موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
الصفحة الرئيسية   المقالات   التصاميم   الصور   الأخبار
 
أخبـار النـحـالـة السوريـة
هـذا العـام
أرسل لنا أخبار النحالين في بلدك

النحل يئنّ في طرطوس..!!
الزراعة: ظاهرة فقدانه أهم المشكلات..
المربون: محصول العسل لا يعوض التكاليف

دمشق - صحيفة تشرين - تحقيقات
الاثنين 15 حزيران 2009
عائدة ديوب

       عرفت تربية النحل في سورية منذ العصور القديمة نظراً لأهمية النحل للبيئة وفائدة منتجاتها للإنسان.

    ونظراً لأهمية هذه التربية البيئية والمردود الاقتصادي الجيد لمشروع النحل مقابل رأس المال المدفوع في المشروع ومقابل الجهد الذي يتطلبه مقارنة مع بقية المشروعات الزراعية الأخرى فقد انتشرت في طرطوس بشكل واسع في كل قرى المحافظة منذ عام 1990 وحتى عام 2005 وكان يتزايد عدد الخلايا والإنتاج باستمرار, فقد كان عدد خلايا النحل في المحافظة حسب إحصائيات مديرية الزراعة عام 1990 لا يتجاوز (5860) خلية نحل حديثة و (850) خلية نحل قديمة, ووصل عدد الخلايا عام 2005 إلى (35131) خلية حديثة وقديمة, وصل إنتاجها من العسل إلى (226) طناً ومن الشمع إلى (1,7) طن. ‏

    ووصل عدد الخلايا الحديثة عام 2007 إلى (37318) طناً و 2041 خلية قديمة وصل إنتاجها من العسل إلى (304) أطنان من العسل. ‏ إلا أنه وخلال العامين الماضيين تعرضت هذه التربية إلى العديد من المشكلات الفنية والبيئية والمناخية التي أدت إلى تراجعها. ‏

‏تراجع التربية ‏

   حول الأسباب الحقيقية لتراجع تربية النحل وظاهرة فقدان عدد كبير من خلايا النحل والانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية على مربي النحل التقينا أحد المعنيين في زراعة طرطوس المهندس السيد نزار غانم رئيس شعبة النحل وأحد المربين. ‏

    يقول السيد غانم: بالرغم من قيام الدولة بتشجيع هذه التربية عن طريق إعطاء قروض لإنشاء المناحل وبيع خلايا خشبية في مديرية الزراعة بسعر الكلفة وبيع طرود إلى المربين في شعبة النحل حدث خلال الفترة السابقة تناقص في عدد الخلايا, حيث انخفض عددها خلال النصف الأول من عام 2009 إلى (38000) خلية نحل بعدما كان عددها (39683) خلية حديثة عام 2008 وصل إنتاجها إلى (250) طناً من العسل ونحو (3) أطنان من شمع النحل. ‏
وبلغ عدد الخلايا الحديثة والقديمة عام 2006 ما يقارب (39438) خلية حديثة وقديمة بلغ إنتاجها من العسل (253) طناً تقريباً في عام 2008 نفسه. ‏

    فبدل أن يكون هنالك تزايد مطرد في عدد الخلايا والإنتاج بدأ الإنتاج والعدد بالتراجع قليلاً.. أما الأسباب فيوضح غانم الأسباب الحقيقية لتراجع تربية النحل في طرطوس ويقول: إن دخول عدد كبير من المزارعين إلى عالم هذه التربية الممتعة والمفيدة دون أن تتوفر لديهم الخبرة الجيدة في إدارة المناحل وتشخيص الأمراض ومعالجتها واختيار المراعي الجيدة أدى إلى انتشار الأمراض بشكل كبير, ما أدى إلى ضعف إنتاجية الخلايا وتكبيد المربي أعباء مادية زائدة. ‏

    ‏ كما أن زحف قطعان الأغنام إلى المحافظة طلباً للمراعي نتيجة الجفاف الذي حصل في المحافظات الشرقية أدى إلى القضاء على المراعي البرية والتي تشكل مصدراً وحيداً وممتازاً لجني حبوب اللقاح, ما أدى إلى ضعف الخلية نتيجة عدم توفر حبوب اللقاح في كل فصول السنة, كما أن استخدام بعض المزارعين لمبيدات الأعشاب في بساتينهم غير المتخصصة أدى أيضاً إلى فقدان المراعي وإلى موت عدد كبير من الشغالات السارحة وانخفاض مردودها الاقتصادي. ‏

‏انخفاض الإنتاجية ‏

    ‏ويضيف السيد غانم قائلاً: هذه العوامل أدت إلى تراجع إنتاج الخلية الواحدة من (15-20) كغ إلى أقل من نصفها سنوياً, حيث وصل إنتاج الخلية إلى (5_7 ) كغ من العسل. ‏

    ومن أسباب ضعف إنتاج خلية النحل أيضاً, دخول بعض سلالات النحل ذات المواصفات الرديئة وظهور هجن ذات سلوكية غير متوازنة وقلة الأمطار في ثلاث السنوات الأخيرة والتغيرات المناخية أدت إلى ضعف في قوة النبات وبالتالي عدم إفراز الرحيق بشكل وافر, وكثافة عدد الخلايا في وحدة المساحة. ‏

    هذه الأسباب مجتمعة كانت سبب انخفاض المردود الاقتصادي لهذه التربية بعد أن كانت تشكل مورد رزق لعدد كبير من المزارعين في الساحل. ‏

    وحول الجديد في تربية النحل لهذا العام يضيف السيد غانم قائلاً: تم إحداث مخبر لأمراض النحل في شعبة النحل في مديرية الزراعة, ويتم تحليل العينات مجاناً. ‏ كما تم شراء مخبر النحل وسنقوم بتلقيح الملكات صناعياً من أجل المحافظة على أنواع من السلالات وتحسين مستوى المناحل من ناحية الإنتاج ومقاومة الأمراض. ‏

‏فقدان النحل ‏

    أما ظاهرة فقدان النحل فهي من أهم المشكلات التي تعرضت لها هذه التربية ليس في سورية فحسب وإنما في جميع دول العالم _ هذا ما أشارت إليه محاضرة المهندس الزراعي قاسم البوشي رئيس قسم النحل والحرير في وزارة الزراعة_ ويوضح في محاضرته الأسباب الحقيقية لظاهرة فقدان النحل من خلال المسوحات المحلية والعربية والعالمية التي تمت والتي تشير إلى أن نسب الفقد في طوائف النحل تتراوح ما بين 25- 70% من طوائف نحل العسل وحتى الآن لم يتمكن أحد من شرح السبب.

    وفي محاولة جادة لتحديد الأسباب كانت هذه الدراسة من خلال استبيان أعدته لجنة صحة النحل وشملت جميع المحافظات من خلال القيام بجولات ميدانية على مناحل خاصة لعدد كبير من المربين وعلى مراكز تربية النحل في الوزارة ومن خلال مناقشات وحوارات في جمعيات النحل في القطر ومتابعة علمية عبر وسائل الإعلام المختلفة (كتب- مجلات- صحف- تلفاز- انترنيت). ‏

    وقد توصلت لجنة النحل إلى تحديد أربعة أسباب مناخية وفنية ومرضية وبيئية لظاهرة فقدان النحل:

    • الأسباب المناخية وتتعلق بالتغيرات المناخية الأخيرة, والأسباب الفنية وتتعلق بالإدارة الخاطئة للتربية من قبل المربين الهواة, وهنالك نحو 70% من النحالين عبارة عن هواة مترددين وغير متفرغين للحضور يومياً لمراقبة ما يجري من تطورات إيجابية على هذه التربية. ‏

    • والأسباب الفنية وتتعلق بالإدارة الخاطئة للتربية من قبل المربين الهواة, وهنالك نحو 70% من النحالين عبارة عن هواة مترددين وغير متفرغين للحضور يومياً لمراقبة ما يجري من تطورات إيجابية على هذه التربية. ‏

    • وأسباب بيئية لفقدان النحل تعود إلى استخدام المبيدات في رش الأعشاب والتي تسبب موت النحل, وضياع القسم الآخر منه. ‏

    • وأسباب مرضية: وتعود للأمراض المجهولة التي أصابت النحل: ‏ مرض النحل الغامض (نحل كبير يخرج ولايعود, نحل فتي ينمو ببطء, وأمراض معروفة الأسباب - الفاروا- عالمياً تسبب بفقد 40% من الخلايا بالعالم بنقل الأمراض التي تحولت من كامنة إلى نشطة. ‏

    • وأسباب مرضية: وتعود للأمراض المجهولة التي أصابت النحل: ‏ مرض النحل الغامض (نحل كبير يخرج ولايعود, نحل فتي ينمو ببطء, وأمراض معروفة الأسباب - الفاروا- عالمياً تسبب بفقد 40% من الخلايا بالعالم بنقل الأمراض التي تحولت من كامنة إلى نشطة. ‏

‏خسارة؟ ‏

    المربي علي معطية يقول: لدي ثلاثون خلية نحل حديثة أقوم بنقلها ما بين مراعي طرطوس وحمص كان معدل إنتاج الخلية الواحدة سابقاً بين (9-13) كغ من العسل... إلا أنه وخلال ثلاث السنوات السابقة انخفض إنتاج الخلية الواحدة إلى (2) كغ فقط... ‏

    ويقول المواطن معطية: لم تعد تربية النحل في هذه الأيام مربحة في حين كانت سابقاً اقتصادية حيث كنت أنتج بحدود (300) كغ من العسل, بينما انخفض حالياً إلى (50) كغ فقط, وأصبح العمل بهذه التربية خسارة – فهنالك تكاليف كثيرة تدفع منها (تكاليف النقل وأجور العمال وأجور الأرض المستأجرة لوضع خلايا النحل والأدوية والعبوات...؟!). ‏

    ويضيف: نعاني كمربين من عدم توفر المراعي بسبب الجفاف وقلة الأمطار فالمراعي الموجودة قضي عليها من قبل مربي الأغنام الذين جاؤوا من المحافظات الأخرى... كما أصاب النحل بعض الأمراض وأهمها: تعفن الحضنة والقراد. ‏

أرسلها م/عبد الرحيم قصاب

جميع الحقوق محفوظة لموقع نـحـلــة © www.na7la.com - 2007 - 2009