موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات            أخبار النحالة            بحوث حديثة           الــصـــور            المـجـلــة   
أساسيات تربية النحل أرسل لنا مقالاً أو خبراً
أو صورة لنشرها


أضرار المكافحة الكيميائية لطفيليات النحل ومخاطرها


الدكتور عبد الملك الجماعي

عندما يترك النحال منحله لفترة من الزمن، سيدرك أن عليه القيام بأعمال كثيرة نحوه وبشكل مستعجل، خاصة وان النحل غالبا ما يكون عرضة للأمراض والطفيليات والأعداء وعديد من الآفات. قد تكون السيطرة على هذه التهديدات صعبة للغاية في نظر البعض، لذلك يلجأ العديد من النحالين لاستخدام المواد الكيميائية من باب الحلول السريعة وسوء الإدارة أو عدم الخبرة. في حين أن هذه المواد الكيميائية قد تكون فعالة في علاج بعض الأمراض والآفات، وغير فعاله في علاج البعض الآخر، لكن استخدام هذه المواد له أيضا مجموعة من المخاطر والمعوقات على سبيل الذكر لا الحصر

1- المكافحة الكيميائية مكلفة، وليس سرا أن المحفاظة على النحل يتطلب استثمارا ماليا كبيرا، ولكن معظم النحالين لا يأبه لذلك حيث ينفق بسعادة ظانا على أن المردود يستحق التكلفة. ومع ذلك، قد تتغير هذه التوقعات والمفاهيم مع إدخال المكافحة الكيميائية. فهناك مواد كيميائية مكلفة جدا بحد ذاتها وهناك مواد بأسعار معقولة، لكن يلحقها تكاليف خفية يجب النظر إليها أو أخذها بالاعتبار، منها:

أن المواد الكيميائية تعمل لفترة محدودة فقط - بعدها يجب أن يتحول النحال إلى نوع أخر من المواد الكيميائية الأخرى تفاديا لنشوء ظاهرة المقاومة لدى الطفيل، أو للحصول على فعالية أفضل. قد تساعد هذه المكافحات أيضا على دعم خلايا النحل الضعيفة أو المريضة منها على البقاء، وهذا يعني أن النحل بحاجة إلى استمرارية إعطاء مثل هذه المواد الكيميائية للبقاء على قيد الحياة وبهذا يصبح النحل معتمدا اعتمادا كليا على مثل هذه المواد للبقاء. كما أن المكافحة الفعالة للنحل بهذه المواد الكيميائية تتطلب جهدا ووقتا قد يطول، سواء في اختبار وتحديد المواد الكيميائية المناسبة أو في تطبيقها بأمان،. ويمكن بدلاً من ذلك الوقت الذي يقضيه النحال في معالجة النحل بالمواد الكيميائية أن يعالج النحل من خلال الممارسات الشعبية أو الممارسات التقليدية في الإدارة التي تسهم في بناء مستعمرات صحية وقوية وبأقل جهد ووقت وتكلفة.

2- قد تؤدي المواد الكيميائية إلى حدوث المقاومة لهذه المواد العلاجية والعديد من المهنيين الطبيين اليوم ينصح بعدم استخدام المضادات الحيوية، والفطرية ومضادات الفيروسات وغيرها من الأدوية ما لم يكن ضروريا ولا مفر منه. وذلك لأن استخدام هذه الأدوية بشكل غير لائق أو عشوائي غالبا ما يزيد من خطر حصول المناعة لدى العامل المسبب للمرض لمثل هذه الأدوية وبذلك نكون قد خسرنا سلاحا من الأدوية كان يمكن استخدامه عند الضرورة. وكذلك لسوء الحظ، ينطبق ذلك على معالجة مستعمرات النحل بالمضادات الحيوية أو الفطرية أو مبيدات الأكاروسات والقوارض أوالفيروسية وغيرها من المواد الكيميائية، وكلما ازدادت الأمراض والآفات التي تتعرض لبعض المواد الكيميائية، زادت احتمالية أن تصبح مقاومة لهذه المضادات في نهاية المطاف . وعند كسب المناعة لتلك المضادات تواجهنا عدة مشاكل أو مساوئ منها:

أولا- في حالة حدوث أي إصابة ثانية يصبح من الصعب جدا معالجة مستعمراتك مرة أخرى بتلك المواد.

ثانيا- في حال حصول المناعة فالحصول على مفعول علاجي يتطلب استخدام جرعة أعلى فأعلى من المواد الكيميائية لتحقيق الفاعلية نفسها، وقد يتطلب الأمر استخدام أكثر من علاج في آن واحد ليعاضد أو يقوي بعضهم الآخر، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وزيادة خطر النتائج غير المقصودة.

وأخيرا، فإن الاستخدام الكثيف للمواد الكيميائية قد يكون له تداعيات تتجاوز بكثير مستعمراتك الخاصة أو منحلك ، حيث أن هذه الأمراض المعدية المقاومة حديثا والطفيليات والآفات تميل إلى الانتشار بسرعة إلى مناطق جديدة لتنتقل إلى مناحل أخرى مجاورة وهكذا.

3- المواد الكيميائية خطرة بشكل عام وخطورتها تختلف من مادة إلى أخرى، فعندما يتعلق الأمر بمعالجة أمراض النحل ليست كل المواد الكيميائية متساوية الفعالية، ففي حين أن بعض العلاجات غير ضارة تقريبا لمربي النحل، والبعض الآخر قد تكون خطرة جدا على النحل والنحال والبيئة أيضا، هناك من يعتبر هذه الأدوية بمثابة (الترسانة) أو المخزون الاحتياطي من الكيماويات لذلك في اختيارنا لهذه الأسلحة الكيميائية فإن بعض المواد الكيميائية قد تكون آمنة نسبيا للتعامل، وبعضها يمكن أن يكون مهيجا وخطيرا وقد يسبب تلف الأنسجة أوالعمى أو الوفاة، مثل أحماض الفورميك أو الأكساليك. وبعضها عبارة عن سموم خبيثة قد تؤثر عليك على المدى القريب أو على المدى البعيد لبقية حياتك. كما أن التعرض العرضي لمثل هذه المواد حتى في حالة اتخاذ الاحتياطات المناسبة، قد يكون له مخاطر على الأشخاص والحيوانات أيضا. ومن الأمور ذات الصلة أيضا أن ارتفاع التكاليف وانخفاض الكفاءة يقودان بعض النحالين لاستخدام المبيدات الحشرية وغيرها من المواد الكيميائية خارج التسمية، ومعالجة مستعمراتهم بالمواد التي لم تتم الموافقة عليها لمثل هذه الاستخدامات. وھذا یعني أن ھناك معلومات أقل عن معاییر السلامة والسمیة المحتملة، مما یجعل من الصعب اتخاذ قرارات مستنیرة حول خیارات العلاج.

أخيرا، بعض المواد الكيميائية تبقى عالقة في مكونات الخلية من عسل وشمع وبروبوليس وغيره لفترات طويلة من الزمن حتى بعد توقف العلاج وهنا يكمن الخطر على المستهلك لهذه المواد حيث يتعرض المستهلك لاستخدام جرعات صغيرة من المضادات هذه مسببة له كسب مناعة لها في جسم الإنسان وقد تتعدى هذه المناعة إلى أدوية أخرى تحت ما يسمى Cross Resistance ناهيك أن بعض المبيدات تسبب أضرارا كبيرة على الكبد منها تليف الكبد كون الكبد هو المعني بالتخلص من السموم داخل الجسم.

4 . المواد الكيميائية قد يكون لها تأثير سلبي على النحل فنحن نعطي هذه المواد الكيمائية للنحل بهدف وقايته أو علاجه من الأمراض أو الآفات وجعل النحل أكثر صحة وأقوى وأكثر ملاءمة للبقاء على قيد الحياة واكثر إنتاجا للعسل. ولكن لسوء الحظ، هذه العلاجات قد يكون لها في نهاية المطاف تأثير معاكس. وقد أشارت دراسة أجريت مؤخرا إلى أن استخدام مثل هذه المبيدات في الخلية قد يغير من هيكل وتكوين المجتمعات الميكروبية داخل معدة النحلة ويقضي بذلك على بكتريا حمض اللاكتيك النافعة والتي تعتبر أهم خط دفاعي للنحلة. وقد يستمر هذا التأثير على النحلة أيضا حتى بعد توقف العلاج بسبب استمرار تراكم المواد الكيميائية السامة داخل الخلية. على الرغم من أن هناك الحاجة إلى مزيد من البحوث، حول ذلك نجد أن النتيجة الجزئية والإجمالية هي أن النحل بتكرار المعالجة الكيمائية يفقد مناعته تجاه هذه الأمراض وكذلك تقل قدرة الطائفة على الإنتاج وعلى البقاء وحتى في حالة النتاج يكون محصول يفتقد لمكوناته من البكتريا النافعة والتي تعتبر من ضمن روح العسل العلاجي كما يقل أيضا عمر الشغالة والتي تعتبر عماد المنحل ورأس مال النحال . وحتى لو كانت التفاصيل الدقيقة لا تزال غير واضحة، يجب النظر بعناية إلى حدوث احتمال هذه الآثار السلبية الواضحة والخفية قبل التفكير بإجراء المعالجة الكيماوية للنحل.

5- المواد الكيميائية قد تلوث العسل نفسه وهنا تكمن مشكلة التلوث أثناء فحص العسل للتسويق أو حتى للاستخدام فيفقد النحال سمعته في تسويق عسل خالٍ من الملوثات الكيمائية أو الآثار المتبقية لتلك المواد والتي تبقى ضمن تركيبة العسل وبذلك يخسر النحال في النهاية الهدف الأهم من تلك المعالجة وهو زيادة الإنتاج والربح، كما يقولون: ""وكأنك يا أبا زيد ما غزيت "" !!! في حين أن الحصول على عسل نقي يمكن أن يباع بأعلى الأسعار.

كل هذه الأسباب أو بعضها تدفع النحال إلى سلوك طريق بعيدا عن الملوثات الكيمائية للحصول على عسل نقي وخالٍ من الملوثات وكذلك للمحافظة على نحل مقاوم للأمراض ونشطاً في أدائه، وتبقى الأدوية الكيمائية فقط وفقط عند الحاجة الماسة كآخر الخيارات وفقط تحت إشراف ذوي الخبرة وتؤخذ مادة المكافحة أو المعالجة من مصدرها الموثوق، ويجب على النحال اتخاذ كل إجراءات السلامة في حال تمت المعالجة، سواء له أو لنحله أو للمستهلك.

ارجوا ان أكون قد أعطيت فكرة ولو بسيطة عن أضرار ومخاطر المعالجة الكيمائية للنحل

الدكتور عبد الملك الجماعي



تاريخ النشر         17 - 2 - 2018        
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007