يعد فصلا الربيع والصيف هما فصلي النشاط بالنسبة لنحل العسل حيث يكون الجو مناسباً للطيران وجمع الرحيق وحبوب اللقاح، ولتوافر العديد من المحاصيل المزهرة أيضا، و يقل نشاط النحل في فصل الخريف لقلة النباتات المزهرة ويقل كثيرا فى فصل الشتاء لانخفاض درجة حرارة الجو حيث يعد نحل العسل من ذوات الدم البارد كباقى الحشرات ولكن خلافاً لها فإن نحل العسل لا يدخل خلال فصل الشتاء فى فترة بيات شتوي، بل إنه يتابع القيام بالعمليات والأنشطة الحيوية خلال الشتاء ولكن بصورة أقل مما هو عليه الوضع فى فصول النشاط (الصيف – الربيع).
فعندما ينْدُر وجود الرحيق فى أوائل فصل الخريف تقوم شغالات الطوائف التى على رأسها ملكات ملقحة بمنع الذكور من التغذية على العسل المخزن ثم تسحبهم لخارج الخلية حيث يعانون من الجوع والبرد وينتهى بهم المطاف إلى الموت ويسمى البعضُ ذلك بـ (مذبحةِ الذكور) وعند ندرة تواجد مصادر الغذاء لا تكتفى الشغالات بذلك بل تقوم بإخراج يرقاتِ الذكورِ من العيون السداسية وقذفِهَا خارج الخلية وعندما تنخفض درجة الحرارة عن 9 مئوية يتوقف نشاط النحل.
وتلتف الطائفة حول بعضها مكوِّنَةً عنقوداً أو كتلة فى الأقراص الوسطى من الخلية وتكون الملكة فى الوسط وحولها الشغالات صغيرة السن حيث تقوم الشغالات بتوليد الطاقة وتعمل على رفع درجة الحرارة من خلال حركة عضلات الأجنحة، ويحيط بسطح هذه الكتلة مجموعة أخرى من الشغالات الأكبر سناً تعمل على حفظ الحرارة ومنع تسربها خارج هذه الكتلة، وقد يحيط بالكتلة طبقة أخرى من الشغالات الكبيرة يتراوح أعمارها بين 18-21 يوماً، وتصبح هذه الكتل أكثر تراصَّاً كلما انخفضت الحرارة لتقلل من مساحة حجمها الخارجي.
وعندما تصل درجة الحرارة إلى أقل من 8 درجات مئوية تكون الشغالات معدومة الحركة وتموت خلال ساعات، لذلك فإن أى خللٍ فى حفظ الطوائف يُجبر النحل على استهلاك كميَّة أكبر من العسل لتعويض الفقد غير الطبيعى فى الحرارة، وكلما زاد الجهد الذى يبذله النحل كلما قَصُرَ عمره، وبالتالى ترتفع نسبة الموت ومن الملاحظ أن نحو 15% من أفراد الطائفة تموت خلال فصل الشتاء.
وهذا يتوقف على عدة عوامل منها: عدد أفراد الطائفة، وشدة البرد خلال الشتاء،وخدمة المربي، لذلك كان لابد من إعطاء عملية التشتية أهمية خاصة لكونها تُعد مَرحلةً حرجة خلال حياة الطائفة فإذا تجاوزتها الطائفة بقوة نحصل فى الربيع على طائفة قوية ومنتجة، أما إذا تجاوزتها وهى ضعيفة تخرج إلى فصل الربيع وهى ضعيفة وتحتاج فترة من الزمن حتى تبدأ بالإنتاج.
وما هى التشتية؟ هى عبارة عن إعداد النحل وتهيئته لقضاء فصل الشتاء بنجاح والإقبال على فصل الربيع بقوة ونشاط وبقدر ما يبذل من جهد فى فصل الشتاء بقدر ما نحصل على طوائف ممتازة فى أوائل الربيع. وتعد التشتية من أهم العمليات النحلية ويفقد الكثير من النحالين عدداً كبيراً من الطوائف خلال فصل الشتاء على الرغم من إجراء عملية التشتية للطوائف ويجب أن نعلم أن تربية نحل العسل فن ومهارة بجانب أنها علم و لذلك فإن هناك فنيات لتشتية طوائف نحل العسل و عدم إلمام النحال بها ربما تتسبب فى فقد عدد من الطوائف.
وتتلخص أعمال التشتية فى عدة إجراءات يمكن اتخاذها لتتم بشكل ناجح وهى :
أولا: أعمال خاصة بموقع المنحل من خلال اختيار المكان المناسب لتشتية الطوائف فمن من الصعب الحصول على موقع جيد لتشتية النحل لأن هذا الموقع يجب أن يكون جافاً ومحمياً من الرياح وهذا لايتوافر بسهولة ويلاحظ ان الطوائف الموجودة تحت أشعة الشمس تستهلك كمية أقل من الغذاء وتفقد نحلاً أقل. لذا يجب البحث عن موقع تسطع الشمس فيه على الخلايا من الشروق إلى الغروب، وتكون الخلايا محمية من التيارات الهوائية.
لذلك يجب اتباع الآتي:
- وضع الخلايا فى مكان مفتوح لكى تصل أشعة الشمس الى الخلايا بشكل مباشرة فتقوم بتدفئة الخلايا.
- عمل مصدات للرياح من الجهة البحرية للمنحل تحيط المكان وتكون عن طريق الأشجار العالية أما أشجار الفاكهة أو أشجار الكافور والكازورين تقلم الأسيجة من الجهة الشرقية والقبلية أن وجدت، مع تقليم المتسلقات على مظلات المنحل إن وجدت.
- إزالة الحشائش المتعلقة فى قواعد الخلايا وتحتها بإستمرار وأن أمكن زراعة الحوليات الشتوية.
ثانيا: أعمال خاصة بالخلية:
- إحكام وضع أجزاء الخلية وسد أى شقوق قد توجد بها منعا لتسرب الهواء البارد بين أجزائها وسدها إن وجدت.
- يراعى أن تشتية الطوائف فى خلايا جديدة أفضل من الخلايا القديمة وذلك لسببين رئيسيين أولهما ان الخلايا القديمة تكون بها فراغات تمرر الهواء البارد مما يؤثر على تشتية الطوائف، بالاضافة إلى أن الخلايا القديمة يتوافر بها جراثيم المسببات المرضية مما يزيد من احتمال إصابة الطوائف بمرض ما لذلك عليك ان تجدد خلايا منحلك.
- العمل على تضييق مدخل الخلايا بحيث لا يزيد عن 3 سم (يعدل على الفتحة الضيقة أو الشتوية) للحد من دخول التيارات الهوائية الباردة داخل الخلية والعمل على تدفئة الخلية أكثر، مع تعديل وضع القاعدة (الطبلية) على الارتفاع الشتوى.
- ترفع الأقراص الفارغة وكذلك الأدوار العليا الزائدة عن حاجة النحل وتخزن الأقراص داخل صناديق خارجية بعد تبخيرها بغاز ثانى أكسيد الكبريت الناتج من حرق الكبريت العمود ويمكن أن تكرر هذه العملية مرتين أو ثلاثة بين كل مرة والأخرى حوالى 10 أيام، ويمكن كذلك استعمال مادة البارادكس مع وضعها أعلى الأقراص التى يتم حفظها داخل صناديق الخلايا.
- وضع الحاجز الخشبى للخلية إذا كانت أقل من 10 إطارات بجانب آخر إطار وهذا الحاجز يعمل على تدفئة الخلية بشكل أفضل كما يمكن إشغال المسافة بين الحاجز وجدار الخلية بوسادة من القماش أو قش الارز.
نعمل على ميل الخلايا من الأمام بدرجة بسيطة لعدم دخول المياه من مداخل الخلايا فى أوقات المطر الشديد. - تغطية إطارات الخلية من الداخل تحت الغطاء بقطعة من القماش السميك او الخيش.
ثالثا أعمال التشتية الخاصة بالطوائف : فى فترة التشتية يفضل عدم فتح الخلايا بشكل مستمر أو على فترات متقاربة فيمكن للنحال فحص الطوائف فى فترة الشتاء كل 20 يوما الى شهر، على أن يتم الفحص فى الأيام الدافئة المشمسة القليلة الرياح ويكتفى بالاطمئنان على وجود الملكة وكمية الغذاء ليكون الفحص سريعاً لعدم تعرضها للظروف الجوية السيئة.
- تنظف أرضية الخلايا وجدرانها من يرقات وعذارى ديدان الشمع - إن وجدت.
- يجب على النحال ترك بعض أقراص العسل وحبوب اللقاح نهاية الفرز لتمضية النحل الشتاء بسلام واذ لم يتوافر ذلك فيجب التأكد من توافر الغذاء الكربوهيدراتى (العسل الناضج) والبروتينى (حبوب اللقاح) الكافى لكل طائفة على حسب حجمها وإذا لم يوجد فى الخلية ما يكفى النحل بها من الغذاء ويمكن أن يتم التضريب بين بعض خلايا المنحل للمساواة فيما بينها فى القوة او يتم تدعيم الخلايا الضعيفة عن طرق اضافة اقراص العسل وحبوب اللقاح لها من خلية أخرى قوية بها فائض عن حاجتها فى مخزون الغذاء او تتم عملية التغذية الصناعية سواء التغذية السكرية بالمحاليل السكرية بنسبة 2: 1 سكر: ماء مع التغذية البروتينية بدائل حبوب اللقاح المعروفة.
- فى أواخر الخريف قبل حلول فصل الشتاء يتم تنظيم وضع الإطارات داخل الخلية بصورة دائمة عند إجراء عملية الفحص وذلك بوضع إطارات الحضنه فى الوسط وإطارات العسل وحبوب اللقاح على الجانبين.
- ينصح بضم الطوائف الضعيفة أو عديمة الملكات لأنه كلما احتوت الخلية على عدد كبير من الشغالات صغيرة السن كلما أمكنها رفع درجة الحرارة داخل الخلية وبالتالى نجاح التشتية.
- نقل محتوى الطوائف الضعيفة إلى صناديق السفر، فى حالة ما تكون الطائفه أقل من 6 أقراص مغطاة بالنحل. الانتباه للحالة الصحية للنحل: يفضل تطبيق عملية مكافحة لآفة الفاروا فى أواخر الخريف وبداية الشتاء حيث تكون المكافحة خلال هذه الفترة هى الأكثر فعالية مقارنة مع باقى أوقات السنة بسبب كون الحضنة قليلة (كونها تحمى الفاروا بداخلها)، وكذلك لا يوجد داخل الخلية أى منتجات يخشى من تلوثها بالمبيد.
كما يفضل تقديم بعض الفيتامينات مع المحلول السكرى لتقوية مناعة النحل.
- يستحسن عدم فتح الخلايا إلا للتأكد من كمية ونوع الغذاء المخزون (عسل وحبوب اللقاح) وكذلك الاطمئنان على حالة الحضنة والملكة وعلى عدم وجود أمراض على أن يكون الفحص فى اليوم المشمس عديم الرياح والأمطار وأن تتم هذه العملية بسرعة تحاشياً لحدوث السرقة من نحل الخلايا الاخرى.
- قد تحتاج الطوائف للتغذية بالمحاليل السكرية المركزة بنسبة 2 سكر: 1 ماء وكذلك لتنشيط الملكات على وضع البيض وذلك فى المناطق التى تزرع فيها مساحات كبيرة من الموالح.
- على مربى النحل أن ينتهى خلال هذا الشهر من ترميم صناديق الخلايا الى تحتاج للإصلاح واستكمال النقص من الأدوات اللازمة استعداد للموسم الجديد . - التأكد من مكافحة دودة الشمع بوضع حامض فورميك تركيزه 85% فى جهاز الفاروفورم لمدة شهر فى صناديق حفظ الأقراص الشمعية الموجودة بالمخزن بمعدل جهاز لكل 3 صناديق .
- إذا كنت مضطراً لنقل منحلك إلى مكان آخر فيجب أن تنتهى من هذه العملية خلال هذا الشهر.
التهوية فى فصل الشتاء: يجب الإهتمام جيدا بتهوية الخلايا خلال الشتاء إذ تحاول الطائفة الحفظ على درجة حرارة الطائفة كجسم واحد أما القسم المتبقى من الخلية فيكون بنفس درجة حرارة الهواء الخارجي، ونتيجة قيام النحل باستهلاك العسل لتوليد الحرارة. ينتج غاز ثانى أكسيد الكربون وبخار الماء، وثانى أكسيد الكربون أثقل من الهواء ويستقر على الجزء السفلى من الخلية ويتدفق خارج المدخل السفلي. أما الهواء الرطب الساخن يرتفع للأعلى ونتيجة البرودة يتكاثف، مما يزيد الرطوبة داخل الخلية المياه وهذا له تأثير سلبى فى الطائفة ككل. لذا يجب مساعدة النحل على القيام بالتهوية الصحيحة للحفاظ على خلية جافة وذلك من خلال تأمين فتحات علوية تسمح لبخار الماء من الخروج.