موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
الصفحة الرئيسية   المقالات   التصاميم   الصور   الأخبار   جمعية النحالين السوريين   اتحاد النحالين العرب
أخـبــار الـنـحـــالـــة العربيـــة أرسل لنا أخبار النحالين في بلدك

الباحث الأردني حداد : إذا اختفى النحل عن الأرض سيبقى للجنس البشري أربع سنوات فقط ليعيشها

حقق الباحث الأردني الدكتور نزار حداد نجاحا علميا بترجمة كتاب "نحل العسل-المعجزة"لمؤلفه البروفسور "يورغن تاوتز"

مقابلة مع موقع البلقا الإخباري

الثلاثاء, 26 آذار/مارس 2009 18:20:00 GMT

قال الدكتور نزار وهو يعمل مديراً لوحدة أبحاث النحل في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي منذ عام 2000 أنه بحسب اينشتاين "
إذا اختفى النحل عن الأرض سيبقى للجنس البشري أربع سنوات فقط ليعيشها"للتدليل على أهمية هذا الكائن في إحداث التوازن البيولوجي للحياة.وكشف الدكتور حداد عن خفايا في عالم النحل حول الكتاب المترجم والذي حاز على جائزة جامعة فيلادلفيا للإبداع العلمي.وهذا نص الحوار:

 

*لنبدأ من فوزك بجائزة جامعة فيلادلفيا للإبداع العلمي في العلوم عن أفضل كتاب مترجم للعام الماضي؟

حزت على جائزة التميز العلمي في أبحاث العلوم البحتة والطبيعية لعام 2008 لأفضل كتاب مترجم بعنوان "نحل العسل المعجزة" وذلك ضمن الجوائز التي تمنحها جامعة فيلادلفيا سنويا في مختلف مجالات الانجاز العلمي والأدبي ،  ويسرد هذا الكتاب بشكل جذاب نمط  حياة وسلوك نحل العسل من منظور جديد اعتمد فيه مؤلف البروفيسور "يورغن تاوتز" على آخر ما توصلت إليه نتائج أبحاثه وغيرة من العلماء، واستطاع أن يزودنا بمتحف متكامل فاتن، يبين لنا وبشكل واضح ومفصل أنشطة طائفة نحل العسل وما يحيط في فلكها.

و لقي هذا الكتاب رواجا عالميا حيث تمت ترجمته إلى أربع عشرة لغة في عام واحد (2008) من بينها اللغة العربية. وقد تميزت الترجمة العربية عن غيرها من الترجمات بالتنسيق المباشر مع المؤلف إثناء الترجمة لكي تبتعد عن الترجمة الحرفية التقنية، وليكون الكتاب أداة علمية وإنسانية في آن واحد. ويجد القارئ سواء كان متخصصا في علم النحل أو الأحياء أو الحشرات مادة علمية زخمة ليس لها مثيلا سابقا في اللغة العربية، كما ويمكن للطالب في هذا العلوم أن يجد فيه معلما يرشده إلى أمور لم يعرفها من قبل. كما ويمكن لمربي النحل أن يجد فيه تفسيراً لتلك الظواهر التي لا يستطيع فهما من سلوك النحل.  وما يميز الكتاب عن غيره، انه يأت بأدق العلوم، وأصعبها فهما بطريقة سهلة، ليقدمها للقارئ على شكل مقارنات و مقاربات بين ما يدور في طائفة النحل، و ما يدور بالطبيعة من حولها، معتبراً هذه الطائفة كائنا حيا واحدا يعيش في أفراد متعددة.ولا شك في أن هذا الكتاب يكشف الكثير من المعلومات الغامضة التي أحاطت بطائفة النحل، وأزال كثيرا من المفاهيم التي بدت وكأنها معجزة في سلوكه، وأعطاها تفسيرا علميا منطقيا مبنيا على تكامل جميع أفراد الطائفة

وسيتم تكريمي في المركز الثقافي الملكي بتاريخ 26/4/2009 في عمان وبحضور العين ليلى شرف رئيسة مجلس أمناء الجامعة.

 

*لنتحدث عن سيرتك الذاتية كباحث؟

-أنا باحث في مجال نحل العسل ، واعمل مديراً لوحدة أبحاث النحل في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي منذ عام 2000، حاصل على درجة الدكتوراه في مجال نحل العسل عام 1999، من أكاديمية بلغراد الحكومية الزراعية في روسيا، لي العديد من المؤلفات في مجال نحل العسل منها قاموس علم النحل (انجليزي- عربي) بالتعاون مع عدد من الزملاء.. لي ثلاثة عشر ورقة علمية محكّمة، إضافة إلى سبع نشرات ومطويات إرشادية وسبعة كتب و كتيبات. حائز على أربع جوائز دولية، ثلاث منها تكريمية للجهود المبذولة في نقل التكنولوجيا والمعلومات العلمية بطريقة سهلة وسلسة للنحالين، الأولى: هي ميدالية ذهبية في العام 2005، والأخريين: برونزيتين عام 2007، من مؤسسة Apimondia العالمية التي تُعنى بنحل العسل. حائز على الجائزة الدولية لدراسات أمراض نحل العسل من بريطانيا تقديرا للجهد المبذول في تطوير أبحاث أمراض النحل في الوطن العربي، وخاصة دراسات الأمراض الفيروسية. وقد تم اختياري لعضوية مجلس علماء العسل العالمي في عام 2007، كما تم اختياري وفريق وحدة أبحاث النحل لعدد من المهام الدولية كمدربين متمرسين في مجال نحل العسل ، خاصة مع منظمات دولية مثل الـ (FAO)، ومعهد بولاراغ الأمريكي للتدريب الزراعي ، و (JICA)  اليابانية. باحث زائر في العديد من المعاهد و المختبرات البحثية المرموقة والمتخصصة في مجال أبحاث نحل العسل في كل من أمريكا (مرتين)، وألمانيا (ثلاث مرات).

مشارك في العديد من المؤتمرات الدولية، وكانت جميع المشاركات على حساب الجهات الراعية أو على حساب مشاريع ممولة من الخارج أو على شكل مِنح حصلتُ عليها. وهذه المؤتمرات عُقدت في كل من بريطانيا ، والمكسيك، واستراليا ، و ألمانيا (مرتين)، وفنلندا، وروسيا ، وايطاليا. عملت مترجماً في عدد من المؤتمرات الدولية الزراعية بين اللغات العربية والانجليزية و الروسية.

*وما هي المضامين التي شجعتك على ترجمة الكتاب؟

يسرد هذا الكتاب بشكل رائع وجذاب نمط  حياة وسلوك نحل العسل من منظور جديد، اعتمد فيه المؤلف على آخر ما توصلت إليه نتائج أبحاثه وغيره من العلماء، واستطاع "يورغن تاوتز "أن يزودنا بمتحف متكامل فاتن، يبين لنا وبشكل واضح ومفصل أنشطة طائفة نحل العسل وما يحيط في فلكها.

ولم يكن القارئ ليستطيع الوصول إلى جميع مكنونات نحل العسل، لولا الصور البيانية والتوضيحية التي زهت بها صفحات هذا الكتاب القيم. وينقل إلينا المؤلف مشاهد خلية النحل كمجتمع مثالي متكامل، غير أناني يعمل فيه الفرد لمصلحة الجماعة والجماعة لمصلحة الفرد.

 وسمى تاوتز هذه المملكة بالكائن فائق التنظيم، ولا عجب في ذلك، فالتنظيم الرائع، وفائق الدقة، يقوم على نظام معقد وصارم للغاية، ومتكيف، أساسه شبكة اتصالات بين الأفراد تفضي إلى نتيجة ساحرة من العمل الجماعي تذوب فيه شخصية الأفراد لتظهر شخصية المجتمع ككل.

وتم شرح التنوع الداخلي لأنشطة نحل العسل المدهشة بعرض صور ملونه واضحة جدا، ليس لها نظير. وهذا الكتاب يعد فريدا من نوعه حيث انه لا يتطرق إلى أمور تقنية من تلك التي تغص بها الكتب التقليدية، بل ينظر إلى طائفة نحل العسل من منظور سلوكي، ويبرز الكاتب  أهمية نحل العسل في تلقيح النباتات البرية والمحاصيل الزراعية، مؤكدا مقولة العالم البرت اينشتاين، حينما قال: " إذا اختفى النحل عن الأرض سيبقى للجنس البشري أربع سنوات فقط ليعيشها، لا نحل- لا تلقيح- لا نبات- لا حيوان- لا إنسان". ويبرز الكاتب بطريقة غير مباشرة أهمية تعلم الجنس البشري الكثير من هذا المجتمع الحشري.

لقد لقى هذا الكتاب رواجا عالميا حيث تمت ترجمته إلى أربع عشرة لغة في عام واحد (2008) من بينها اللغة العربية. وقد تميزت الترجمة العربية عن غيرها من الترجمات بالتنسيق المباشر مع المؤلف إثناء الترجمة لكي نبتعد عن الترجمة الحرفية التقنية، وليكون الكتاب أداة علمية وإنسانية في آن واحد. وسيجد القارئ سواء كان متخصصا في علم النحل أو الأحياء أو الحشرات مادة علمية زحمة ليس لها مثيلا في العربية، كما ويمكن للطالب في هذا العلوم أن يجد فيه معلما يرشده إلى أمور لم يعرفها من قبل. كما ويمكن لمربي النحل أن يجد فيه تفسيراً لتلك الظواهر التي لا يستطيع فهما من سلوك النحل.

 

*وما الجديد الذي حمله الكتاب في عالم النحل؟

بعد ترجمة هذا الكتاب إلى أربع عشرة لغة في عام واحد، يـبدو وللوهلة الأولى بأنه مجرد كتاب عن نحل العسل وحياته فقط. إلا أن هذا الكتاب يحمل بين طياته زخما من المعلومات في علوم الحياة، والسلوك، والكيمياء، والفيزياء، وعلوم الاتصالات، درست جميعها لتعطي قالبا يشرح حياة طائفة النحل. هذا الكائن الذي يمكن القول عنه بأنه معجزة الخـالق في خلقـه. ولو أن مؤلفه ينظر إليه من منظور التطور، إلا أنه يمكننا القول أيضا بأنه معجزة الطبيعة.

 

وما يميز الكتاب عن غيره، انه يأت بأدق العلوم، وأصعبها فهما بطريقة سهلة، ليقدمها للقارئ على شكل مقارنات و مقاربات بين ما يدور في طائفة النحل، و ما يدور بالطبيعة من حولها، معتبراً هذه الطائفة كائنا حيا واحدا يعيش في أفراد متعددة.

 

ولا شك في أن هذا الكتاب يكشف القناع عن الكثير من المعلومات الغامضة التي أحاطت بطائفة النحل، وأزال كثيرا من المفاهيم التي بدت وكأنها معجزة في سلوكه، وأعطاها تفسيرا علميا منطقيا مبنيا على تكامل جميع أفراد الطائفة في كائن واحد أطلق عليه "Superorganism".  ولما يحتويه هذا المصطلح من معانٍ متعددة تحمل في مدلولاتها الكثير من المعلومات التي لم يسهل وضعها خلال الترجمة في كلمة واحدة، فاجتهدت وزملائي لوضع مصطلح،هو -"كائن فائق التنظيم"، على الرغم من كون الكلمة في الانجليزية واللاتينية تعني أبعد من ذلك بكثير. فهي تعني أيضا الكائن المتفوق، وكائن واحد من كائنات عديدة تعمل جميعا في منظومة واحدة.

 

وقد أورد المؤلف صورا إيضاحية أخذت بعناية متناهية لتكون خير ترجمة وتفسير توضيحي لنصوص علمية قد يصعب على القارئ فهمها عند قراءتها من المرة الأولى. واعتمد على مفهوم: هو أن ترى الأشياء بأم عينك خير من أن تسمع أو تقرأ عنها ألف مرة. فزينت الصور المنتشرة في ثنايا هذا الكتاب المادة العلمية صابغة عليها صبغة الترجمة التصويرية لتصل حتى إلى العامة بسلاسة.

 

لعّل ما يميز الترجمة إلى اللغة العربية عن غيرها من اللغات الأخرى،  هو صعوبة إيجاد مصطلحات تتطابق مع الفكرة الموجودة في الكلمة الأصلية ، مما يدعو إلى ترجمة الكلمة ترجمة تفسيرية بدلا من الاكتفاء بوضعها بين أقواس " " باللغة الانجليزية، أو اللاتينية. وقد اقتضى ذلك إلى تعاون منقطع النظير بيني وبين بالبروفسور يورغن تاوتز "Jürgen Tautz".

*ماهي المعجزة العلمية التي كشفها الكتاب عن عالم النحل؟

يقدم لنا كتاب "نحل العسل- المعجزة" دراسية علمية أساسية مستفيضة لنحل العسل، لم يسبق وأن دُرِست بهذا الشكل الدقيق والعميق والمصور. ويتطرق الكتاب إلى نشاطات نحل العسل في تطبيق تكنولوجيا معقدة للغاية، واستخدامها في نمط حياته المتكامل، سواء في داخل الخلية أو خارجها. ويصور لنا الكتاب نحل العسل كأنموذج رائع لتعايش أفراد كائن حي، فائق التنظيم، يصلح أن يكون قدوة لتعايش أفراد المجتمع البشري.

ومجتمع نحل العسل لا يفرط بخليته وأقراصه الشمعية (موطنه) وغيرها من مكونات الخلية الأخرى، ولا بأفراد خليته (مجتمعه)، بل يعتبرها كلا متكاملاً، متلاحماً، متلاصقاً، ويقوم بجميع أنشطته على هذا الأساس.

ويقدم هذا الكتاب دراسة لحياة نحل العسل، باستخدام أحدث طرق البحث العلمي الكيميائية والفيزيائية والسلوك البيولوجي والتقنيات الحيوية، لنستطيع فهم وإدراك ما يدور داخل هذا المجتمع فائق التنظيم.

وقد استطاع مؤلف هذا الكتاب من خلال جهد مضني وعمل شاق، الوصول إلى مكنونات سلوك وغرائز وأحاسيس نحل العسل، التي استطاع بواسطتها تنظيم حياة مملكته بشكل ناجح للغاية. وكتاب "نحل العسل- المعجزة" لا يقوم  بإرشادنا إلى الطرق التقنية في تربية النحل، كما أتت به الكتب التقليدية الأخرى. بل يبين لنا كيف تعمل طائفة نحل العسل التي تحتوي في داخلها آلاف الأفراد الذين يعملون معا وكأنهم فرد واحد.

إن نحل العسل، كما يوضح لنا هذا الكتاب، يُشكل أنموذجاً تكنولوجيا متكاملاً من شبكة من المعلومات والاتصالات، مما يعطيه القدرة على تطبيق العمل الجماعي على أكمل وجه. ويقارب هذا الكتاب بين نحل العسل وما بين الثديات. ولكن بفارق واحد، هو أن الثديات تطعم فيها الأم أبنائها بينما تنبري لهذه المهمة عاملات نحل العسل لتتفرغ الأم للتكاثر.

لعل ابلغ تشبيه لقرص الشمع، هو الوطن، لكون هذا القرص يشكل رحماً تنمو فيه البيوض، ومستودعاً يخزن فيه العسل وحبوب اللقاح، وساحةً لتأدية رقصات التواصل والاتصالات والتحادث والتفاهم والتلاقي بين أفراد الخلية مما يضمن بقاءها حيه. ويقضي نحل العسل 90% من حياته داخل الأقراص آو فوقها، فيصرف وقتاً في تدفئتها او تبريدها حسب الحاجة. كما ويفرز من جسمه إفرازات شمعية لبنائها. ويوجه المؤلف نظر القارئ إلى هذا الأمر بطريقة غير مباشرة ملهماً المواطن بواجباته تجاه وطنه.  

ولعل العلاقة الأسرية بين أفراد خلية النحل واحدة من أكثر الأمور سحرا في هذه الخلية، حيث يعود إنتاج العسل إلى هذه العلاقة وليس العكس. وبكلمات أخرى فرابطة العسل التي صبغ بها نحل العسل ليست سبب إنتاجه العسل بحد ذاته، بل أن الرابطة الأسرية هي التي تدفع النحلَ لإنتاج العسل، والقيام بواجبات الخلية الأخرى. مما يدعو أفراد المجتمعات البشرية إلى التفـكـّر واخذ العبر من مجتمع النحل فائق التنظيم.

وبحسب آراء عدد من العلماء، يعتبر هذا الكتاب كتابا علميا بحتاً ببعد إنساني كبير. وقد اخذ المؤلف على عاتقه تحديث المعلومات ووضعها على الشبكة العنكبوتية. وسنقوم بدورنا بترجمة كل ما يستجد من معلومات لمواكبة خطوات المؤلف.

عن البلقا الإخبارية

جميع الحقوق محفوظة لموقع نـحـلــة © www.na7la.com      2007-2009