موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات
المقالات
أرسل لنا مقالاً أو خبراً أو صورة لنشرها
تحذير من انقراض سلالة النحل المصرى

علي شعبان السطوحي

masrawi news
4 – 3 – 2012


''محمود الفيل'' ، فى منتصف الثلاثينيات عمرا ، يهوى كتابات ''بنت الشاطىء ومصطفى محمود'' ، ويقرأ من الشعر لـ ''أحمد مطر وفاروق جويدة'' ، وتستهويه روايات ''نجيب محفوظ'' ، ويهتم بالقراءة فى مجال ''الوراثة'' ، ويستعد لنيل درجة الدكتوراة من كلية الزراعة جامعة القاهرة عن ''سم النحل''.
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
كان صغيرا عندما كان يقف خائفا فى بلكونة منزله ، ليشاهد والده وهو يرتدى ''القناع السلكى'' ويقف وسط خلايا النحل الخشبية فى حديقة المنزل ، ويتجمع حوله آلاف النحل دون أن تتملكه لحظة خوف ، وبينما كانت عينا هذا الطفل الصغير تترقب خوفا اقتراب أى نحلة منه ، كان يتساءل مستغربا ''إزاى واقف وسط النحل ومش خايف إنه يلسعه ، وإزاى أكون وسط النحل من غير مايلسعنى؟''.

كانت هذه التساؤلات والفضول لمعرفة هذا العالم المنظم الدقيق للنحل دافعا لدخوله كلية الزراعة قسم ''الإنتاج الزراعي بجامعة الإسكندرية ، ليتخرج منها فى عام 1997 ، ويستزيد بعد شهادة البكالوريوس بـدبلومة لمدة عام ''نحل وديدان حرير'' بكلية زراعة جامعة المنوفية ، ثم أتبعها بماجستير من كلية الزراعة جامعة القاهرة فى علم تربية النحل ، وكانت دراسة الماجستير التى استمرت لأربع سنوات عن ''نحل العسل المصرى فى واحة سيوة كمنطقة معزولة''.

يقول ''محمود'' عن هذه الدراسة ''وزارة الزراعة كانت عامله مشروع فى واحة سيوة من 15 سنة لتربية والحفاظ على سلالة النحل المصرى التى أوشكت على الإنقراض ، والمشروع كان محتاج دراسة علمية تؤكد نقاوة السلالة المصرية فى واحة سيوة ، وتوصلت فى دراستى أن سيوة بيئة مثالية لتربية والحفاظ على هذه السلالة''.

مع دقات الساعة ومرور الأيام يزداد دقات قلب ''محمود'' خوفا على إنقراض سلالة النحل المصرى ، فيقول قلقا ''النحالين أصبحوا بيستبدلوا النحل المصرى بسلالات أكثر إنتاجية'' ، ويتابع مستغربا ''مشروع الحفاظ على السلالة المصرية فشل ، وسحبت وزارة الزراعة يدها من التمويل والمتابعة ، وأهمل المشروع باختفائى من هناك'' ، وتساءل ''إزاى سلالة مسجلة عالميا باسم مصر ، ومن أقدم السلالات فى العالم من أيام الفراعنة ، نيجى بعد 7 آلاف سنة نضيعها ، إزاى نضيع أثر تاريخى لمصر لايقل عن أهرامات الجيزة''.


''كل النحالين بيتعاملوا مع النحل على أنه بيجيب عسل وبس'' ، بهذه الكلمات يؤكد ''محمود'' أن مصر لازالت بدائية فى تربية النحل ''النحل بيجيب منتجات تانية قيمتها تفوق قيمة العسل اقتصاديا وغذائيا ، زى الغذاء الملكى (ثمن الكيلو من 4 –7 آلاف جنيه للكيلو بينما كيلو العسل 25 جنيه) وحبوب اللقاح وصمغ وسم النحل'' ، ويشير أن هناك حلقة مفقودة بين النحالين والمستجدات العلمية ''لو وجدت هذه الحلقة المفقودة سيشجع النحال على تربية النحل ، لأنه سيفهم أن العائد الاقتصادى يفوق بمراحل عائد عسل النحل''.

رغم أن السلالة ''المصرى ، الايطالى ، كرنيولى نسبة لمقاطعة كارنيكا فى يوغسلافيا'' من أشهر السلالات فى العالم ، إلا أن ''محمود'' يؤكد أن وزارة الزراعة لاتهتم بتربية النحل وتهمل تمويل الثروة النحلية ، ويضيف ''الكرنيولى والإيطالى يتم بشكل متواصل تربيتها وإستنباط سلالات كثير منها أكثر إنتاجية ولها مواصفات ممتازة ، ويستخدموا تلقيح النحل للأزهار والمحاصيل المنزرعة فى زيادة الإنتاجية للمحاصيل بنسبة 33 % ، وتستغل هولندا وألمانيا النحل فى استنباط سلالات جديدة من الزهور بألوان جديدة''.


كل صباح يذهب ''محمود'' إلى معمله بمركز البحوث الزراعية بجامعة القاهرة ، لمتابعة رسالة الدكتوراة التى اختار أن تكون عن ''سم النحل'' ، ويبرر أسباب اختياره لهذا الموضوع البحثى الغريب قائلا ''اللى جذبنى أنه كان علاج لإصابتى بانزلاق عضروفى ، وإزاى أقدر أطبقه على أمراض أكتر من دى زى السرطان والتهاب المفاصل ، وقدرت أجمع أبحاث وكتب من على الإنترنت عن طبيعة العلاج بلسع النحل ، فى أوروبا معاهد طبية خاصة للعلاج بلسع النحل ، واحنا هنا لسه بنتكلم فى البدايات''.

ينقص تربية النحل فى مصر - كما يؤكد ''محمود'' - العمل الجماعى المنظم والتمويل بأحدث الأجهزة العلمية وتطبيقها على أرض الواقع ''البحث العلمى قاصر على أرفف المكتبات ولايصل لمرحلة التطبيق ، وحفظت دراساتي عن النحل زى غيرها على جدران أرفف المكتبات اللى هتأكلها الفيران فى يوم من الأيام'' ، وينهى متسائلا ''السلالة المصرية هتختفى خلال 20 عام مالم يتدخل أحد ، إذا مكنش الحكومة ووزارة الزراعة هتعمل كده مين اللى هيعمل؟!''.

تقرير - علي شعبان السطوحي
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2012