وهذا الصندوق يعمل باستخدام البطاريات، ويجب أن يُشحن كل ثلاثة شهور. وتُرسل البيانات عبر مراكز بيانات الحوسبة السحابية إلى شركة بي سمارت، حيث تُعالج وتُحلل ثم تُرسل إلى مربي النحل.
ويضيف كانيف أن تربية النحل في الولايات المتحدة تمثل أحد الأنشطة التجارية المهمة التي تدرّ الكثير من الأموال، ولكن المصدر الرئيسي للربح في هذا المجال ليس جمع العسل.
ويقول كانيف: "في الولايات المتحدة لا يهتم مربو النحل بالعسل، بقدر اهتمامهم بتأجير النحل لخدمات التلقيح. فهم ينقلون خلايا النحل من مكان لآخر في مختلف أرجاء البلاد لتلقيح المحاصيل المتنوعة".
فتدفع مزارع اللوز في كاليفورنيا، على سبيل المثال، التي تعتمد على النحل لتلقيح المحاصيل، نحو 200 دولار لكل خلية نحل مقابل التلقيح.
ويتابع كانيف: "ولو وضعت نفسك في مكان مربي النحل، الذي ينقل خلية النحل من مكان لآخر، سترى أن خلايا النحل تمثل مصدرًا للرزق، ولهذا السبب ازدادت في الآونة الأخيرة أهمية مراقبة حالة خلية النحل عن بعد".
وتعتزم شركة بي سمارت أن تبدأ تجربة خاضعة للمراقبة للجهاز الذي تنتجه في الأسابيع المقبلة، ولكن يقول كانيف إنه يلاحظ، من خلال الاختبارات التي أجريت حتى الآن، تحسنًا ملحوظًا في سلامة خلية النحل من الآفات في كل موسم عن الموسم الذي يسبقه.
ويقول كانيف: "الفكرة الأساسية التي يقوم عليه المنتج مفادها أن النحل الذي لا يمكننا الاستغناء عنه في حياتنا، يواجه خطر الانقراض".
أعمال الصيانة
وتأمل شركة "بلان بي" بالمملكة المتحدة أن تمضي قدمًا نحو توفير كل ما يحتاجه مربو النحل من منتجات وخدمات في مكان واحد، عندما تدشن خدماتها في الأسابيع القليلة المقبلة.
وتوفر "بلان بي"، في ماذرويل، اسكتلندا، خدمة مراقبة خلايا النحل، مع تحليل كامل للبيانات، والتي تدار بواسطة كمبيوتر راسبيري باي، في حجم بطاقة الائتمان.
ولكن بلان بي لا تريد أن تستغنى عن العنصر البشري. إذ يقول وارين بادر، المدير التنفيذي: "سنوفر الخلايا والنحل بالإضافة إلى 28 زيارة لفحص خلية النحل سنويًا".
وتابع: "وهذا يشبه صيانة الحدائق ولكن من أجل النحل".
كما تسعى شركة "تامبلنغ دايس"، وهي شركة أخرى في المجال نفسه في المملكة المتحدة، لمساعدة مربي النحل. وقد طورت نظام "رانا" للرؤية الفعالة، ولازال هذا النظام قيد التجربة من قبل باحثين في ولاية يوتاه، بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويستعين هذا النظام أيضًا بكمبيوتر راسبيري باي لتحليل اللقطات (الإطارات) التي التقطتها كاميرات المراقبة لتكوين مقطع فيديو واحد.
ومن الممكن برمجة النظام لتتبّع حدث بعينه، على سبيل المثال، عندما تترك كل نحلة الخلية.
يقول مارك أونيل، مؤسس تامبلنغ دايس: "هذا النظام لا يراقب سلامة الخلية بقدر ما يراقب سلوك النحل عند البحث عن الطعام".
ولكن ماذا عن الجهود التي تبذل للتخلص من طفيل فاروا؟
في حين تتضمن أغلب وسائل العلاج الحالية مواد كيميائية، فإن خلية "ثيرموسولار هايف" المزودة بطريقة تسخين بالطاقة الشمسية، تهدف إلى توفير حل لمشكلة انتشار طفيل الفاروا بالاستعانة بالوسائل التكنولوجية، وقد مُوِلت هذه الخلية من خلال حملة للتمويل الجماعي، بعد جمع 44 ألف دولار أمريكي.
تستخدم خلية "ثيرموسولار هايف"، التي اخترعها رومان لينهارت، العالم التشيكي، الطاقة الشمسية لتسخين الخلية من الداخل حتى درجة حرارة 40 درجة مئوية لمدة 150 دقيقة.
ويقول لينهارت إن هذا العلاج سيدمر الطفيليات من دون أن يضر النحل.
ثم يُكرر العلاج بعد 10 أيام لمهاجمة أي طفيليات أخرى لا زالت ملتصقة بجسم النحل الذي لم يكن داخل الخلية أثناء العلاج في المرة الأولى.
يقول لينهارت، الذي اشتغل بتربية النحل طيلة 25 عامًا، وقضى 10 أعوام في تطوير المنتج، إن التقنية التي يستخدمها في خلية "ثيرموسولار هايف" أفضل من العلاج بالمواد الكيميائية، التي اكتسبت الطفيليات مناعة ضدها.
وقد أخبر لينهارت موقع "ديجيتال تريندز" في مايو/ آيار الماضي: "استغرقت أعمال (التطوير) وقتًا طويلًا للغاية، لأننا اختبرنا الخلية في أماكن مختلفة، مثل الجبال المرتفعة والسهول والمدن أو المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشدة في فصل الصيف".
كما قال لينهارت إن منافسيه كانوا يناصبونه العداء. وتابع: "واجهت بعض المشاكل مع إحدى الشركات التي تنتج موادًا كيميائية لعلاج طفيل الفاروا، وبعض المشاكل مع أُناس يحاولون تربية نحل يقاوم طفيل الفاروا".
واستطرد قائلًا: "لم يكن هؤلاء راضين عن إنتاج خلية ثيرموسولار هايف التي ستعرقل مشاريعهم التجارية".
ومن المقرر أن يبدأ توصيل خلية "ثيرموسولار هايف" إلى المشترين من يناير/ كانون ثاني 2017.
تاريخ النشر 5 -2- 2018
|
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007
|