موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات            أخبار النحالة            بحوث حديثة           الــصـــور            المـجـلــة   
أساسيات تربية النحل أرسل لنا مقالاً أو خبراً
أو صورة لنشرها

ما عجز العلماء عن تفسيره فى حياة النحل


الدكتور حسام فرج ابراهيم ابوشعره





التفسير العلمى للأية القرأنية (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِجَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)



تبدأ حياة الكائنات الحية بذكر وأنثى ويحدث بينهما تزواج ليعطي نسلاً يتزاوج بدوره وينجب وبالتالي تستمر الحياة.......... ولكن كيف بدأ النحل حياته؟........... فلو طبقا هذة القاعدة على النحل سنجد أن الذكور تلقح الملكات ولكن الملكات الملقحة لوحدها لا يمكنها تأسيس العش فهي لا يمكنها بناء الأقراص الشمعية وكذلك لا يمكنها السروح لجمع غذاء صغارها، والملكة بمفردها لا تستطيع فعل أي شىء................. وكذلك الذكور والملكات فقط لايمكنهم تكوين طائفة .....فكيف بدأ النحل حياته؟؟؟؟؟؟؟؟؟............

هذا السؤال جعل (تشالز دارون) صاحب نظرية التطور يقولها صريحة بأن النحل لوحده كفيل بتدمير نظرية التطور........................ فنشأ الإعتقاد بأن النحل فى بداية حياتة لم يكن مثل النحل المتواجد الآن حيث كانت الملكات تعيش معيشة برية ويمكنها أن تبنى العش وتربية الصغار............. ولكن هناك بعض الصعوبات تواجه هذا الإعتقاد وهو كيف تغيرت الملكات وكذلك الشغالات والتى أصبحت قادرة على بناء الأقراص الشمعية وتخزين العسل والسروح ورعاية الصغار وإفراز الغذاء الملكى وتنظيم حرارة الطائفة وغيرها، ومن اللذى جعلها تفعل ذلك طالما أنها لم تكن أصلا مؤهلة لتلك المهام من البداية ............. فأصبحت مشكلة تواجه نظرية التطور بكل المقاييس. والذي زاد الأمر تعقيدا أن شغالات النحل عقيمة وبالتالي ليس لها نسل حتى يكتسب صفاتها .................

استمر الجدل حول هذة النقطة حتى أتى العالم (وليم هاميلتون) وقدم نظرية الإنتخاب لمصلحة القريب أو ما تعرف بال Kin selection، ووفقا لهذة النظرية يمكن القول بأن النحل كان إنفرادي وكانت الملكات تستطيع أن ترعى الصغار وتبني العش، ومع الوقت قامت الشغالات باختيار أفضل صفات تلائمها، ثم عن طريق تربية ملكات خصبة بها الصفات التى ترغبها الشغالات فتمكنت الشغالات العقيمة جيلاً وراء جيل من تمرير سلوكياتها بشكل غير مباشر عبر الملكات الخصبة (أو ما يعرف بالإنتخاب لمصلحة القريب) وبالتالي مع مرور الوقت تمكنت الشغالات من إكتساب بعض السلوكيات مثل بناء الأقراص الشمعية بشكل منظم والسروح وغيرها............. وبالتالى نجحت تلك النظرية جزئيا فى إقناع رواد التطور بأن الشغالات العقيمة يمكنها نقل سلوكياتها وراثيا عن طريق الأفراد الخصبة (الملكات) ....................

ولكن هذا لم يكن مقنعا للكثير من العلماء، لأنه نشأ سؤال أخر وهو لماذا النحل بالذات الذي حدث فيه ذلك على الرغم أن هناك العديد من الحشرات الإجتماعية الأخرى مثل النمل والدبابير حيث مازالت ملكاتها تستطيع بناء العش ورعاية الصغار ولم تقم الأفراد العقيمة بعمل الإنتخاب لمصلحة القريب ولم تتغير سلوكياتها؟؟؟................... ثم أتى العالم الشهير (إدوارد ويلسون) مؤسس علم البيولوجيا الإجتماعية بوضع نظرية تعد مكملة لنظرية العالم (هاميلتون) وأطلق عليها نقطة اللا عودة................... ويقصد أن ملكات النحل قديما كانت تستطيع بناء العش ورعاية الصغار.......... حتى قرر النحل الوصول لنقطة اللاعودة، حيث قرر النحل التكاثر عن طريق التطريد وعدم قيام الملكات بأي مهمة تتعلق ببناء العش أو تغذية ورعاية الصغار............ ثم بواسطة الإنتخاب لمصلحة القريب تمكنت الشغالات مع الوقت من بناء الأقراص الشمعية وتجميع الرحيق والبروبوليس ورعاية الصغار وتنظيم حرارة العش ...............................وغيرها. ولكن لماذا قرر النحل الوصول لنقطة اللاعودة دون غيره من الحشرات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.................

سؤال عجز عنه العلماء ............. ولكن نجد تفسيره العلمي فى القرأن الكريم حيث قال الحق سبحانه وتعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِجَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) وبالتالى فإن التفسير العلمى لهذة الأية هو أن الله سبحانه وتعالى أوحى للشغالات بالتطريد لتتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومن ما يصنع الإنسان من خلايا خشبية أو بلاستيكية وغيرها، وكذلك أمرها الله بأن تسلك السبل لتجمع الغذاء فيخرج من بطونها ما فية شفاء للناس (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وهذا التفسير العلمى للأية القرأنية يتفق مع ما يبحث عنه العلماء، فنقطة اللا عودة فى نظرية ويلسون (هي وحي الله للنحل بالتطريد أي تتكاثر عن طريق التطريد وبالتالى لم تعد الملكة قادرة على بداية حياة الطائفة)، ثم أمر الله الشغالات بعدد من السلوكيات (مما يعني ضمنيا تغييراً فى السلوك وما يصاحبه من تغييرات وراثية)، ويتفق ذلك مع العديد من الدراسات الوراثية حول سلوك الشغالات. وجعل الله ذلك أية لقوم يتفكرون ............................................ واللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

Dr-Hossam Abou-Shaara
3/1/2015


 


تاريخ النشر         16 - 10 - 2018        

مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007