ملاحظات أولية حول إنتاجية بعض هجن النحل الأجنبي مع النحل السوري في ظروف محافظة الرقة
الدكتور طارق مردود
رئيس اللجنة الفرعية لجمعية النحالين السوريين في محافظة الرقة
عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النحالين العرب – أمانة سوريا
بحث ألقي في المؤتمر الثاني للنحالين السوريين
سلالة النحل الكرنيولي : A.M. carnica
تتصف سلالة النحل الكرنيولي كما هي مذكورة في الأدبيات بما يلي:
أصل هذه السلالة هو الجزء الجنوبي لجبال النمسا وشمال يوغسلافيا. هذا النوع من النحل كبير الحجم, لونه رمادي غامق (سنجابي), هادئ الطباع, سهل المعاملة, ملكاته نشطة في وضع البيض والشغالات تجمع العسل بوفرة, وشمعه ناصع البياض يصلح لإنتاج القطاعات العسلية.
طول اللسان من 6.4- 6,8 ملم, والشعيرات على الجسم كثيفة وقصيرة, (ويعرف هذا النحل أيضاً بالنحل الرصاصي). طبقة الكيتين لونها غامق, وعلى الترجتين البطنيتين الثانية والثالثة غالباً يوجد بقع بنية. لون الشعرات في الذكور رصاصي يميل إلى البني.
يقضى النحل الكرنيولي الشتاء في طوائف صغيرة الحجم مع استهلاك كمية قليلة من الغذاء. تبدأ الطوائف في تربية الحضنة مع أول دفعة تم إحضارها من حبوب اللقاح, وبعد ذلك يبدأ نمو الطائفة.
خلال الصيف تحتفظ الطائفة بعش كبير من الحضنة فقط عندما يكون الإمداد بحبوب اللقاح كافياً, بينما تكون تربية الحضنة محدودة عندما يقل فيض حبوب اللقاح, وفى الخريف يتناقص تعداد الطائفة سريعاً.
حاسة النحل الكرنيولي للتوجيه جيدة جداً وغير ميال للسرقة, واستخدامه قليل للبروبوليس. وكانت هذه السلالة السبب الرئيسي وراء انتشار تربية النحل في مصر علاوة على الإقبال الشديد من جميع الدول العربية لاستيراد هذه السلالة الممتازة.
سلالة النحل الإيطالي : A.M. ligustica
تتصف سلالة النحل الإيطالي كما هي مذكورة في الأدبيات بما يلي:
أصل هذه السلالة من إيطاليا, وهو نحل صغير الحجم بعض الشيء, لسانه طويل نسبياً(6.3 - 6.6 ملم). يرجع إلى هذه السلالة الفضل في انتشار وازدهار تربية النحل في المائة سنة الأخيرة.
لونها أصفر ذهبي حيث توجد شرائط صفراء على الترجتين البطنيتين الأولتين أو الأربعة ترجات الأولى, بحافة ضيقة سوداء وكذلك على حلقة الصدر الأخيرة.
والنحل الإيطالي هادئ الطباع, ملكاته بياضة، نشط في جمع العسل, ميال إلى تربية حضنة جيدة, وتبدأ الطائفة في تربية حضنة مبكراً محتفظة بمساحات كبيرة من الحضنة حتى الخريف.
هذه السلالة قليلة الميل للتطريد, تقضى فصل الشتاء في طوائف قوية, تغطي العيون السداسية بأغطية شمعية ناصعة البياض. والنحل الإيطالي مقاوم لمرض الحضنة الأوربي بعكس السلالات السوداء.
النحل السورى: Apis mellifera syriaca
تتصف سلالة النحل السوري كما هي مذكورة في الأدبيات بما يلي:
يوجد من النحل السوري طرازان: السيافى والغنامى, السيافى محارب شرس والغنامى مطيع سهل الانقياد, يكون السيافي أصغر حجماً من الغنامي. ويبني الأول أقراص الشمع في الخلايا البلدية بطول الصندوق, أما الغنامي فيبنيها على شكل أقراص مستعرضة ولذلك يسمى أيضاًَ قمري. علماً أن الباحثين في هذا المجال لايعترفون بهذا التفريق ويؤكدون أن النحل السوري سلالة واحدة.
يوجد هذا النحل في سوريا ولبنان, وهو يشبه كل من النحل الايطالي والقبرصي, والنحل السوري صغير الحجم لونه أصفر, أرجله طويلة, شديد الشراسة, ميال للتطريد, قليل الجمع للبروبوليس ولكنه نشط في جمع الرحيق, توجد ثلاثة خطوط باهتة اللون على الثلاث حلقات البطنية الأولى, حواف الأجنحة لونها أصفر.
سلالة النحل البيكفاست
تتصف سلالة النحل البيكفاست كما هي مذكورة في الأدبيات بما يلي:
طورت سلالة النحل البيكفاست Buckfast في منطقة بيكفاست الواقعة في جنوب غربي إنكلترة من قبل الأب آدم الذي كان راهباً في دير المنطقة منذ بداية القرن العشرين. وقد أخذ تطوير السلالة سنين عديدة، ومازال هذا التطوير جارياً. إذ أن الهدف من إنتاج هذه السلالة هو الحصول على سلالة تعمل بشكل جيد وتعطي نتائج جيدة بما في ذلك المقاومة للأمراض الحديثة الظهور. حتى الآن, أسهمت السلالات التالية في إنتاج سلالة البيكفاست:
(شمال إيطاليا). A.m. ligustica, (انكلترا)A.m. mellifera, (فرنسا)A.m. mellifera, (تركيا). A.m anatolica, (اليونان) A.m. cecropia.
وقد أسهم في إنتاج هذه السلالة العديد من المربين في شتى أنحاء العالم، سواء بالمشورة والرأي، أو بإرسال سلالات نحل لاستعمالها في التصالب.
هذه السلالة تشبه في مظهرها كثيراً النحل السوري, وأهم الاختلافات هي أن الملكة ذات لون يميل للأحمر ونحلها حجمه أكبر وهجينها مع السوري به عدة تداخلات لونية أخرى وخاصة الأصفر.
إنتاجية بعض هجن النحل الأجنبي مع النحل السوري في ظروف محافظة الرقة
بعد أن جرت تجربة ملكة هجين كرنيولي- سوري في عام 2004 وأعطت ضعف إنتاج الخلايا السورية من العسل, تم الحصول على عدد من الملكات من سلالة النحل الكرنيولي وأدخلت على تقسيمات نحل سوري وجرى الحصول على ملكات منها أدخلت على تقسيمات نحل سوري ووضعت مع خلايا النحل السوري وجرى تسجيل إنتاجيتها على أساس إطار عسل للخلية في السنتين 2005 و 2006 وهي مبينة في الجدول التالي:
إنتاجية بعض خلايا هجين النحل الكرنيولي مع النحل السوري (إطار عسل) لعامين في ظروف محافظة الرقة مقارنة بإنتاجية النحل السوري |
رقم الخلية
| نحل هجين كرنيولي×سوري
| النحل السوري(متوسط)
|
السنة الأولى 2005
| السنة الثانية 2006
| متوسط السنتين
|
55
| 1
| 21
| 11
| 4
|
24
| 0
| 21
| 10.5
| 4
|
105
| 16
| 28
| 22
| 9.5
|
194
| 0
| 37
| 18.5
| 9.5
|
193
| 3
| 23
| 13
| 5.5
|
المتوسط
| 4
| 26
| 15
| 6.5
|
من هذا الجدول يتبين أن إنتاجية الهجين الأول كرنيولي-سوري قد بلغت 2.3 ضعف إنتاجية النحل السوري في نفس الظروف.
في عام 2006 جرى إنتاج هجن أخرى من الملكات السابقة (هجين أول) وسجل إنتاجها فكان كما يلي:
إنتاجية بعض خلايا هجين النحل الكرنيولي مع النحل السوري (إطار عسل) لسنة واحدة في ظروف محافظة الرقة مقارنة بإنتاجية النحل السوري |
رقم الخلية
| نحل هجين كرنيولي×سوري
| النحل السوري(متوسط)
|
القطفة الأولى 2005
| القطفة الثانية 2006
| مجموع القطفتين
|
71
| 10
| 10
| 20
| 9
|
124
| 8
| 16
| 24
| 9
|
182
| 0
| 7
| 7
| 4
|
102
| 0
| 0
| 9
| 6
|
40
| 1
| 14
| 15
| 4
|
64
| 5
| 8
| 13
| 5
|
186
| 0
| 10
| 10
| 6
|
200
| 4
| 11
| 15
| 8
|
163
| 3
| 10
| 13
| 5
|
51
| 0
| 5
| 5
| 4
|
180
| 11
| 14
| 25
| 6
|
المتوسط
| 3.8
| 10.4
| 14.2
| 6
|
نجد كذلك أن إنتاجية الهجين الأول كرنيولي-سوري قد بلغت 2.3 ضعف إنتاجية النحل السوري في نفس الظروف.
كذلك تم الحصول على ملكات من السلالة التركيبية (بيكفاست) وأخذ منها ملكات تلقحت بذكور النحل السوري (هجين أول) فأعطت نفس النتائج السابقة مثل هجين الكرنيولي- سوري كما يتضح من الجدول التالي:
إنتاجية بعض خلايا هجين نحل البيكفاست مع النحل السوري (إطار عسل) لعامين في ظروف محافظة الرقة مقارنة بإنتاجية النحل السوري والهجين الكرنيولي |
رقم الخلية
| نحل هجين بيكفاست×سوري
| متوسط الهجين الكرنيولي
| متوسط النحل السوري
|
السنة الأولى 2005
| السنة الثانية 2006
| متوسط السنتين
|
35
| 5
| 28
| 16.5
| -
| -
|
181
| 2
| 31
| 16.5
| -
| -
|
المتوسط
| 3.5
| 29.5
| 16.5
| 14.2
| 6
|
كذلك جرى تجربة الهجين الأول إيطالي-سوري (ثلاثة خلايا) فأعطى نفس إنتاج النحل السوري. وهذا في رأينا ناتج عن ضعف المرعى إذ كانت الخلايا الثلاثة مليئة بالنحل ولكن مساحة المراعي المتوفرة كانت صغيرة.
إنتاجية بعض خلايا هجين النحل الإيطالي مع النحل السوري (إطار عسل) لعام واحد في ظروف محافظة الرقة مقارنة بإنتاجية الهجن الأخرى |
رقم الخلية
| نحل هجين إيطالي×سوري
| هجين الكرنيولي
| متوسط هجين البيكفاست
| متوسط النحل السوري
|
القطفة الأولى
| القطفة الثانية
| مجموع القطفتين
|
197
| 2
| 6
| 8
| 8
| -
| -
|
54
| 0
| 5
| 5
| 5
| -
| -
|
51
| 0
| 5
| 5
| 5
| -
| -
|
المتوسط
| 1
| 5.5
| 6
| 14.2
| 16.5
| 6
|
كانت هناك معاناة من نجاح إدخال ملكة من سلالة أجنبية على النحل السوري. فغالباً ما يقوم النحل السوري باستبدال الملكة الأجنبية بمجرد أن تضع البيض ويبني عليه بيوتاً ملكية, أو أنه يستبدلها في السنة الثانية. وهذا واضح من الجدول التالي:
نسبة بقاء الملكات الهجين% في ظروف محافظة الرقة |
الهجين
| سنة واحدة
| سنتين
| أكثر من سنتين
| عدد الخلايا
|
الكرنيولي
| 37.5%
| 25%
| 37.5%
| 17
|
البيكفاست
| 40%
| 33.3%
| 26.7
| 15
|
الإيطالي
| 75%
| 25%
| -
| 4
|
أكبر نسبة نجاح كانت للهجين البيكفاست لأن ملكته قريبة في لونها من لون ملكة النحل السوري، بينما كانت أقل نسبة نجاح للهجين الإيطالي لأن ملكته شقراء اللون ولا تشبه ملكة النحل السوري.
يدعم هذه النتائج الأولية الدراسة التي قامت بها الدكتورة وفاء يعقوب, قارنت فيها بين الصفات الإنتاجية لكل من النحل السوري والنحل الكرنيولي والهجين الأول منهما. فقد تفوق الهجين الأول للنحل السوري – الكرنيولي على السلالتين بشكل كبير في إنتاج العسل وفي جمع غبار الطلع كما يتضح من الشكلين التاليين:
الاستنتاجات الأولية
- هذه البيانات الأولية تشجع على استعمال هجين النحل الكرنيولي مع النحل السوري حيث يضمن الحصول على إنتاج أكثر من الضعف من العسل.
- يحتاج الهجين الأجنبي لمرعى واسع وغزير. فكثرة النحل في الخلية يجب أن يقابلها وجود مرعى غزير لكي يعمل عليه النحل ويجني منه عسلاً.
- يجب ابتكار تقنيات تساعد على إدخال الملكة الهجين لخلايا النحل السوري وتقبـّله لها فيما بعد. وينصح بإدخال الملكات الأجنبية وهجنها إلى تقسيمات نحل هجين من نفس الطراز.
- أقترح إجراء تجارب حول إنتاجية هجن النحل السوري مع السلالات الأجنبية من قبل قسم النحل في وزارة الزراعة ثم اتخاذ قرار حول إدخال ملكات أجنبية والاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال.
الدكتور طـارق مردود