كلمة حق لا بد من قولها
إدخال النحل الأجنبي إلى سورية كان خطأ استراتيجياً كبيراً إن إدخال النحل الأجنبي إلى سورية الموطن الأساس مع بلاد الشام الأخرى لنحلة العسل السورية ِApis mellifera syriaca والتي بقيت سورية لسنتين سابقتين تقريبا تمنع إدخالا رسميا لأراضيها لأي نحل غريب، خطأ استراتيجي وسقطة علمية كبيرة، ولكن طبعا المهربين كانوا وما زالوا يهربون، ولأن أفكارهم قاصرة إلا على صورة الدولار وغائبة عن أهمية النحلة السورية ومفهوم "الأصل الوراثي"، فلا يعبأون وهمهم ووكلاؤهم والمروجون لهم ما يحصلون عليه من ربح وتحقيق مكاسب ومصالح شخصية على حساب تدمير البيئة وعناصرالأنظمة البيئية الفاعلة المتناغمة فيها، والتي من أهمها هذه النحلة العظيمة، ويجب أن تكون الجهات الرسمية هي الحافظ لثروات الوطن والدفاع عنها وعن مصلحة المواطن، ولا تنجر تحت أي ضغوط أو مغريات للتخلي عن دورها، وقرارها يجب أن يكون مبنيا على رأي علمي سليم لعلماء حقيقيين وليس موظفين بيروقراطيين من فنيين وغيرهم، أو آخرين لا يجرؤون على قول الحقيقة، لأن هذا هو مصلحة عليا للبلاد يجب أن تكون مصانة بكل قوة وبقانون صارم. المصادر الوراثية ومنها نحلتنا سرقت إلى بلدان عديدة وهذه تحاليل DNA كثير من النحل في ولايات أميركية أثبتت حضور النحلة السورية في تكوينها الوراثي. إن الانتفاع على حساب الوطن خيانة، مهما كانت الذرائع، وإذا كنا قد اتخذنا قرارا أو انتزعناه تحت أي ضغط(..؟؟؟؟...) فمن الأفضل التراجع عنه بجرأة فالتراجع عن الخطأ فضيلة...لكن لا بد من الاعتراف بالوقوع في الخطأ أولاً..وقد تجد من يدافع لكن الدفاع عن الخطأ هو ارتكاب خطأ آخر..ومن يفعل ذلك يسقط قناعه.... ماذا لو كنا تمهلنا ووضعنا خطة يتوافق المختصون عليها في الانتفاع من المساعدة، قبل أن يتراكض البعض لتحقيق المكاسب؟؟ ماذا لو قمنا بإكثار خلال عام واحد المئة ألف خلية المتبقية لدينا (أو الثلاثمئة ألف كما يقول البعض بمبالغة) بمساعدة النحالين والمستفيدين لتصبح خمسمئة ألف خلية بخطة خلال عامين، ولا نقوم بتدمير وتخريب بيتنا بأيدينا وندخل نحلا غريبا لبلدنا؟؟؟ وبذلك نساعد عشرات آلاف النحالين والمستفيدين من المنح الخارجية وتكون المساعدة كلها بقيت لأبناء الوطن المنكوب..!!! ونحمي وطننا وممتلكنا الوراثي...أنا لا أخوِّن أحدا...لكني أقول هناك إدارات جاهلة غير واعية تدير الأمور وأكيد هناك أصحاب خبرات علمية وتقنية موجودون في الوطن ولكنهم مبعدون لأنهم لن يوافقوا على أخطاء استراتيجية تضر بالوطن والمواطن(النحال على الأقل) وهناك تسلق للمناصب دون كفاءة...بسبب الفساد والنفاق....لكن الجشعون يقولون لقد تضررت سورية وشعبها بشكل عظيم فما الضرر بإلحاق ضرر بسيط..بل يقولون كذبا لم يحدث الضرر ومنهم من بينهم من يقول حدث الضرر ولكن ليس لنا من الأمر شيئا......قول الجهلاء هذا للأسف...عندما يصاب الإنسان بجروح كبيرة وصغيرة لا يضمد الجروح الكبيرة ويترك الصغيرة..!!!.. إن تشكيل لجنة لوضع الشروط الفنية لمحطات تربية ملكات من سلالات أجنبية...لهو خطأ وتعمية وتجهيل لمن وضعوا في هذه اللجان وقبلوا ومنهم من فرح بذلك للأسف..لعدم احترام النفس.....لأنه قد أتُخذ قرار بتغييبهم من قبل ووضعوا في خانة لا يحسدون عليها.... لأنه قبل هذا يجب أن يطرح السؤال على لجنة علمية فنية يقول: هل ندخل النحل الأجنبي إلى سورية أو لا؟ هل هذا قرار سليم؟؟؟....والجواب الحر للعلماء الأفذاذ الغيورين سيكون لا وألف لا.... وإن كان الجواب نعم عندها نفكر بإنشاء محطات...أو يقترحون إنشاء محطة وحيدة يتيمة فقط للنحلة السورية...!!! الآن يريدون محطات لنحل أجنبي... غريب عجيب!!!! أما أن يتخذ القرار بالإدخال دون أخذ رأي العلميين والفنيين ومنهم من فرح أنه في لجنة....للأسف...أيتها اللجنة هل أنت مع قرار إدخال النحل الغريب لينافس نحلتنا التي عاشت ملايين السنين؟؟؟...وكانت من قبلكم واسمها نحلة سورية قبلكم؟؟؟؟ أقول لكم الحقيقة، التجار، وأنا لا أعرف أحدا من الذين اقنعوا الجهة المختصة بهذا العمل، همهم أنفسهم، وما هذه الشروط إلا لحمايتهم ...لأن واحدا منهم ليس جاهزا لإنشاء محطة حقيقية تكلف ملايين الدولارات في استثمار بطيء العائدية والمردود وشروط عدم أمان في البلد، وهذا بالأصل عمل حكومي أو عمل شركات وطنية كبرى معترف بها ومسجلة في الدولة، تستثمر الملايين لإنتاج ملكات سورية وتأصيل النحلة السورية. ولكن هل تطوع سابقا وعمل هذا ؟؟؟ !!! لا لم يتقدم. والظرف كان قبل بلاء سورية متاح وسهل، ولم يتطوع أحد لذلك، فكيف في ظل هذه الظروف تسابقوا وأقنعوا الجهات المعنية وانتزعوا القرار بإدخال النحل الأجنبي ولم يبق إلا وضع شروط فنية..!!!.والخبراء يعلمون ما قيمة لجنة (فنيـة)خدمــة كهذه..!!!...فهؤلاء سيحصلون على ترخيص بإدخال سلالات ويعملوا محطات وهمية ولن يربوا نحلا إلا عددا من الخلايا وسيبقوا يستجرون الملكات من الخارج ويبيعونها في سورية ولبلدان عربية أخرى على أنها إنتاج محطاتهم(محطات تربية في الوطن...!!!)...هذا همهم...لماذا أقول هذا؟ لأنه من سيعطيهم ملكات مؤصلة أمات والواحدة بألاف الدولارات بل من منهم مستعد لشراء ذلك؟ ولعمل منشآت وتوظيف مختصين في علوم النحل وفنيين في ظروف صعبة؟.... لا بد من شراء عدة ملكات من تحت سلالات أو خطوط وراثية متباعدة ضمن السلالة المعتمدة...وكل سنتين عليهم الشراء بعشرات آلاف الدولارات لتلك الأمات من موردين متفقين معهم...لعدم استطاعتهم دون كفاءات علمية من المحافظة على تلك الأصول بنقاء تام، ولا أظن أن واحدا من التجار السوريين لديه الرغبة في خوض تجربة قد تفشل لأن ليس لدينا خبرات فنية في إدارة هذا(سيغتاظ بعض الذين يكثرون الكلام ويحاضرون من معلومات ضحلة اطلعوا عليها.....) نحن نقول الحقيقة دوما ولا تأخذنا في الله لومة لائم ونعرف سلوك كل مداهن ومنافق ومنتفع. هل أحد من أعضاء اللجان مطلع على خطة علماء النحل والجهات الرسمية الفرنسية وكم من الملايين من اليورويات صرفت للمحافظة على محميات تتم الدراسة فيها على النحلة المحلية الفرنسية بأنماطها البيئية العديدة؟؟ النحلة الغربية Apis mellifera mellifera عمل بحثي على مدار العام ؟؟؟ طبعا لا...لأن أولئك الناس يفهمون قيمة كلمة أصل وراثي لأن بينهم علماء مشهود لهم غير مهمشين تسمع لهم حكومتهم وتصرف المال وهم أيضا يجمعون من المتطوعين المحبين للنحل من كبريات الشركات المحبة للبيئة والنحلة دفاعا عن موروثهم من الأصول الوراثية، ويجمعون من كل نحال يتطوع برحابة صدر بالدفع. لثقته بعلماء بلاده الحقيقيين ....وليس الذين يتبدل رأيهم حسب الحال..!!!! لجنة شو؟؟؟؟؟ !!!! لجنة وضع شروط فنية...مغيبة عن القرار الأساسي المتخذ مسبقا دون مناقشة.....من اتخذ القرار بالإدخال يجب أن يتراجع عنه ويطالب كل صاحب ضمير حر أن يوقف ذلك ويعمل مشروع وطني خالص. لا عيب في التعاقد مع خبراء مختصين في إدارة ذلك....للعمل على إكثار النحل السوري ونشره...ويوضع تشريع وقانون لإدخال نحل أجنبي ضمن ضوابط فقط للاستثمار والاستهلاك عند النحالين الراغبين تسجل ذلك الجمعيات وتقدمه للوزارة ليتم التعاقد سنويا على شراء ملكات قياسية صافيه، ليست منتجة هنا وهناك بأساليب غش، وتكون من مصدر موثوق ومحطات معروفة عالميا، وتعطى للمكتتبين الراغبين مثلا الإيطالية لبعض مناطق الساحل...لكن برنامج التأصيل والانتخاب يستمر على النحلة المحلية فهل ممن تقدموا للترخيص بإنشاء محطات خلبية من يتطوع ليعمل محطات حقيقية للنحلة السورية؟؟؟؟؟؟ فليتجمعوا ويعملوا ميثاق عمل وطني.... يجب أن لا تنجرَّ الجمعيات الأهلية لتساند التاجر على حساب النحال...هذا مستهجن جدا....ومخجل جدا...تعالوا انظروا الدفاع عن النحال هنا من قبل الجمعيات وما تقدم له من خدمة...لأن نظامها الأساسي لخدمة النحال وليس للتعاون مع التاجر ضده !!! وليس لخدمة المستغلين ضد الوطن...!!!. والتجار هنا يطلبون رضى الجمعيات هنا ليسمحوا لهم بالدعاية ويشرحوا عن منتجاتهم في لقاء الجمعيات....""""" لكن عندما يصبح التاجر محاضرا....فسيبيعك الماء على أنه دواء لكل داء""""" ويحملونهم عبئا ماديا لصالح جمعيات النحالين، ويطلبون تخفيضا للأعضاء على ما عندهم من مستلزمات ويفرضون سعرا محددا للعسل الذي يباع للشركات كي لا يُستجهل النحال ويُسرق......العمل في الجمعيات تطوعي وليس منصبا ليستغل في كسب مال أو شهرة، وليس لنقرأ من كتب أقوال لهذا وذاك ، بل تفاعل يومي مع مستجدات الأحداث وتحرك باتجاه معالجة المشاكل التي تعيق عمل النحال وإلا فالاستقالة...وحتى لو كان الأمر يتم باستحياء الناس وأننا منتخبون !!! ونعرف كيف يتم ذلك..!!! .من لا يدافع عن مصلحة من انتخبه فهو لا يمثله.... سُرقت أصول وراثية نباتية وحيوانية بأعداد هائلة من بلدان العالم الثالث وأدخلت إلى البلدان المستغِلة دونما ثمن، وأنشئت مراكز تجميع لتلك الأصول في مراكز بحث عالمية في بلدانها هنا وهناك، ولكن تمويلها الأكبر والسيطرة فيها كانت للولايات المتحدة الأميركية، السارق الأكبر لأصول العالم، والمختصون يعرفون أسماء مراكزها ومنها ما كان في سورية في حلب، تحت أسماء المركز الدولي ل كذا وكذا....وما من أصل وراثي وجدوه متفوقا وممكن الاستفادة منه في ظروف بلادهم إلا وأخذوه وطوره وأعادوا إنتاجه وتحسينه ومن ثم تصديره تحت تسميات عديدة وانظروا إلى البذور وعروق الحيوانات والتهجين لسلالات من هنا وهناك....ويعرف المزارعون في بلادنا هذا. من المستهجن رفع شعارات جزافاً وتخدير المشاعر اعتادت عليها الشعوب العربية من أنظمتها وحكوماتها المستغِلة، فكيف ينادي تاجر مهرب للملكات برفع شعار منع إدخال النحل الأجنبي وتأصيل النحلة السورية..؟؟؟؟ إني مستهجن ذلك تماماً...هذا لن يكون...!!! هذا شعار زائف وها هي تتكشف الخطط.....ولكن هؤلاء يعملون سرا عكس هذا الشعار ويحققون مآربهم في عصر الفساد..... ضعف عملنا المؤسساتي والمجتمع الأهلي وضعف الترابط على أساس المساواة في المواطنة جعل الناس سلبيين ومنهم ضعفاء الشخصية منافقين يركضون وراء الملصحة والنفع المباشر بغض النظر عما يسببه ذلك من أذى للمجتمع.... النحلة السورية في فلسطين ولبنان والأردن وبعض مناطق السعودية والعراق وتركيا تكاد تكون انعدمت بالتهجين والاستيراد الحر للنحل الأجنبي وكلن الأمل فيما تبقى منها في سورية لسبب المنع الدائم لإدخال النحل والملكات....وهذه دراستنا الجزيئية لعينات جمعت وحللت تظهر سيادتها بنسب عالية في محافظات أخذ العينات. أعرف سيغضب كثيرون من قول الحقيقة لأن الحقيقة مرة في حلوق البعض حلوة طيبة في فم المخلصين ..وأنا أكتب هذا للأحرار فقط أما التبع والعبيد والانتهازيون فلا يهمني أمرهم ابداً كما كنت دوما.....وأنا شخصيا ليس لي مصلحة مع أحد ولا أعادي أحدا...ولكن ما يؤلمني هذا التدهور في عدم إتباع الأنظمة الداخلية للجمعيات والالتزام بها والدفاع عن المصلحة الوطنية ومصلحة النحالين...وإني عاتب على البعض ممن عملوا معنا يوما وكنت أظن فيهم حرصا على خدمة الناس وأشهد لهم التفاني دون مقابل وطوعا في خدمة هذه المهنة بإخلاص والتزام ونزاهة في التعامل....وعند قفزهم على الكرسي تبدلوا وضعفوا واستكانوا ..!!!! لا أعرف ما الذي تغير..؟؟!!! يجب أن تقال الحقائق...الكل مسئول من يعمل في قطاع النحل في وزارة الزراعة والوزارات المعنية، ومن يعمل في الجمعيات النحلية..... تهريب وتخريب الأصول لا يتفق مع المعاهدات الدولية في المحافظة على الأصول الوراثية وتداولها بشكل علمي مدروس، هناك من يمنع دخول نحل أجنبي أو أي أصول وراثية لبلده مطلقا(ويتلفها في منافذ الحدود والمطارات حتى لو كانت بضعة بذور أو طائر أو غيره...) دون موافقات رسمية بين الدولتين وطلب جهات علمية تعرف التداول بها، وإلا يعتبر هذا في نطاق التهريب الذي يعاقب عليه القانون..... لدينا في الوطن العربي نحو 12 سلالة نحل معروفة ومسماة مما يعني تقريبا أكثر من ثلث سلالات نحل العسل العالمي، هي أغلى من الذهب والبترول والغاز المسروق، ألا يجب المحافظة عليها وتأصيلها فهي ثروة عظيمة، هناك بلدان فرطت بسلالتها، وهناك دول أحييها وأحيي القائمين على قطاع النحل فيها فهي ما زالت تمنع دخول النحل الأجنبي إلى أراضيها، وكل من يفرط بنحلته المحلية سيخسر ولن يذكره الخلف بالخير. منذ سمعت بدخول النحل الأجنبي إلى سورية أصابني ألم ولم أعد أتواصل مع كل من يعمل بهذا مهما كانت وجهة نظرهم لأن تلك المنح كان يمكن استعمالها بطريقة تنفع النحالين في بلدنا جميعا وتنفع المستفيدين كما ذكرت أعلاه، وفق إرشادات فريق عمل علمي مختص، لكن الحمد لله في بلادنا...تمنح الألقاب بسهوله ويقفز فوق القانون ولا تحترم الدساتير ويجهَّل الناس بطرائق فاسدة... وراودتني عند ها فكرة كتابة رسالة مفتوحة لوزير الزراعة حول خطورة هذا وحول هذا الخطأ والضرر الذي سيقع..(وكتبتها فعلا وفكرت ملياً واحتفظت بها)، وقد صرح بعض من القائمين على توزيع هذا النحل من الصادقين أنها كانت خسائر فظيعة وفقدان النحل وموت ملكات أو عدم وجودها ومشاهدة أمراض وطفيليات، وكان الكسب في السلة الغذائية والتي قيل أنها لم تصل لكثيرين ومن وصلتهم أحيانا كانت مسحوبة الدسم...فمن الذي كان مستفيدا من وراء هذا ؟؟ وهل في هذا الضرر على الناس المنكوبين كسب حقيقي عند الله تعالى؟؟؟. لك الله يا أيها النحال السوري ويا أيتها النحلة السورية. أنا أتحدث عن ظاهرة مسئوليتها تقع على عاتق جهات ومؤسسات وتنظيمات فيها أشخاص وليس عن شخص محدد وإن كان الأشخاص بالنهاية هم المسئولون. حبيبي صديقي التاجر، الوزير، الدكتور، المهندس، فني النحل، عضو اللجنة، الخبير المتقاعد النحرير، الموظف البيروقراطي الحريص على البروتوكولات والنصوص والكلمة والنقطة والفاصلة فقط، نحلة العسل السورية موجودة في سورية ليس بقرار منك أبداً، وهي خلقت قبلك بملايين السنين حينها لم يكن يسمع أحد بمواهبك ومؤهلاتك.... وموجودة في موطنها وبلدها وبيئتها قبل أن تُخلق أنت وأبوك وأمك وأجدادك...فلا تحاول أنت اقتلاعها وتدميرها فتخسر خسرانا عظيما وتضر بلدك وتخربها أكثر فأكثر..... تحياتي لكل شريف في أرض الوطن
الدكتور علي خالد البراقي
17-12- 2017
|