من تقسيمها وخاصة إذا لم يفقد الكثير من الخلايا خلال الشتاء، وتعتبر هذه طريقة أيضا لمنع تطريد الخلايا. حيث يقوم النحل بإضافة صندوق آخر به أقراص فارغة مع رفع قرصين حضنة من الصندوق السفلي ليشجع الملكات على وضع البيض في أقراص الصندوق العلوي وتعد هذه الطريقة طريقة لمنع التطريد وتوسيع عش الحضنة رأسيا. التوسع الرأسي المؤقت:
لكلا التوسع الأفقي والتوسع الرأسي مجموعه من المزايا والعيوب كما سبق الذكر، ويمكن الإستفادة من الطريقتين معا لتناسب ظروف معظم الدول العربية وخاصة ظروف قلة المرعى مع نقص جودة الملكات.
ففي الربيع، وبعد نشاط الطوائف يقوم النحل بالتوسع الرأسي في الخلايا القوية ذات الميل للتطريد (إذا لم يخسر طوائف خلال الشتاء)، أو يقوم بتقسيم الخلايا القوية (إذا حدث فقد للطوائف أثناء الشتاء) وذلك للحفاظ على مجموع خلايا النحل ولتكن 60 طائفة مثلا. ثم قبل الموسم بفترة كافية وبعد أن يقوم بنقل الخلايا (إذا كان يقوم بنقل الخلايا)، يقوم النحال بضم كل خليتين معا بإستخدام طريقة ورق الجرائد وأخذ كافة إحتياطات الضم ليصبح العدد 30 طائفة مكونه من صندوقين، بها ملكة واحدة (حيث يقوم بالتخلص من الملكة الضعيفة أو حفظ الملكات إذا كانت جيدة في طائفة ما لحين الحاجة) ويجب أن يضع حاجز ملكات بين صندوقين الخلية حتى لاتضع الملكة بيض في الصندوق العلوي مع وضع أقراص الحضنة في الصندوق السفلي وأقراص العسل في الصندوق العلوي. وهنا سوف يزيد إنتاج الخلايا بشكل كبير حيث ستعمل الشغالات معاً وسيحصل أيضاً على صندوق كامل به أقراص عسل وليس به حضنة. وبعد الإنتهاء من موسم العسل يقوم النحال بإعادة تقسيم الخلايا مرة أخرى (وإدخال ملكات جديدة للخلايا المقسمة أو إعادة وضع الملكات التي سبق وأن حفظها) وبالتالي يعود العدد 60 طائفة أو أقل قليلا. والغرض من إعادة تقسيم الخلايا هو أن ظروف المرعى وجودة الملكات لن تسمح للطائفة بالاستمرار كطائفة قوية ذات صندوقين بل سيخسر النحال الكثير من النحل ولن يتمكن من العودة لعدد الخلايا الأصلي. لذا فتقسيم الخلايا سوف يمكن النحال من الحفاظ على عدد خلاياة دون فقد يذكر. تتميز هذه الطريقة بجميع مزايا التوسع الرأسي والتوسع الأفقي، ولكن يعاب عليها كثرة المجهود في الضم ثم إعادة التقسيم وإدخال الملكات. لذا يفضل أن تجرى على جزء من خلايا المنحل لتعظيم الإنتاج وليس على كل خلايا المنحل. فمثلاً إذا كان المنحل مكون من 100 طائفة فيمكن إجراءها على 40 طائفة لتعظيم الإنتاج وتوفير الجهد في الضم والتقسيم.
|