موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات            أخبار النحالة            بحوث حديثة           الــصـــور            المـجـلــة   
 
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات أرسل لنا تقريراً أو
استطلاعاً عن بلدك

مؤشرات خطيرة في تربية النحل في فرنسا

د. علي خالد البراقي

" المقدمة






متلازمة انهيار خلايا النحل في فرنسا "Colony Collapse Disorder"  strange syndrome in France
فرنسا من الدول التي تقهقرت تربية النحل فيها كثيراً خلال السنوات العشرين الماضية، وهي من الدول المهتمة بالنحل كثيراً، لكنها ليست من الدول العشر الأوائل في إنتاج العسل، بسبب نسبة الفقد السنوية الشديدة التي تتعرض لها مناحلها كل عام، وبلدان كهذه إحصاءاتها دقيقة، ويمكنك بالذهاب إلى أرشيف وسجلات الإحصاءات لدى الجهات المعنية فيها، أن ترى إحصاءات مهمة منذ عام 1929 وكذلك وجدت في كندا. بلدان يلعب الإحصاء فيها دوراً مهماً في وضع خطط التنمية، فلا ريب في النجاح عموماً.

وقد كتبت الجهات المعنية حول مؤشرات خطيرة في مجال تربية النحل في فرنسا التي تبلغ مساحتها تقريباً 644.000 كم2 بينما مساحة سورية 185.000 كم2، ومساحة العراق 437.000 كم2.، لن نذهب لمساحات دول عربية تتعدى المليون كم2 لنقارن أيضاً، فالوطن العربي كل بلدانه ضعيفة في تنمية تربية النحل ولم تتمكن أي منها من تطوير التربية بما يتلاءم مع توافر الظروف المثالية جداً في بعضها.

فبينما أنتجت فرنسا عام 1990 ما يقارب 35.000 طناً من العسل تراجع ذلك بشكل مخيف إلى 15.000 طناً عام 2010 وإلى 9.000 طناً فقط عام 2016. ودراسة هذا الواقع المؤلم على تربية النحل والزراعة في فرنسا تعد منذرة للغاية.
تقول بعض التقارير أن فرنسا التي تبلغ ثروتها النحلية تقريبا 1.3-1.5 مليون خلية تعود لـ 80.000 نحال تفقد خلال التشتية كل سنة 30% من نحلها منذ عام 1995، وتعاود التعويض كل ربيع لتعاد القصة في الشتاء والربيع التالي بخسائر مدهشة، مما أفقد الثقة لدى النحالين عموما والهواة بخاصة ليهجروا المهنة، ويشار إلى أنه ترك 1000 نحال لمهنتهم كل عام، وقد سجل الإحصاء عدد النحالين في عام 2013 نحو 70.000 نحالاً بتراجع يقدر بعشرة آلااف نحال خلال عدة سنوات.

ما هي الأسباب وفرنسا وبخاصة وسطها وجنوبها ذات مناخ معتدل ولطيف، وحتى في الشمال ليس شتاءها طويلاً ولا مستديما لشهور كما في غالبية مقاطعات كندا وشمال روسيا وبلدان شمال أوروبا ذات الشتاء القارس الممتد لعدة شهور..لا يمكن لنحلة أن تخرج من خليتها خلاله.
وهذه الحالة من فقدان خلايا النحل ليست خاصة في فرنسا بل في دول عديدة في العالم ومنها دول متقدمة في تربية النحل وثروتها بملايين الخلايا، تحدث فيها نسب فقد كبيرة، وهذا يحدث كل عام في أميركا وبفي بعض السنوات وصلت خسائرها أيضا لـ 30% من ثروتها النحلية أيصاً.
ويتوزع النحالون في شرائح من حيث امتلاك عدد الخلايا، فنسبة المحترفين الذين يمتلكون 150 خلية فما فوق تفوق 35% من العدد الإجمالي للنحالين الفرنسيين.

ولعل محاولات تشخيص الأسباب العديدة لهذه الكارثة وحصرها في عدة أسباب قد لا تكون دقيقة، منها:
- الاستخدام المكثف للمبيدات في الزراعة وغيرها.
- التلوث العام في الماء والهواء والتربة.
- استخدام مبيدات العناكب في مكافحة الفاروا داخل خلية النحل....
- تجارة العسل المغشوش وإدخال أعسال أجنبية صناعية لتزاحم العسل الفرنسي ذو المواصفات العالية من الجودة والتنوع.
- توجه بعض الشركات التجارية الكبيرة لاستيراد العسل الرخيص منخفض المواصفات والجودة.
- اختفاء كثير من الزراعات العاسلة والطلعية.
- اعتماد الزراعات التكثيفية الواسعة حرم النحل من تنوع وتعدد مصادر الغذاء من النباتات المتنوعة.
- صعوبات التسويق تواجه النحالين وبخاصة المبتدئين....
- صعوبة إيجاد أماكن آمنة للترحيل إلى المراعي بالنسبة للنحالين الجدد والمبتدئين.....
- وأم المشاكل مواجهة النحل وتعرضه لأفة الفاروا التي تحمل معها أمراضا أخرى وصعوبة التخلص منها وصعوبة ضبطها والتعايش معها وبخاصة من قبل النحالين المبتدئين والجدد..
كل ذلك أدى لشعور بالخيبة لدى النحالين فأصبح قسم منهم يهمل العمل ومتابعة الخطط الكفيلة بالنجاح، نظرا للشعور بالإحباط من مهنة لا تعطيه في نهاية الموسم عائدا مجزياً، بل على العكس تزيد همومه وتقربه كل عام من الإفلاس.....


كندا- مونتريال 20- 09 -2017
موسوعة تربية النحل في العالم(د. علي خالد البراقي).


تاريخ النشر بالموقع         20 -11- 2017        
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007