موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
الصفحة الرئيسية   المقالات   التصاميم   الصور   الأخبار   جمعية النحالين السوريين   اتحاد النحالين العرب
الأخـبــار - ســــوريـــة أرسل لنا أخبار النحالين في بلدك

واقع تربية النحل في سورية
مربو وخبراء تربية النحل يتحدثون
موت 30% من خلايا النحل عامي 2006 و 2007
بسبب الأمراض والظروف الجوية

جريدة تشرين السورية


ما أن تفكر بكتابة تحقيق صحفي عن تربية النحل حتى تكتشف أنك أمام معضلات كثيرة وأن المعلومات والإحصائيات التي تقدم لك متضاربة ومختلفة فيما بينها إلى حد بعيد, ويعكس هذا حقيقة أن المربين والمهتمين لا ينضوون جميعاً في إطار تنظيمي واحد يجمعهم بسبب وجود جمعيات مختلفة في اتحاد الفلاحين ونقابة المهندسين الزراعيين وغرف الزراعة.
ورغم ذلك فإن هناك بعض النقاط التي يمكن الإجماع عليها وأولها وأهمها ضرورة النهوض بهذا النشاط الزراعي المهم الذي يقدر بعضهم حجم مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من مليار ونصف المليار ليرة سورية.
من الأنشطة القديمة في سورية, لكنها تعاني الآن من مشاكل ومعوقات كثيرة تحول دون تطويرها ونموها.

ورغم وجود دراسات نظرية كثيرة حول واقع تربية النحل, فإن الواقع يدل على أن إمكانية الاستفادة من هذه الدراسات محدودة, وأن سورية تحتاج فعلاً إلى دراسات ميدانية وألى فرق عمل متخصصة ترصد واقع تربية النحل ومشكلاته.
في التحقيق التالي إطلالة سريعة على واقع تربية النحل في سورية والمشكلات والمعوقات التي تحول دون تطوير هذا النشاط وطرق الارتقاء به إلى المستوى المطلوب.

أرقام ومعطيات

قدمت لنا وزارة الزراعة بعض المعلومات الهامة حول تربية النحل, ورغم أن الإحصائيات المتوفرة قليلة. لكن يمكن توضيح بعض الأمور.
لدينا في سورية, وفق المعلومات المستقاة من الوزارة, 26 مركزاً للنحل موزعة في المحافظات السورية. وقد رصد لهذه المراكز 35 مليون ليرة سورية في الموازنة العامة, وقد كلفت هذه المراكز بإنتاج طرود نحل محسنة وبيعها للمربين بإسعار مناسبة.
وقد أوضح لنا المهندس أبو الخير حنفي - رئيس قسم تربية النحل في الوزارة- أن استيراد النحل الأجنبي منع اعتباراً من عام 2007 بناء على اقتراح لجنة تحسين النحل السوري. وقد اقترحت اللجنة المنع ووافق وزير الزراعة على ذلك بهدف الحفاظ على التماثل الوراثي للسلالة السورية, لكن استيراد العسل مسموح إذا التزم المستورد بالمواصفة القياسية. يبدو مثل هذا الأمر مضحكاً, فمنع استيراد ملكات النحل هو ضرب من الجنون, إذ يكفي صندوق صغير لجلب ملكة وعدد من الشغالات, وقرار المنع هو بمثابة مكافأة للمهربين وهو في واقع الحال عديم الجدوى.
سألنا المهندس حنفي عما إذا كانت تربية النحل تحتاج إلى ترخيص من الوزارة فأجاب بالنفي لكن يشترط أن يسجل المربي في إحدى الجمعيات الثلاث الموجودة في سورية. وللعلم فإنه لدينا جمعيات لتربية النحل ترتبط بمكتب الثروة الحيوانية في اتحاد الفلاحين, ولدينا لجان لمربي النحل تتبع غرف الزراعة ولدينا جمعية النحالين السوريين تتبع نقابة المهندسين الزراعيين. واوضح لنا السيد مازن دعبول-أحد أكبر مربي النحل ومسوقي إنتاجه- أن هناك فرعاً سورياً لاتحاد النحالين العرب, وقد عقد هذا الفرع مؤتمراً للنحالين السوريين قدمت خلاله أبحاث علمية هامة وشكّل ملتقىً مهماً للنحالين والمربين والمسوّقين والمهتمين بهذا القطاع.

يبلغ عدد مربي النمحل في سورية - وفق تقديرات أوليّة- حوالي 30 ألف مربي, والبعض يقول أن الرقم الفعلي أقل بكثير, ومعظمهم يربونه كهواية دون أن يتم وفق أسس علمية وفنية صحيحة. تقدر وزارة الزراعة عدد خلايا النحل في سورية بأكثر من 500 ألف خلية في عام 2006, منها حوالي 385 ألف من الخلايا الحديثة و 116 ألف من الخلايا القديمة.

تطور عدد خلايا النحل البلدية والحديثة في سورية
الســـنــة البــلــديــة الــحــديــثــة الــمــجــمــوع

1997

107828

279779

387607

1998

102973

281830

384803

1999

86777

273590

360367

2000

75699

269392

345091

2001

80753

283599

364352

2002

95488

288341

383829

2003

98246

311997

410243

2004

111905

330153

442058

2005

110065

353856

463921

2006

116251

384333

500584

تتركز تربية النحل وفق معلومات الوزارة في ريف دمشق 87 ألف خلية, وإدلب 78 ألف واللاذقية 60 ألفاً وحماة 51 ألفاً.

انــتــاجــيـــة الــنــحـــل

بغية الوقوف على أصناف وسلالات النحل وإنتاجها, كان لنا لقاء مع الدكتور علي براقي الأستاذ في كلية زراعة دمشق ورئيس لجنة صحة النحل في وزارة الزراعة, وقد قدم لنا شرحاً مفصلاً عن واقع تربية النحل في سورية, مشيراً إلى أن معظم المناحل في سورية هي مناحل غير متخصّصة. بمعنى أن العاملين فيها ليسوا من المحترفين , وفي هذه المناحل يعمل أصحابها فقط, وأن عدد المناحل التي يعمل بها متخصصون لا تزيد عن 3% من إجمالي عدد المناحل, ومعظم مربي النحل هواة ويمارسون هذا العمل كنشاط إضافي وهامشي إضافة إلى أنشطتهم الأخرى. كما أننا نفتقر إلى مناحل متخصصة, فاليوم هناك مناحل متخصصة بإنتاج الملكات من سلالات معينة, وأخرى بإنتاج الغذاء الملكي, وأخرى بإنتاج الطرود وهكذا... أما السيد مازن دعبول فتحدث إلينا عن ضعف التأهيل لدى المربين, وهناك حاجة فعلية لإيجاد نحالين مؤهلين, والفرق بين الإثنين هو فرق في الإدارة بالدرجة الأولى, والنحال المؤهّل يعد منحله في الوقت المناسب ويكون مستعداً للموسم بخلاف المبتدئ الذي يجعل نحله يتطور في الموسم ويضيـّع موسماً كاملاً ليقوى نحله, أضف لذلك أن المؤهـّل في هذا القطاع يستطيع اكتشاف الأمراض بسهولة, أما غير المؤهل فيموت معظم نحله بسبب وجود الأمراض.

30% وفيات!

يتحدث الدكتور البراقي عن المعوقات والصعوبات التي تواجه مربي النحل ويشرح لنا باستفاضة عن الأمراض التي تفشـّت في خلايا النحل في سورية مسببة أعداداً هائلة من الوفيات قدرت في عام 2006 بأكثر من 30% من المناحل, وفي العام الماضي تم الكشف على ثلث المناحل فوجد أن نسبة الوفيات مرتفعة للغاية, وأن بعض المناحل فقدت 50% من النحل, في حين فقدت مناحل أخرى 10%.وأضاف أن أكثر من 90% من المربين فقد ما لا يقل عن 10% من النحل, وقال:إن معظم المناحل تجاوزت الحد الأدنى الاقتصادي الحرج وهو 5 خلايا. وقال الدكتور البراقي أن الأمراض التي تصيب النحل السوري ويجري العمل على علاجها هي:

  1. آفة الفاروا: وهو طفيل يعيش على النحل وحضنته ويضعفه وقد يميته في فترة 2-3 سنوات, ويعالج إمامواد طبيعية مثل حمض النمل وبعض الزيوت والمستخلصات النباتية, أو كيماوية كالمبيدات. وهذه الآفة منتشرة في الساحل السوري بشكل خاص.
  2. تعفن الحضنة الأمريكي: وهو مرض سببه بكتريا, يصيب حضنة النحل فتميتها مما يضعف الخلية وينهيها. وهو مرض سريع الانتشار ويكافح بمواد طبيعية وبصادات الحيوية, وأحياناً نضطر لإبادة الخلايا المصابة, ونسبة انتشاره تتزايد في سورية وتصل نسبة الإصابة به إلى 1-2% من الخلايا.:
  3. تكلـّس الحضنة:وهو مرض فطري موجود في المناطق الرطبة ويسبب مشكلة في الساحل لكن يمكن السيطرة عليه بإدارة سليمة للخلايا.
  4. النوزيما وإسهالات النحل:بسبب وحيدات الخلية, وينتشر في المناطق الملوثة وقد بدأ الانتشار منذ سنتين. هذا المرض يمكن السيطرة عليه بالإدارة السليمة.
  5. أمراض فيروسية:
  6. وهي غير مشخـّصة حالياً ولا تتوفر الإمكانيات لتشخيصها حالياً وتحتاج إلى متخصصين فيها.

الإنـتــاجـيـــة

تقدر وزارة الزراعة إنتاج المناحل في سورية بـ 2400 طن من العسل, و92 طناً من الشمع العسلي عام 2006. لكن بعض المربين شكـّك في أرقام الوزارة وقال إن الرقم أقل. ويقول الدكتور البراقي إن إنتاجية النحل اتلسوري متدنية لأسباب كثيرة, وهي بحدود 5 كغ للخليةسنوياً وهو رقم منخفض جداً.
وأضاف الدكتور البراقي: حصلنا على إنتاجية بين 12 - 16 كغ من الخلية سنوياً في منحل كلية الزراعة, لكن هذا الرقم أيضاً منخفض, وقد أعددت دراسة عن واقع تربية النحل في الوطن العربي ولاحظت أن الإنتاجية في الجزائر مثلاً هي بين 20 - 25 كغ للخلية الواحدة سنوياً.

المشـاريـع الـمـتـخـصـّصة

جواباً على سؤال عن أسباب انخفاض الإنتاج يقول السيد مازن دعبول أن هناك أسباباً كثيرة ساهمت في تراجع الإنتاج وأهمها:

  1. الظروف الجوية السيئة التي مر بها القطر,
  2. انتشار بعض الأمراض على نطاق واسع وتسببها في موت أعداد كبيرة من النحل,
  3. تراجع المراعي المناسبة مما يؤثر على حجم الإنتاج, وفي بعض الحالات لا يغطي نفقاته.

عـوامــل أخــرى

وحول أفضل السلالات يقول الدكتور البراقي: هناك سلالات كثيرة من النحل, لكن معظم المربين في سورية يربون السلالة المعروفة بإسم النحل السوري, وتنتشر تربيتها على نطاق واسع في سورية ولبنان والأردن والعراق وفلسطين, وهي سلالة قديمة ومستوطنة في المنطقة وتتميز بقدرتها على التأقلم مع الظروف الجوية المحلية وبأنها مقاومة للأمراض والآفات بشكل متميز. تحتاج هذه السلالة إلى تأصيل ولا يوجد مختص واحد إلا ونادى بتأصيل هذه السلالة.
ويقول الدكتور البراقي: إن المشكلة الرئيسية هي ضعف التمويل بالدرجة الأولى, لأن أي مشروع لتأصيل النحل مكلف جداً ويحتاج إلى توفر العناصر التالية:

  1. محمية طبيعية أو منطقة معزولة,
  2. وسائل مواصلات واتصال،
  3. فريق عمل فني متدرب،
  4. عمالة خاصة متدربة.

وتتم عملية التأصيل عبر عمليات انتخاب مستمرة.
لا يوافق الدكتور البراقي على استخدام الخبراء الأجانب كما حصل في الماضي ولا على التمويل الأجنبي لأنه يرى أن المشروع يجب أن يكون وطنياً 100%. ولا تقل التكاليف الأولية عن 50 - -100 مليون ليرة سورية, ومشروع كهذا يفترض أن يطور نفسه.
لا تجد تربية النحل من يستثمر فيها بسبب ضعف العائد والأرباح قياساً بالأنشطة الإقتصادية الأخرى. ولم يدخل كبار المستثمرين في هذا المجال لأن مشاكله هي مشاكل الزراعة نفسها كالطقس والمطر والبرد والظروف الجوية المتقلبة, إضافة إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطن السوري الذي لا يتعدىوسطي استهلاكه السنوي من العسل 100 غ مقارنة بـ 2 كغ في تركيا وهي بلد مجاور لنا.
وعن أسباب عدم تطور التربية يقول: لا مجال للتطوير لأن مواسم الرعي في سورية محدودة تقريباً مقارنة بـ9 أشهر في أستراليا, كما أن الحيازات قليلة والنحل يتطلب حيازات واسعة.ونلحظ أن الحمولة النحلية أو الرعوية (عدد الخلايا في الهكتار الواحد) مرتفعة في بعض الحالات: 50 - 100 خلية في الهكتار (اليانسون) في حين يفترض ألا تتجاوز 4 خلايا في الهكتار.

من ناحيته, أشار السيد مازن دعبول إلى ضرورة النهوض بهذه المهنة وتنظيمها إذا أردنا لهذا النشاط أن يرتقي. وأضاف أنه زار معظم الدول المربية للنحل قي العالم ولاحظ أن معظم المربين مؤهلين ومعدين إعداداً سليماً.
وحول استيراد منتجات النحل قال: إن استيرادها مسموح وأن وزارة الزراعة هي المعنية بإعطاء الموافقات. ونوّه إلى صعوبة اكتشاف العسل الجيد من قبل المستهلك العادي, وأن السوق السورية تتوفر تتوفر فيها منتجات من كافة الدول.
تبين دراسة أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن الوطن العربي يفتقر إلى محطات تربية قياسية مناسبة ومؤهلة, وأن المحطات المؤهلة قليلة جداً, وأن الوطن العربي بمجمله مستورد للعسل ولمنتجات النحل, وأن حجم الاشتيراد يصل إلى 16 ألف طن معظمها يذهب إلى دول الخليج العربي.

جـهـــاد نـعـســــان - جريدة تشرين - 10/3/2008

جميع الحقوق محفوظة لموقع نـحـلــة © www.na7la.com      2007-2008