انتهى العمل بخلايا النحل ولكن العمل بالمنحل لم ينته، يجب تخزين العسل والشمع والأدوات.
تخزين العسل
برد الجو وقطفت آخر دفعة من العسل، هذا يعني أن العسل أصبح سميكا وينزل بصعوبة من إطارات الشمع. لتجنب ذلك يجب أن يتم فرز العسل بسرعة بعد قطافه وفي مكان دافئ. وإذا تأخر الفرز فيجب تخزين إطارات العسل في مكان لا تنزل الحرارة فيه عن 20 درجة مئوية. ونظراً إلى أن هذا مكلف فيجب الإسراع بفرز العسل وتعبئته في أواني.
بعد فرز العسل من الإطارات يعبأ بأواني إما بلورية أو معدنية أو بلاستيكية. الأواني البلورية هي الأنسب لأنها لا تتفاعل مع العسل ويمكن إذابته أذا تبلور أو تجمد، لكنها يمكن أن تتعرض لخطر الكسر. يمكن تعبئة العسل بالأواني التي سيباع به بأحجام كيلو ونصف كيلو إذا توفرت وتوفر مكان لها بالمستودع.
يجب أن يخزن العسل في مكان مظلم وجاف. الضوء يفسد العسل إذا طال تعرضه له، كذلك إذا تعرض للحرارة، تتشكل نتيجة ذلك مادة HMF التي تجعل العسل غير صالح للاستهلاك البشري. يجب أن تكون سعة تخزين المستودع كافية ومحمي من دخول الحشرات والقوارض.
وضع الإطارات على رفوف في المخزن
يحب أن لا توجد بمخزن العسل روائح من أي نوع لأن العسل شديد الإمتصاص للروائح. كذلك فالعسل شديد الهيجروسكوبية، أي يمتص الرطوبة من الجو. يمكن تعليق ميزان رطوبة في المخزن أو تعليق كيس صغير من ملح الطعام وجسه كل فترة لمعرفة رطوبة الهواء بالمخزن، بالإضافة أن تكون الأواني الحاوية للعسل مغلقة بإحكام.
الأواني المعدنية التي يخزن بها العسل يجب أن تكون مجلفنة من الداخل أو أن يوضع بها كيس نايلون صالح لتعبئة المواد الغذائية ثم يصب العسل في كيس النايلون. كذلك يجب أن تكون الأوعية البلاستيكية من النوع الصالح للمواد الغذائية. لا يحبذ تخزين العسل بشمعه لأن العسل فيه سيتبلور ويصبح من الصعب إسالته أو استهلاكه.
في شروط ملائمة كالمذكورة سابقاً يمكن أن يخزن العسل السائل لعدة سنوات شرط عدم احتوائه على نسبة ماء تزيد عن 21% وفي شروط نظافة جيدة. هذا يتوفر عند قطف العسل بعد ختمه من قبل النحل. يجب ألا تزيد نسبة النخاريب (العيون) المفتوحة في قرص العسل عند قطفه عن 20%.
تذويب الشمع بجهاز خاص
تخزين الشمع
أهم شيء هنا هو حماية الشمع المستعمل من هجوم عثة الشمع، أي يرقات الحشرة التي تسبب تلف الشمع لأنها تتغذى على مخلفات تغذية النحل خاصة الطلع (حبوب اللقاح) فتبتلع الشمع وتبني فيه أنفاقاً حريرية لتحمي نفسها من هجوم النحل.
أولا يجري عزل الشمع الذي لم يعد صالحاً للاستعمال بسبب بنائه السيء أو لأنه أصبح لونه قاتماً لتراكم شرانق اليرقات ولتلوثه بالعكبر. يفضل ألا يستعمل الشمع (الأساس) أكثر من سنتين حتى وإن لم يتغير لونه كثيراً لاحتمال نقله للأمراض وبيوض الحشرات. هذا الشمع يجري غسله بالماء من الغبار وتقطيعه وإذابته. يفضل تخليص أقراص الشمع من الطلع المخزن فيها لأنه يمتص كثيراً من الشمع عند إذابته.
يذوب شمع النحل عند حرارة 65 -70 درجة مئوية، لذا تجري إذابته بعد غمره بالماء.
إطارات الشمع المستعمل التي لا تزال صالحة للاستعمال تحفظ بعدة طرق:
• بوضعها في أكياس نايلون شفافة ثم يغلق الكيس بإحكام ثم توضع في البراد لمدة يوم على الأقل ثم توضع مباشلرة في مخزن محمي من الحشرات والقوارض،
أو توضع على الرف في مخزن محكم الإغلاق مباشرة بعد إخراجها من الخلايا. يجب عدم استخدام أي مبيد حشري مع الشمع لاحتمال امتصاصه له.
• كما يمكن أن توضع في العراء محمية من الشمس المباشرة متباعدة عن بعضها أو بوضعها متراصة على أرفف في خزانة تغلق بإحكام بحيث لا يمكن دخول الحشرات أو القوارض إليها مباشرة بعد إخراجها من الخلايا.
• بوضعها في صناديق العاسلات وجعلها فوق بعض بحدود 5-7 عاسلات ووضع عاسلة فارغة في الأسفل لوضع زهر الكبريت فيها بعد إحكام غلق الشقوق والمسافات بينها، ثم يشعل الكبريت بعد وضعه في علبة معدنية. يجب تركها في العاسلات إلى أن يجري إضافة الإطارات للخلايا عند الحاجة إليها. يجب تنفيذ هذه العملية في العراء.
هناك آلة ابتدعت حديثاً لفصل الطلع عن الشمع. هذه العملية مفيدة لأن الطلع يحجز كثيراً من الشمع وعندها لا يمكن الاستفادة منه. كما يجب إعادة الشمع بعد قطف العسل منه للنحل لكي يقوم بتنظيفها من بقايا العسل. يفضل إن أمكن إعادة الإطارات المأخوذة لنفس الخلية المأخوذ منها لتفادي نقل الأمراض، أو على الأقل عزل الإطارات المأخوذة من الخلايا المريضة وفرزها في فراز منفصل وإعادتها لنفس الخلية أو صهرها.
عرض الإطارات بعد فرز العسل لتنظيفها من قبل النحل
تحضر قوالب لسكب الشمع المذاب فيها بحيث تسهل إخراجه منها بعد أن يجمد. فالشمع الذائب يطوف على سطح الماء وتتجمع الشوائب تحت طبقة الشمع. هذه الشوائب بها نسبة من الشمع يجري إعادة استخلاصها بالضغط في مكبس خاص. إذا كانت ما تزال الشمس ساطعة والجو حاراً يمكن إذابة الشمع المستعمل بحرارة الشمس باستعمال مصهر خاص.
عند سكب الشمع المذاب مع الماء يجب تصفيته عبر منخل ناعم لحجز الشرانق والشوائب الصلبة. أما الشوائب الناعمة والشوائب الذائبة بالماء فيجري التخلص منها مع الماء. لتعقيم الشمع والقضاء على الجراثيم الممرضة التي يحمله يجب الإبقاء على حرارة 80-90 درجة مئوية لمدة نصف ساعة,
يجري بعد ذلك كبس الشمع في قوالب لطبع العيون السداسية ليستعملها النحل. هناك قوالب يدوية تطبع كل لوح على حدة، أو يجري إرسال الشمع إلى الورشة الآلية لعمل ذلك مقابل أجر. ألواح الشمع الناتجة مقاساتها 20×40 سم وسمكها 1 ملم. تخزن هذه الألواح بعد تغليفها بالورق وتحفظ في المخزن على رفوف بسمك مناسب (بارتفاع 50-70 لوح).
تخزين القفائر والصناديق
تصبح كثير من العاسلات التي كانت محتوية على إطارات العسل فارغة، وكذلك الإطارات التي جرى فرز العسل منها ونظفها النحل من بقايا العسل، وبيوت التربية التي مات نحلها أو جرى ضمها لخلايا أخرى، وغيرها من الأدوات الخشبية التي لن تستعمل حتى الموسم التالي مما يستلزم تخزينها لحمايتها من عوامل الجو والحيوانات والحشرات.
يجب تنظيف هذه الأدوات من بقايا الشمع والعكبر وذلك بغسلها أولاً بالماء الساخن ثم تعقيمها بمعقم سائل بالتركيز الموصى به للأواني المنزلية. إذا جرى تعقيمها باللهب (خاصة عند الخوف من عدوى تعفن الحضنة الأمريكي) يجب غسلها بعد ذلك بالماء الدافئ. كما يمكن تعقيمها بوضعها في فرن عند حرارة 150 درجة مئوية لمدة ساعة.
يجب تجميع الشمع والعكبر كل على حدة والاستفادة منها. العكبر مادة ثمينة يمكن كشطها من جوانب الإطارات ومن مداخل بيوت التربية ومن الشبك الذي جرت به تغطية فتحة التهوية في الإطار الداخلي وحتى من قطع الخيش المستعملة بدل الغطاء الداخلي بكشطها وإن لم يمكن تذاب بالكحول وتستعمل كمحلول تعقيم للجروح والسحجات.
مكبس يدوي لألواح شمع النحل
تخزين الأدوات المعدنية
يجري أولاً تنظيفها من الشمع وبقايا العسل والعكبر وتعقيمها بالحرارة لأنها لا تتأثر بها، سواء الحرارة الجافة كاللهب أو الماء الساخن ومن ثم تنشيفها ووضعها في صندوق للحفظ. هذا بالنسبة للعتلات والمصافي وغيرها. أما الفرازات والأواني الكبيرة التي وضع بها العسل ريثما يتم تعبئتها بأواني يمكن إغلاقها بإحكام، فأقترح أولاً إذابة العسل من عليها بإذابته بقليل من الما الساخن وتجميعه في إناء بحجم مناسب وتغطيته بقماش وتركه ليتحول إلى خل. ثم غسلها جيداً.
يمكن حفظ الشمع المستعمل وذلك بوضع الشمع في المجمدة مدة يوم او يومين لقتل بيض الفراش المتواجد فيه ثم تخزينه بتعريضه للهواء والضوء وتجنيبه أشعة الشمس المباشرة وترك مسافة بين اطارات الشمع لكي لا تنتقل الدودة من إطار لآخر.
وبعد إخراجها من المجمدة توضع مباشرة في أكياس بلاستيك وتغلق بإحكام لحين استعمالها.