إنتاج المناحل في الجزائر ينتعش مع تزايد الإقبال على التداوي بالعسل
تاريخ النشر: الأربعاء 08 ديسمبر 2010 حسين محمد احتضنت بلدية جسر قسنطينة بالجزائر العاصمة مؤخراً معرضاً لشتى أصناف عسل النحل بمشاركة 46 نحَّالاً من مختلف مناطق البلد. وفضل وزيرُ الفلاحة رشيد بن عيسى تدشين المعرض لتأكيد مدى اهتمام الوزارة بدعم هذا القطاع، وأعرب عن ارتياحه لتطور الإنتاج حيث بلغ 48 ألف طن في 2009، مقابل 33 ألف طن في 2008 وبضعة آلاف فقط من الأطنان في التسعينات. لدى افتتاحه معرض العسل الذي احتضنته بلدية جسر قسنطينة مؤخرا، طالب وزيرُ الفلاحة رشيد بن عيسى النحَّالين بضرورة مواصلة الجهود لرفع كمية الإنتاج ليبلغ 100 ألف طن في آفاق 2014، وأكد استعداد الوزارة لدعم المزيد من الفلاحين والشباب الراغبين في الاستثمار في هذا المجال بمنحهم الخلايا ومختلف التجهيزات الخاصة بتربية النحل. العسل شفاء عرض النحَّالون في المعرض السنوي تشكيلاتٍ متنوعة من العسل، وفي مقدمتها عسل السدر وعسل الكاليتوس والبرتقال والجبل، وأصناف أخرى معروفة، وحظيت هذه الأصناف أكثر من غيرها بإقبال واسع من الزوار، وفسَّرت ذلك كنزة حمزاوي، مُنتجة عسل، قائلة إن “عسل الكاليتوس والفواكه فعالٌ في معالجة الأمراض الصدرية ونزلات البرد التي تكثر في فصلي الخريف والشتاء، أما عسل السدر فهو يعالج مشاكل الهضم”. بينما يقول رابح فيلالي، وهو مربِّي نحل متنقل، إن الإقبال على العسل ومشتقاته يكون وفق “حاجة الزبون ومتاعبه الصحية، فهو لا يقتني أيَّ نوع إلا بعد أن يسألنا عنه وعن الأمراض التي يعالجها ثم يشتري بعد ذلك النوع الذي يناسبه”. ويظهر أن أغلب زوار المعرض يبحثون عن علاج لأمراض الحساسية والبرد والاضطرابات الهضمية والإرهاق والقلق، إلى ذلك، يقول يوسف تيشات “قدِمتُ خصِّيصاً لاقتناء عسل السدر بعد أن سمعتُ الكثير عن فوائده الصحية، أنا أعاني الصداع النصفي منذ سنوات، وجربتُ شتى الأدوية والوصفات ولكن من دون جدوى، وقد قيل لي إن عسل السدر فعالٌ في علاجها، فجئتُ لاقتنائه، فلعله يكون دوائي”. واقتنى يوسف رطلاً بمبلغ ألف دينار جزائري (نحو 13 دولاراً)، ومع أنه يرى السعر مرتفعاً نوعاً ما، إلا أن الأهم بالنسبة إليه هو أن يتحقق الشفاء. ويعدّ عسل السدر هو الأغلى على الإطلاق من بين كل الأنواع المعروضة، أما أرخصها فيتمثل في عسل الفواكه أو الحمضيات، ومع ذلك فإن الإقبال على عسل السدر أكثر من غيره حيث يقتنيه الزبائن ولو بكميات قليلة لا تتجاوز 125 جراماً، ويقولون إن العسل الذي يتخذ من شجر السدر أو أشجار الجبال غذاءً له، عادة ما يكون أكثر نفعاً وأقوى تأثيراً من غيره. منتجات أخرى لم يقتصر المعرض على عرض مختلف أنواع العسل فقط على الزائرين، بل قدَّم أغلبُ النحالين منتجاتٍ أخرى، وهي حبوب الطلع والغذاء الملكي وصمغ النحل، وقدم علي بوشارب، نحال من ولاية البليدة (50 كم غرب الجزائر) تشكيلة من أدوات التجميل المصنعة من صمغ النحل، وهي على شكل صابون أو شمعات، وقال إنها “تعالج الإكزيما والبثور وتشقق الرجلين” ولقيت منتجاته إقبال الفتيات بالدرجة الأولى. كما حظيت حبوب الطلع بإقبال كبير من الزوار باعتبارها تعالج فقر الدم وضعف الشهية وتساقط الشعر والتهاب البروتستاتا، أما الغذاء الملكي فكان الطلب عليه نادراً بسبب أسعاره الباهظة التي تفوق سعر العسل بأكثر من ثلاثة أضعاف، وهو مقوٍ جنسي بالدرجة الأولى. ولوحظ في المعرض اقتحام النساء لقطاع النحالين، في هذا السياق، يقول أحمد دعمور، رئيس جمعية تربية النحل بقسنطينة (427 كم شرق الجزائر)، إن “عدد الفتيات اللواتي يمارسن تربية النحل يرتفع باستمرار في السنوات الأخيرة، وفي قسنطينة اقتحمت عشراتُ الفتيات هذا المجال وحققن نجاحاً مقبولاً، كما اقتحمه أيضاً مهندسون ومثقفون عديدون”. وفي السياق نفسه، يقول مدير ومنظِّم المعرض علي مضوي إن “هناك أطباء وبياطرة ومهندسين يمارسون تربية النحل، ما يعني أن هذه المهنة لم تعد مقتصرة على الفلاحين البسطاء والأميين كما كانت قبل عشريات قليلة فقط”. ويقدِّر مضوي عدد النحَّالين الجزائريين الآن بنحو 80 ألفاً، وهو تطور كبير تحقق بفضل منح الدولة الخلايا للنحَّالين والراغبين في الاستثمار، ما جعل عددُها الآن يصل على 1.5 مليون، ويعلق “لكننا نطمح إلى بلوغ 2.5 مليون خلية في 2014 قصد مضاعفة كمية الإنتاج وبالتالي تخفيض الأسعار والكف عن الاستيراد”. رفع الإنتاجية تستورد الجزائر حالياً نحو 150 ألف طن من عسل النحل من المملكة العربية السعودية وتايلاند وتركيا والولايات المتحدة، لسدِّ طلبات سكانها، إلا أن مدير ومنظِّم معرض العسل علي مضوي يرى أن الإنتاج الجزائري أفضل من حيث النوعية ويبقى فقط رفع كمية الإنتاج حتى يصبح اقتناء عسل النحل متيسراً لكل الجزائريين. عن صحيفة الإتحاد الإماراتية
|