شغلت ظاهرة اختفاء النحل ليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، بل أيضاً الوطن العربي. وفيما يلي ما كتب عن هذه المعضلة في الصحف والإنترنت منذ بداية ظهورها عام 2004. وسنلاحظ كيف أن الرؤيا كانت مشوشة وكان هناك الكثير من الهلع والتشاؤم.
لكن الرؤيا بدأت تتضح بفضل جهود العلماء وإصرارهم وقد أمسكوا برأس الخيط - كما يقولون - وبدأت مسيرة التعرف على مسببات المشكلة وطرق حلها. وسننشر إن شاء الله مقالات علمية حول آخر ما تم تحقيقه عن هذا المرض الذي أصبح يسمى (مرض اختفاء النحل).
نفوق ملايين من النحل الاميركي في ظروف غامضة
2007 الجمعة 6 أبريل
أ. ف. ب.
واشنطن: يشعر مربو النحل الأميركيون بالقلق بسبب نفوق الملايين من حشرات النحل في ظروف غامضة خلال الأشهر الماضية. وتهدد هذه الظاهرة الإنتاج الأميركي من العسل كما الكثير من المزروعات التي تعتمد على النحل في تلقيح النباتات والأشجار المثمرة. وبلغت معدلات نفوق النحل في كاليفورنيا ما بين 30 و60 في المائة، وتجاوزت 70 في المائة في بعض المناطق على الساحل الشرقي وفي تكساس. وفي الإجمال، تعاني من المشكلة 24 ولاية أميركية ومقاطعتان كنديتان، وفق معلومات وزارة الزراعة الأميركية.
وتفقد خلية النحل عادة 20% من نحلاته في فصل الشتاء ويعتبر ذلك طبيعياً, لكن مربي النحل يشعرون بالخوف ما أن تتجاوز النسبة هذا الحد لا سيما وأن عدد خلايا النحل يتراجع باضطراد منذ 1980 في الولايات المتحدة. وتقول وزارة الزراعة الأميركية أن هناك حاليا 4،2 ملايين خلية في البلاد. ويمثل ذلك تراجعا بنسبة 25% منذ بداية الثمانينات في حين تراجع عدد مربي النحل المحترفين إلى النصف خلال الفترة عينها.
ودفع حجم موجة نفوق النحل الكثيفة التي لم يسبق لها مثيل بمربي النحل إلى طلب مساعدة الكونغرس خلال جلسة عقدت في واشنطن قبل فترة قصيرة.
وقال جين براندي، رئيس جمعية مربي النحل في كاليفورنيا أمام لجنة فرعية للزراعة في مجلس النواب "لدي ألفا خلية نفق حوالي 40% منها. هذه أكبر نسبة نفوق أسجلها خلال 30 سنة من عملي في تربية النحل".
ويلعب النحل دورا كبيرا في تلقيح أزهار أكثر من 90 نوعا من الفاكهة والخضار (التفاح والأفوكادو والتوت والكرز..) التي تبلغ عائداتها نحو 15 مليار دولار سنويا بينها ستة مليارات في كاليفورنيا وحدها، وفق ما أكد براندي. ويبلغ عائد زراعة اللوز وحدها في كاليفورنيا ملياري دولار وتعتمد على 4،1 مليون خلية نحل يقوم مربو النحل بإحضارها سنوياً من مختلف أنحاء الولايات المتحدة لهذا الغرض.
وقالت ديانا كوكس-فوستر، أستاذة علم الحشرات في جامعة بنسلفانيا (شرق) أمام اللجنة عينها أن ظاهرة نفوق النحل بصورة كثيفة تحمل أعراضا فريدة تختلف عن الأعراض الناجمة عن الطفيليات التي تهاجم الخلية وتقتل يرقات النحل. وأطلقت كوكس-فوستر على الظاهرة إسم "مرض انهيار الخلية". وأضافت انه يتم العثور على الملكات - تتواجد ملكة واحدة في كل خلية - مع مجموعة من النحلات الشابات البالغات وكميات كبيرة من الطعام. ولا يعثر في هذه الحالة على نحل ميت داخل الخلية أو بالقرب منه.
ولوحظ أن مجموعات النحل الأخرى أو الطفيليات لا تقترب من الخلية المصابة بمرض انهيار الخلية أو تقيم فيه إلا بعد فترة طويلة من خلوه من سكانه مما يدفع إلى الاعتقاد بوجود مادة كيميائية أو سم يردع الحشرات عن الاقتراب منه.
وأضافت كوكس-فوستر أن النحلات الموجودة في الخلايا المصابة بهذا المرض الغامض كانت جميعها مصابة بعناصر دقيقة يعرف عدد كبير منها بأنه مسئول عن أمراض مرتبطة بإصابة النحل بالتوتر. ويعمل العلماء على فرضية ظهور مرض جديد أو مادة كيميائية تضعف الجهاز المناعي لدى النحل.
ويعتقدون خصوصا أن مبيدات الحشرات الزراعية المستخدمة بكثرة والمعروفة بأنها تسبب التسمم لدى النحل قد تكون سبباً في ذلك، كما تقول أستاذة علم الحشرات.
وعرفت فرنسا حالة نفوق حادة لدى النحل في التسعينات نسبت حينها إلى مبيد "غوشو" الذي تم منعه.
الموت الفجائي للنحل يجتاح مناطق مختلفة من العالم
كتب - عبدالرحمن العمري:
تناقلت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة محلياً وعالمياً موت النحل الذي يجتاح العالم وما قد ينتج عن ذلك من تأثير على الإنسان
والبيئة والكائنات الحية الأخرى، حيث أوضح ل"الرياض" الدكتور أحمد الخازم الغامدي أستاذ النحل
المشارك بوحدة أبحاث النحل بجامعة الملك سعود ومستشار وزارة الزراعة لشئون النحل.
إن ظاهرة موت النحل الفجائي والتي تسمى من البعض ظاهرة اختفاء النحل أرعبت النحالين وحيرت العلماء ليس في
الولايات المتحدة الأمريكية فقط حيث بدأت هذه الظاهرة، ولكن على مستوى العالم، فرغم التقدم الذي وصل له العلم والتقنيات العالية المستخدمة، إلا أنه
لم يعرف لهذه الظاهرة أي مسببات واضحة حتى هذه اللحظة فبكل بساطة خلايا قوية تحتوي على عشرات الألوف من النحل تنتهي خلال أيام ولا يوجد أي أثر للنحل الكبير لا داخل الخلايا ولا خارجها.
في العادة عندما يصاب النحل بأمراض أو يتعرض للتسمم يكون هناك كمية من النحل الميت بدخل الخلايا أو أمام الخلايا بالمنحل، وعند تحليل
هذا النحل الميت يعرف سبب المشكلة ولكن اختفاء النحل في ظاهرة الموت المفاجئ جعلت من الصعوبة معرفة سبب الموت. وتابع ... استنفرت كل الطاقات لمحاولة علاج هذه الظاهرة وخاصة بأمريكا،
حيث تم مناقشتها في الكونجرس الأمريكي وكون لدراستها مجموعة عمل من الجامعات ووزارة الزراعة ورصد لها ميزانية كبيرة. السبب في هذا الاهتمام ليس
لأن النحل ينتج عسلا وأن العسل سيرتفع سعره، لأن العسل يمكن استيراده من خارج الولايات المتحدة، ولكن السبب الرئيسي أن النحل يلعب دورا مهما جداً في تلقيح النباتات التي نعتمد عليها في غذائنا.
تؤكد الدراسات أن نحل العسل مسئول عن إنتاج ثلث الغذاء الرئيسي المستهلك، وأن دخل أمريكا من تلقيح النحل للمحاصيل يقدر ب 18بليون دولار سنوياً.
النحل مسئول عن تلقيح 300نبات في أمريكا ابتداء من البرسيم الذي يغذي الحيوانات، إلى اللوز في كلفورنيا الذي تقدر المساحة المزروعة به بحوالي 420000ألف هكتار،
والذي يقدر إنتاجه ب80% من اللوز المنتج على مستوى العالم. اللوز يعتمد كلياً على النحل في تلقيحه وينقل له إلى كلفورنيا حوالي مليون ونصف خلية سنوياً أثناء فترة التزهير. عند وجود نحل قليل سيكون
هناك تلقيح قليل مما سيؤدي إلى إنتاج قليل وثمار رديئة الجودة. وأشار إلى أن أهمية النحل لا تنحصر على امريكا ولكن على مستوى العالم فالنحل مسئول عن تلقيح ثلاثة أرباع النباتات المزهرة في العالم التي يقدر عددها
ب 250000نبات وتأثر النحل العالمي ينعكس على الكثير من الحياة البرية والطيور التي في غذائها تعتمد على النباتات التي يلقحها النحل. وواصل د.الغامدي حديثه قائلاً: أول تقرير عن حالة الموت المفاجئ للنحل كانت
في منتصف شهر نوفمبر عام 2006م في ولاية فلوريدا، ثم توالت التقارير بعد ذلك من ولايات أخرى حيث تفيد آخر التقارير أن 27ولاية تعاني من ظاهرة الموت الفجائي ولازالت الحالات تسجل على مدار اليوم.
نسبة الفقد في الخلايا بين 70إلى 90% معظمها في المناحل التجارية. فعلى سبيل المثال اختفى إلى حد الآن 60% من النحل في الساحل الشرقي من أمريكا و70% من النحل الموجود
في الساحل الغربي، وبالنسبة للخلايا التي تمت فهي ضعيفة حتى انها لم تستطع تجاوز فترة شتاء العام الماضي والتي تجاوزت الشتاء لم تكن مؤهلة لإنتاج العسل أو تلقيح المحاصيل، وكما ذكرت سابقاً الموت لازال مستمرا.
ومن العلامات التي تميز هذه الظاهرة هو أن الخلايا تفقد بسبب عدم عودة النحل إلى الخلايا، وهذا تصرف غير طبيعي للنحل والفقد في الخلايا يتم بسرعة وبكميات كبيرة ولا يوجد نحل ميت بداخل أو خارج الخلايا مع العلم بانه
يوجد كميات كبيرة من العسل وحبوب اللقاح وحضنه ذات أعمار كبيرة وصغيرة بكل الخلايا التي لم يعود لها النحل. في كثير من الحالات الملكات مع عدد بسيط جداً من شغالات صغيرة العمر تكون موجودة بداخل الخلايا.
من الملاحظات غير الطبيعية أيضاً هو بطء أو عدم تعرض الخلايا التي لم يعد لها النحل للسرقة من النحل الموجود بالمنحل وأيضاً لا تهاجم الخلايا بالآفات
التي تتغذى على العسل والشمع وحبوب اللقاح مثل خنفساء النحل الصغيرة أو دودة الشمع، مع العلم بأنه في الحالات الطبيعية الخلايا في مثل هذه الحالات تتعرض لهجوم من خلايا أخرى ومن الآفات المذكورة سابقاً.
هذا جعل العلماء يركزون على تحليل محتويات الخلية لمعرفة إذا كان يوجد شيء غير طبيعي مع العلم بأن النتائج الأولية تفيد بأن العسل من المنتج من الخلايا التي تعرضت لهذه الظاهرة غير ضار.
جريدة الرياض الأحد12 ربيع الآخر 1428هـ - 29أبريل 2007م - العدد 14188
محطات تقوية المحمول تقضي على النحل
وكالات: اكد علماء بريطانيين ان ابراج التقاط وتقوية ارسال التليفون المحمول تمثل تهديد آخر على النظام البيئي بسبب ذبذبات موجات اللاسلكي التي يبثها أو تلتقطها
من المحطات الفرعية المنتشرة في مناطق مختلفة من المدينة، والتي تضلل النحل وتحول دون عودته الى خلاياه بعد رحلة شاقة بجمع الرحيق وغبار الطلع.
فقد أشارت مجموعة من الباحثين في جامعة لاندو الألمانية الى أن النحل يجد صعوبة في العودة الى خلاياه عند وجود هواتف محمولة قريبة منها. وان الكثير من خلايا النحل تهجر وتنهار بسبب خلوها من النحلات العاملات.
وكانت أبحاث سابقة قد أشارت الى أن الغرف التي يوجد فيها هاتف محمول شارته قوية لا يستطيع البعوض أن ينشط فيه ليلاً.
ويعاني مربو النحل في الولايات المتحدة وأوروبا من اختفاء أسراب النحل بوتائر سريعة لأسباب يجهلونها ما يهدد بفنائها كلياً بعد أن اختفى ما يزيد على 70% من أسراب النحل على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية.
وتزداد شكوك الباحثين في إشعاعات الهاتف المحمول وأبراج تقوية الشارة
ودورها في التشويش على النحل في التعرف الى مساراته المؤدية الى الخلية ما يؤدي الى موت أعداد كبيرة مهددة محاصيل زراعية عالمية متنوعة تعتمد على تلقيح النحل لأزهارها فضلاً عن محاصيل العسل وما أدراك ما العسل.
ورغم أن دراسات عديدة دحضت الادعاءات المتعلقة بمسؤولية الهواتف المحمولة عن عدد من الأمراض
ومنها سرطان الدماغ، إلا أن لوليام ستيوارت رئيس مصلحة الأبحاث الرسمية الخاصة بأضرار الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة الأمريكية حذر في صحيفة الاندبندنت من تعامل الأطفال ممن هم دون سن الثامنة مع هذه الهواتف.
ومن سوريا
الإيدز وصل إلى ... النحل
مبيدات كيميائية تحطم نظام التوجيه وفقدانه للنحل
06/12/2007
دمشق ـ سيرياستيبس
أكد محمد سعيد العطار رئيس لجنة النحالين السوريين في غرفة زراعة دمشق أن أكثر من بليون خلية نحل تموت في غضون اشهر
في العالم موضحاً أن الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة
الأمريكية منذ عام 1970 وحتى عام 2006 تقدر
باختفاء نصف نحل الولايات المتحدة وأن تناقص النحل في فرنسا بدا
تسجيله منذ ثلاثين عاماً بينما في إسبانيا هناك اختفاء لـ 100000 خلية .
وأوضح أن تناقص واختفاء أعداد النحل سوف يكون له آثاراً غير محدودة على البيئة والتنوع الحيوي وتلقيح النباتات وكمية القطاف والإنتاج الزراعي
مبيناً أن من أهم أسباب هذه الحالة تعود إلى التلوث الوراثي في النحل وفي النباتات بالإضافة إلى الفاروا والتسمم الدوائي والعادي والفطور والنيوزيما بأشكالها المختلفة .
واضاف أنه وبحسب الدراسات والتي يتم بناء عليها إثبات أضرار مادتي فيبر ونيل وغوشو والتي أكدت أن هذه المبيدات الجهازية تحطم النظام المغناطيسي في جسم النحلة ما يؤدي إلى فقدان نظام التوجيه
لدى النحلة فيضيع النحل عن خليته وأن بعض الأدوية تؤدي إلى تحطم نظام التوجيه لدى النحل موضحاً أن هذه الأدوية قد تم منعها في أمريكا وفرنسا بينما بقيت مسموحة في بقية الدول الأوروبية .
وقال : أنه عند قيام بعض الباحثين بالدراسات ثبت لديهم وجود ما لايقل عن ستة أنواع من ميكروبات النيوزيما في
أمعاء النحل السارح ووجود أنواع مختلفة من الفطريات ومعظم هذه الفطريات ناتجة عن استعمال المبيدات الكيميائية التي توزع تجارياً في كافة أنحاء العالم .
وأشار أنه لخطورة هذا الوضع فإن علماء الولايات المتحدة الأمريكية أطلقوا على هذه الظاهرة اسم إيدز النحل وذلك بسبب اعتقادهم بأن النظام المناعي لدى النحل هو الذي يصاب .
وأضاف أن تسجيل موت 20% من النحل في الموسم الواحد يعتبر طبيعياً ولكن النسبة
في هذا العام تراوحت بين 30 إلى 60 % مؤكداً أن اختفاء النحل شوهد أكثر من مرة في المئة عام الأخيرة وبتسميات مختلفة وما تزال المعضلة مستمرة ..
آراء
الأربعاء 9/5/2007
د. اسكندر لوقا - في إحدى الجرائد السورية:
في النبأ الذي يدهش قارئه في منطقتنا كما أدهش ويدهش الى اليوم كبار علماء الولايات المتحدة الأمريكية,
الى درجة مناقشة تفاصيله في الكونغرس الأمريكي منذ أيام, أن مملكة النحل التي تقوم على منظومة الانضباط الكامل, كما هو معروف, من حيث ذهابها الى العمل والعودة منه, قد طرأ عليها تبدل مفاجىء, إذ لم تعد النحلات تتقيد بأحكام المنظومة العتيدة.
وفي النبأ أن أسراب النحل قد اختفت من مناحلها دون أن تترك أثراً, وأن حدثاً كهذا لا ينبىء فقط بانهيار مملكة النحل أو بتعرضها للخطر,
بل إن ثمة خطراً آخر سوف يلحق بأصحاب المناحل,الأمر الذي استوجب السعي فوراً لمعرفة أين اختفت أسراب النحل بعد أن أثبتت التحريات التي أجريت في مواقع المناحل المنتشرة حول حقول المحاصيل المعتادة عدم وجود أي أثر للنحل الميت.
في السياق المتصل, حذرالعالم في هيئة الأبحاث الزراعية الأمريكية (جيف بيتيس), حذر من أن اختفاء النحل سوف يشكل مشكلة اقتصادية وصحية حقيقية, لأن ثلث أنظمة الحمية الأمريكية تعتمد على التلقيح بمستخلصات العسل المعالجة. كما دعا العالم (جيف) زملاءه العلماء المختصين كي يجدوا طريقة تحول دون
حدوث خلل جذري في نظام مملكة النحل وبالتالي للحيلولة دون وقوع كارثة صحية في البلاد حسب هذه السطور لم يتمكن العلماء من اكتشاف سبب اختفاء النحل, مع العلم بأن المسألة, في اعتقادنا, أبسط من أن يصرف العلماء أوقاتهم من أجل حل رموزها.
نحن, أبناء هذه المنطقة تحديداً, لدينا مفاتيح هذه المسألة. ببساطة نقول لهؤلاء
العلماء المساكين إن أسراب نحلهم وصلت إلينا منذ سنوات وليس من أسابيع أو أيام فقط, والدليل على ذلك آثار هذا (القرص) اليومي الذي نتعرض له نتيجة اختفاء أسراب النحل الأمريكي ولجوئه الى منطقتنا العربية بحثاً عن شيء حتى الآن لا ندري ما هو بالضبط.
لهذا الاعتبار نضيف بأن هذه الظاهرة, ظاهرة هجرة أسراب النحل الى منطقتنا, يجب أن تقلقنا. ومن هنا بات الواجب يدعو علماءنا العرب للبحث عن أسبابها واكتشاف من يقف وراءها,
وما هي أغراضه بالضبط من تعريض المواطنين الأمريكيين لخسارة مليارات الدولارات سنوياً مقابل أرباح (نوعية) يرمي الى تحقيقها في المنطقة, فضلاً عن إيرادات النفط, وتقسيم المنطقة الى كانتونات طائفية ومذهبية متناحرة, على سبيل المثال لا الحصر.
نحن نفهم أن يختفي المجرمون بعد ارتكاب جرائمهم, وأن يتوارى عن الأنظار مرتكبو المخالفات ولو الى حين, وأن يختبىء المدمن على المخدرات وراء جدار أو منعطف في الليل كي يمارس هوايته, أما أن يختفي النحل وفي وضح النهار, فتلك مسألة تقتضي منا السعي لمعرفة ما وراء الأكمة!
قبل سنوات ليست بعيدة, على سبيل المثال, قرأنا في نبأ جدير باستعادة تفاصيله وهي أن الاستخبارات الأمريكية جندت أعداداً لا حصر لها من أسراب الذباب قامت برميها من الفضاء, في أماكن (معينة) على سطح الأرض كانت محملة بأجهزة التقاط جرى تثبيتها تحت أجنحتها لا ترى بالعين المجردة لشدة ضآلتها.
ترى هل ثمة ما يربط بين هاتين الظاهرتين في سياق البحث عن معلومة أوالتقاط صورة هنا أو هناك? ربما نعم, ربما لا, ولكن يبقى السؤال وارداً.
كارثة محدقة بالزراعة في أمريكا وأوروبا
موت آلاف الملايين من نحل العسل 5-2007
بسم الله الرحمن الرحيم :
وَأوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)
ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69).
وللتذكير فقط فالمولى عز وجل هنا خاطب النحل بصفة الأنثى (اتخذي - كلي - فاسلكي - بطونها) لأن الأنثى هي التي تقوم بجمع الرحيق وإنتاج العسل وفي هذا إعجاز علمي للقرآن.
وهناك مقولة للعالم الكبير اينشتاين يقول فيها :
لو يختفي النحل من هذا العالم فإن البشر سيتبقى لهم فقط أربع سنوات من الحياة ، فعندما يختفي النحل ستتوقف عملية تلقيح الأشجار وستموت النباتات والحيوانات ولن يبقى البشر"
"If the bee disappeared off the surface of the globe then man would only have four years of life left.
No more bees, no more pollination, no more plants, no more animals, no more man," Albert Einstein.
وفيما تبدو هذه الكلمات متشائمة جدا أو ربما غير واقعية فإن الخطر على الزراعة لا يمكن إنكاره, إذ أن هناك حشرات أخرى مثل الذباب والتي تقوم أيضا بتلقيح النباتات ولكن يظل النحل هو الأهم.
ففي بعض الولايات الأمريكية بلغت نسبة موت خلايا النحل إلى 80% أي أنه من بين كل ألف خلية نحل تندثر منها 800 خلية وتتبقى 200 خلية فقط. والخسارة ليست فقط في خسارة عسل النحل بل أيضا في المحاصيل الزراعية المعتمدة على النحل لتلقيحها وتقدر قيمة المحاصيل التي يلقحها النحل في أمريكا ب 20 مليار ( بليون ) دولار سنويا.
وتبلغ عوائد زراعة اللوز في كاليفورنيا وحدها أكثر من إثني مليار دولار سنويا .ويذكر أحد مربي النحل من ولاية كاليفورنيا أن شتاء هذا العام شهد أكبر نسبة موت لخلايا النحل خلال حياته.
ومن المعلوم أنه عادة ما تموت أعداد من النحل في فصل الشتاء ولكن بمعدل معقول ولا يؤثر كثيرا على العدد الكلي. ولوحظت هذه الظاهرة بهذا الشكل الملفت بدء من نهاية العام الماضي 2006 إلا أن تناقص النحل بدأ منذ عام 1980.
ونفس الشيء يحدث في أوروبا. ففي ألمانيا تراوحت نسبة موت خلايا النحل من 25% إلى 80% وكذلك الحال في بولندا وسويسرا. وهناك بعض التقارير التي تتحدث عن ظهور المشكلة في البرازيل أيضا .والمحير في الأمر أن العلماء والمتخصصين ليس لديهم أي تفسير أو سبب لهذه الظاهرة الخطيرة.ومن المتوقع عقد مؤتمر علمي نهاية هذا الأسبوع خارج مدينة واشنطن العاصمة الأمريكية لمحاولة معرفة الأسباب.
وما يعمق حيرتهم أن النحل لا يموت في الخلية ، بل إنه يخرج من الخلية ولا يعود إليها، وتبقى في الخلية الملكة وبعض الشغالات الصغيرة والتي لا تلبث طويلا فتندثر الخلية .وبعد فحص الخلايا يتضح أن العسل موجود مما يدل على أن الخلية لم تتعرض لهجوم من حشرات أخرى رغبة منها في الحصول على العسل ويعني أيضا أنه هناك غذاء كاف.
ويذكر بعض المتخصصين في تربية النحل أن سلالات برية من النحل لم تتأثر بهذه الظاهرة وأن السلالة الرئيسة المتأثرة هي سلالة نحل العسل الأوروبي Apis mellifera وكحل مؤقت للمشكلة فلقد بدأ المزارعون في ولاية كاليفورنيا باستيراد النحل من أستراليا بعد أن سمح لهم القانون الأمريكي بذلك ولفترة محددة.
ولكن هذا اللغز حدا بالكثيرين لطرح عدة نظريات منها:
- أن التغير المناخي هو المسئول بسبب سخونة الجو في بداية الشتاء ثم برودته فجأة .
- أن النباتات المعدلة وراثيا هي المسئولة فهي التي أضعفت مناعة النحل مما جعل الفيروسات تهاجمه.
- أن محطات بث الهواتف النقالة هي المسئولة فهي التي أفقدت النحل القدرة على العودة للخلية.
- أن خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي هي التي أفقدت النحل القدرة على التعرف على وجهته والعودة للخلية.
- أن المبيدات والمواد الكيميائية الكثيرة المنتشرة بالبيئة هي المسئولة.
- أن الهرمونات التي تعطى للنحل لزيادة حجمها هي المسئولة لأن النحل صار غير قادر على النفاذ إلى داخل بعض الأزهار المهمة لغذائه.
- أن فيروسات وطفيليات قد انتشرت بينها .
قد يكون أول رد فعل لمن يقرأ هذا الموضوع أن يشمت في أمريكا والغرب عموما ويتمنى خسارتهم ودمارهم .
ولكن مهلا ?هل المشكلة محصورة فقط في أمريكا وأوروبا ؟ أم انها موجودة عندنا أيضا ؟
أو ربما هي في طريقها إلينا إن لم نتعظ ونأخذ الدروس والعبر من رزية غيرنا؟.
فإن كان سبب الظاهرة هو التغير المناخي فهذا يحدث عندنا أيضا وبدرجات مختلفة ربما.
وإن كان السبب هو المبيدات والمواد الكيميائية فإننا نستورد نفس المبيدات المستخدمة في الغرب بل ربما نسيء استخدامها برشها بكثرة أو في غير وقتها.
وإن كان السبب هو هوائيات وأبراج بث الهواتف النقالة فإننا نلهث ورائهم على نفس الطريق.
الفرق الواضح للعيان الآن هو أننا نستطيع أن نحصل على معلومات دقيقة عن المشكلة في الغرب ولكن هل توجد لدينا معلومات موثوقة عنها ؟
وعندما بدأ مرض إنفلونزا الطيور بالظهور عالميا لم يستغرق الفيروس وقتا طويلا حتى وصل إلينا وصرنا نعاني مثل ما يعاني غيرنا.
فهل نساهم مثل غيرنا في دراسة هذه المشكلة على الاقل من جانب الوقاية ؟
فلعل بعض السلالات المتواجدة عندنا لا تتأثر بهذه الظاهرة .
وهل تستطيع تونس مثلا أن تحتمل فقدان محصولها من الزيتون ؟
أم هل تستطيع لبنان تحمل فقدان محاصيلها من التفاح ؟
أم أن مصر قادرة على إستيعاب خسائر محصول القطن ؟
أم السودان تتحمل خسائر البقوليات ؟
أو هل تستطيع السعودية تحمل خسائر محاصيل الخضروات ؟
هل ننتظر أن تدق المشكلة أبوابنا ؟
أم نبدأ في البحث عن الحلول من الآن ؟
أم نبدأ من الآن البحث عن البدائل ؟
هل لدينا بدائل غذائية ؟
هل سيستمر الغرب في تصدير الحبوب لنا إن نقص منتوجه ؟
وكم سيكون السعر ؟
وقد تكون النخلة هي إحدى أهم الاشجار التي لن تتأثر بهذه المشكلة إذ أن الانسان هو الذي يقوم بتلقيح النخل ، فسبحان الله على هذا التنوع في خلقه .
ولعل في هذا إشارة لنا لنبدأ الاهتمام أكثر بنخيلنا لأن سعر كيلو التمر قد يكون موازيا لسعر الجرام من الذهب إن لم يوجد حل لهذه المشكلة؟
فهل ستتفاقم المشكلة حتى أننا نشتاق لرؤية التفاح والبرتقال وقد نراها فقط في أشرطة الفيديو وعلى الشاشات ؟
هل نستطيع أن نتصور عالما بدون نحل ؟
وهل سلوكياتنا هي السبب فيما قد يحدث؟
هل؟ وهل؟
وهل ندرك الآن إنعكاسات التغير المناخي ؟
م / محمد خالد الكيلانى (موقع مروج )
اختفاء النحل يهدد المحاصيل الزراعية في أمريكا
المصدر وكالات
08 / 06 / 2007
ظاهرة غريبة ومفاجأة تواجه مُربي النحل حاليا في الولايات المتحدة، تلك الظاهرة جعلتهم يجنون البصل بدلاً من العسل في موسم هذا العام،
فقد استفاقوا على خلاياهم الفارغة بعد أن هجرتها أسرابُ النحل أو ماتت فيها دون أن يعرفوا الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة، وانتشرت هذه الظاهرة في 24 ولاية أميركية•
ويبدو أن الوباء الغامض الذي يقف وراءه سوف يتابع انتشاره إلى بقية الولايات الأميركية وربما يكتسح كندا ودول أميركا اللاتينية، وتكمن غرابة الظاهرة في أن النحل المنتشر في هذه المناطق الموبوءة كان قبل أقل من شهر
يبدو في صحّة جيدة، إلا أن سبباً غامضاً دفعه بقوة لهجر خلاياه والارتحال إلى أماكن مجهولة• وقدَّر خبراء أن المليارات من هذه الحشرات الحساسة هجرت خلاياها مرة واحدة تاركة المربين في حالة
من الإحباط والدهشة وهم يضربون الكف بالكف، ولعلَّ ما هو أغرب من كل ذلك أنه لم يظهر أي أثر للنحل المختفي، وفي بعض الحالات القليلة تمَّ العثور على نحل الخلايا ميتاً بأكمله•
وهرع علماء الحشرات والمربون في الولايات المتحدة للبحث في دراسة هذه الظاهرة واضعين نصبَ أعينهم أسباباً شائعة
كانت تؤثر سلبياً على مجتمعات النحل فيما مضى، كالإفراط في استخدام مبيدات الحشرات وانتشار العثّ والفطريات والفيروسات إلى جانب الطقس الشتوي الذي تميَّز هذا العام بالقسوة والبرودة الزائدة•
وفيما يعتبر مربو النحل أن فقد 20% من أعداده في كل موسم يعدّ أمراً عادياً، إلا أن معدَّل النحل
المفقود هذا الموسم تراوح بين 30 و60%؛ وظهر أيضاً أن الوباء الذي أصاب النحل هذه المرة هو من النوع القابل للانتشار، كما اكتشف العلماء الذين يتابعون هذه الظاهرة أنها وصلت إلى كندا وبعض مناطق أوروبا.
اختفاء النحل يحير علماء أمريكا
الأحد 29 ابريل 2007
واشنطن (رويتر) - اعتادت مملكة النحل أن تقوم على منظومة الذهاب
إلى العمل ثم العودة إلى الخلية ثم الذهاب مرة أخرى
والعودة لكن أسراب النحل لم تعد كعادتها واختفت دون أثر مما حير علماء يحاولون تفسير هذه الظاهرة الجديدة.
فعل مليارات من النحل هذا تاركين الحقول
التي كان من المفترض أن يمتصوا رحيق أزهارها ونباتاتها.
رصد العلماء هذه الظاهرة المستحدثة أول مرة أواخر العام الماضي في الولايات المتحدة حيث اعتاد النحل
أن يمتص رحيق ما قيمته 15 مليار دولار من الفواكه والزهور ومحاصيل أخرى سنويا. كما لاحظ العلماء تكرار هذه الظاهرة أيضا في أوروبا والبرازيل.
اعتاد أصحاب المناحل لأن يضعوها قرب حقل من حقول المحاصيل المعتادة
وأن يعودوا بعد أسبوعين أو ثلاثة ليجدوا المناحل مليئة
بالعسل خاوية من النحل العامل ولا يوجد بها سوى ملكة
النحل وحشرات لم يكتمل نموها بعد. ويقول العلماء إنه إذا كان سرب النحل قد مات مسموما بسبب المبيدات الحشرية أو مات بسبب الصقيع لكانوا قد
عثروا على النحل الميت حول المناحل أو الحقول. وإذا كان أفراد السرب قد فروا بعد أن استشعروا خطرا ما كانوا قد رحلوا دون مليكتهم. ويقول جي
ف بيتيس من هيئة الابحاث الزراعية الامريكية إنه نظرا لأن ثلث أنظمة الحمية الأمريكية تعتمد على التلقيح الذي يقوم به في الأغلب النحل فإن اختفاءه سيشكل مشكلة حقيقية. وقال بيتيس
عن أسراب النحل إنها رافعة الاثقال في الزراعة.
إنها تتحرك بسرعة ويمكننا أن نضعها بأعداد كبيرة بالقرب من المحصول حين يزهر.
وذكر بيتيس أن النحل يستخدم لتلقيح أنواع كثيرة من النباتات التي تستخدم في أنظمة الحمية الأمريكية
منها الكرز والتوت والتفاح وأنواع أخرى. واستطرد “اذا كنت تتخيل نفسك تأكل وجبة كاملة
من حبوب الشعير دون اضافة فاكهة عليها فهذا سيكون الحال دون التلقيح الذي يقوم بها النحل”.
ويجتمع بيتيس وعلماء آخرون على مشارف واشنطن يوم الاثنين الماضي
على مدار يومين لتبادل المعلومات والخروج بخطة عمل لمكافحة ما وصفوه بخلل في نظام مملكة النحل يؤدي الى انهيارها.
ومن ألمانيا:
النقاش حول مصير الارض...اختفاء النحل يثير الفزع !!!
حينما يختفي النحل مرة واحدة من الأرض فان أمام الإنسان أربع سنوات فقط للعيش ,
بدون النحل لا يوجد تلقيح, لا توجد نباتات,لا توجد حيوانات, لا يوجد إنسان (ألبرت اينشتاين 1949).
بهذه المقدمة افتتحت الصحيفة واسعة الانتشار (صحيفة بلد الألمانية) تغطيتها تحت عنوان:
صدمة الربيع: نحلنا يموت
بقلم ألبرت لينك حول ظاهرة موت النحل التي ضربت مزارع النحل في الولايات المتحدة
الأميركية وكندا ووصلت إلى اسبانيا وبولونيا وظهرت بوادرها في سويسرا وحطت رحالها في ألمانيا ...
تنقل الصحيفة عن رئيس رابطة مربي النحل منفريد هيدرر قوله ( لقد بدأ في ألمانيا الكفاح ضد موت النحل)
خسر منفريد 60 بالمئة من خلايا النحل التي يملكها فيما خسر كلاوس ماريش 50 خلية حيث يقول (Wir sind frustriert und wütend) إننا محبطون وغاضبون.
يرى الدكتور ستيفان بيرغ بان طول فصل الشتاء ربما كان احد الأسباب التي تعيق خروج الحشرات من المناحل لتحلق في الطبيعة لكن ماريش يقول:
أن البرد ليس هو سبب خسارتنا الكبيرة لكننا متأكدون بان نوع المحاصيل التي تزرع هي المسبب. انه يرى بان النحل المقياس الأول لوضع الطبيعة فحيثما وجد فان الطبيعة بخير وحيثما يموت فان هناك خللا.
مربي النحل ستيفن بوهم يرى أن هلاك النحل سببه التوسع في زراعة محصول الرابس وهو نبات اصفر يمكن رؤيته على امتداد الحقول الالمانية في الربيع
تشبه ثماره اصابع الماش ويدخل في استخراج الزيوت حيث يتسبب بتجويع النحل وفقا لمايعتقده بوهم الذي يشكك بامكانية قدرة المربين على الاحتفاظ بمناحلهم مع هذا التحول الزراعي.
بدوره نشر موقع زوددويتشة http://www.sueddeutsche.de تقريرا بقلم بيترا شتاينبيرغر التي عنونت تقول (انها تموت لاسباب غامضة): وذهب التقرير إلى التفصيل في حجم خسائر
المناحل الأميركية التي فقدت على الجانب الغربي من أميركا 60 % أما على الساحل الشرقي فكانت الخسائر 70%.
"Das Bienensterben kann eine Warnung an uns sein"
يقول هذا المانشيت الفرعي في تقرير الصحفية (شتاينبيرغر) أن موت النحل ربما يكون تحذيرا لنا.
تشير الكاتبة إلى أن ثلث غذاء الإنسان يتعلق بالنحل مباشرة أو بصورة مباشرة.
لقي موضوع اختفاء النحل تغطية من التلفزة الالمانية في ظل تعبئة غير مسبوقة تشهدها البلاد لحماية البيئة إذ ستتحول جمهورية المانيا الاتحادية للعمل
بنظام اكثر تشددا لحماية البيئة من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكاربون وكانت المستشارة انجيلا ميركل قد نجحت في تحقيق اختراق على المستوى الاوروبي للتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.
قبل موضوع النحل نشرت وسائل الإعلام الالمانية تقاريرا علمية
تتحدث عن ارتفاع درجة حرارة بحر الشمال بمعدل 2 إلى 3 درجات خلال القرن الحالي ويرافق هذا الدفق الخبري عن تدهور حالة الارض استعدادا من قبل الناس لتقديم تضحيات من اجل وقفه.
يحتل الالمان مرتبة متقدمة في اجراءات الحفاظ على البيئة ويمكن أن يلحظ المرء سرعة انتشار طواحين الهواء لتوليد الكهرباء والواح الخلايا الشمسية وبعد توقف
عملها السابق تحولت معامل انتاج الصفيح في الشطر الشرقي إلى انتاج الواح السونار ونجحت جماعات الضغط المدافعة عن البيئة في اجبار الحكومة على التخلي عن الطاقة النووية بحدود عام 2020.
وجهة نظر دينية:
أن موضوع اختفاء النحل لن يظل بعيدا عن الجدل الديني حول نهاية الحياة على الارض فالقرآن يتضمن سورة باسم النحل تتحدث احدى اياتها عن الساعة
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (النحل:77)
والساعة ورد ذكرها في القران 35 مرة ثلاثة منها في سورة الروم وذكر القرآن أن اشراطها متحققة:
(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) (محمد:18)
تدهور حالة الارض يعطي للنقاش حول نهاية العالم مادة جديدة وسوف يتم استدعاء الاشارات القديمة التي وصفت ظواهر طبيعية أو أحداث
سياسية من قبيل جفاف الفرات ونزول الروم في العراق وملك شخص يسمى عبد الله وتعرض الزوراء التي هي بغداد لعدم استقرار يضاف اليها ظهور نار عظيمة وكل هذا يمكن تاويله في ضوء
أحداث مشابهة لكن القران ذاته لايتحدث عن نهاية الارض إنما عن تبديلها (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (ابراهيم:48) كما يتحدث عن ذهاب من على الارض وليس تدميرها.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (ابراهيم:19) أو قوله تعالى (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (فاطر:16)
إن تدهور وضع الأرض جاوز ما كان يعتبر إلى وقت قريب إثارات صحفية بعد الفعاليات المتزايدة للعلماء في التحذير من خطورة الوضع مشيرين إلى ذوبان ثلوج القطب الجنوبي بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجمة
عن نشاطات الإنسان والغريب أن القران تحدث عن هذا الفساد في وقت بعيد نسبيا وكانت الطبيعة لا تزال بخير (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
ونلاحظ الاية في سورة الروم حيث المتهم الأول في تدمير جو الأرض الولايات المتحدة الأميركية والتي تمانع إلى الآن في توقيع معاهدة كيوتو ونلاحظ أن الآية تشير إلى إمكانية رجعة الناس
عن افعالهم التي تسببت بظهور الفساد وفي مكان آخر يوجد إخبار يشكل معجزة حقيقية تتعلق بخطورة الغذاء على الإنسان (فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) (عبس:24)ففي وقت نزول الاية كان الذهن منصرفا إلى حلية الطعام
من حرمته لأنه بسيط وخالي من تعقيدات طعام اليوم الذي يتطلب مراقبته بدقة كأن الماعون عدو يتربص بمن ياكله ليقتله ولاتعدم في يومك من يقول أن الغذاء في هذا الزمن صار سماً.
اقرأ آخر نتائج البحث العلمي
إعداد الدكتور طـارق مـردود