من أمراض ملكات النحل - مرض القتامة melanosis للاستاذ الدكتور عصمت محمد حجازي أمراض ملكات النحل أكثر أهمية لحدٍ بعيد من الانحرافات عن الحالة الطبيعية Anomalies والتشوهات .
فالأمراض أكثر شيوعا وذات قدرة عامة في التاثير السيء أو الإعاقه التامة في تكاثر الملكة. وسنهتم هنا ليس فقط بأمراض الأعضاء التناسلية، ولكن بالأمراض الأخرى أيضاً.
العالم Arnhart كان أول من كرس حياته لدراسة المشاكل المرضية في ملكة النحل ووصف مرضاً في المبايض أطلق عليه eischwarzsucht. كلمة ei تعني بالألمانية بيضة وباقي الكلمة تعني الأسود أو مرض القتامة melanosis. يتميز المرض بتغيير في خلايا المبيض والخلايا المغذية trophocytes التي تتحول من اللون الاصفر البني إلى الأسود. ونظراً لأن هذا العالم لم يستطع أن يكتشف المسببات المرضيه في المبايض المريضة، افترض أن هذا الخلل في المبيض يرجع الى ارتباك ميتابولزمي يؤدي إلى تثبيط عملية وضع البيض وافترض أنه نتيجة لتوقف الدفع في المبايض فإن تراكم البروتينات ستتحلل وتتحول إلى ميلانين melanin بواسطة الأنزيمات المؤكسدة.
بعد هذه الفترة وعند فحص ملكات نحل عقيمة اكتشف مرضين معديين متشابهين يؤثران أساساً على الجهاز التكاثري أحدهما يعرف ب h- melanosis ( حرف الـ H يرمز لاختصار كلمة HEFA التي تعني بالالمانية خميرة) الذي يسببه كائن دقيق يشبه الخميرة والمسبب المرضي الذي وضعه التقسيمي لم يحدد بعد ربما يدخل من الخارج، من خلال حجرة اللسع ومنها إلى فتحة المهبل ثم إلى الاعضاء التكاثرية ليتزايد في قنوات المبيض والمبايض مكوناً كتل عدوى ذات لون أسود – بني إلى لون اسود وتمتنع الملكات المصابة عن وضع البيض خلال أيام قليلة من العدوى وتصبح عقيمة.
وتهاجم الخميرة أيضاً – تحت الظروف الطبيعيه مخزن السم BOISONSAC وغدة السم الخاصة بالملكة حيث تتزايد في العدد بها وينتج عن ذلك أن تاخذ تلك الاعضاء المظهر الأسود وتصبح على هيئة عقدة منتفخة وعادة ماتكون كبيره لدرجة أنها تسبب ضغطاً على قناة المبيض فتعوق العدوى بذلك عملية وضع البيض وهذا يسهل زراعة وتنكية هذه الخميره المسببة للمرض على BEER-WORTAHAR على درجة حرارة مثلى 30 م حيث تتكون مستعمرات بيضاء ناعمة لماعة يتغير لونها إلى البني أو إلى الأسود حتى في المزارع المتقدمة العمر. ورغم أن الخصائص الفيسيولوجية لم تكتمل بعد فإن هذا المرض لايتطابق مع الفطر MELANOSELLA MORS APIS ، فالمرضان لايختلفان موروفولوجياً فقط ولكن يبديان أيضاً تفاعلات مختلفة عند زراعتهما على بيئات مختلفة. لهذا فإنه يمكن القول بأن التلوث باللون الأسود عند منطقة العدوى التي تشاهد في كثير من أمراض الحشرات قد ترجع إلى مسببات مختلفة. وقد امكن معملياً إحداث العدوى في الملكات السليمة عند تلويث مهبلها بالفطر.
وبعد ستة إلى ثمانية أيام تظهر أعضائها التكاثرية مظهر العدوى التي لاتختلف في مظهرها عن الملكة المريضة طبيعياً. ووجد أن تلقيح المرض تحت جلد الحشرة يعطي مظهراً مطابقاً لتجمعات عدوى سوداء أو قاتمة في أعضاء مختلفة بعد خمسة إلى تسعة أيام ولم توجد أية صعوبات في إعادة زراعة المرض الذي أمكن استعادته من العدوى الصناعيه لأعضاء الحشرة.
|