عــلاج أمـراض الـعـيــن بالـعـســل الـدكــتـــور نــزار الــدقـــر
لقد عرف العسل كعلاج ناجح في أمراض العيون منذ عهد الفراعنة الذين استعملوه في كثافات القرنية , كما عرف الهنود الاكتحال بعسل السدر لمعالجة الساد . وذكر المقريزي[1] أنّ الصّحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي كان يكتحل بالعسل ويداوي به كل سقم .
وفي أيامنا الحاضرة فإن العسل لم يفقد مكانته لمعالجة آفات العين , وحتى في كثير من الآفات المعندة , فإن مشاهير الاختصاصيين في العالم ما زالوا يشيرون باستعماله ويشيدون بنتائجه الطيّبة .
ففي سوخومي عالج ميخائيليوف[2] التهاب حواف الأجسام والتهابات وتقرحات القرنية بعسل الأوكاليبتوس وحصل على نتائج باهرة . وأكّدت بلوتنيفا ( معهد الطب الثاني في موسكو ) أن العسل علاج ممتاز في التهابات القرنية .
وفي مشفى أوديسا قام الدكتور أوسالكو[3] G.Osalko بالتحقق من فائدة العسل كسواغ لمرهم السولفيدين 3% عوضاً عن السواغ الفازليني . ففي تقرحات القرنية البطيئة
الالتئام جداً أدّى استعماله إلى إسراع عملية التندب كان فتحاً غير منتظر بالنسبة للسير المعروف للمرض . كماأدّى تطبيقه عند مصابين بالتهاب قرنية مترق إلى كسر طوق عناد الآفة وأبدت تحسناً ملحوظاً .
ويذكر مشاهدة لمصابة بالتهاب قرنية وردي ناكس أدّى تطبيق المرهم العسلي إلى تراجع الآفة وعودة شفافية القرنية ورؤية كاملة ( بعد أن كانت 4/10) خلال 16 يوماً .
وفي التهابات القرنية السلية والافرنجية أدّى العسل إلى تراجع الارتشاح العكر وتحسّن الرؤية ، كما كان له نتائج جيدة في معالجة آفات القرنية من منشأ تراخومي .
كما شملت مشاهدات أوسالكو حروق القرنية بالسلك ( الجير ) وقد شملت دراسته (135) مريضاً .ويلخص ما وصل إليه من أن
العسل يبدي بدون شك تأثيرًا ممتازاً على سيرمختلف آفات القرنية الالتهابية ، وفي حروق العين سواءً بتطبيقه صرفاً أو باستعماله كسواغ للمراهم العينية .
وينبه أنه لا يجوز غلي العسل أثناء تحضير المراهم حتى لا يفقد خمائره وفيتاميناته والتي فيها سرٌ خفي من قوته العلاجية .
وينبه أوسالكو أنه عند تطبيق العسل
قد يبدي بعض المرضى تفاعلاً موضعياً من احمرار في الملتحمة ودماع وحكة ، لكنها عوارض تزول بسرعة وتمنع من إتمام العلاج .هو يدعو كافة مؤسسات طب العيون أن تفتح الباب على مصراعيه لتطبيق العسل في معالجة أمراض العين للتحقق من فعله الدوائي .
ويؤكد روزنتشتين[4] فائدة العسل لمعالجة جروح والتهابات القرنية .
وأنه يطبق في الحالات الحادة مرهم السولفيدين أو الستروبتوسيد العسلي في حواف الأجفان ، أما بعد هدوء الحالة فيطبق العسل صرفاً 2-3 مرات يومياً . ويؤكد أن الندبات المتبقية بعد العلاج بالعسل أكثر نعومة وألطف مما تخلفه الآفات بعد العلاجات الأخرى .
ومن مهعد لفوف الطبي عالجت أ.ماكوخينا[5] حروق العين بالعسل حيث تستخدمه كسواغ لمرهم البوسيد الصوديوم أو قطراتها ( 15% )
حيث تطبق المرهم العسلي مساءً مرة واحدة وتطبق القطرة مرة كل ثلاثين دقيقة في اليوم الأول , ثم مرة واحدة كل ساعة في اليوم الثاني ثم كل ساعتين حتى الشفاء . وقد عالجت 66 مريضاً ( 88 عيناً ) مصابين بحروق مهنية .
ومنذ اليوم الأول ظهر تحسن كبير عند 59 منهم فقد تناقص الشعور بالألم وأصبحت القرنية أكثر شفوفاً وبدأت الأماكن المنتخرة تتوعى بالدم وتتورد , ولقد تم شفوف القرنية التام عند 63 عيناً , وتحسنت الحالة عند 15 وبقيت 6 أعين في حالة كثافة شاملة للقرنية .
أما ن. مالانوفا[6] فقد أكدت حسن تأثير العسل سواء في تطبيقه صرفاً أو كسواغ لمرهم الزئبق الأصفر لمعالجة التهابات القرنية والملتحمة والتهاب الصلبة وما فوق الصلبة .
أما أ. بيلتوكوفا[7] فقد عالجت بالعسل أربعين مريضاً مصابين بالتهاب القرنية منها حالات ترافقت باغتذائية في القرنية وأخرى مع تقرحات في القرنية .
وقد حصلت على نتائج باهرة بتطبيق قطرات العسل مع الديونين والعسل مع زيت السمك ( 4 مرات في اليوم ), أو قطرة ومرهم العسل مع ألبوسيد الصوديوم ( 6 مرات في اليوم ). كما طبق التشريد الكهربائي لمحلول العسل 5%
في حالات وجود التغيرات ندبية في القرنية وأدى إلى شفوف القرنية وزيادة الرؤية إلى درجة كبيرة . وأكدت بيلوتو كوفا أن تطبيق المعالجة بالعسل ليست معالجة إمراضية سببية ,وإنما تعتبر كعامل منشط لعمليات الاستقلاب وإعادة التعمير الخلوي
Regenerationفي نسج القرنية .
وفي معهد أومسك الطبي[8] طبق ف . ماكسيمنكو ومساعده أتلر العسل صرفاً في حروق العين مشركاً مع الاستدماء الذاتي والعلاجات العرضية
ويرى ماكسيمنكو أن العسل يمنع حصول الإنتان الثانوي الذي كثيراً ما يضاعف من أذية الإصابة . كما ينطلق من العسل مجموعة من السكاكر والخمائر والفيتامينات وعناصر مجهرية تعتبر عاملاً فعالاً في عودة الأفعال الاستقلابية إلى حالتها الطبيعية .
ونشر ماكسيمنكو وبالوتينا[9] بحثاً عن معالجة قصر البصر عند الأطفال Myopiaبالعسل بإعطائه داخلاً ( 40- 80 غ ) يومياً ليحّسن من مقوية الجسم عموماً مع تطبيقه موضعياً خلف
الجفن السفلي 3 مرّات يومياً أو بتطبيق محاليل العسل ( 20 % ) بالتشريد الكهربائي ( 20- 40 جلسة ) حيث يزيد التروية الدموية .
ويجزم المألفان بأن معظم الأطفال المعالجين شعروا بتحسن ملحوظ , فعبد 10 أيام من المعالجة خفت شكاوي الأطفال من تعب العينين عقب القراءة .
ومع نهاية الدورة العلاجية ( 2-4 شهور ) تحسنت قوة الرؤية بنسبة 1-2/10 بنفس التصحيح .
وفي مستشفى المنصورة الجامعي عالج الدكتور ع . الخطيب[10] بالعسل الصرف حالات من التهاب الملتحمة والتهاب حفاف الجفون البثري وحالة من سحابة القرنية وكانت النتائج ممتازة
وأخيراً فقد عالج ف . ماكسيمنكو [11] وبالوتينا 76 مريضاً مصابين باضطراب الدوران الدموي في شبكية العين متشاركة عند بعضهم بعتامة الجسم البلوري ,
بتطبيق العسل صرفاً 3-4 مرات يومياً , كما طبّق محاليله بالتشريد الكهربي على العين المريضة
بواسطة القطبين على التولي ( 20 - 40 جلسة , بواقع 7 دقائق للجلسة ), كما أعطى بعضهم محاليل M2 Woelmالعسلية حقناً في الوريد , ويعترف المؤلفان بعدم حصول شفاء كامل , تحسناً ملحوظاً طرأ عند معظم المعالجين
إذ تحسنت الدورة الدموية في قعر العين وتمّ ارتشاف الدّم النازف وازدادت القدرة البصرية إلى حد كبير .
________________________________________
[1]عن كتابه (نحل عبر النحل) الـدكــتـــور نــزار الــدقـــر
|