موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات أرسل لنا تقريراً أو استطلاعاً عن بلدك
تربية النحل في مصر
المصريون يحترفون تربية النحل رغبة في الثراء!

محمد عبدالحميد

لا تقتصر علاقة المصريين بعسل النحل على أنه علاج فعال وخال من الآثار الجانبية لكثير من الأمراض، وإنما تمتد إلى أنه من المشروعات الصغيرة المربحة التي يقبل عليها المصريون منذ القِدم، لاسيما في الريف والصحراء الغربية وسيناء فهو لا يحتاج إلى رأس مال كبير أو مساحة شاسعة، بالإضافة إلى ضمان تصريف المنتج في أي وقت، وساعد على ذلك مناخ مصر وتعدد المواسم الزراعية وتعاقبها على مدار العام.

«الزراعة» تخصص محطات للإنتاج والحفاظ على نقاء السلالة

محطات منعزلة
(القاهرة)- خصصت وزارة الزراعة المصرية محطات منعزلة في السويس والجيزة والواحات لتربية النحل والحفاظ على نقاء سلالته، إلى جانب متابعة دقيقة لكافة المناحل التابعة للوزارة أو للقطاع الخاص ومعالجة أي مشكلة فور حدوثها على الطبيعة، وهو ما أدى إلى أن تصبح مصر واحدة من أهم الدول المنتجة للنحل والمصدرة للعسل. وحسب إحصائيات وزارة الزراعة فإن متوسط إنتاج البلاد من العسل سنويا يقدر بنحو 12 ألف طن تمثل 39.71 في المائة من متوسط الإنتاج السنوي من عسل النحل في الدول العربية.

أهمية اقتصادية
تقدر أعداد الخلايا بنحو مليوني خلية ما يسمح بتصدير قرابة 195 ألف خلية للعديد من البلدان العربية والإفريقية سنويا، ويتراوح سعر الخلية بين 30 و40 دولارا، وتعد واحة سيوة والواحات البحرية وسيناء والدقهلية والشرقية والوادي الجديد والغربية من اكبر المناطق في إنتاج العسل وتربية النحل في مصر.
ويقول الدكتور محمود السيد، الخبير بوحدة تربية النحل بوزارة الزراعة المصرية، إن عسل النحل ذو أهمية اقتصادية للمصريين وله قيمة صحية عالية كمصدر للغذاء وللدواء، لما يحتويه من مواد غذائية تشمل سكريات وإنزيمات وأحماضا عضوية ومواد معدنية، وهناك عدة سلالات لنحل العسل في مصر، ولكل منها ما يميزه، فهناك النحل البلدي أو المصري وهو شرس الطباع وصغير الحجم ولونه أصفر مع وجود زغب أبيض فضي لامع على الجسم، ويتمتع بكفاءة عالية في امتصاص رحيق الأزهار، وتتم تربيته داخل الخلايا الطينية، كما يمكن تربيته في خلايا خشبية ذات مواصفات خاصة ليسهل فحصها وهناك النحل الكرنيولي، وهو كبير الحجم ولونه رمادي غامق وهادئ الطباع وشمعه ناصع البياض وهناك أيضا النحل الإيطالي وهو كبير الحجم ولونه أصفر وهادئ الطباع، ونشط في جمع العسل كما أن هناك سلالات أخرى محدودة الانتشار بين المصريين مثل القبرصي والقوقازي والألماني. ويشير السيد إلى أن تنوع البيئة المصرية واختلاف تربتها أسهم في كثرة أنواع العسل المنتج ما بين عسل نواره البرسيم ويميل لونه إلى الأصفر ويشبه الزيت وعسل زهرة عباد الشمس ذو اللون الأصفر الذهبي وله رائحة خفيفة، وهناك عسل السدره الجبلي ويتميز بلونه الغامق والرائحة القوية المميزة له، إلى جانب عسل حبة البركة ويتميز باللون الأسود القاتم وعسل الموالح الذي يتغذى على زهور البرتقال واليوسفي وعسل الزهور البرية المنتشر في الواحات البحرية.


خطوات على الطريق
يقول أحد مربي النحل ويدعى إسماعيل النجار “مشروع تربية النحل محدود التكلفة المادية فبنحو 250 جنيها مصريا، يمكن البدء كخطوة أولى ونواة لمشروع كبير، حيث إن ثمن الخلية الخشبية حاليا يقدر بنحو 100 جنيه وثمن خلية النحل حوالي 150 جنيها وتعطي في المتوسط 20 كجم عسلاً وسعر الكيلو 28 جنيها، وهذا يعني أن قيمة إنتاج الخلية الواحدة من العسل في القطفة الواحدة نحو 600 جنيه، وهناك مناحل بها قرابة 100 خلية ولا بد من شراء النحل من مصدر موثوق به مثل كليات الزراعة ضمانا لجودة السلالة”.

ويشير إلى أن الخطوة الثانية تبدأ بمجرد شراء الخلية والنحل والاستقرار على وضعها في مكان محدد يفضل أن يكون بالقرب من الأراضي الزراعية وحدائق الفاكهة، وذلك بعمل سور حول المنحل من الطوب اللبن أو البوص أو أشجار الكافور والتوت، فذلك يوفر الظل في الصيف والشمس في الشتاء ويحمي خلايا النحل من المخاطر.
ولابد أن توجد في المنحل حجرة خاصة لفرز العسل وأخرى لتخزينه، وأن تراعى المسافة بين كل خلية وأخرى لتكون مترا واحدا تقريبا وتستقبل فتحاتها الشمس لحظة شروقها في الصباح ما يسمح للنحل بأن يبدأ يومه مبكرا، ويخرج بحثا عن رزقه في الحقول والحدائق، منوها إلى أهمية أن يقوم النحال بفحص دوري للخلايا، حيث يرتدي معطفا من قماش سميك وقناعا سلكيا للوجه وقفازين حماية له من هجوم النحل الشرس، والذي قد يوقع به ضررا بالغا في حال تعرضه للدغات كثيرة في وقت واحد.


اكتساب الخبرات
يقول أحمد عبدالمقصود، الذي أمضى أكثر من خمسين عاما من عمره في تربية النحل واكتسب خبرات عديدة من والده وجده، إن تربية النحل تحتاج إلى خبرات كبيرة لاسيما المتعلق منها باستخلاص العسل من الخلية، حيث يراعى دوما أن يكون العسل بعيدا عن أشعة الشمس التي تفقده العديد من خواصه، ويراعى وضع قطعة من القماش الأبيض فوق الإناء الذي توضع به أقراص العسل، والاحتفاظ به بعيدا عن حرارة الشمس المرتفعة، ولا بد من فحص خلايا النحل مرة كل أسبوع لاسيما في الربيع والصيف بينما يقل هذا المعدل في الخريف، ويمكن أن يفحص مرة كل شهر في الشتاء بغرض الاطمئنان على وجود الملكة، وهدم البيوت الوهمية التي تؤدي إلى طرد النحل من الخلية، وكذلك إضافة شمع الأساس لتقوية الخلايا الضعيفة، ويراعى الفحص من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة عصرا حتى يكون النحل الشرس في الحقل، ما يسهل فحص الخلية، كما يجب تجنب الفحص أثناء هطول المطر أو البرد القارس أو الرياح ويراعى دوما حماية خلايا النحل من هجوم الفئران والسحالي والعناكب والدبور الأصفر والذباب والنمل، والتي تؤدى إلى إيذاء النحل والتهام العسل.
ويقول نجله الأكبر خالد إنه يساعد والده في رعاية المنحل إلى جانب عمله كمدرس لغة عربية صباحا، مؤكدا أن تربية النحل مصدر دخل مساعد لأسرته، كما أنه عمل ممتع للغاية ولا يحتاج إلى مجهود عضلي، وإنما لخبرات وفحص دائم للخلية ومعرفة دقيقة بطرق تصفية العسل من الشمع وهي كثيرة، ولكن أفضلها والشائع بين النحالين المصريين هي تلك التي تتم في غرفة مغلقة بعيدا عن الشمس وذات تبريد مناسب للحفاظ على خصائص العسل الطبيعية، وكذلك الحال بالنسبة لتخزين العسل، حيث يراعى تخزينه في أوان زجاجية أو خشبية لأن تخزينه في أوان من البلاستيك أو الحديد يحدث نوعا من التفاعل مع العسل فيؤدي إلى تغير خواصه.

خطأ شائع
يشير مربي النحل خالد عبد المقصود إلى أن هناك خطأ شائعا يرتكبه الهواة في تربية النحل، وهي تقديم محلول سكري للنحل لمساعدته على الغذاء وإنتاج العسل، لاسيما في فصل الشتاء، ولتلك التغذية أضرار جسيمة لأن المحلول السكري سرعان ما يتخمر فيسبب للنحل إسهالا ويؤدي إلى هلاك أعداد كبيرة من النحل في وقت وجيز، وبالتالي خراب المشروع وخسارة المال والنحل في مصر لا يحتاج لأي تغذية صناعية فقط يترك باب الخلية مفتوحا ليخرج النحل، ويسعى على رزقه ففي الشتاء هناك زهور الفول والمشمش والخوخ والبرقوق واللوز والكمثرى، فضلا عن زهور الحشائش النامية بين المزروعات وعلى الجسور وهي كلها مصدر غذاء جيد للنحل وتعطي عسلا بقيمة غذائية عالية في وقت وجيز.
                الصور من أرشيف الموقع
الأحد 25 سبتمبر 2011
جـريـدة الاتـحــاد اٌلأماراتـيــة
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2011