موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات            أخبار النحالة            بحوث حديثة           الــصـــور            المـجـلــة   
 
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات أرسل لنا تقريراً أو
استطلاعاً عن بلدك

هل يضيع “طريق النحل” في متاهة تلوث الهواء وتراكم النفايات؟

مايا نادر

ظاهرة اختفاء النحل تنتشر عالمياً.. والعلماء يطلقون ناقوس الخطر، هل تصدُق نظرية أينشتاين ؟






يتخطى انتاج العسل في لبنان حدود الاف طن،  ويصنّف من بين أفضل الأنواع من حيث القيمة الغذائية والطبية . في المقابل، يمتهن مئات اللبنانيين في كثير من المناطق اللبنانية تربية النحل، حتى بات قطاعا تعتاش منه آلاف الاسر، وباب رزق قابل للتطور والازدياد، إذا ما توفرت له مقومات البقاء وشروط الاستمرار، وفرص الاحتضان… الى هنا، الخبر تقليدي …  ولكن !!!

سجلت السنوات الاخيرة هبوطاً كبيراً في انتاج العسل، والاسباب متعددة، والاهم هو ظاهرة اختفاء النحل دون معرفة الاسباب الحقيقية لانتشار هذه الظاهرة محلياً وعالمياً  ..فضلاً عن امراض متعددة تصيب القفران أحدثها شلل النحل الذي  دُقّ ناقوس الخطر حوله مؤخراً شلل النحل  .. وقائع سلسلة من الامراض تطال النحل في لبنان، اهمها اليوم شلل النحل الذي اطلقت كلية الزراعة في الجامعة الاميركية في بيروت بياناً حول استفحاله وضرورة مكافحته. واعلنت انه “خلال الأشهر الماضية تفشت عوارض غريبة في خلايا النحل في مختلف مناطق لبنان، تمثلت بنفوق أعداد كبيرة من النحل البالغ أمام مداخل الخلايا، في ظاهرة لم يعتد النحالون عليها من قبل، حيث تصاب عاملات النحل البالغة بارتعاش في الجسم يبدو جليا على أجنحتها، في حين تفقد هذه النحلات وبر الشعر الذي يغطي بطونها ويحصل تبدل في رائحتها التي تستمدها من الخلية فلا تتعرف عليها النحلات المدافعات (حرس الخلية) وتقوم بمهاجمتها وقتلها بأعداد كبيرة”.

إن العوارض المذكورة، وبعد إجراء الأبحاث اللازمة عليها والتي ما زالت مستمرة،  تشير إلى إصابة الخلايا بفيروس شلل النحل الذي يوجد منه أنواع مختلفة يمتد هامش تأثيرها ليصيب النحلات البالغة وكذلك الحضنة، كما تدل الأبحاث العلمية على وجود علاقة وثيقة بين تلك الفيروسات والإصابة بعنكبوت الفاروا المنتشر عالميا، وأيضا وجود علاقة بينها وبين ظاهرة اختفاء الخلايا العالمية. الاسباب يقول استاذ تربية النحل في الجامعة الاميركية الدكتور رامي علّيق، ان  العشوائية المتبعة في أساليب تربية النحل في لبنان، وما يعززها من حدود مفتوحة يسهل عبور الأوبئة من خلالها، وغياب خطط الإنتاج العلمية التي بقيت حبرا على ورق والإرشاد الصحيح للنحالين، تؤثر في جدوى المعالجات المتبعة. ودعا النحالين إلى “التواصل مع كلية الزراعة عند رؤيتهم لعوارض مشابهة لتلك المشار إليها، لما يساعد ذلك في حصر حالات الإصابة وتحديد أنجع الوسائل لمكافحتها”.

في السياق، يتحدث علّيق عن انعدام وجود وزارة الزراعة، فضلاً عن غياب الجمعيات غير الحكومية وغياب الارشاد الصحيح .. عوامل اجتمعت لتجعل من النحال ضحية التجربة والخطأ .  وطالب بمقاربة علمية وضوابط رادعة لعملية دخول النحل الى لبنان لضمان جودة النحل من جهة وانتاجيتها من جهة أخرى..

ظاهرة  عالمية  
المشكلة الاكبر في هذا المجال ظاهرة “اختفاء الخلايا” التي انتشرت في السنوات الاخيرة في اصقاع الارض كلها   .. ظاهرة يكتنفها الغموض وقد بدأت في لبنان منذ العام 2006  دون الاعتراف بحصولها الا في العام 2008  عندما تفاعلت بشكل كبير. عن المؤشرات، يشير علّيق الى ان النحال المتمرس يربّي الخلايا وينظمها بطريقة صحية ليتفاجأ  باختفائها دون سابق انذار ولاسباب واماكن مجهولة .. فلا أثر  لنحل ميت داخل القفران  ولا ارتباط مباشر لاي مرض بتلك الظاهرة . انتشار هذه الظاهرة يختلف بين بلد وآخر، واذ تحدث عليق عن انتشارها في بعض البلدان بنسبة 90 %، أسف لعدم وجود احصاءات دقيقة لتلك الظاهرة في البلدان النامية ومنها لبنان الذي اكد عليق تفشي اختفاء الخلايا فيه بشكل ملحوظ عام 2008 .

عالمياً، اعلنت وزارة الزراعة الاميركية  مؤخراً عن تفشي قضية اختفاء الخلايا  في قفران النحل  وتخطي الخسائر في المناحل الحكومية نسبة الـ  42.1 % عام 2014-2015  والتي بدورها اعتبرت اقل من الخسارة  السنوية التي حدثت عام 2012-2013 وبلغت 45 % . استطرادا، تحدث عليق عن مميزات النحل بقدرته الهائلة على تحديد المواقع مما يسهّل طريقها ذهاباً واياباً من والى القفير .. واعتبر ان اختفاءها بهذا الشكل لا بد ان يكون بسبب خسارتها لقدرتها على تحديد الاتجاهات . واذ يتوجّب دق ناقوس الخطر، تحدث عن اختبار بدأه علماء في جامعة هارفرد للوقوف عند لغز هذه الظاهرة، يتلخّص بوضع  جهاز تعقّب على حوالي 5000 نحلة ليدركوا اتجاهاتها .. الا ان الموضوع ما زال قيد الدراسة والبحث ! بين الاسباب والمغزى ..

هوّة الاسباب  ما زالت مجهولة علمياً الا ان المفترضة منها باتت واضحة عالمياً وقد حدّدت بالتلوث، التغير المناخي والاحتباس الحراري، استعمال المبيدات  ان على النحل او على المحاصيل التي تتغذى منها النحلة، تماماً كاية محاصيل اخرى .فضلاً عن آفة التصحّر وطرق ادارة المناحل بالقفير بشكل عشوائي  … اما بالنسبة الى المغزى،   فاستند عليق على مقولة الفيلسوف  ألبرت أينشتاين: ” إذا ما اختفى النحل من على وجه الأرض، فلن يبقى للبشرية أكثر من أربع سنوات قبل فنائها.”  فبدون نحل لا يكون تلقيح، وبدون تلقيح لا يكون نبات، وبدون نبات لا يكون حيوان ولا إنسان… يشدد عليق  بذلك على ان النحل هو من اكثر المخلوقات المدروسة  واعتبر ان تلك الظاهرة هي مرسال من الطبيعة للانسان، هي بمثابة العلم الاحمر لتذكير الانسان بالخلل الحاصل في التوازن البيئي . واذ اشار الى  ان ما يحصل ما هو الا عينة عن الخلل في النظام الايكولوجي مع فرضية اصابة مخلوقات اخرى ، شدد على ان الرسالة موجهة الينا لاعادة النظر في كل نظامنا الزراعي . الناقوس قد أطلق … و العبرة لمن اتعظ  !! فهل يصدُق أينشتاين  ؟

تاريخ النشر         15 -11- 2017        
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007