العسل سائل ينتج عن عمل نحل العسل على رحيق الأزهار والندوة العسلية، لزج، حلو المذاق مع رائحة(نكهة) حسنة .
تعريف العســل
: هو مادة طبيعية حلوة ناتجة عن عمل نحل العسل على رحيق الأزهار، أو مفرزات النبات الحي، أو مخلفات الحشرات الماصة لنسغ النباتات على الأجزاء الحية للنبات، التي يجمعها نحل العسل، ويحوّلها بإضافة مواد خاصة من إنتاجه،
ويحضره، وينزع ماءً منه، ويخزنه في النخاريب الشمعية لينضج ويتحول إلى عسل.
وصف العســل
يتكون العسل أساساً من سكريات مختلفة يُشكِّل الفركتوز والجلوكوز العنصرين السائدين، كما يحتوي على مكونات أخرى مثل الأحماض العضوية والأنظيمات ومواد صلبة ناتجة عن جمع العسل. يتراوح لون العسل بين عديم اللون إلى اللون البني الداكن. القوام يمكن أن يكون سائلاً أو لزجاً أو متبلوراً جزئياً أو كلياً. الرائحة والنكهة تختلف كثيراً وتعتمد على الأصل النباتي للعسل.
أنواع العسل
- هناك نوعان رئيسيان:
- العسل الزهري: أو الرحيقي، هو العسل الذي ينتج عن عمل النحل على رحيق الأزهار.
- عسل الندوة العسلية: هو العسل الذي ينتج رئيسياً عن عمل النحل على المفرزات السكرية للحشرات الماصة لنسغ النبات أو على مفرزات الأجزاء الحية للنباتات.
- حسب طريقة استخراج العسل:
- عسل مفروز: هو العسل المستخرج بطريقة الطرد المركزي (بالفرّاز)،
- عسل معصور: هو العسل المستخرج بطريقة عصر أقراص العسل الخالية من الحضنة مع أو بدون تسخين معتدل،
- عسل راشح: هو العسل المستخرج بطريقة ترشيح أقراص العسل المنزوعة الأغطية والخالية من الحضنة مع أو بدون تسخين معتدل.
- حسب طريقة تجهيز العسل للبيع:
- عسل صافي: وهو العسل المُصفّى من الشمع والأخلاط الأخرى وقد يكون سائلاً أو متبلوراً جزئياً أو كلّياً،
- عسل بشهده أو بشمعه: وهو العسل الذي يبقى في النخاريب الشمعية التي وضعه بها النحل، إما دون تقطيع أو مقطعاً إلى أجزاء. ويدخل في ذلك عسل القطاعات الشمعية،
- عسل مصفّى مع عسل بشمعه: عندما توضع قطع من العسل بشمعه مع العسل المصفّى.
العوامل الأساسية لنوعية وتركيب العسل:
- يجب أن لا يضاف للعسل أية مواد غريبة عنه وإن كانت مادة غذائية،
- يجب أن لا تكون للعسل أية رائحة أو نكهة أو مذاق غير مقبول، أو أن يكون قد امتص ذلك خلال عملية تحضيره للاستهلاك،
- يجب أن لا يكون العسل قد بدأ بالتخمّر أو الفوران،
- يجب أن لا يكون العسل قد سُخِّنَ أو عولِجَ لدرجة تغيير تركيبه الأساسي و/أو نوعيته ونقاءه،
- يجب أن لا تُستعمل عمليات كيميائية أو حيوية- كيميائية للتأثير على تبلور العسل .
العسل الغير صالح لتغذية الإنسان هو الذي:
- ليس له مذاق مُميَّز أو رائحة خاصّة،
- إذا كان مُتخمِّراً،
- إذا تعرّض لحرارة عالية،
- إذا كان نشاط أنزيم الدياستاز منخفضاً،
- أوأن كان محتواه من مادة الهيدروكسي ميثيل فورفورال أعلى من المُحدّد بالمواصفات.
العسل في القرآن
قال الله تعالى في سورة النحل:
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{69}
في هاتين الآيتين إعجازٌ يتمثّل في قوله تعالى:
- (وأوحى ربّك للنحل): ويتمثّل هذا الوحي في الغريزة التي أودعها الله في التركيب الوراثي للنحل، فالنحلة منذ أن تُخلق تعرف الأعمال المطلوبة منها حسب مراحل عمرها والمواقف التي تتعرّض لها دون أن تُعلّمها النحلات الأكبر منها.
والمدهش أن للنحل لغة يتفاهم بها هي عبارة عن رقصات تعبّر فيها النحلة عن مواقع الأزهار أو المسكن الجديد وغير ذلك، وهذه اللغة تعرفها النحلة بغريزتها دون أن تتعلّمها كما في حالة الإنسان.
- (أن اتّخذي من الجبال بيوتاَ ومن الشجر وممّا يعرشون): فالنحل لا يسكن إلا في ما كان مؤلّفاَ من الخشب أو من الحجر، ولم يمكن إدخال المواد المصنوعة من مواد أخرى وخاصّةَ البلاستيك إلا في حدود ضيّقة.
- (ثم اسلكي سبل ربّك ذللاً فكلي من كلّ الثمرات): ولم يقل من رحيق الأزهار لآن النحل يصنع العسل من كل مادّة تحتوي على سكّر كالندوة العسليّة كما بيّنا سابقاَ وعصير الثمار وغيرها. كما أن النحل يتغذى على غبار الطلع الذي يجمعه من الأزهار وهو غذاؤه الزلالي (البروتيني) كما أن العسل هو غذاؤه الفحمائي (الكربوهيدراتي).
- (يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه): وفي قوله شراب إرشادٌ إلى أن أفضل طريقة لتناول العسل هي إذابته بالماء (أو الحليب) وتناوله على شكل شراب فلا يكون ثقيلاً على المعدة ويجري امتصاصه بسهولة. كما أن كلمة شراب تنطبق أيضاً على ما تفرزه غدد النحلة من غذاء ملكي أو من سم أثبتت الدراسات الحديثة أنها مفيدة في علاج كثير من الأمراض.
- (فيه شفاءٌ للناس): وقد شغل تفسير هذه الآية الكثير من المفسرين والباحثين. فقوله جلَّ جلاله (شفاء) يعني أنّه شفاء من بعض الأمراض ولبعض الناس على قول أكثر المفسرين.
العسل في السنّة
وردت عدّة أحاديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم حول العسل أشهرها:
- عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم أو شربة عسل أو كيّةٍ بنار وأنهى أمتي عن الكي))،
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عليكم بالشفاءين العسل والقرآن)).
تركيب العسل:
يعتمد التركيب الكيميائي للعسل بدرجة كبيرة على مصدره (أنظر الفقرة السابقة). وبشكل عام، يتكون العسل (Bogdanov et al., 1999) من: