تربية النحل، نحلة

فى هذا المقال سوف أتناول النوزيما بشكل مبسط ومختصر وأعراض الإصابة بها وطرق الوقاية منها وكذلك طرق المكافحة فى حالة ظهور المرض. وأتمنى أن يستفيد النحالون فى الوطن العربى بما فى هذا المقال من معلومات.

النوزيما وأعراض الإصابة بها:
النوزيما تعد من المسببات المرضية الخطيرة لنحل العسل. وهناك نوعين من النوزيما وهما Nosema apis (نوزيما أبيس) والنوع Nosema ceranae (نوزيما سيرانا) والنوع سيرانا هو الأكثر إنتشاراً حالياً، وأشارت الأبحاث إلى أن هذا النوع قد حل محل النوع أبيس فى العديد من المناطق. وتعد أعراض الإصابة بالنوعين متشابهة لحد كبير ولكن النوع الأخير (سيرانا) أكثر خطورة حيث يمكنه تقليل عمر الشغالات مما يؤدى إلى ضعف الطوائف بشدة. ولكن الأعراض العامة هى: 1) وجود براز على الخلايا من الخارج أو على مدخل الخلايا، 2) وجود نحل زاحف على أرض المنحل بكثرة وله أجنحة طبيعية، 3) عند فحص بطن النحل الزاحف أو بعضاً من النحل السارح يمكن مشاهدة إنتفاح البطن مع غياب تحزازت القناة الهضمية الخلفية. ويراعى أن النوزيما تصيب النحل كبير السن بشكل أساسى لذا يمكن تقدير الإصابة بها عن طريق أخذ عشرة نحلات من النحل السارح أو النحل المتواجد على أقراص العسل )الأقراص الجانبية) وفحص القناة الهضمية تحت الميكرسكوب لتحديد إصابة النحل من عدمة. يراعى ان إنتفاخ البطن وغياب التحزازات منها يحدث مع تقدم الإصابة بالنوزيما.

أضرار النوزيما:
تصيب النوزيما بشكل أساسى الشغالات وخاصة كبيرة السن ويصاب النحل صغير السن بنسبة أقل بها. وعندما تصاب الشغالات تقل مقدرتها على السروح وتظهر زاحفة على أرض المنحل. يضاف إلى ذلك نقص عمر الشغالات وبالتالى تنخفض قوة الطائفة بشكل كبير وتنهار سريعاً. وعندما يقل النحل السارح تضطر الشغالات الصغيرة القيام بمهام السروح فى سن مبكر مما يترتب عليه ملاحظة نحل صغير السن ملقى على ارضية المنحل وقد يكون محمل بحبوب اللقاح كما فى الصورة. وإذا أصيبت الملكة بالنوزيما فإنها تتوقف عن وضع البيض وقد يلجأ النحل لإستبدالها بملكة جديدة. وبالتالى الإصابة الشديدة بالنوزيما يمكن إعتبارها مدمرة لخلية النحل.

(نحلة صغيرة السن ملقاة على الارض ومعها حملة من حبوب اللقاح)

مناطق إنتشار النوزيما:
النوزيما مرض عالمى الإنتشار وهذا يعنى أنها متواجدة فى أغلب أنحاء العالم فهى تتواجد فى مناحل أوروبا بمختلف بلدانها وأمريكا وأسيا والشرق الأوسط. والقليل من الدراسات أجريت عليها فى أفريقيا الوسطى وأمريكا الجنوبية.

وقت إنتشار الإصابة:
تقل النوزيما فى الأوقات الحارة ولمنطقة المنحل دور كبير فى الحد من إنتشار النوزيما فالمناطق الصحراوية ذات الطبيعة الجافة يقل فيها ظهور النوزيما مقارنة بالمناطق الزراعية ذات الطبيعة الرطبة. وللنحال دور كبير فى تقليل ظهور النوزيما كما سيرد لاحقاً.

أمراض مشابهة للنوزيما:
هناك أمراض قد تتشابة فى الأعراض مع النوزيما، فمثلاً زحف النحل ليس بالضرورى مؤشر للنوزيما حيث قد ينتج عن إصابة النحل بالأكارين (وهنا يظهر النحل وأجنحتة لها وضع غير طبيعى وبطنها طبيعية) وقد ينتج عنه تشوه أجنحة النحل وبالتالى عدم قدرتها على الطيران أو عندما تصاب الشغالات بالشلل وبالتالى تفقد المقدرة على الحركة الطبيعية. وقد تصاب الشغالات بإضطرابات هضمية لأسباب متعددة منها الغذاء صعب الهضم وخاصة المحتوى على سكريات متعددة أو عند إصابتها بانواع مختلفة من الأميبيا مما يفقد الشغالات القدرة على التبرز بعيداً عن الخلايا، وبالتالى تتشابة الأعراض جزئياً مع النوزيما.

الوقاية من النوزيما:
للنحال دورٌ كبيرٌ فى وقاية الخلايا من النوزيما وذلك من خلال جعل المنحل والخلايا جافة بقدر الإمكان (النوزيما تنتشر وتفضل الوسط الرطب) ويتم ذلك عن طريق:
-وضع الخلايا شتاءاً فى مناطق ذات طبيعة جافة. أو تعريض الخلايا للشمس خلال فترة الشتاء بقدر الإمكان.
-لايفضل وضع الخلايا أسفل أو بالقرب من الأشجار حيث أنها ستزيد من رطوبة منطقة المنحل وتقلل من تعريض النحل للشمس. ويجب مراعاة عدم تعريض النحل لتيارات الهواء الباردة.
-يجب أن تقدم تغذية جافة للنحل بدءاً من نهاية الخريف وحتى بداية الربيع. ولا يفضل تقديم أي تغذية سائلة حيث أنها ستزيد من رطوبة الخلايا وستجعل وسط الخلايا ملائم للنوزيما. ويتم عمل التغذية من السكر الناعم (المطحون) مخلوطاً بالعسل (وهو الأفضل لصحة النحل) أوتشبيع الماء بالسكر الناعم.
- يجب إمائلة الخلايا للأمام قليلاً خلال الشتاء لمنع دخول الامطار داخل الخلايا مع سد أي شقوق بالخلايا.
-يجب أن يشجع النحال طوائف النحل على تربية حضنه خلال فصل الخريف لأنها ستمثل الجيل الجديد من الشغالات خلال فترة الشتاء وبداية الربيع. وبالتالى قد يحتاج لتقديم تغذية بروتينية للنحل فى حال عدم توافر مصادر غنية بحبوب اللقاح فى منطقة المنحل.
-يجب معالجة الفاروا والأكارين حتى تختفي الأعراض المشابهة للنوزيما مثل زحف النحل الناتج عن الفيروسات أو عن الأكارين. وكذلك لتقليل الإصابة بهذة الأفات. - مراعاة أن النحل يغطى كافة الأقراص تماماً داخل الخلية وعدم وجود أقراص زائدة عن حاجة النحل.
إذا اتبع النحال التعليمات السابقة فستقل الإصابة بالنوزيما بنسبة كبيرة جداً وقد تنعدم تماماً من المنحل.

علاج النوزيما:
العلاج الأكثر شيوعاً للنوزيما هو الفيميدل بى (الفيوماجللين) وقد إختلفت الأبحاث حول مدى فاعليته. ويتوقف ذلك حسب طريقة الإستعمال ووقت الإستعمال وجودة المنتج بجانب حالة الطوائف وشدة الإصابة بالنوزيما. ويتم الإستعمال وفقاً لتعليمات الشركة المنتجة. ويمكن للنحال إستخدام مواد طبيعية مثل مستخلص الشيح المخلوط بالمحلول السكرى ويرش على النحل وتكرر المعاملة ثلاث مرات بفاصل 4 أيام بين المرة والأخرى. وقد يستخدم عصير الليمون المضاف لتغذية النحل كمادة مؤثرة على حموضة المعدة وبالتالى التاثير غير المباشر على النوزيما ولكن الشيح يعد الأفضل بجانب مراعاة النقاط الوقائية.

ملاحظات هامة:
قد يلجأ بعض النحالين لاستخدام أدوية بيطرية او بشرية لغرض مكافحة النوزيما وهذا غير صحيح. فاستخدام هذه المواد قد يشعر النحال بحل مشكلة النوزيما كنتيجة لموت النحل كبير السن وبالتالى تقل الأعراض. ولكن لهذة المواد تأثيرات غير مدروسة على شمع النحل والعسل، وقد تترك متبقيات ضارة على المدى الطويل بخلايا النحل، وقد تؤثر بالسلب على مناعة النحل وبالتالى يصبح النحل عرضة للإصابة بأمراض أخرى. ويجب مراعاة أن الأدوية عند التصنيع يضاف معها مواد أخرى بجانب المادة الفعالة لا يتم ذكرها على العبوات مما يصعب من دراسة تأثيرات هذه المواد على منتجات خلايا النحل. ولكن الأفضل مع النوزيما هو إتباع إجراءات الوقاية سابقة الذكر واللجؤ للطرق الطبيعة لمكافحة النوزيما فى حالة ظهور المرض.