موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور            الـمـجــلــة    
 
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات أرسل لنا تقريراً أو
استطلاعاً عن بلدك

أزمة السكر تهدد صناعة عسل النحل بالغربية

هـبــة أصـلان


تفاقمت أزمة السكر حتى شكلت تهديدًا صريحًا للعديد من الصناعات المصرية بالانهيار، حيث ألقحت الضرر بالمئات من العاملين بمجال صناعة عسل النحل ومشتقاته بمحافظة الغربية، خاصة قرية حصة شبشير، المشهورة عالميًّا بتربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته وتصديره؛ بسبب استمرار أزمة اختفاء السكر وارتفاع سعره، وهو أحد المواد الأساسية لتلك الصناعة، مما اضطر عددًا من النحالين الصغار بالغربية إلى بيع خلايا النحل وتغيير النشاط، وهو ما يعتبر كارثة، خطورة الأمر دفعت الجمعية المصرية للنحالين إلى مطالبة مجلس النواب بالتدخل لإنقاذ المهنة من الانهيار.

استعرض المهندس خالد عتمان، مربى نحل، المشكلات التي تواجه العاملين بهذا المجال، وتؤثر بالسلب على كمية وجودة عسل النحل، ومن أهمها اختفاء السكر، فهو العنصر الرئيس في تغذية النحل بعد تلاشي المراعي الطبيعية التي كانت تمثل مصدرًا جيدًا للرحيق، خاصة بعد إلغاء الدورة الزراعية في مصر، وانخفاض المساحات المزروعة من القطن والبرسيم، التي كانت تمثل مواسم رئيسة لجمع العسل، وموت النحل عن طريق رش المبيدات غير المرشد وفي أوقات سروح النحل، وانتشار الأمراض غير المعروفة لكثير من النحالين، والتغيرات في حالة الطقس دون أخذ الاحتياطات، وارتفاع الخامات وتكاليف عمليات تقوية الخلايا وشراء الملكات وندرتها، مع ارتفاع تكاليف نقل المناحل إلى مصادر الرحيق خاصة في فصل الشتاء، وارتفاع القيمة الإيجارية للأراضي التي سيتم وضع المناحل فيها، كما أن الجهات المعنية وزارة الزراعة ومديرياتها بالمحافظات لا تقوم بالتوعية أو بعقد الدورات التدريبية أو بالإرشاد المنوط بها.

وأضاف عوني الصعيدي، نحال، أن ارتفاع سعر السكر أصبح أحد المعوقات الجديدة في تربية النحل، مما يعتبر أزمة، حيث ارتفع سعر طن السكر إلى 10 آلاف جنيه بدلًا من 4 آلاف، وهو ما يعد عبئًا كبيرًا على المربين، حيث يضطرون للاستدانة لحين بيع منتجاتهم، مبينًا أن بعض صغار النحالين باعوا الخلايا وغيروا النشاط، وهي كارثة بمعنى الكلمة، مطالبًا بتدخل عاجل من الحكومة قبل أن يهجر الجميع المهنة، لافتًا إلى أن أزمتهم مستمرة لأن أسعار السكر في زيادة يومية دون رادع أو رقيب من أحد، صارخًا: العاملون بتلك المهنة لا يتحملون أزمة كبرى مثل أزمة السكر الحالية، في ظل عدم وجود رعاية من الدولة.

وطرح أحمد صلاح موسى، مدرس مساعد بقسم علوم وتكنولوجيا الأغذية بكلية الزراعة، عدة مقترحات للنهوض بقطاع تربية النحل وإنتاج العسل، وكذلك المحافظة على أكبر قدر من الجودة من العسل المنتج للاستهلاك المحلى وللمنافسة على التصدير، منها تنظيم مهنة النحالة عن طريق عمل مسح دقيق وشامل لقطاع تربية النحل والمشروعات المرتبطة به وتسجيلها على مستوى مدن وقرى الجمهورية، ويمكن أن يتم ذلك من خلال وزارة الزراعة متمثلة في مديرياتها، وإنشاء جمعيات حكومية أو أهلية مدعومة تختص بتنظيم مهنة النحالة والإشراف عليها وتطويرها مثل جمعية النحالين بمحافظة الغربية، وأن تنشأ لها فروع تنتشر بجميع أنحاء الجمهورية، على أن تضم في عضويتها خبراء وباحثين، إما بصفة تطوعية أو بأجور رمزية؛ لتدريب النحالين على أحدث ما تم التوصل إليه في بالمهنة، بدءًا من عملية إنشاء المناحل وحتى جمع الإنتاج وتسويقه.

وأضاف أنه من الضروري توفير جميع مستلزمات وأدوات النحالة المتطورة للأعضاء بأسعار مناسبة وخدمة إنشاء المناحل وعمل دراسات الجدوى لها، وتيسير الحصول على القروض اللازمة وتوفير مراكز تكنولوجية لعملية الفرز والاستخلاص والتعبئة بأحدث الطرق والوسائل بتكلفة رمزية لضمان جودة العسل الناتج، وخاصة فيما يخص عمليات البسترة والتسخين، وإنتاج عسل للتصدير وفتح أسواق جديدة، وأن تكون هناك متابعة دائمة للمستجدات في هذه الصناعة وتنميتها ورصد للمشكلات والعمل على إيجاد حل سريع لها، وأن تطالب تلك الجمعيات الحكومة بتوفير الدعم والرعاية، وتعديل وزارة الزراعة السياسات الخاطئة التي تضر بالمهنة، وحظر استيراد المبيدات شديدة السمية

من جانبه أكد فؤاد بدران، رئيس الجمعية المصرية للنحالين بالغربية، تعرض صناعة عسل النحل للانهيار، لوجود مشكلات عديدة أهمها استمرار أزمة السكر دون أي اهتمام من الجهات المعنية، مضيفًا أن وفدًا من الجمعية المصرية للنحالين زار مؤخرًا قرية شبشير بالغربية، وتم تنظيم ورشة عمل لمناقشة المشكلات التي تواجه النحالين مثل نقص السكر والذي يعتمد عليه النحل في تكوين الغذاء بشكل أساسي وإفراز العسل، وكذلك مشكلات التصدير وارتفاع أسعار الخامات، مطالبًا بدعم من وزارة التموين للنحالين، وإنشاء معهد تعليمي متخصص في تربية نحل العسل، أسوة بالدول الأوروبية.


يذكر أن قرية حصة شبشير التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية تعتبر قلعة صناعة عسل النحل بالشرق الأوسط، حيث لم تتوقف أعمالها على الصناعة الداخلية بل يصدر أهلها العسل ومنتجات النحل لكثير من الدول العربية والإفريقية، كما أنها توفد النحالين لتوريث المهنة في معظم دول العالم، فوصلت للعالمية من حيث تصدير منتجات النحل ومشتقاته، وأصبحت تلك القرية قِبلة الباحثين عن الجديد في عالم النحل.
لأحد, أكتوبر 30, 2016 | محمد ربيع | موقع "البديل".


مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007