تربية النحل، نحلة

وردت المعلومات الأولى عن استخدام العسل في غذاء من مصر القديمة، إذ كان العسل يعطى في المدارس، و قد نشأ الطلاب الذين تناولوا العسل نشأة جيدة سواء من الناحية البدنية أو العقلية، و كانوا موهوبين أكثر من غيرهم.

من الأمور الثابتة إن لبن الأم هو أفضل غذاء للطفل الرضيع, ولكن هذا المصدر الغذائي الطبيعي كثيراً ما يصبح غير كافٍ عندما يكبر الطفل سواء من حيث الكمية أو من حيث الكيفية، لذا فان استخدام العسل كمكمل لغذاء الأطفال يحسن صحتهم العامة. واثبت غولومب من معهد دنيبرو بتروفسك الطبي و لابورد, أن إضافة العسل إلى جدول تغذية الأطفال المرضى أدى إلى إسراع شفائهم علاوة على الزيادة في وزنهم, وعموماً يعمل العسل علـى:
- إعطاء الطفـل طاقـة جيدة من خلال السعرات الحرارية الموجـودة بالعسـل.
- للعسل اثر ايجابي للأطفال المصابين بالسعال وهذا ما أكدته دراسة طبية حديثة شملت 105 طفل مصابين بالتهاب الحنجرة أثبتت إن إعطاء العسل إلى الأطفال المصابين بالسعال يترك بالفعل الأثر المتوخى منه ويساعدهم على النوم دون مصاعب، وذلك بمعدلات تفوق بصورة واضحة الأدوية المركبة الحديثة وتأتي هذه الدراسة في وقت تحذر فيه الأوساط الطبية من الآثار الجانيبة لعقاقير الأنفلونزا وسعال الأطفال على من هم دون سن السادسة، وقد بادرت، في هذا السياق، بعض دوائر الصحة الأمريكية والغربية إلى سحب عدد من تلك الأدوية من الأسواق , وعلق الدكتور إيان بول، وهو الطبيب الذي ترأس الدراسة في جامعة بنسلفانيا، على خلاصة البحث ممازحاً، "ستعتمد الكثير من العائلات على نتائج هذه الدراسة، وسيقرّون بأن الجدات كنّ على حق.".

- تزويد الطفل بالحديد وحمض الفوليك الذان يعملان على زيادة عدد كريات الدم الحمراء ونسبة الهيموغلوبين في الدم خاصة إذا ما علمنا إن لبن الأم وحليب الأبقار تحتوي على كميات قليلة من الحديد ،لذا ينصح الأطفال في حالة إصابتهم بمرض فقر الدم (anemia) بإضافة العسل إلى غذائهم اليومـي .
-وجود الأحماض العضوية والزيوت الطيارة التي تعمل على زيادة الشهية لدى الأطفال.
- ينصح العالم (لوتنجر) من الولايات المتحدة الأمريكية, وبعد إجراء الكثير من الأبحاث , باستعمال العسل في معظم حالات اضطرابات القناة الهضمية لدى الأطفال , والتي يكون فيها امتصاص وتمثيل المواد النشوية والسكريات الثـنائية صعباً .
- للعسل تأثير إيجابي في عملية تمثيل الكالسيوم والبوتاسيوم والمنغنيز مما يساعد على نمو العظام والأسنان.

- وطبقاً للدكتور آن أكيسون وناربوتون اللذين قاما بأبحاث متقدمة عن فوائد العسل على الأطفال المولودين قبل أوانهم أي الخدج في مشفاهم المتخصص والتابع لجامعة باريس اكتشفا حقائق كثيرة منها قضايا تتعلق بطب الفم وهي أن هؤلاء الخدج أصبحوا يملكون قدرة أكبر على المص عند إرضاعهم بسبب إضافة العسل إلى راتبهم الغذائي ،ولذلك استجابت الشركات ومنها شركة فالي الفرنسية لهذه الحقائق وأضافت العسل إلى مستحضراتها للرضع كما هو الحال لشركة نستلة العالمية التي دعمت منتجاتها الغذائية بالعسل و خاصة ما يعلق بحليب الأطفال .
- وجود الخواص المضادة للميكروبات والفطريات في العسل تساعد على الوقاية من الأمراض.
- ينصح كثير من أطباء الأطفال الذين لا يستطيعون التحكم في عضلات المثانة البولية بعد سن (3) سنوات بتناول ملعقة من العسل قبل النوم حيث يعمل العسل على امتصاص سوائل الجسم فيريح الكلي أثناء الليل وتسكن الجهاز العصبي عند الطفل , أما جارفيس يؤكد فائدة العسل 20غ يومياً بعد العشاء لمعالجة الأطفال المصابين بالتبول الليلي .

وفي العادة يتأثر الطفل بالبيئة النفسية التي يعيش فيها وعلاقة أمه وأبيه ومدى استقرار الحياة الزوجية بينهما ولذا من المهم الاهتمام بالطفل وعدم تعنيفه والتكلم معه بهدوء وإعطاءه الثقة بقدرته على ذلك وضرورة أن يشرب الطفل السوائل بشكل متوازن خلال اليوم وأن يبتعد عن المنبهات والمبولات خلال المساء.
- ينصح إعطاء عسل اليوكالبتوز كمضاد للديدان خاصة ديدان Oxyures .
- أثبتت دراسة علمية حديثة بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة إن عسل النحل يخلص الأطفال من سموم الألوان الصناعية الموجودة بالحلوى والعصائر المحفوظة.

وفي دراسة دنيماركية حديثة تم التوصية بعدم اطعام الطفل العسل إلا بعد بلوغ الشهر السادس .. لخطورة ذلك على صحته وكان السبب أنه وجد بعض تلوث عينات من العسل بأبواغ البكتيريا اللاهوائية التي تحدث أثناء فرز العسل في بيئة غير نظيفة ولا يستطيع الرضيع تحملها وعلى أساس أن أحماض المعدة للأطفال الأقل من سنة لا تقتل هذه الأشكال من البكتيريا المتواجدة طبيعياً في الهواء ولذا تمت التوصية المذكورة .( هذا نادر الحدوث في العسل.... إلا إذا كان النحال جاهل ووسخ و يعصر العسل بيديه وأوعيته تحوي مناطق لاهوائية أنتشرت فيها البكتيريا وأنتجت السم وهذا الأخير يقاوم الحرارة و هو الذي يعمل التسمم البوتوليزمي مثل المعلبات المغلقة و المنتفخة).

لذا يستطيع الأطفال في هذا العمر تذوق العسل ثم تصاعدياً أكله بغرض علاجي أو غذائي ونراعي نظافة العسل وعملية استخلاصه ويمكن إعطاؤه مخففاً بالماء المعقم بنسبة 1:1 وكذلك يمكنك مزجه مع الحليب بعد غلي الحليب و تبريده .. مع ملاحظة عدم مزج العسل مع الماء أو الحليب الساخن لأنه يفسد مكونات العسل المفيدة كالفيتامينات والأنزيمات .
وبصفة عامة يفضل أعطاء الطفل (30) غم من العسل (ملعقة طعام ) وذلك قبل الأكل بحوالي ساعة أو بعد الأكل بساعتين أو بثلاث ساعات وأفضل نسبة لاستعمال العسل في تغذية الأطفال الرُّضَّع هي مقدار ملعقتين صغيرتين من العسل لكل 200 إلى 250 سم3 من اللبن الحليب تُزاد هذه الجرعة بمقدار نصف ملعقة صغيرة في حالات الإمساك, وبعكس ذلك يُخّفَّضْ ذلك بمقدار ملعقة صغيرة في حالات الإسهال.

وهكذا نرى أهمية العسل الكبرى في قوام الطفل الغذائي على اختلاف مراحل نموه، سواه من أجل النمو الطبيعي السوي أو من أجل وقايتهم من أمراض الطفولة المختلفة.