النحل يموت ... فما هو السبب ؟!
المهندس الزراعي زيد اسماعيل عبد السلام
عندما يمرض كائن ما (شجرة, بقرة, حصان, أو ربما إنسان ) فإننا نستطيع إما بالكشف الحسي أو بالتحاليل المخبرية أن تشخص معظم الحالات وقد نقف عاجزين أمام حالات كثيرة فكيف إذا كان الأمر يتعلق بكائن كالنحل ..؟ فإذا قلت أن طائفة نحل مريضة فإن ذلك يحتم عليك التعامل مع عشرات آلاف الأفراد التي تكون المجتمع الحشري لتلك الطائفة. ومن هنا فإنه من الصعوبة أحيانا أن نجزم بسبب ما لظاهرة قد تكون مشتركة بين عدة أمراض. لذا يجدر بالخبير أن يستطيع التمييز بين الأعراض الأساسية التي تميز هذا المرض عن ذاك وبين الأعراض المشتركة بين أكثر من مرض أو آفة. فعندما نقول أن الحضنة تموت ضمن النخاريب فهناك احتمالات عديدة لهذه الحالة منها المعروف ومنها المترادف ومنها المتلازم مع حالات أخرى قد تبعد أو تقترب حسب الحالة من المرض الحقيقي. وعند التحري عن المسبب قد تختلط الأعراض أو المسببات. فما هي الأمراض والآفات الأساسية المميتة للنحل التي قد تتسبب بموت طائفة بالكامل أو بتدهور منحل وانهياره: - أمراض فايروسية Viruses, - أمراض بكتيرية Bacteria، - أمراض فطرية Fungi، - أمراض البرتوزونات Bacteria ، - الفاروا Varroa jacobsoni ، - الأكارين Acarapis Woodi، - الدبور الأحمر Vespa Orientalis ، - التسمم بالنباتات، - التسمم بالمبيدات، - المتلازمات والمترادفات والأمراض غير المعروفة. أولاً: الأمراض الفيروسية:
تهاجم الفيروسات جميع أشكال الحياة وتكون متخصصة بمضيف محدد أو عدد محدود جداً من الأحياء المضيفة تسبب الكثير من الفيروسات أمراضا خطيرة, وغالباً مميتة، وتحدث العدوى قبل أن تظهر أعراض المرض, وقد تعتمد على مشاركة طفيلي آخر لإحداث العدوى. فمثلاً بعض فيروسات النحل تعتمد على آفة الفاروا أو آفة النوزيما لإحداث العدوى بها. ولكن أغلب أنواع الفيروسات تتكاثر وتنتشر بشكل مستقل, والكثير منها عامة جداً ومتشابهة الأعراض. لذلك يرى كل من (Bailey & Ball) أن الفيروسات هي المصادر الأولى للخلط والخطأ في التشخيص وهي كثيرة جداً ومتنوعة وقد تتشابه فيما بينها في عرض أو أكثر نذكر منها :
- فيروس الشلل المزمن، - تكيس الحضنةأ، - فيروس الشلل الحاد وفيروس نحل كشمير، - تشوه الأجنحه وفيروسات النحل المصري، - فيروس الشلل البطيء، - فيروس النحل، - فيروس الجناح المعتم، - فيروس سمي فيروس الفاروا المدمرة 1 VDV1، - فيروس سمي فيروس الشلل الحاد الاسرائيلي IAPV. يرى كل من ( Baiely & Ball ) (آفات نحل العسل وأمراضه وأعداؤه, ترجمة دريد نوايا 2002) مايلي:
- اغلب فايروسات النحل المعروفة تقصر من عمر النحل، - جميعها مؤذي وأغلبها شائع جداً، - ليس هناك حتى الآن طرق مباشرة لمكافحة فيروسات النحل، - العلاج المتوفر ضد النوزيما والفاروا يمكن أن يساعد بشكل غير مباشر على الحد من انتشار بعض الفيروسات التي قد يرتبط انتشارها بهذين المتطفلين، - منع الازدحام في الخلايا ضروري ايضا للحد من انتشار الفيروسات، - السلالة الجيدة من النحل التي تحسن تقسيم العمل بين أفرادها لديها القدرة أكثر من غيرها على مقاومة المرض, - المعرفة بالتاريخ الطبيعي للفيروسات والظروف المناسبة لانتشارها يساعد على الحد من الإصابة, - الإدارة الجيدة للمنحل هي أفضل طريقة لتجنب الإصابة بالفيروسات المختلفة. ثانيا – الأمراض البكتيرية:
- عفن الحضنة الأمريكي – American foulbrood - عفن الحضنة الأوربي – European foulbrood ثالثا – وحيدات الخلية
– Protozoa النوزيما – Nosema) رابعا – الفطريات
- Fungi تكلس الحضنة – (Ascosphaera apis ) خامسا- الفاروا
– Varroa jacopsoni , Varroa destructor سادسا- حلم القصبات الهوائية: ( الاكارين
-(Acarapis woodi)
سابعا – أمراض التسمم ( بالنباتات والمبيدات الكيمائية). المتلازمات والمترادفات والأمراض غير المعروفة:
إن الدارس لتاريخ أمراض وآفات النحل يجد أن معظم هذه الأمراض تمر في البداية بحالة من التجاذب بين علماء النحل. حيث تعزى عادة الكثير من الأمراض إلى غير مسبباتها الأساسية.
مرض التعفن مثلاً يقسم أساساً إلى قسمين: تعفن الحضنة الأمريكي ومسببة – Bacillus larvae تعفن الحضنة الأوروبي ومسببه – Melisococcus Ploton وعند التحري عن هذه الأمراض تختلط مع غيرها من المسببات. فنجد نفس الأعراض ولكن المسبب مختلف. مثال : العفن الأمريكي يتلازم مع أغطية مثقوبة ودبق ولزوجة ورائحة نتنه والتصاق في العين السداسية مع صعوبة إزالة اليرقة المتهتكة من العين. كانت هذه الحالة تعزى قبل اكتشاف المسبب الحقيقي لدبور صغير من رتبة غشائيات الاجنحه. كما كان يعزى عفن الحضنة الأوربي لمتعض آخر هو بكتيريا Bacillus larvae حتى تم اكتشاف المسبب الرئيسي وهو Melisococcus Ploton . ويعود السبب لوجود المتعضيين معاً أثناء الإصابة إلى أن المتعضي Bacillus larvae قد يكون متعضياً رمياً. كما تم الخلط كثيراً بين مرض الحضنة الطباشيري أو ما يعرف بتكلس الحضنة والذي يسببه فطر Acarapis woodi مع مرض تحجر الحضنة الذي يسببه فطر Ascosphaera Apis مع مرض تحجر الحضنة الذي يسببه فطر Aspergillus falvus وأنواع غيرها من الجنس نفسه ولكن الخلط الأكبر الذي حصل تاريخياً كان بين مرض الأكارين الناتج عن متطفل مجهري هو حلم القصبات الهوائية Acarapis woodi مع الأمراض الفيروسية المختلفة حيث تتشابه اعراضها كثيراً. يجرنا هذا الكلام للحديث عما يسمى متلازمة فوضى انهيار طوائف النحل Honey Bee colony collapse disorder أو ما بات يرمز لها بـ C.C.D. حيث كثر الجدل واللغط بدءا من عام 2006 حول هذه الظاهرة. في مطالعة تاريخية لهذه الظاهرة نجد أنها قديمة نوعاً ما وكثيراً ماعزيت لأسباب غير معروفة أو متأرجحة : يقول Foote – 1966 أن الانهيار الخريفي هو مشكلة غذائية بالدرجة الأولى تتسبب عن عوز بعض العناصر الضرورية في الغذاء مما يثبط رعاية الحضنة. وهذا التفسير ليس قاطعاً ولكنه اجتهاد قد تدحضه أو تؤيده الدراسات البحثية. حيث يقول نفس الباحث بأنه مقتنع بأنه اصطلاحات مثل مرض اختفاء النحل أو الانهيار الخريفي أو الانهيار الربيعي أو تضاؤل الشتاء يجب اسقاطها واستخدام اصطلاح متلازمة انهيار الخريف أو متلازمة الربيع أو متلازمة تضاؤل الشتاء حتى يعرف المسبب فتعطى اسماء جديدة. تتلخص متلازمة انهيار الطوائف بمايلي :
- خلايا فارغة من النحل تماماً,
- أحيانا تتواجد الملكة فقط مع بعض الشغالات، - وجود حضنة من كافة الأعمار, - وجود المخزون الغذائي الكامل في الخلية (عسل , حبوب طلع)، - لا يوجد نحل ميت داخل الخلية أو خارجها، - عدم تعرض الطائفة المتدهورة للسرقة من باقي الطوائف، - عدم مهاجمة الخلايا الفارغة والشمع من قبل عثة الشمع أو تأخرها في مهاجمتها. انتشارها والخسائر الناجمة عنها:
- ظهرت حالات مماثله في استراليا عام 1975، - ظهرت في فرنسا عام 1990، - ظهرت في مناحل الولايات المتحدة الامريكية عام 2006 وسببت خسائر كارثية على إنتاج العسل وسبب سلباً على إنتاج مختلف المحاصيل التي تحتاج للنحل كملقح، - اشارت الاستطلاعات الأولية إلى خسائر بحدود 30-90% في المناحل ثم توضحت خطورة المشكلة عندما أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية أن 700000 ألف طائفة ماتت. - كان هناك خسائر مماثلة في أوروبا حيث حصدت عام 2002 – 2003 حوالي 20% من نحل فرنسا و38% من نحل السويد و32% من نحل ألمانيا. - حدثت ظواهر مماثلة في منطقتنا بدأً من 2006 حيث حدثت خسائر في نهاية الشتاء وبداية الربيع في الأعوام الثلاثة التالية بشكل لم يسبق لها مثيل قدرت بحوالي 40% من طوائف النحل في كل من سوريا ولبنان والأردن والسعودية. وتبقى الأرقام لدينا غير دقيقة نظرا لإحجام معظم نحالينا عن الإفصاح عن خسائرهم الحقيقية. في البلدان العربية عموماً لم يتم الإعلان عن هذه الظاهرة رسمياً رغم ورود أنباء كثيرة عن فقد عدد كبير في طوائف النحل في الأعوام 2006 – 2007 – 2008 خاصة في سوريا والأردن والسعودية عزيت لأسباب فيها للظروف الجوية. - بلغت نسبة الفقد المعلنة في مطلع عام 2008 في محافظة ريف دمشق 30% ، - في محافظة السويداء جنوب سوريا تراوحت نسبة الفقد في مطلع 2009 حسب دراسة ميدانية في المحافظة بين 20% و 80% في بعض المناحل بمتوسط للعينة المدروسة 63% . الأسباب المفترضة لظاهرة فوضى انهيار طوائف النحل CCD:
كثرت الاتهامات من قبل الجهات العلمية أو المهنية : - الأمراض والآفات التقليدية وخاصة : - النوزيما أبيس Nosema Apis – النوزيما سيرانا Nosema Ceranae – الفاروا Varroa، - أمراض فيروسية مجهولة تنقلها متطفلات كالقراد أو النوزيما، - فيروس سمي فيروس الفاروا المدمر 1 VDV -1 ، - فيروس سمي فيروس الشلل الحاد الإسرائيلي IAPV , - النقص في التنوع البيولوجي والجيني في سلالات النحل، - المحاصيل المعدلة وراثياً، - استخدام المواد الكيميائيه في طوائف النحل, - السموم الكيميائية المختلفة في البيئة، - البعض وجه أصابع الاتهام للإشعاعات المنبعثة من الهواتف النقالة ومحطاتها، - ضعف جهاز المناعة بسبب الإجهادات المختلفة التي يتعرض لها النحل مثل التغذية الصناعية السيئة وغير المتوازنة، - الإدارة السيئة للمنحل. دراسات معمقة:
- مجموعه من العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية ينتمون إلى جامعة بنسلفانيا والمركز الرسمي لعلم البيئة الكيميائي والأكاديمية الوطنية للعلوم وجامعة مونتانا وجامعة الينويز في كارولينا الشمالية وجامعة كولومبيا وقسم الزراعة في فلوريدا أجروا دراسات مختلفة على هذا المرض وصاغوا الفرضيات التالية حول مسببات الـ CCD، - هل هو جديد أم أنه سابق الظهور ؟ - هل هناك عامل ممرض جديد ؟ - هل هي مواد كيميائية تسبب نقص المناعة ومثيرة للـ CCD ؟ هل هي مجموعة من العوامل كالفاروا أو إجهاد مرضي أو إجهاد تغذوي تفاعلت جميعاً لتسبب الانهيار ؟ آراء ونتائج:
- قسم من هؤلاء العلماء رجح إصابة فيروسية واردة مع طوائف النحل الأسترالي المستورد وتحديدا فيروس إسرائيل، - القسم الآخر استبعد هذا المسبب بحجة أن النحل الأسترالي لم يكن قبل 2002 وأنه لم تسجل أية إصابة على النحل الاسترالي خلال السنوات الثلاثة السابقة للبحث إضافة إلى أن الكثير من الطوائف المصابة غير حاوية على هذا الفيروس، - البعض اعتبر أن هذا الفيروس قد يكون احد الاسباب ولكنه ليس مسببا اساسيا 0 - أعلنت جامعة مينيسوتا أن علماءها قد أحدثوا اختراقا في مجال الكشف عن مسبب مرض انهيار خلية النحل colony collapse disorder (CCD) اعتمد الكشف على استعمال طريقة تحليل يستعملها مختبر تابع للجيش الامريكي تكشف عن البيبيتيدات في العينة المختبرة. وبما أن كل كائن لديه بيبيتيدات خاصة به, وأن هناك قاعدة بيانات عن كل البيبيتيدات، فإنه بتحليل عينات نحل يمكن اكتشاف الممرضات التي تحملها النحلة. كانت الجامعة قد جمعت عينات نحل من مساحة واسعة من جنوب غرب الولايات المتحدة وقامت بتحليل البيبيتيدات فيها فوجدت في عينتين فيروس اسمه فيروس الفاروا 1 (Varroa destructor- VDV1 ( Virus -1 ) . فيروس النحل هذا اكتشف أولا في اوروبا عام 2006 لذلك يسمى أيضا فيروس النحل الأوربي. ينتقل فيروس الفاروا – 1 عن طريق النحل والفاروا التي تتطفل عليه وهو يتكاثر في خلايا كليهما وهو قريب جداً من مجموعة الفيروسات التي تصيب النحل وتسبب تشوه الأجنحة والسلوك العدواني وموت الحضنة. - أما في أوروبا وفي فرنسا تحديدا، فقد ألقوا اللوم على مبيدات تعقيم البذور والمبيدات الحشرية وخاصة مجموعة منتجات Neonicotinoid. حيث أن آلية عمل هذه المبيدات تقوم على : 1- تحطيم نظام المناعة عند الحشرة، 2- يدفع الحشرة لترك الطعام. 3- يسبب اضطراب النظام العصبي ويجعل الأفراد لا يعرفون طريق العودة إلى مكان معيشتهم الذي خروجوا منه. هذا بالضبط مايحدث لأفراد النحل بفعل CCD . - البعض الآخر يقترح أن تراكم مبيدات الحشرات ضمن الخلايا وفي الطبيعة كوّن عاصفة متتالية من عوامل الإجهاد عبر العقود. 4- ألقى البعض المسؤولية على محطات الهواتف المحمولة على اأساس أنها تشوّش نظام التوجه لدى النحل وتجعله لا يعرف طريق العودة إلى الطائفة بعد خروجه منها, وهذا ما رفضه بعض العلماء وأكدوا انه لا توجد علاقة بين اختفاء النحل وأجهزة الهواتف المحمولة, بينما أكد آخرون أن الأشعة الناتجة عن هذه الأجهزة ومحطات تقويتها مسؤولة جزئياً عن هذه المشكلة. كل الاسباب الواردة سابقا وجدت من ينفيها, فما هو السبب لهذا المرض ؟ سؤال حتى الآن بدون جواب، وقد تحمل الفقرة التالية إشارة إليه !!!!!! خاتمــــــــــة
ليس من باب الهروب إلى إلمجهول أو القاء اللوم على الطبيعة ولكن أجد نفسي مضطراً للتعريج على موضوع هام جداً، وهو الانحراف البيئي الكبير الذي تعاني منه بيئتنا والبيئة العالمية عموماً, وليس أبلغ من تسمية الامور بمسمياتها. فالمناخ حتماً يتغير والبيئة في خطر، والكوكب كله في خطر. فإذا علمنا أن الحرارة العالمية قد ارتفعت منذ العصور الجليدية بما يعادل 4 درجات تقريباً ولكنها ارتفعت منذ عام 1906 حتى يومنا هذا بما يعادل 7,4 درجة مئوية، ويتوقع العلماء زيادة أخرى هذا القرن تتراوح بين 1,8- 4 درجات أو أكثر. ويعتقدون أيضا أن زيادة بمقدار درجتين عن المستوى الحالي هي العتبة التي لا يمكن عكسها 0 font-family: tahoma; color: #0000; font-size: 12pt;"> من جهة أخرى يشير تقرير توقعات البيئة العالمية الرابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (GEO 4) إلى أن الاستخدام المفرط للأسمدة، خاصة النيتروجينية، يؤدي عبر آليات مختلفة لتغير نظم إيكولوجية برمتها وتحويل أجزاء من اليابسة والمياه على السواء لمناطق ميتة فعلاً. وتعاني معظم البلدان من عوز في المياه ويزداد عدد السكان وتقلص الأرض المخصصة للفرد الواحد يوماً بعد يوم ليصل إلى ربع ما كان عليه منذ ربع قرن وتنهار النظم الإيكولوجية بمعدل كبير. حيث أن 60 بالمئة من خدمات النظم الإيكولوجية جرى تقييمها كمتدهورة أو تستخدم على نحو غير قابل للاستدامة، وتنقرض الأنواع بمعدل 100 مرة أسرع من المعدل المبين في السجل الأحفوري بسبب تغير المناخ أو فقدان الموائل والإفراط في استغلال الموارد والتلوث وانتشار الأنواع الغازية الدخيلة. حيث يهدد الانقراض 30بالمئة من البرمائيات و 23 بالمئة من الثدييات و 12 بالمئة من الطيور مما يؤدي إلى أن الإعداد في الحياة آخذه في التناقص والتنوع الجيني آخذ في التناقص. ويحذر التقرير من أن سادس عملية انقراض كبرى تحصل الآن ولكنها هذه المرة ليست بسبب الكوارث الطبيعية وإنما ناتجة عن نمو أعداد البشر وأنماط الاستهلاك. أيضا يمثل اقتحام أنوع دخيلة وغريبة أو محوّرة وراثياً لحدوث مشاكل كبيرة. إذ اعتمدت الزراعة في كل مكان على التنوع الإحيائي ولكنها هي أيضا أكبر محرك للتآكل الجيني وفقدان الأنواع وتغيير الموائل الطبيعية خصوصاً الغابات الاستوائية. وبحلول عام 2030 من المتوقع أن تحتاج البلدان النامية إلى 120 مليون هكتار أخرى لتغذية السكان. وقد يهدد فقدان التنوع الجيني الأمن الغذائي حيث أن 14 نوعاً فقط من الحيوانات تمثل 90 بالمئة من إنتاج الماشية ويسيطر 30 محصولٌ فقط على الزراعة العالمية لتعطي 90 بالمئة من السعرات الحرارية لسكان العالم. وأخيراً، وبخروج عن الموضوع ظاهرياً، ولكن من صلبه عملياً، نلفت إلى أن ضياع التنوع الإحيائي يترافق ويؤدي إلى ضياع في التنوع الثقافي. فمثلاً أكثر من نصف لغات العالم البالغ عددها حوالي 6000 لغة مهددة أيضاً بالانقراض. ويعتقد البعض أن 90% من اللغات قد لا يبقى حياً حتى نهاية هذا القرن 0000 فإلى أين المسير؟؟ !!. الأمر لم يعد متعلقاً بالنحل فقط وإنما بنظام بيئي يتم تخريبه يومياً بأيدي العابثين الصغار والكبار على حد سواء ولا أجد أفضل من شعار أحد مؤتمرات البيئة العربية لأختم به : " إننا لا نرث الأرض من أسلافنا وإنما نستعيرها من أطفالنا 000 فرفقا بها . المراجع
- آفات نحل العسل وأمراضه وأعداؤه , اثنان وثلاثون مؤلفاً , تحرير كيم فلوتم , ترجمة المهندس محمد دريد نوايا , دمشق 2002.
- مجلة البيئة والتنمية , أعداد مختلفة . - مواقع عديدة في شبكة الانترنت.
المهندس الزراعي زيد اسماعيل عبد السلام
خبير بتربية النحل |