موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
الصفحة الرئيسية   المقالات   التصاميم   الصور   الأخبار
أساسيات تربية النحل أرسل لنا تعليقك على هذا
المقال مع ذكر اسمه

رؤية نحل العسل للبيئة المحيطة

المهندس عبد الرحيم قصاب

معيد في قسم وقاية النبات - كلية الزراعة - جامعة البعث - ســوريــا

تمهيد:

لقد خص الخالق سبحانه وتعالى النحل بعيون خاصة تمكنه من التكيف مع معيشته المميزة من حيث تحديد مكان الغذاء أو نوعه أو تحديد مسكنه بدقة. ولقد أجريت العديد من الأبحاث لتحديد ما يمكن للنحل رؤيته بهدف الاستفادة منها في مجال تربية النحل.

أنواع العيون عند نحل العسل:

يمتلك النحل نوعين من العيون (الشكل المجاور):

1. عيون بسيطة(Ocelli): عددها ثلاثة، توجد في قمة الرأس ، كل واحدة منها عبارة عن عدسة واحدة تقع تحت الشبكية المكونة من عدد من الخلايا المخروطية، ولا تتركز العدسة على الشبكية، وبالتالي يعتقد أن العيون البسيطة تقدر شدة الضوء فقط، ولا تعد عيون مكونة للصور.

2. عيون مركبة: عينيين مركبتين واحدة في كل جانب للرأس. العيون المركبة هي عضو الرؤية الأساسي، وتتكون كل واحدة منها من عدة عدسات ولكل واحدة مستقبل خاص. وهي عبارة عن عدسات لها شكل سداسي (الشكل المجاور مقطع طولي في العين المركبة للنحلة)، وقد وجد العلماء أن هذا التصميم يساعد النحلة على الرؤيا عبر الغابات وتحاشي الاصطدامات أثناء طيرانها وبخاصة عندما تطير وسط حشد من النحل. تسمى كل وحدة بـ (Ommatidium)، ويوجد منها حوالي 3-4 آلاف وحدة /عين بالنسبة للملكة، 4.5 – 5 آلاف/عين بالنسبة للعاملة، وأكثر من 9 آلاف/ عين بالنسبة للذكر. يمر الضوء من خلال عدسة الوحدة العينية والقمع البلوري إلى الخلايا الحساسة للضوء في الشبكية (Retina). تتكون الشبكية من تسع خلايا، تتصل ثمان منها بأزواج مع العمود المركزي للوحدة العينية. تجدر الإشارة إلى أن اليرقات عديمة الأعين. لقد لوحظ أنه بالاتجاه إلى الشمال ونقص الإشعاع الشمسي فإن عدد الوحدات العينية يزداد في كل أفراد الطائفة على حد سواء.

رؤية نحل العسل للأشياء:

إن صورة الجسم المرئي تتكون عن طريق الوحدات العينية ويمكن للنحلة تمييز الأجسام المتحركة وتحديد شكل الأجسام غير المتحركة أثناء طيرانها. لكن وللمقارنة فـإن قوة الرؤية عند النحل أقل بكثير مما هي عليه عند الإنسان وهذا يؤدي بلاشك إلى عدم قدرة النحلة على التمييز بين الأشكال بوضوح تام، فنحل العسل القدرة على تمييز الأشكال ذات الحدود الخارجية المقسمة أكثر من تمييزه للأشكال وحيدة الشكل كالمثلثات والمربعات والدوائر وهكذا يعتمد النحل على قدرته في رؤية العلامات الأرضية المميزة في إيجاد طريق العودة إلى مساكنه ويستطيع النحل تمييز خلاياه بواسطة علامات ملونة في مدخل الخلية وكذلك تحديد فيما إذا كانت هذه العلامات الملونة على يمين أو يسار مدخل الخلية.

ولقد أظهرت التجارب أن النحل يميز بدقة بين الأشكال المتشابهة لبتلات الأزهار أو الأزهار نفسها وهي الأشكال التي يقابلها النحل في الطبيعة. ويتذكر النحل جيداً شكل الزهرة التي يتألف تويجها من خمس بتلات. ولكن بالمقابل تكون سرعة الرؤية لدى النحل أكبر من الإنسان بخمس مرات، فالنحلة عندما تشاهد فيلم فيديو، فإنها لا ترى إلا صوراً ثابتة ولذلك فإن الصور المتتالية والتي لا تميزها أعيننا فنراها وكأنها تتحرك، فإن النحلة تميز هذه الصور صورة صورة.

رؤية نحل العسل للألوان:

إن الألوان الأساسية بالنسبة للإنسان هي البنفسجي، الأحمر، الأزرق أما بالنسبة للنحل فهي الفوق بنفسجي، الأصفر، الأزرق. وتتكون الألوان الوسطية من اختلاط لونين أساسين. يستقبل النحل الجزء من أشعة الشمس ذو الموجات القصيرة ويختلف عن الإنسان في إمكانية رؤية الأشعة فوق البنفسجية (طول الموجة 300-390 نانومتر) وهذا ما يساعد دماغ النحلة على تمييز الأزهار ذات غبار الطلع عن غيرها، ولا تـرى اللون الأحمـر (610-800 نانومتر).
ففي أعين النحل الزهرة الحمراء تبدو سوداء بشكل مطلق. بالمقابل يستطيع النحل أن يرى لوناً نحن لا نراه، وهو اللون فوق البنفسجي. فالزهرة الصفراء تعكس نوعين من الضوء: ضوء أصفر وضوء بنفسجي. نحن لا نستطيع رؤية الضوء الفوق بنفسجي. أما الضوء الأصفر فنلتقطه بواسطة المجسات التي في عيوننا، لذلك نرى الزهرة باللون الأصفر. الضوء الفوق بنفسجي الذي تعكسه الزهرة الصفراء تلتقطه عيون النحل فيرى الزهرة بلون يشبه البنفسجي.
كما تستطيع النحلة التمييز بين اللون الأخضر والأزرق الفاتح والبنفسجي والأرجواني الناتج عن اختلاط فوق البنفسجي والأزرق والأصفر، ولكنها لا تستطيع التمييز بين البرتقالي والأصفر والأخضر (التي يميزها الإنسان بدقة) فتراها كلون واحد هو الأصفر.

تعد رؤية النحل للألوان ذات أهمية كبيرة فألوان الخلايا والنويات الزرقاء أو الصفراء أو البيضاء ( والتي يراها النحل بشكل جيد ) تعطي إمكانية أكبر للعاملات بعد جمعها للرحيق وحبوب اللقاح وللملكات بعد إتمام التلقيح في الرجوع للخلايا الخاصة بها دون سواها. ومن الواجب في محطات تربية الملكات والتي يوجد فيها عدد كبير من النويات أن يراعى التلوين السليم لها بحيث لا تتجاور الألوان المتشابهة وألا يتم التلوين بالأحمر لكون النحل لا يراه، وذلك حتى لا تخطئ الملكات بعد رجوعها من طيران الزفاف وتدخل في غير طائفتها وبذلك يقتلها نحل الطائفة الأخرى.

في تجربة لتحديد وظيفة العيون البسيطة للعاملات تم تغطيتها ومقارنة سلوكها مع النحل العادي فوجد أن السلوك لم يختلف في الخلية أو في الحقل ولكن كان العمل الذي تقوم به أبطأ قليلاً من نحل المقارنة وبعمل العكس أي تغطية العيون المركبة وترك البسيطة وجد أن النحل يتصرف كما لو كان أعمى وبناءً عليه يعتقد أن العيون البسيطة تحسن من حساسية العيون المركبة للضوء. إن وجود العيون المركبة على جانبي الرأس يعطي للنحلة مجال رؤية أكبر ويلزم هذا أثناء الطيران للتوجيه في الجو.

يمكن للنحل استقبال الضوء المستقطب ( الضوء الذي يتردد في مستوٍ واحد) وكميته في الفضاء الجوي أثناء النهار تظل ثابتة بل تختلف حسب وضع الشمس، ولهذا أهمية كبيرة لتوجيه النحل في الجو أثناء البحث عن الغذاء والرجوع للخلية، ومن المعروف أن العين البشرية لا تميز بين الضوء المستقطب والغير مستقطب.

أخيراً: يلاحظ أن أزهار الحمضيات واللوزيات واليانسون ذات لون أبيض أما أزهار القطن فهي بلون أصفر مبيض وهذه الألوان يستطيع النحل تمييزها بسهولة وهي التي تشكل مصادر الرحيق الأساسية في سورية.

المراجع:

أهم المراجع التي يمكن الاستعانة بها.
1. www.creationdesign.org/english/honeybee.html
2. www.islamicmiraclestoday.com/honey-bee3/the-bees-eye.html
3. موسوعة نحل العسل للدكتور مصطفى حسين (جامعة أسيوط).

المهندس عبد الرحيم قصاب

جميع الحقوق محفوظة لموقع نـحـلــة © www.na7la.com      2007-2009