لغة الرقص كوسيلة اتصال
الـرقـص
رقص العاملات فوق خلية النحل لتخبر زميلاتها بمكان الأزهار. فالزاوية بين مركز الشكل الذي تتخذه في دوراتها فوق الخلية وبين الخط العمودي هي نفسها الزاوية التي تقع بين الشمس وبين المكان الذي توجد فيه الأزهار، وتعلم العاملات من هذه الزاوية الطريق الذي يجب أن تتجه به لتصل إلى مكان الطعام. الرقص في مملكة النحل يحدد ليس فقط الاتجاه والمسافة التي يبعدها مصدر
الغذاء عن الخلية بل يحدد أيضاً مدى خصوبة وغزارة مصدر الرحيق وأيضاً يحدد المجهود
المبذول والوقت اللازم للوصول إلى مكان الغذاء.
توجد عدة أشكال للرقص لكل نوع وظيفة في لغة الاتصال لدى النحل ومنها:
رقص الاهتزازي:
إذا كان مصدر الغذاء يبعد أكثر من 100 متر عن الخلية تقوم النحلة بتأدية الرقص الاهتزازي ولمدة تصل إلى دقيقتين أي أنها تندفع في اتجاه واحد بخط مستقيم وتهز جسمها بسرعة من جانب لآخر ثم تدور في حركات نصف دائرية نحو نقطة البداية يمينا أو يسارا, فإذا قلت سرعة الرقص فذلك يعني أن مصدر
الغذاء بعيد جدا. أما إذا طالت الرقصة فذلك يعني وفرة الغذاء .
الجري التصادمي
:ويقوم الجري
التصادمي بإثارة الشغالات الأخرى ولفت انتباهها إلى السروح. وهو يحدث بعد الطيران
الأول الناجح للشغالة للبحث عن مصدر للغذاء في حين أن الرقص الاهتزازي يحدث غالباً
وفقط بعد عدة طيرانات.
الرقص التشنجي:
يقوم النحل
العائد بالجريان الجزئي في خط مستقيم موجه بشكل سليم ويعتقد أنه يعمل كإشارات فعالة
لإنجاز عمل ما بصورة أكثر من أداء الرقص الاهتزازي.
الجري الطنان
:
يعطي النحل المعلومات لبدء التطريد
حيث إنه قبل أن يحدث
التطريد يكون النحل داخل الخلية أو خارجها أمام المدخل في حالة من عدم النشاط.
الرقص التنظيفي
:
هذا السلوك يحث الشغالات
المجاورة لها بالاقتراب منها والعمل بفكوكها لتنظيف خصرها وقواعد أجنحتها. وهذه
الأجزاء هي التي لا تستطيع النحلة تنظيفها بنفسها. وله علاقة
بمكافحة طفيل
الفاروا.
الرقص ألارتجاجي
:
أحياناً تقوم النحلة بلمس
أحد رفقاء عشها بواسطة قرون الاستشعار أو أن تمسك بجسمها بواسطة أرجلها الأمامية أو
أن تتسلق فوق جسمها. هذه الرقصة تحدث عندما تكون الطائفة في أفضل حالتها، هذا وما
زالت هذه الرقصة غير معروفة.
الرقص الارتجافي
:
بعض
الدلائل تشير إلى أنه دليل مرضي تسببه السموم التي قد تلتقطها الشغالات خلال
سروحها.
الرقص التحذيري
:
ويكون ذلك نتيجة التسمم
بالمبيدات حيث إن نسبة عالية من الموت تحدث بعد أداء هذه الرقصة بـ 1 ـ 2 ساعة وبعد
2
ـ 3 ساعات بعد ذلك تعود الطائفة إلى حالتها الطبيعية وتبدأ في نشاط الطيران مرة
أخرى.
رقص الدفع:
وقد تسمى برقصة الرسالة،
وتحدث عندما تبدأ نحلة في ثنى رأسها على القرص بطريقة خاصة فيتم إثارة بعض النحل
المجاور لها حيث يقوم بفحصها مستخدماً قرون استشعاره وأرجله
الأمامية ويتسلق فوقها
وتحتها ويلمس جوانبها بقرون استشعاره وفكوكه وأرجله الأمامية وينظف قرون استشعاره
بشكل دوري.
الحواس كلغة اتصال
قال تعالى : (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ) لقد زود الله سبحانه وتعالى
النحلة بحواس تساعدها في رحلة الاستكشاف لجمع الغذاء فهي مزودة بـ :
حاسة الشم:
يتمتع النحل بحاسة شم قوية عن طريق قرني الاستشعار في مقدمتها. فالرائحة التي تنبعث من الأزهار هي أحد العوامل المهمة التي يتعرف بها النحل إلى الزهرة. فالنحل يستطيع أن يشم العطور وان يميز بعضها من بعض ويتذكرها بدقة. بالإضافة إلى انه يمكنه تمييز لون الزهرة إلى جانب تمييز رائحتها ولكن تمييز اللون يعتمد على زهو لون الزهرة.
حاسة النظر:
للنحل عيون متطورة يمكنها أن تحس بالأشعة فوق البنفسجية، لذلك فهي ترى ما لا تراه عيوننا، مثل بعض المسالك والنقوش التي ترشد وتقود إلى مختزن الرحيق ولا يمكننا الكشف عنها إلا بتصويرها بالأشعة فوق البنفسجية. فهي تستطيع أن تميز بين الأصفر والبرتقالي, والأصفر المشوب باللون الأخضر, أو بين الأزرق والبنفسجي, ولكنها لا تستطيع التمييز بين الأسود والأحمر والرمادي الغامق. فهي عمياء بالنسبة للون الأحمر, ولكنها تستطيع أن تميز هذا اللون إذا كان يعكس قليلا من الأشعة الفوق بنفسجية.
حاسة اللمس:
يتحسس النحل عن طريق قرون الاستشعار التي هي عبارة عن أغشية رقيقة تغطي قنوات ضيقة تمتد عبرها نهايات عصبية رفيعة تتصل بالعصب الشمي. فالروائح الطيارة التي تنتقل في الهواء يمكنها أن تصل بسهولة إلى هذه الأغشية, ثم منها إلى النهايات العصبية في قرون الاستشعار. والشعر الدقيق الذي ينتشر على قرني الاستشعار ما هو إلا أعضاء مهمة للمس, وهي أيضا أعضاء مزودة بنهايات عصبية تستطيع أن تدرك الأشياء باللمس. لذلك فان النحل في ظلام الخلية يستطيع تلمس الأشياء لتفحصها, ويستطيع أيضا أن يتعرف إليها
ويميز بعضها من بعض , سواء أكانت هذه الأشياء العيون الشمعية أو العسل أو البيوض أو اليرقات. فالنحل بهذه الوسيلة يكتسب انطباعين: اللمس والشم معا في الوقت نفسه.
حاسة الذوق:
للنحل حاسة ذوق متطورة يمكنها أن إذا حطت على رحيق أحد الأزهار أن تتذوقه وتحدد نسبة الحلاوة أو السكريات في هذا الرحيق مقابل الماء.
حاسة للوقت:
هي حاسة الوقت التي تمكنه من تحديد الوقت بشكل دقيق وقد أجريت تجارب بهذا المجال: تم تدريب النحل على تناول طعامه في وقت محدد من النهار فتعلمت جماعات من النحل أن تأتي يوميا في الوقت نفسه لتناول الطعام. وتبين من خلال هذه التجارب أن العوامل الجوية, من إضاءة وحرارة ورطوبة لا تؤثر في هذه الحاسة.
وحاسة الوقت لها أهمية بيولوجية لمعرفة أوقات إفراز بعض الأزهار للرحيق فهي محددة تحديدا دقيقا في اليوم. فالنحل يتعلم أن يبحث عن غذاءه في هذه الأوقات
حاسة السمع:
هنالك نوعان من أصوات النحل احدهما يعرف بالصفير ويصدر من الملكة, والآخر يعرف بالطنين ويصدر الشغالات والذكور.
صفير الملكة: عندما تخرج الملكة لأول مرة من بيتها الشمعي بعد تمام تطورها تأخذ في الصفير بشدة يشبه سلسلة من (ذي... أي ... أي... ابيس) وترد عليها الملكات التي لا تزال ترقد في بيوتها الشمعية في انتظار الخروج منها بصوت يشبه (كوانك... كوانك)
وسبب هذا الصفير انه يحدث عندما يكون هناك احتمال لخروج احد الطرود من الخلية مع الملكة في موسم التطريد.
أصوات الشغالات:
من بين الأصوات التي تسمع في الخلية ما يلي:
أ.صوت يشبه سلسلة من (هم...هم...هم) ويفسر البعض أن هذا الصوت بأنه دليل على وجود الملكة بالخلية وعلى اطمئنان النحل.
ب.صوت يشبه (دزي....دزي)
هذا الصوت يكون عندما تكون الملكة غير موجودة والغذاء قليل,
ويكون نفس الصوت مرتفعا ومديدا عند شعور النحل بشدة البرد في الشتاء.
ج.صوت يشبه (وه...وه...وه) هذا الصوت يدل على انهماك الشغالات في حضانة الصغار.
د.صوت
يشبه (يسير...يسير) هذا الصوت يكون إذا كان النحل مشغولا في نقل المياه إلى الخلية.
ه.صوت يشبه (شووا..شووا) هذا الصوت يكون إذا كان النحل عازما على التطريد وعندما يخرج الطرد يسمع صوت يشبه (شيوسي).
و.صوت يشبه (بر...بر..بر) هذا الصوت يكون أثناء مذبحة الذكور أو عندما تشرع الشغالات في طرد الذكور من الخلية للتخلص منها قبيل فصل الشتاء.
ز.الطنين: يصدر عن اهتزاز وتذبذب الأجنحة ويكون هادئا وعلى وتيرة واحدة أثناء وجودها ويتضاعف الصوت عند تطريد الخلية وبين منخفض وعالي ضد الأعداء والدفاع عن الخلية.
تعتبر اللغة الكيماوية اللغة الثانية عند النحل والتي تلعب فيها الفرمونات والغدد دورا كبيرا, والتي يتم إدراكها عن طريق أعضاء للحس وخاصة أعضاء الشم. ويقوم بهذا الدور مراكز حسية خاصة توجد على قرن الاستشعار في صور وأشكال مختلفة من الشعيرات الحسية.
فلقد أكتشف علماء الحشرات أن النحل يستخدم هذه المواد الكيميائية كرسائل يتم إرسالها من خلال إفراز مواد تدعى الفورمون تنتج من غدد في جسم النحل يتم استقبالها بوساطة حاسة
الشم الحساسة لدى النحل. إن النحلة تعتمد أساساً على الروائح كلغة للتفاهم فيما بينها، وقد أجريت سلسلة من التجارب استنتجوا منها، أن النحل عندما يتجمع حول النحلة الراقصة يلتقط منها مجموعتين من الروائح: رائحة الغذاء و روائح الموضع المحيط
بالغذاء.
وهـذه
الروائح تعلق بجسم النحـلة عند ارتيادها للمكان الـذي اهتدت إليه، وعلى الأخص على الشعيرات المنتشرة على جسمها، ويلتقـط النحل المتجمع حولـها هذه الروائح عندما يتحسسها بقرني الاستشعار (وهمـا عضوا الشم ).
هذا
فضلاً عن أن النحلة الراقصة تتوقف بين الفينة، والفينة لتمج من فيها عينات من
الرحيق تتذوقها العاملات المحيطات بها، ومن ثم يعرفن رائحة الغذاء وطعمه أيضاً.
وهنالك ترجيحات أن يكون لروائح المكان ( لا روائح الغذاء ) الأهمية الأولى، وهذا ما يشار إليه باسم " نظرية العشيرة " أو الجماعة يرجع فيها أهمية خاصة، إلى طيران النحل في أسراب فهذا يساعد على اشتراك النحل الطائر مع بعض الأفراد المستكشفة في الاهتداء إلى المنتجع مسترشداً، بروائح مختلفة من الغذاء والموقع.
هنالك ثلاثة أنواع من الفرمونات:
أولا: الفرمونات الخاصة بجذب النحل إلى مناطق السروح
هذه المجموعة من الفرمونات تفرز بواسطة غدة الرائحة التي تؤدي إلى العديد من الوظائف السلوكية:
1.
التعرف على أماكن السروح الغنية بالغذاء, ويتم ذلك عن طريق مجموعة من الشغالات والتي تعود للطائفة محملة بالغذاء بعد أن تترك أجزاء من رائحتها تنشرها حول مصدر الغذاء. وهذه الشغالات تؤدي رقصا لتحديد بعد واتجاه المصدر الغذائي وعلى اثر ذلك تخرج الشغالات من الخلية وتتمكن من تحديد المكان عن طريق استقبالها للرائحة التي تركتها مجموعة الشغالات.
2.
توجيه النحل وخاصة الشغالات الحديثة السروح للدخول إلى الخلية حتى لا تضل طائفتها, وذلك عن طريق نشر الرائحة على لوحة الطيران وأمام مدخل الخلية بواسطة مجموعة من الشغالات. كما أن إفراز هذه الغدة يعتبر وسيلة لإرشاد الملكة العذراء التي تخرج للتلقيح للعودة إلى خليتها.
3.
تمييز الشغالات التي تتبع لنفس الطائفة عن تلك الغريبة حيث أن لكل طائفة رائحة خاصة مميزة لها.
4.
المساعدة على تجمع النحل أثناء عملية التطريد حيث ينتشر إفراز الغدة الذي يؤدي إلى أن يهتدي إليه باقي أفراد الطرد التي لم تتجمع.
ثانيا: الفرمونات الخاصة بالحماية والتحذير
تقوم بإفراز هذه المجموعة من
الفرمونات في الشغالات كل من الغدد الفكية وغدد حجرة اللسع. التي تؤدي إلى العديد من الوظائف السلوكية:
1.
تفرز مادة فرمونية لتنبيه باقي الشغالات وتحذيرها بالخطر الواقع عليها لتستعد للسع.
2.
يكون لإفرازها دور في تطرية الشرنقة حول العذراء لخروج الحشرة الكاملة بسهولة.
3.
تفرز بعض الإنزيمات التي تساعد على هضم الطعام.
4.
تفرز مواد تساعد على تطرية وتناول الشمع والبروبوليس أثناء استخدام الشغالة لها.
5.
تشترك مع الغدد تحت البلعومية في إفراز الغذاء الملكي.
ثالثا: الفرمونات الخاصة بالتناسل
وتقوم بإفرازها الملكة أساسا من الغدد الفكية بالإضافة لأعضاء أخرى وهذه المادة تحوي مركبين, المركب الأول يمنع نمو مبايض الشغالة وتثبط بناء البيوت الملكية وتعمل على جذب الذكور وتنبيههاوتهيئتها للتلقيح, بينما المادة الثانية تقوم بتجميع الشغالات
حول الملكة أثناء عملية التطريد, بالإضافة إلى ربط الشغالات داخل الخلية كوحدة واحدة.
حيث تفرز الملكة روائح خاصة عن طريق زوج من الغدد بالفك العلوي وتعمل هذه الرائحة على جذب الشغالة حول الملكة وربط أفراد الطائفة كوحدة اجتماعية متجانسة بالإضافة إلى أن هذه المواد تمنع من إنتاج ملكات جديدة حيث أنها تمنع نمو الجهاز التناسلي عند الشغالة.
وهذه
المواد تنتشر على جسم الملكة وتلعقها الشغالة الصغيرة السن وتنقلها لغيرها من الشغالات وهكذا يتم انتشار المادة الملكية.كما تلعب دور ثانوي في جذب الذكور لتلقيح الملكات العذارى.
المصدر https://sites.google.com/site/3almelna7el