تربية النحل عند المصريين القدماء
كانت تربية النحل عند المصريين القدماء، أول طريقة منظمة للنحالة، وكانت طريقتهم هي الحاضرة والممثلة على بعض الآثار المصرية، كما هو موجود على معبد أبوصير منذ سنة 2600 قبل الميلاد، وفي هذا الرسم يظهر نحّالًا ونظام النحالة بالكوائر الطينية وهو الشائع الى يومنا هذا.
ويرجع الفضل في تربية النحل إلى المستر كروستلاند ثم تلميذه نجيب بك شاهين، كما ذكر بالمجلة الجديدة عام 1930. أما الكوائر الطينية تبنى من الطين والتبن والعصى الرفيعة أو الحصير ومن روث البهائم، وتجفف جيدًا، ثم توضع أكوامًا شبه هرمية مسدودة المنافذ الامامية إلا من مسالك صغيرة للنحل، ومسدودة المنافذ الخلفية إلا عند الحاجة إلى فحصها أولاستخراج العسل بعد التدخين على النحل في أون ذلك، وهي صغيرة الحجم بالنسبة للخلايا الخشبية الحديثة، ولا يمكن تبين جميع محتواياتها، ولا السيطرة التامة عليها، وبناء على ذلك لا يكون النحال سيد النحل بالمعنى العلمي الصحيح سواء في تصريفه أو في معرفة علله أو أسباب عجزه ومقاومتها. كانت تربية النحل مصدر خير، فكانت من العلوم الزراعية التي حرص المصريين على أسرارها، وكثير من النحالين المصريين كانوا أقباطا، ولشدة حرصهم على استبقاء مهنة النحالة بينهم تلقن الأسرة ابنها البكر وحده أسرارها متى رأته جديرًا بذلك. كما كان أمنحتب الرابع يعتبر النحلة مقدسة، كما أنها اتخذت رمزًا للمك، وفي الوجه القبلي كانت المناحل تتنقل في المراكب النيلية استغلالًا للمراعي المزهرة بالتوالي، وكان هذا التقليد متبعًا عند القدماء المصريين حيث لم يكن نظام الري الدائم وكانت مراعي النحل أقل كثيرًا في توفيرها.
وائل توفيق - صحيفة الدستور
ترجمة الدكتور طارق مردود
|