موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات أرسل لنا تقريراً أو استطلاعاً عن بلدك
تربية نحل العسل في عُمان

رابعة بنت سليمان الهدابية و يوسف البلوشي

يوسف البلوشي
يبلغ إنتاج السلطنة 207 أطنان من العسل سنوياً
 
تعتبر سلطنة عُمان من الدول التي تتمتع ببيئة مناسبة لتربية نحل العسل، حيث تعتبر هذه ‏الصناعة من الأعمال التي عرفت قديماً في عُمان انطلاقاً من حقيقة أن جغرافيا السلطنة المتنوعة تساهم في إيجاد بيئة مناسبة لتربية النحل كما يلعب التنوع البيئي في السلطنة دوراً فاعلاً في مسيرة الزراعة وتربية عسل النحل، ‏ماضياً وحاضرا.

تتباين سلالات النحل في عُمان فهناك‏ النحل العماني البري “أبو طويق”، والنحل العماني المستأنس والنحل المستورد ويتم تربية النحل باستخدام الطريقة التقليدية، التي تعتمد على التجويف الداخلي لجذوع ‏النخل، التي يطلق عليها محلياً اسم الطبل، والطريقة الحديثة التي تعتمد على عدة أنواع من ‏الخلايا الخشبية، وقامت الجهات المسؤولة عن تربية النحل في عمان والمتمثلة في وزارة الزراعة بإيجاد مناطق معزولة خاصة بتربية ‏النحل العماني فقط، منعاً للخلط بين سلالات النحل العماني والسلالات المستوردة.

رعاية كبيرة
يتميز العسل العماني باحتوائه على نسب جيدة من الفيتامينات والبروتين والمركبات العطرية، التي تبلغ أكثر من 19 مركبا عطريا. ويستخدم العسل ‏العماني، خاصة العسل المستخرج من سلالات أبو طويق، في الطب الشعبي ‏العماني لعلاج العديد من الأمراض، سواء منفرداً أو مخلوطاً مع بعض المواد والأعشاب الطبيعية. وتقدم حكومة العمانية، العديد من الخدمات البيطرية والإرشادية، والدعم ‏المادي الموجه لكافة مربي النحل في السلطنة، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات وإجراء ‏الدراسات والبحوث ونشر الكتب. ويبلغ إنتاج السلطنة من العسل 207 أطنان سنوياً، فيما تستورد 407 أطنان. ‏

حول جهود تربية النحل في عمان، قال مدير مركز التنمية الزراعية بقريات عبدالله الشماخي إن السلطنة تولي تربية نحل العسل رعاية كبيرة ما أدى ذلك إلى زيادة الإنتاج حيث تم تنفيذ البرامج البحثية والإرشادية وإنشاء الوحدات المتخصصة في تربية نحل العسل، إضافة إلى توفير أوجه الدعم المختلفة لمربي النحل والمهتمين بتربية نحل العسل، وكان من نتيجة ذلك أن تضاعفت أعداد طوائف نحل العسل”.

وأضاف “تعتبر تربية نحل العسل من المهن العريقة للعمانيين زاولها الآباء عن الأجداد بطرق تقليدية حيث يقومون بالبحث عن عشوش النحل في كهوف الجبال وبين أغصان الأشجار ويقومون بنقلها وتسكينها في المناطق القريبة والتي تسهل متابعتها باستمرار”.

وحول الجهود التي قام بها المركز لمكافحة الدبور الأحمر الذي يهاجم خلايا النحل، قال الشماخي “قام المركز بتعميم المصيدة الحديدية التي حصلنا عليها كنموذج من دائرة وقاية المزروعات بالوزارة على مجموعة كبيرة من المناحل حيث تم تصنيع أكثر من 20 مصيدة”.

وعن الشروط الأساسية للحصول على خلايا نحل العسل، قال الشماخي “يقوم المركز باستقبال طلبات المزارعين الراغبين في تربية نحل العسل وتسجيلها في السجل الخاص لهذه الطلبات، بعدها تتم عملية فرز الطلبات وعملية المعاينات الفنية للمزارع للتأكد من ملاءمة موقع المزرعة ومدى توافر المحاصيل الرحيقية المتعاقبة الأزهار اللازمة للنحل كأشجار السدر، وعندما يتم ترشيح المزارع بحسب أولويات تلك الطلبات نقوم بإرشاده بعمل مظلة للمنحل بحسب الاشتراطات الفنية المعمول بها من قبل الوزارة وتوفير مستلزمات وأدوات النحالة، كما يشترط بأن يقوم مربي النحل باستخراج ترخيص لمنحله سواء المنحل الخاص أو التجاري بعدما يتم استيفاء الاشتراطات المنصوص بها في لائحة الدعم التنفيذية لنظام الزراعة”.

وعن الدعم الذي تقدمه الوزارة للمزارعين الذين تم اختيارهم لهذا المشروع، أوضح الشماخي “يحصل كل مزارع من الذين تم ترشيحهم في القيام بتربية نحل العسل على خليتي نحل عسل نوع محلي ويعامل كبرنامج حقل إرشادي، أو 10 خلايا نحل عسل كمنحل استثماري بنظام الدعم المالي المعمول به حاليا من قبل الوزارة، ويقوم المركز بعدها بتدريبه على طرق التربية الحديثة لتربية نحل العسل والاستمرار في متابعة هذه الخلايا حتى يتمكن المزارع في الاعتماد على نفسه فنيا لمتابعة تلك الخلايا، كما يقوم المركز بتنظيم لقاءات ودورات تدريبية لمربي النحل وأبنائهم والراغبين في تربية نحل العسل بالطرق الحديثة”.

طرق تربية النحل
عن طرق تربية نحل العسل، قال فني إرشاد نحل العسل بالمركز طلال المشرفي “أدخلت الوزارة الخلايا الحديثة والمعروفة بخلايا “لانجستروث” وهي خلايا خشبية لها الكثير من المزايا ساهمت في زيادة إنتاج العسل، كما أن الدعم المادي والمعنوي ساهما وبشكل كبير في زيادة كمية المنتج من العسل، وكذلك العديد من مستلزمات تربية نحل العسل كالفرازات والمناضج إضافة إلى الخدمات الإرشادية التي يحتاج إليها المربي طوال فترة الموسم”.

وأضاف المشرفي “يتواصل المركز مع المزارعين ومربي النحل من خلال عقد الدورات التدريبية واللقاءات وأيام الحقل لتعريفهم بالجوانب والأساليب الحديثة التي تكفل للمزارع ومربي النحل الاعتماد على نفسه لرعاية منحله والعناية بالطوائف والإكثار منها، كما يقوم المركز بتدريب المزارعين وقت موسم الفيض “حصاد العسل” بتدريبهم على عملية فرز العسل وكيفية تصفيته وبالتالي الحصول على عسل صاف خال من الشوائب”.

إلى ذلك، قالت مرشدة شؤون المرأة الريفية بالمركز كاملة البلوشية “نساء الريف بالمنطقة يشاركن في البرامج التي تنفذها وزارة الزراعة لا سيما برنامج تربية نحل العسل، واهتمت الوزارة بتطوير مشروع نحل العسل حيث أدخل ضمن البرامج التي تنفذها وزارة الزراعة من أجل تنمية المرأة الريفية في شتى مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني، فقامت الوزارة بتوزيع حقول النحل على الريفيات اللاتي يعملن أو الراغبات في هذا المجال، ومن ضمن أهداف المشروع التوسع في تربية نحل العسل لزيادة دخل الأسرة الريفية، وتوعية المزارعات بمميزات الطريقة الحديثة لتربية نحل العسل، وتعريفهن وتدريبهن على العمليات التي تجري بالمنحل وكيفية فرز العسل وتنظيفه واتباع الطرق السليمة لتخزين وتعبئة العسل”.

اختيار المزارعات
عن الخطوات التنفيذية لاختيار المزارعات، قالت البلوشية “يتم اختيار المزارعات اللاتي لديهن الرغبة في تربية نحل العسل وتدريبهن على الطرق الحديثة لتربية نحل العسل، وبعد اختيار المزارعات اللاتي تنطبق عليهن هذه الشروط يقوم المركز بتوزيع 3 طرود نحل العسل مع مستلزمات المنحل مثل الحوامل الحديدية ومداخن والأقنعة والقفازات، ومن ثم يقوم المركز بالمتابعة الدورية لهذه الطرود ووضع التوصيات الضرورية للمزارعات”. وأضاف “حاليا لدينا 4 مزارعات منهن 3 في ولاية قريات وواحدة في وادي الميح بولاية العامرات وقد لاقى هذا المشروع نجاحا منقطع النظير علاوة أن إحدى المزارعات قامت بتقسيم وإكثار 12 خلية من 3 خلايا وعمر هذا المشروع لا يتعدى سنتين”.

وأكدت البلوشية “المشروع لاقى ترحيبا كبيرا من خلال القائمات عليه ومن خلال الطلبات المستمرة للحصول على خلايا لتربية نحل العسل من قبل المرأة الريفية، الأمر الذي يدل على أن المشروع نجح نجاحا كبيرا، حيث أضاف نشاطا منتجا ساهم في رفع دخل الأسرة، بالاستفادة من إنتاج الطرود وبالتالي زيادة حجم المنحل أو الاستفادة من بعضها في عمليات البيع بأسعار مجزية، كذلك إنتاج العسل المتميز بجودته وسعره المناسب”.

ومن بين المستفيدات من المشروع فاطمة المعشرية التي قالت “استلمت المشروع عام 2009 بواقع ثلاث خلايا مع كامل مستلزماتها بعد ذلك بدأ تدريبي على عمليات النحالة المختلفة ومع مرور الوقت أصبحت لدي خبرة في هذا المجال”. وأضافت “المشروع مشروع اقتصادي ناجح بكل المقاييس وذلك يرجع إلى الإنتاج الجيد من العسل وزيادة عدد الخلايا، كما أنه لا يتطلب مني تفرغا كاملا”.

وقالت خولة الحميدية “استلمت المشروع منذ عام 2009 بواقع ثلاث خلايا نحل عسل مع كافة المستلزمات الضرورية لتربية نحل العسل حيث قام المختصون بمركز التنمية الزراعية بولاية قريات بمساعدتي حيث أصبح لدي حاليا 6 خلايا، كما وصل إنتاج العسل إلى أكثر من 15 كيلو جراما في هذا الموسم، أبيع كمية منه”.

المرأة الريفية تسجل نجاحا في مشاريع إكثار وإنتاج عسل النحل في سلطنة عمان

المشروع يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الدخل الاقتصادي والاجتماعي على المستوى المحلي والقومي
رابعة بنت سليمان الهدابية
يعد مشروع تربية وإنتاج نحل العسل خير مثال على نجاح المشاريع الصغيرة التي تم إدماج المرأة الريفية فيها في القطاع الزراعي الريفي، حيث أظهرت نتائج العديد من تقارير متابعة وتقييم سير تنفيذ مشاريع تربية وإكثار نحل العسل السابقة والتي نفذتها وزارة الزراعة والمنظمة الأفريقية الآسيوية للتنمية الريفية لدى الأسر الريفية في السلطنة بأن الإدارة الفنية السليمة التي اتسمت بها المستفيدات من المشاريع وكذا سهولة صرف وبيع منتجات نحل العسل في الأسواق المحلية كان لها دور كبير في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي لدى العديد من المستفيدات وفي توثيق أواصر التعاون بينهم من خلال العمل والإرشاد الجماعي ما أدى إلى إيجاد منافسة قوية لدى المستفيدات في زيادة الانتاجية والاستفادة من مخرجات المشاريع وتزايدت طلبات الاستفادة من هذا المشروع.

ولنقف أكثر على أهداف المشروع وآلية تنفيذه والنجاح الذي حققه لدى المرأة الريفية في مناطق السلطنة المختلفة وبعض الصعوبات التي تواجه المرأة الريفية وتحد من مشاركتها في التنمية وعن التطلعات المستقبلية لتطوير مشاريع المرأة الريفية كان لنا هذا اللقاء مع أخصائي إرشاد زراعي أول بدائرة المرأة الريفية المهندسة رحمة بنت حمود بن سعيد الحارثية. بداية تقول المهندسة رحمة: إن فكرة المشروع ليست جديدة، فقد تم تنفيذ هذا المشروع وغيره من المشاريع منذ إنشاء قسم المرأة الريفية بوزارة الزراعة والذي تطور فيما بعد إلى دائرة مع إنشاء الأقسام الفنية للتنمية الريفية التابعة لها في المحافظات والمناطق الزراعية على مستوى السلطنة وذلك للنهوض بالمرأة الريفية بخاصة وبالأسرة الريفية عامة، وتقوم الدائرة بدعم هذا المشروع وتنفيذه بإيجابية أكبر لدى عدد أكبر من الأسر الريفية وفقا للاعتبارات السابقة من الجهات التمويلية المختلفة وقد حظي مشروع تربية نحل العسل لدى المرأة الريفية بتمويل من قبل صندوق التنمية الزراعية والسمكية.

أهداف المشروع
أضافت المهندسة رحمة: يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الدخل الاقتصادي والاجتماعي على المستوى المحلي والقومي من خلال تعزيز وتمكين ورفع قدرات المرأة الريفية الفنية والإدارية في مجال تربية وإنتاج نحل العسل والمحافظة على البيئة المحلية، كما يهدف المشروع إلى تنويع مصادر الدخل وتحسين الوضع الغذائي للأسر الريفية وإلى إيجاد كوادر قيادية نسائية على مستوى القرى يمكن الاستعانة بها في العمليات الإرشادية والاستشارية الخاصة بالمشروع ورفع كفاءة إدارة وإنتاج المشروع من خلال تدريب المربيات على طرق الحديثة في تربية وإنتاج نحل العسل.

آلية تنفيذ المشروع
وعن الآلية التي تم بها تنفيذ المشروع قالت: بداية تم اختيار المستفيدات من الأسر الريفية من مناطق السلطنة المختلفة وفقا لمعايير الاختيار المحددة بدائرة المرأة الريفية. وذلك بالتنسيق مع مهندسات ومشرفات ومرشدات شؤون المرأة الريفية بالمناطق والمحافظات الزراعية وجمعيات المرأة العمانية، ثم تم وضع خطة زمنية لتنفيذ ومتابعة وتقييم المشروع بعدها تم تدريب المهندسات والمشرفات ومرشدات شؤون المرأة الريفية على التربية الصحيحة والحديثة والإدارة الصحيحة لمشاريع نحل العسل.

كما أنه يتم تقديم الاستشارات الفنية عن طريق الزيارات الميدانية للمتابعة الدورية بين كل من المهندسات بالدائرة ومهندسات ومشرفات ومرشدات تنمية المرأة الريفية وعن طريق الهاتف والزيارات المكتبية. وأخيرا يتم رفع تقارير الأداء شهريا وسنويا لدى دائرة المرأة الريفية لمتابعة وتقييم المشروع.

مشروع ناجح للمرأة الريفية
في سؤال عن إمكانية نجاح هذا المشروع ومدى ملاءمته لطبيعة المرأة الريفية أجابت: يعد هذا المشروع مثالا ناجحا للمشاريع الصغيرة للمرأة الريفية، كونه يعد من بين المشروعات التي تستهدف زيادة درجة مشاركة المرأة الريفية في الجهود التنموية والاقتصادية، كما أنه يحقق تحسناً كبيراً في مستويات الدخل للأسرة الريفية، لأن إدارة المشروع تتناسب مع قدرات المرأة الريفية وأنشطته فهي تعتبر من الأنشطة الزراعية التي لا تلقى أعباء كبيرة على كاهل المرأة فهو يناسب طبيعتها وتستطيع القيام به إلى جانب المهام اليومية المعتادة، هذا بالإضافة إلى أن منتجات المشروع "العسل وخلايا النحل"مطلوبة في الأسواق المحلية ولها أسوق تصريفية واسعة خارج وداخل السلطنة وبأسعار عالية.

وتضيف الحارثية: يتضمن المشروع إعداد فلم إرشادي عن الطرق الصحيحة لتربية نحل العسل والذي سيكون كمعين إرشادي ممتاز لمربيات النحل وأولادهن من حيث تلقي المعلومة والمعرفة بشكل مرئي وسمعي تكون فيه المتابعة مشوقة نوعا ما ومشجعة لكسب المعرفة والخبرات حول الطرق الصحيحة لتربية نحل العسل وسيتضمن الفلم كل متطلبات واحتياجات مربي النحل وقد حرصت في هذا الفلم ان تكون مادته العلمية من المختصين العاملين في مجال تربية النحل (فنيي النحل) وذلك لسهولة نقل خبراتهم إلى المتبنيات لمشاريع تربية النحل.

نتائج تم تحقيقها في المشروع.
أما عما تم تحقيقه من نتائج في المشروع أجابتنا المهندسة رحمة: تم نشر التقنيات الحديثة والصحيحة في التربية والفرز عند المستفيدات وتدريبهن التدريب الجيد الأمر الذي أدى إلى زيادة وتعزيز مشاركتهن في المشاريع المنتجة وتنمية مهاراتهن، وهذا مما لاشك فيه سيساهم في تهيئة كوادر فنية محلية نسائية يستطيع الاعتماد عليها مستقبلا ومشاركتها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشروع وبالمشاريع المستقبلية لتنمية ذاتهم ومجتمعهم المحلي.

كما ساهمت أنشطة المشروع أيضا وبشكل فعال في تحقيق الاكتفاء الذاتي نوعا ما من منتج العسل لدى الأسر المستفيدة وبالإضافة إلى المحافظة على البيئة المحلية من خلال الاستفادة من مواردها والمحافظة من تدهورها، كما أن الزيادة في كمية منتجات العسل على المستوى المحلي فرزت المنافسة واعتدال أسعار المنتج.

ويسعى المشروع أيضا إلى تغيير العلاقات الاجتماعية وتكريس حب العمل من خلال تشجيع العمل والإرشاد الجماعي وتهيئة كوادر محلية فنية يستطاع الاستعانة بها مستقبلا في مجال التدريب وإحداث التغييرات السلوكية الفردية والجماعية من ناحية إكساب المعارف والمهارات الخاصة بمشاريع تربية نحل العسل والتصنيع الغذائي وتنشيط العمل الجماعي المشترك.

الصعوبات التي تواجه المرأة الريفية
تطرقت المهندسة رحمة إلى بعض الصعوبات التي قد تواجه المرأة الريفية بقولها: المرأة الريفية هي إحدى العناصر المهمة في المجتمعات الريفية العُمانية حيث أصبح حضورها متزايداً في مختلف الأنشطة الانتاجية والاقتصادية فهي تقوم بكل العمليات الزراعية وتربي مختلف أنواع الحيوانات وتقوم بعدة صناعات غذائية وتقليدية ما أدى إلى تنامي دورها الاقتصادي. ولعل الافتقار إلى مياه ري المزروعات والجفاف وملوحة التربة هما أبرز الصعوبات التي يواجه المزارعين، وهو عائق يؤثر على المرأة أكثر مما يؤثر على الرجل، كما أنه لا يتوفر في المناطق الريفية الكثير من فرص العمل مقارنة بالمدن بالإضافة إلى أن العمل الموسمي في قطاع الزراعة أصبح في أيدي القوى الوافدة نظرا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي في البلد.

وللأسباب السابقة فقد حرصت وزارة الزراعة في خططها التنموية السنوية إلى تنفيذ مشاريع تولد دخلا للمرأة الريفية ولأسرتها والتي لها صلة مباشرة وغير مباشرة بالزراعة مثل مشروع تربية وإكثار نحل العسل.

تطلعات مستقبلية
أوضحت رحمة الحارثية في ختام حوارنا معها فقالت: إنها تأمل أن تحذو مشاريع تربية نحل العسل بحذو المشاريع في الدول المتقدمة التي تجعل من كل عمل بسيط مدرا للمال، صناعة بحد ذاته بحيث يتم تطوير مشاريع تربية نحل العسل من جميع النواحي سواء في تربية النحل لإنتاج العسل كمنتج أساسي والمضي إلى صناعة المنتجات الثانوية لمشاريع النحل التي تدخل في صناعة الأدوية ومستلزمات التجميل العلاجية والتجميلية.

وكذالك الاهتمام بإنشاء ورش أو وحدات لصنع وإنتاج كل مستلزمات تربية نحل العسل محليا والحد من استيرادها في المقابل هذا بالطبع سيولد فرص عمل لشريحة كبيرة من الباحثين، وقد تخوض المرأة الريفية المتفانية والمحبة للنحل التجربة بنفسها بعد اكتساب الخبرة الواسعة في مجال إنتاج العسل وطوائف النحل، وهذا سيساهم في تحقيق النتائج المرجوة من تنفيذ المشروع على المدى البعيد. 
من الصحافة الإلكترونية
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2011