موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات            أخبار النحالة            بحوث حديثة           الــصـــور            المـجـلــة   
آفــات الـنــحـــل
الأمراض المعدية
أرسل لنا مقالك
وسننشره بإسمك

البكتيريا القاتله للنحل وطرق مكافحتها


الدكتور حسام فرج أبو شعرة

قسم وقاية النبات- كلية الزراعة- جامعة دمنهور





مـقــدمــة:
سجل حديثاً أنواع من البكتيريا القاتله للنحل فى الولايات المتحدة الامريكية وقد سجلت هذه البكتيريا فى الطوائف التى حدث لها إنهيار خلال فترة إنخفاض الحرارة، وفى هذا المقال أستعرض هذه البكتيريا وأعراض الإصابة بها وطرق مكافحتها.

البكتيريا القاتلة للنحل:
فى الواقع توجد العديد من أنواع البكتيريا الممرضة للحشرات والتى تتواجد فى البيئة، وللأسف قد سجلت فى الولايات المتحدة سلالات جديدة من بكتيريا Serratia marcescens وقد عزلت من دماء (هيموليمف) وكذلك من أمعاء النحل (للبالغات واليرقات) وتنتشر الإصابة بهذه البكتيريا عند إتخفاض درجات الحرارة وتسبب تدهور لطوائف النحل وسرعة موت النحل (الشغالات والذكور). وقد سجلت هذه البكتيريا كذلك فى حلم الفاروا على مدار العام بغض النظر عن درجات الحرارة مما يشير لدور حلم الفاروا فى نقل هذه البكتيريا. وهذه البكتيريا تعد إنتهازية مما يعنى ظهور أعراض الإصابة فى الأفراد الحساسة لها وبشكل خاص عند نقص المناعة لديهم، وهذا يعنى أن تعرض النحل للجوع او الغذاء غير المناسب أو للممرضات الأخرى مثل النوزيما والفاروا أو للمبيدات له دور فى إضعاف مناعة النحل ومن ثم إعطاء فرصة لهذة البكتيريا لإحداث الإصابة وتدمير الطوائف.

أعراض الإصابة بالبكتريا القاتله للنحل:
تتسبب هذه البكتيريا فى حدوث سلوكيات غير طبيعية في النحل مثل الإنفصال عن نحل الطائفة والإنعزال فى قاعدة الخلية أو عند بابها وقد سجل حدوث فقد فى خلايا الدم فى النحل المصاب، ويلاحظ فى الأوقات الباردة وجود نحل متجمد وهو حي او ميت أمام الخلايا أو فوقها أو بعيداً عنها. وكذلك وجود نحل زاحف على أرضية المنحل رغم سلامة قناته الهضمية وخلوها من النوزيما، وكذلك يحدث سلوكيات غير طبيعة للنحل وسلوكيات سروح غير عادية وتوهان عن الخلايا.

طرق إنتشار هذة البكتيريا:
سجلت هذه البكتيريا في الفاروا التى تم جمعها خلال أوقات مختلفة بالولايات المتحدة، وبالتالي للفاروا دوراً هام فى نقل هذه البكتيريا من منحل لأخر ومن حشرة لاخرى، وكذلك ربما تحمل الذكور هذه البكتيريا وتنقلها للملكات أثناء التلقيح لتصبح الملكة معدية بها ومصدر لنقلها لنسلها. وعند إدخال ملكات من دولة لأخرى ربما تنتقل هذه البكتيريا مع الملكات.

وقت إنتشار الإصابة:
يبدو أن هذة البكتيريا تتواجد على مدار العام ولكن أعراضها تظهر بشكل واضح وجلي عند إنخفاض درجات الحرارة وخاصة فى فترة الخريف والشتاء وعند وجود تقلبات جوية مثل موجات البرد والشبورة المائية أو عند ضعف الطوائف لأي سبب أخر مثل الإهمال فى علاج ممرضات النحل مثل الفاروا والنوزيما مما يضعف مناعة النحل.

أعراض مشابهة للإصابة بهذه البكتيريا:
يعد زحف النحل من الأعراض المصاحبة لهذه البكتيريا بجانب الأعراض سابقة الذكر ولكن زحف النحل قد يحدث أيضاً نتيجة لعدة مسببات أخرى مثل الإصابة بالنوزيما، وقد ينتج عن إصابة النحل بالأكارين (وهنا يظهر النحل وأجنحتة لها وضع غير طبيعي وبطنها طبيعية) وقد ينتج عن تشوه أجنحة النحل وبالتالى عدم قدرتها على الطيران، أو عندما تصاب الشغالات بالشلل وبالتالى تفقد المقدرة على الحركة الطبيعية. وقد تصاب الشغالات بيرقات الذباب الطفيلى وبالتالي تبدو زاحفة وتدور حول نفسها من وقت لاخر. وبالتالي لابد من الفحص المعملي لكل من الدم والقناة الهضمية لعينات النحل لتحديد المسبب المرضى وعزله وتشخيص الحالة بشكل صحيح ودقيق.

الوقايةمن هذه البكتيريا:
تتمثل الخطوات الوقائية في الحفاظ على صحة الطوائف بشكل متزن حيث لابد من توفير غذاء للنحل وضمان وجود مصدر ماء متاح للنحل ونقي، وكذلك لابد من السيطرة على الفاروا والنوزيما وعدم السماح لهم بالفتك بالخلايا وإحداث تدمير لمناعة النحل. ويجب أن يتم التخلص من ملكات الطوائف التى ظهر بها أعراض مرضية أو التى يحدث لها إنهيار خريفى أو انهيار خلال الشتاء فى أسرع وقت ممكن. كذلك خلال فترة الخريف والشتاء فلابد من مراعاة إجراءات التشتية الصحيحة ويفضل وضع النحل فى المناطق الجافة ذات الطبيعة الصحراوية حيث يتوفر فيها الدفء مقارنة بالمناطق الرطبة مع ضرورة توفير الغذاء. (ولمزيد من المعلومات يمكن الرجوع للمقال الخاص بمرض النوزيما وطرق مكافحته حيث يتوافر جزء كامل عن إجراءات الوقاية).

علاج البكتيريا القاتلة للنحل:
لا يوجد علاج مسجل لهذه البكتيريا حالياً، ولكن من الممكن إستخدام المضادات الحيوية البيطرية للسيطرة عليها مثل الستريفيت أو الكولي بريم أو غيرها من المضادات مع وضع جرعة تتناسب مع قوة الطائفة وهي في الغالب بمعدل 1 مل للطائفة متوسطة القوة، ويفضل ان ترش على النحل بعد خلط المضاد الحيوي مع المحلول السكري.

توصيات هامة عند إستخدام المضادات الحيوية:
يجب عدم إستخدام الاقراص الشمعية التي تعرضت للمضاد الحيوي في انتاج العسل ولكن يمكن تعليمها واستخدامها فى تربية الحضنة فقط حتى لا تترك هذه المضادات أي متبقيات في العسل. يفضل عدم الاسراف فى استخدام المضادات الحيوية حيث أن البكتيريا سريعة في تكوين مناعة للمضادات الحيوية، وكذلك المضادات الحيوية قد تضعف مناعة النحل وتحدث له أضرار وخاصة عند الإفراط في استخدامها. ويفضل توحيد المعاملة على مستوى الدولة بحيث يستخدم نوع أو نوعين من المضادات الحيوية كل عام بحيث تكون هناك دورة لإستخدام المضادات الحيوية وبالتالى تأخير مقدرة البكتيريا على تكوين مناعة للمضادات لحين وجود مضادات فاعلة متخصصة ومسجله لها، فمثلاً قد يستخدم الكولي بريم للعام الأول بينما يستخدم الستريفيت للعام الثانى وهكذا. ووجود دورة علاجية من المضادات الحيوية أمر هام جداً.

هل يفيد استخدام المضادات الحيوية البكتيرية في علاج النوزيما والبكتيريا القاتله للنحل:
فى الواقع قد قمت بتجربة على تأثير المضاد الحيوى والشيح على النوزيما وقد وجدت تفوق الشيح على المضاد الحيوى وهذا يعنى أن النوزيما يمكن مكافحتها بإستخدام الشيح أما البكتيريا القاتله للنحل لا تتأثر بالشيح ويجب أن يتم التعامل معها بالمضادات الحيوية المناسبة.

الإنتشار فى الدول العربية:
الدراسات على هذه البكتيريا قليلة جداً ولكن ستزيد خلال الفترة القادمة فى أوروبا وأمريكا بشكل خاص، ولم تدرس فى الدول العربية ولم يتم تسجيلها. ولكن من المتوقع إنتشار هذه البكتيريا عالمياً وخاصة مع إدخال ملكات من الولايات المتحدة والدول الأجنبية إلى الدول العربية سواء بشكل رسمي أو عن طريق التهريب. ولا شك أن الجهود البحثية مطلوبة نحو هذا الموضوع للحفاظ على خلايا النحل.

حسام فرج ابوشعرة
entomology_20802000@yahoo.com


تاريخ النشر         18 - 12 - 2018        

مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007