موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
أساسيات تربية النحل ما يرد في المقال يعبر عن رأي الكاتب- اكتب رأيك!

beesالسر في تحكم النحل بحرارة الخلية
أضواء نادرة على سر نجاح نحل العسل
جريدة البيان الأماراتية
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
منذ عرف البشر نحل العسل، ونجحوا في الاستفادة منه وتربيته وتحويل عسله إلى غذاء ودواء ومصدر منافع لا حصر لها، وهم حائرون في فهم السر في أن النحل يعد من أكثر المخلوقات نجاحاً ونظاماً وانضباطاً، بحيث صار يضرب به المثل في هذا الصدد.

ولكن يبدو أن هذا اللغز القديم- الجديد يشق طريقه إلى الحل، حيث تشير الدراسات والبحوث الحديثة إلى أن هذا السر العتيد يكمن، على وجه الدقة، في أن النحل يسيطر على درجة الحرارة داخل خلاياه، وذلك لتحديد الوظائف والأعمال التي ستسند إلى كل نحلة صغيرة في الخلية، عندما تنضج وتكبر، وتنخرط في فرق العمل التي تشكلها الخلية. والحكاية أصلها، كما كشف الباحثون، أنه في أعماق كل خلية يعيش نوع خاص من النحل، يعمل كما لو كان «مشعاع» سيارة حياً، حيث يقوم بتدفئة الخلية، والسيطرة على البنية الاجتماعية المعقدة للنحل.
ووجد الباحثون أن نحلات التدفئة هذه، التي كانت مجهولة في السابق، تلعب دوراً بالغ الأهمية في بقاء تجمعات النحل على قيد الحياة.
وقد استخدم الباحثون تقنيات جديدة تسمح لهم برؤية داخل الخلايا، وتمكنوا من رؤية نحلات التدفئة وهي تستخدم أجسامها لتقديم شكل فريد من أشكال التدفئة المركزية داخل الخلية، بحكم أن درجات حرارتها أعلى بكثير من النحلات الأخرى، وبالتالي فإنه لا تبقى الخلية دافئة فحسب، وإنما تتحكم في تركيبها الاجتماعي.
ومن المعروف أن عسل النحل وغيره من الحشرات الاجتماعية الأخرى، مثل النمل، تشترك في أداء الأعمال، بحيث أن كل فرد منها له وظيفة معينة ودور يفيد المجموعة بكاملها، وتقسيم العمل هذا هو الذي أتاح لها أن تكون على هذا القدر من النجاح.
ووجد الباحثون أن نحلات التدفئة مسؤولة عن عش تربية الصغار في الخلية، حيث توجد كل نحلة في خلايا شمعية معينة خلال فترة نموها، واكتشفوا أن نحلات التدفئة تغير درجة الحرارة بالنسبة لكل نحلة صغيرة في حدود درجة واحدة، وهذا الفارق الصغير يحدد أي نوع من النحلات ستكون النحلة الصغيرة في المستقبل.
وفي ضوء هذا، فإن النحلات التي يتم إبقاؤها في درجة حرارة 35 تتحول إلى نحلات ذكية، تغادر الخلية بحثاً عن الرحيق واللقاح، أما تلك التي تبقى في درجة حرارة 34، فإنها تتحول إلى شغالات لا تغادر الخلية أبداً، وإنما تعكف على القيام بمهام عديدة، من قبيل تنظيف الخلية، وتغذية الصغار.
ويقول بروفسور جورجين توتز، رئيس مجموعة دراسة النحل بجامعة فوزبرغ بألمانيا، إن هذا يسمح لنحلات التدفئة بالتحكم في نوعية العمل الذي ستقوم به النحلة عندما تنضج، وبالتالي يضمن وجود أعداد كافية من النحل للقيام بالوظائف المطلوبة لاستمرار حياة نحل الخلية.
ويضيف: «كل نحلة في الخلية تؤدي وظيفة مختلفة، فهناك الحراس، وهناك البناؤون، وهناك جامعو الرحيق، وهناك الملكة».
ويشير إلى أن نحل التدفئة، من خلال تغييره لدرجة الحرارة التي تعيش فيها النحلات الصغيرات، يغير الطريقة التي تنمو بها، وبالتالي الدور الذي ستقوم به مستقبلاً في حياة الخلية، عندما تصل إلى سن النضج.
وجدير بالذكر أن التدفئة تعد عنصراً بالغ الأهمية بالنسبة لنحل العسل، حيث إنه بحاجة إلى أن تكون درجة حرارة أجسامه في حدود 35 درجة، كي يتمكن من التحليق.
ويمكن أن يصل عدد نحلات التدفئة من نحلات معدودات إلى مئات النحلات، بحسب حجم الخلية ودرجة الحرارة خارجها، وهي تضغط نفسها مقابل الخلايا المفردة لترفع درجة حرارة كل نحلة صغيرة، لضمان نموها وتحولها إلى النوع المطلوب من النحلات.
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
قسم الترجمة في جريدة البـيــان الأماراتـيــة
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2011