إنتاج العسل في فلسطين
عن الوطن على الإنترنت
تجاوز حجم انتاج العسل في الأراضي الفلسطينية عام 2014 حاجز 300 طن، بمساهمة تخطت 30 مليون شيقل في الاقتصاد الوطني. ويبلغ عدد مربي النحل 2152 منهم 1766 في الضفة الغربية و386 في قطاع غزة.
هذه الكمية من الانتاج تغطي ما يزيد عن 80% من حاجة السوق المحلية، وتسعى وزارة الزراعة للوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي، ودائما ما يذكر العسل بجانب زيت الزيتون حينما يتم الحديث عن المنتجات التي تتميز بها فلسطين من حيث الجودة العالية وكميات الانتاج الوفيرة. وفقا لما يؤكده مدير دائرة النحل في وزارة الزراعة الفلسطينية وليد لحلوح.
العسل شفاء للناس..ولكن!
يقال "العسل فيه شفاءٌ للناس"، ولم يختلف أحد على أهمية وقيمة العسل الغذائية العالية والعلاجية من بعض الأمراض. لكنه قد يسبب الوفاة خصوصا للأطفال، اذا كان ملوثا، لذلك تسعى وزارة الزراعة الى الحفاظ على هذه الثروة وزيادة انتاجها وصولا الى تصديرها للخارج، يقول وكيل مساعد القطاع الاقتصادي في وزارة الزراعة علي غياظة " قمنا في منتصف شباط 2015 ، بإطلاق حملة لمكافحة غش زيت الزيتون والعسل وعمليات التهريب وتأثيرها على صحة المواطنين والاقتصاد الوطني، ولتوعية المواطنين والتجار على حد سواء بضرورة التقيد بتعليمات وزارة الزراعة، والجهات ذات العلاقة، بالشراء من مصادر موثوقة، واعتماد المنتج الوطني بالدرجة الأولى ".
كيف يتم غش العسل؟
"من الصعب كشف التلاعب في العسل من قبل المستهلكين العاديين، لأن الأمر بحاجة الى مختبرات وإجراء فحوصات للتأكد من مطابقته للمواصفات والمقاييس الدولية المعمول بها في فلسطين أيضا". يقول غياظة مضيفاً أن هناك ثلاثة أنواع شائعة من غش العسل تؤثر على جودته وتؤدي الى تلويثه الأمر الذي يسبب أمراضا للمستهلك. قطاف العسل قبيل نضوجه في فصل الشتاء مثلا، أو تغذية النحل على السكر، وعدم ترك العسل الناتج عن هذه الطريقة للنحل حتى يتغذى عليه أو واستهلاكه يؤدي الى انتاج عسل تكون نسب السكر فيه عالية جدا، وهنا يجب على المزارع ألا يقطف العسل قبيل أوانه. يتابع غياظة "هناك حالة اخرى أشد خطورة على العسل، وهي تغذية النحل على الأزهار المرشوشة بالمبيدات الكيماوية في الحقول القريبة من مكان خلايا تربية النحل، في هذه الحالة يكون العسل الناتج ملوثاً وضاراً على الصحة، لذلك ندعو المزارعين الى تبليغ مربي النحل القريبين من حقولهم بموعد رش المحاصيل بالمبيدات، اضافة الى ضرورة استخدام المبيدات التي تصنف بأنها آمنة وصديقة للنحل، وفي هذه الحالة يجب على مربي النحل اغلاق الخلايا لعدم خروج النحل وتغذيته على الازهار الملوثة".
المبيدات الكيماوية عدو العسل
وتعتبر مبيدات الاعشاب التي يستخدمها المزارعون للقضاء على نمو الاعشاب في أراضيهم، شديدة الخطورة على النحل، ويجب على المزارع (وفقا لوزارة الزراعة)، ألا يلجأ اليها تجنبا لتلويث النحل أو القضاء عليه خصوصا في الأيام الاولى من عملية الرش. ومن الأسباب الأخرى الملوثة للعسل، تعريضه للغلي الذي يمنع عملية التبلور لمنع حصول التجمد فيه، بالإضافة الى تعرضه لرطوبة عالية، هذه الامور تنتج عسلاً ساماً، وبالتالي يصبح غير صالح للاستخدام الآدمي.
حملة لمكافحة غش العسل
بالاستناد الى ما سبق، جاءت حملة مكافحة غش العسل، التي استمرت أسبوعا، وشملت الرقابة على مراكز البيع والأسواق العامة ومداخل المدن والمستودعات. "عند التفكير بشراء عبوة من العسل، لا بد من قيام المستهلك بالتأكد بأنه دفع أمواله مقابل عسل نظيف غير مغشوش، لكن كيف نتأكد من ذلك، خصوصاً وأن لدى كل بائع طرقه الخاصة في الاقناع. فقط اذا كانت عبوة العسل تحمل بطاقة بيان باللغة العربية، عليها اسم المُنتج أو المزارع، بلد المنشأ، اسم الموزع أو الوكيل، الوزن الصافي، ومختوم من قبل وزارة الزراعة". يؤكد غياظة، محذراً من شرائه من الباعة المتجولين الذين يقوم بعضهم بتسويق عسل مستورد غير مطابق للمواصفات على أنه عسل محلي طبيعي.
الصحة: العسل الملوث قد يسبب الوفاة للرضع
يحذر مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة ابراهيم عطية من اعطاء العسل للأطفال في عمر أقل من عام، نظرا لخطورته على صحتهم خصوصاً اذا كان ملوثاً أو مغشوشاً. مضيفا أن "معظم وزارات الصحة في العالم تمنع استخدامه للرضع، نظرا لخطورته، اذا كان غير مطابقٍ للمواصفات، وفيه رطوبة عالية، وقد تعيش فيه بكتيريا تفرز السموم السامة، والعسل وسط لا يصل الاكسجين الى داخله، بحيث تؤدي هذا البيئة الى نمو البكتيريا القاتلة. من ناحية أخرى، اذا كان العسل ملوثا فإنه يحتوي على مادة (الفسفوران) التي تؤثر على الجسم وتأثيرها يكون سريعا، وقد تؤدي الى الوفاة في حالات معينة".
عسل فلسطين..جودة عالية
يعتبر العسل المنتج في فلسطين من أجود الاصناف العالمية، خصوصا عسل التمر، وعسل السدر، وفي عام 2014، عقد مؤتمر في ايطاليا لدول حوض البحر الابيض المتوسط المنتجة للعسل، نالت فلسطين فيه على المرتبة الأولى من حيث الجودة والنقاوة، وذلك بعد اجراء فحوصات حسية ومخبرية عليه، وتم اعتباره عسلا عضوياً كاملا، هذا ما أكّده مدير دائرة النحل وليد لحلوح مفتخرا، مضيفاً: "هناك ايضا جمعية يابانية تستهدف ضمن برامجها، تسويق عسليّ السدر والتمر في اليابان نظرا للجودة العالية".
حماية المستهلك: بطاقة البيان هي الفيصل
من ناحيته، يؤكد القائم بأعمال مدير الادارة العامة لحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني، انه تم ضبط تاجر، بداية شباط، يقوم بعملية صبغ محاليل سكرية وإيهام المواطنين بأن منتجه عبارة عن عسل، فهو يبيع قطراً مصبوغاً على أنه عسل. مشدداً: "نحن نحاول رفع مستوى وعي المستهلك في هذه النواحي وندعوه دائما الى عدم شراء العسل الذي لا يحمل بطاقة بيان، خصوصاً أن الاسعار العسل في اسواقنا عالية، حيث يتراوح الكيلو بين 100-150 شيكل، لذلك يجب التأكد من دفع هذه الاموال مقابل الحصول على عسل نظيف غير مغشوش وغير ملوث". لم تصل فلسطين الى مرحلة تصدير العسل الى الخارج، وهذا ما تطمح له المديرة في الادارة العامة للتسويق الزراعي في الوزارة ناريمان عودة، مؤكدة الى أن هناك تصديرا عشوائيا للأردن على شكل هدايا، بالإضافة الى تصدير 110 كيلو غرامات لدولة الكويت في عام 2014.
تنظيم أعمال تربية النحل
في عام 2008 أصدر مجلس الوزراء قراراً لتنظيم أعمال تربية نحل العسل في فلسطين، بالاستناد الى قانون الزراعة لعام 2003، ونصت المادة الثالثة من القرار على أن يتم تنقل المناحل بناء على الوضع الوبائي للمكان الموجودة فيه، والمنوي نقلها إليه ويتم النقل بموجب شهادة بيطرية رسمية صادرة عن الطبيب المختص.
وأكد على ضرورة إصدار تعليمات موسمية لمزارعي الفواكه والخضروات بعدم تعفير ورش المبيدات خلال موسم الإزهار بمواد سامة للنحل. وتحديد ظرف ومواعيد الوقاية والمعالجة للأمراض والآفات وتحديد أنواع العلاجات المستخدمة لعلاج طوائف النحل لحمايتها من الأمراض. الى جانب توعية مربي النحل بتطوير وتوسيع معلوماتهم في مجال الوقاية والمعالجة بأية وسيلة سمعية أو بصرية. كما نصت المادة الرابعة على أن يكون المنحل بعيداً عن الطرق التي تسير عليها السيارات مسافة لا تقل عن (50 م) بحيث يتوفر الهدوء لطوائف النحل للقيام بنشاطها المعتاد.
وطن للأنباء-
08-03-2015
|