الصفحة الرئيسية
المـقـالات
الأخـبــار
الــصـــور
الـمـجــلــة
أحفاد لانكستروث نعرف جميعاً ان نهضة كبيرة شملت مختلف قطاعات تربية النحل منذ اكتشاف القسيس والنحال الاميركي لانكستروث lorenzo Lorraine Langstroth المسافة النحلية عام 1852 و ما تبع ذلك من تعديلات على خلية تربية النحل وإسلوب إدارة الطائفة وفهم سلوكها وحتى لغتها من خلال تحليل حركات النحل بما يسمى رقص النحل الذي نال بموجبه النمساوي كارل فريش Karl von frisch جائزة نوبل للعلوم ... اليوم و نحن نعيش الثورة الالكترونية في جميع المجالات العلمية بتخصصاتها الدقيقة وبمساعدة التقنيات الحديثة التي تتسابق كل يوم نحو تطور متسارع ? تُدرك أبعاده، كان لبحوث النحل نصيب كبير من هذا التقدم لا سيما بعد الاهتمام الكبير بقطاع تربية النحل بعد ظاهرة اختفاء النحل ال CCD التي ظهرت بعد عام 2005 وما تبع ذلك من تخوف لتأثيره على السلة الغذائية والاقتصاد الزراعي العالمي، مما دفع المنظمات المتخصصة ووسائل الاعلام للتأثير على الرأي العام مما ولد ضغطاً على الجهات الرسمية في الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي تولد عنه قوانين حماية النحل التي تم من خلالها انشاء عشرات المراكز البحثية متخصصة وانجاز المئات من البحوث حول نحل العسل التي بحثت في السلالات النحلية واصولها وملائمة البيئات المختلفة التي تتنقل فيها من خلال تجارة النحل الدولية. اضافة لاكتشاف العديد من الفيروسات والمتطفلات والمؤثرات البيئية الضارة بالنحل بنوعيها الطبيعي والناتجة عن مختلف الفعاليات البشرية، الأمر الذي انتج في النهاية كثافة من البحث العلمي لم يسبق لها مثيل على مدى التاريخ السابق لـ 2005 في مجال تربية نحل العسل.
السؤال ... اين نحن من كل هذا؟ وما الذي استفدناه من كل ذلك؟.
أما القطاع الخاص فهو لايرتقي إلى المؤسسات المحترفة في تربية النحل الذي يمكن أن يمول أو يعمل على رعاية الأبحاث العلمية ... والنتيجة ستكون مع انعدام الرقابة والمسؤولية وجود كثير من الدخلاء على الجانب العلمي من قليلي الخبرة والمتصيدين بالماء العكر ليتصوروا انفسهم احفاد لانكستروث ويضعوا التجارب والوصفات في جميع مجالات تربية النحل ابتداء بتصميم الخلايا التي ترضي أذواقهم وطرق تربية النحل والتلاعب بسلالاته بتهجين أنواعه المختلفة وتعميمها باجتهادات شخصية غير مقصودة تارة وترويج تجاري بقصد الربحية تارة أخرى، الأمر الذي مهد للمسببات المرضية وتنامي قلة المناعة ضد المتطفلات والأعداء الحيوية مما شكل أشكال مرضية مختلفة وتناقص في أعداد النحل و في كثافتها في مختلف البلاد.
منتصر صباح الحساني
نشرت في "مجلة بريد النحال اللبنانية في شباط 2015 "
|