موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات
المقالات
أرسل لنا مقالاً أو خبراً
أو صورة لنشرها
النحل في سورية... استثمار اقتصادي مهدد !.

التأبير يحقق قيمة اقتصادية زائدة بنحو 20 مليار ليرة
            تحقيق: عدنان كدم

عرف الإنسان السوري القديم أهمية النحل واتخذها وسيلةً لكفاف عيشه.. وتذكر النصوص المقدسة فوائد النحل و تفانيه وروحه الجماعية..

على الصعيد الاقتصادي
كما تساهم على الصعيد الاقتصادي بتوفير فرص عمل وفيرة و تقتات على مدخولاتها عائلات كثيرة بأكملها..كما اكتسب العسل المحلي شهرة عالمية لاعتماده على المنتج الطبيعي..إلا أن سلالة النحل المحلية عانت من تحديات جسام هددت وجود خلاياها بأكملها إضافة إلى إحجام العديد من المربين عن مزاولة المهنة لأسباب اقتصادية تعرضوا لها...؟! فما هي التحديات التي تواجهها وهل يوجد تدابير ناجعة تحفظ ماء الوجه للقائمين عليها و تساهم بزيادة الإنتاج...؟!.‏

أمراض مستفحلة‏
النحل كلمة عامة تضم أكثر من 25 ألف نوع منها 9 أنواع تنتج العسل تنتشر في بقاع واسعة في الأرض أهمها نحل العسل العالمي إذ تنتمي إليه أكثر من 26 سلالة منها سلالة النحل السوري التي تستوطن سورية الطبيعية، هذه السلالة المتميزة المتأقلمة مع ظروف البيئة والمعروفة عالمياً تسعى الجهات المختصة محلياً لتحسينها وتأصيلها بإمكانات مادية بسيطة مع توفر الكادر العلمي الرفيع القادر على القيام بهذا العمل، لكن في الآونة الأخيرة أصابت السلالة المحلية أمراضاً و آفات قضت على خلايا عديدة بأكملها.‏

مرض الحضنة‏
خبير تربية النحل في كلية الزراعة بدمشق الدكتور علي براقي أكد وجود أمراض كثيرة يعاني النحالون محلياً من انتشار آفة الفاروا ذات الانتشار العالمي التي تسبب فقداناً كبيراً لطوائف النحل في العالم وتكمن خطورتها بنشأتها فتنقل أمراضاً متعددة مثل أمراض البكتيريا و الفيروسية والفطرية فتكون سبباً في زيادة انتشارها في المناحل و هذا ما أكدته دراسات محلية وعالمية ومن الأمراض المنتشرة محلياً الحضنة الأميركية حيث ينتشر مسبباً خسائر ملحوظة في المناحل وهو عبارة عن مرض بكتيري يصعب التخلص منه في حال انتشر في منحلة ما، كما إن إجراءات المعالجة مكلفة للنحال إذا كانت الإصابة متقدمة ولا تكون المعالجة ناجعة دوماً كما قد تنهي العملية بحرق الخلية بما فيها من نحل و يعد مرضاً خطيراً وبشكل عام يكون انتشاره أكثر في المناحل المهملة وللوقاية منه ومن الأمراض الأخرى يتطلب أن تدار المناحل إدارة سليمة لتجنب مسببات الأمراض وتكاثرها في الخلية النحل، أيضاً مرض الحضنة الأوروبي وهو مرض بكتيري ينتشر إلى حد ما في سورية أيضاً وعادة ما تنشأ من أمراض كهذه بسبب نقص الغذاء أثناء التطور السريع للطائفة في مطلع الربيع ومنتصف الصيف..؟!.‏

تكلس الحضنة‏
أما المرض الثالث الذي ينتشر انتشاراً واسعاً في المناطق الرطبة وخاصة الساحلية منها فهو مرض تكلس الحضنة وهو مرض فطري يصيب يرقات النحل في الأقراص ويقضي عليها، فتصبح اليرقة في النهاية كقطعة الطبشور وهذا المرض يضعف الخلايا وللوقاية منه ومعالجته يفضل أن تكون الخلايا، مهواة تهوية جيدة وموجودة في أماكن بعيدة عن الرطوبة، سواء كانت رطوبة الأرض أو الرطوبة الجوية، ناصحاً التقليل من استخدام أي أدوية أو مبيدات كونها تؤثر على النحل حيث سيصل في النهاية إلى العسل فيلوثه.‏

الأعداء الطبيعيون‏
و يؤكد الدكتور براقي على وجود أعداء في الطبيعة، و تم إعداد العديد من الدراسات محلياً، ومن الأعداء طيور الوروار المهاجرة العابرة عبر الأراضي السورية في فصلي الربيع والخريف ويستمر عبورها لمدة شهر تقريباً ويستهلك الطائر الواحد يومياً من النحلات العاملات من 50 إلى 100 عاملة ولذلك فأن الأسراب الكثيرة منه تؤثر تأثيراً كبيراً في خفض أعداد العاملات في الخلايا.‏ ويضيف قائلاً: نتحرى عن أماكن وجود الطيور محلياً فهناك نوع منه مستوطن في المناطق الشمالية الشرقية وقد تبين وجود نوعين منه يعبران الأجواء المحلية الأول الوروار الأوروبي والثاني يجري تصنيفه حالياً علماً أنه يوجد له أنواع عديدة في العالم قد تزيد على 20 نوعاً في بعض الدول الخليجية يوجد منه ثلاثة أنواع.‏ من الآفات الأخرى النمل ويسبب موت المناحل لأنه يتغذى عليها ويشكل خطورة كبيرة على بيوضها، لاسيما في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية ولا تؤثر الأنواع الأخرى الموجودة في المناطق الوسطى والجنوبية والساحلية على المناحل.‏

معوقات التربية‏
يمكن تطوير تربية النحل محلياً من ناحية عدد الخلايا وزيادتها بشكل كبير في المناحل و يوضح الدكتور براقي على وجود معوقات تعترض التربية ونقص زيادة الخلايا منها عدم كفاية المراعي وعدم وجود الشركات الكبرى التي تهتم بإنشاء مناحل كبيرة ونقص استيراد تقنيات حديثة و قلة آليات التحميل و نقل المناحل و آلات فرز العسل آلياً و الافتقار إلى أنشاء مناحل متخصصة بإنتاج غذاء الملكات و ملكات النحل المحسنة وضعف التوجه لتحسين سلالة النحل السورية لأن ذلك يتطلب تمويلاً كبيراً مطالباً بتوجيه القطاع الحكومي والخاص لتسخير الأموال الكافية للقيام بمشروعات تخدم المربين وتحافظ على الاقتصاد الزراعي.‏
كما تعترض النحالين بعض المشكلات التي تتعلق بعد تصريف المنتج بالجملة في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى المال لتطوير مناحلهم، كما يعاني البعض من نقص الخبرات بتشخيص أمراض النحل وطرائق معالجتها، على الرغم من تنظيم النحالين في جمعيات أهلية ترعى التربية بالإضافة إلى القطاع الحكومي وتسهم في رفع خبرات النحالين كجمعية النحالين في نقابة المهندسين الزراعيين وجمعيات النحل في الاتحاد العام للفلاحين وفي غرف الزراعة.‏

العوامل المناخية‏
أشار رئيس قسم النحل في وزارة الزراعة المهندس فايز درويش إلى أهم المعوقات التي تواجه تربية النحل محلياً وتتمثل بالعوامل المناخية الحالية وحالة الجفاف التي يتعرّض لها بلدنا خلال السنوات الأخيرة وانحسار بعض الزراعات وموجات الصقيع وطول فتراتها, إضافة لعدم ترك أراض بور نتيجة زيادة التكثيف الزراعي والاستثمار غير المستدام للموارد الطبيعية كالزعتر البري في المنطقة الساحلية وزيادة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية وتوقف المصرف الزراعي عن تأمين القروض اللازمة لمربي النحل وعدم شمول مهنة تربية النحل في صندوق دعم المنتجات الزراعية والاستخدام السيىء للمبيدات الزراعية ووجود سوق تهريب للعديد من المبيدات غير المراقبة والضارة بالنحل وبالصحة العامة وجهل المستهلكين بأهمية العسل كغذاء ودواء معاً ووجود بعض المفاهيم الخاطئة كحالة التبلور وهي حالة طبيعية فيزيائية للعسل، كذلك وجود كميات كبيرة من العسل المهرّب أو المغشوش تباع في الطرقات وعلى الأرصفة وتقليد بعض الماركات المشهورة.‏

أضرار بالغة‏
زكي عبد الحميد نحال في عين منين بريف دمشق قال: ورثت تربية النحل من والدي باعتبارها مهنة الأجداد وكانت في الماضي تدرعلينا أرباحاً كبيرة نظراً لما تقدمه منتجاتها الوفيرة خاصة العسل بأنواعه البري و الثمري.. فكان يشكل النحل مورداً اقتصادياً هاماً لأفراد العائلة كاملة ً، إلا أن تربيتها لم تعد تجدي نفعاً حالياً...؟! لعدم وجود تصريف للمنتجات التي تعرضت للكساد بسبب إغراق الأسواق بعسل صناعي رخيص و مستورد.‏
وناشد المربي جمعية النحالين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار ظاهرة العسل المستورد التي أضرت باقتصاديات النحالين.‏

فوائد طبيعية‏
تكمن أهمية النحل المنتج للعسل ليس بمنتجاته الستة و قيمتها الاقتصادية أنما في عملية التأبير للنباتات خلطية التلقيح وزيادة الغلة في المحاصيل الزراعية و الأشجار المثمرة التي تعد الأهم اقتصادياً و التي تفوق قيمتها من / 10 إلى 100 / مرة قيمة العسل الناتج من المناحل في العالم..؟!.‏
ففي سورية يقدر زيادة الإنتاج في الحاصلات الزراعية جراء التأبير بنحو / 20 / مليار ليرة سورية في حال قدرت قيمة التأبير بحدودها الدنيا، فضلاً كون خلايا النحل في سورية يقدر ب / 600 / ألف خلية تمتلكها نحو / 30 / ألف أسرة تعيش كلياً أو جزئياً على إنتاج المناحل و إن ناتج العسل يقدر ب / 2600 / طن يصل إلى عدد كبير من مستهلكي العسل البلدي ولا يثقون بأنواع العسل المستورد لعدم ثقتهم فيه و لأن غالبيته ليس عسلاً طبيعياً بل يعتمد على التغذية الصناعية أو عسل صناعي.‏

الإنتاج المحلي‏
تتراوح إنتاجية خلية النحل الواحدة فعلياً بين / 5 إلى 10 / كغ من العسل، أما بالنسبة للخلايا البلدية فإنتاجها بين / 2 إلى 5 / كغ و تتأثر إنتاجية الخلية بالظروف الجوية وبمساحة الزراعات الرحيقية التي تتغير من سنة إلى أخرى..؟!.‏
ويشير الدكتور البراقي لوجود العسل المنتج محلياً من الحمضيات والكينا واليانسون والأشواك والجبلي والنباتات المختلفة كالزعتر البري.‏
كما يهتم النحالون ببعض المنتجات الأخرى لخلية النحل مثل الغذاء الملكي والعكبر ولكن على نطاق ضيق، في حين لا يهتم النحالون بإنتاج حبوب الطلع لعدم توفر فائض منها كذلك سم النحل لعدم توفر الخبرة في إنتاجه وعدم وجود إمكانيات لتسويقه رغم الارتفاع الكبير لسعره.‏

زيادة عددية‏
تطور عدد المناحل خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً فزاد إجمالي عدد طوائف النحل من /10 / آلاف طائفة عام 2002 إلى / 632 / ألف طائفة عام 2011، كما زاد عدد الطوائف المرباة في الخلايا الخشبية الحديثة من / 288 / ألف طائفة عام 2002 إلى / 508 / ألف طائفة عام 2011.‏
فقد أشار المهندس فايز درويش أنه زادت نسبة التربية في الخلايا الحديثة من 75 % عام 2002 إلى 80 بالمئة عام 2011 من إجمالي عددها ورافق الزيادة تطور في إنتاج العسل من / 2130 / طن عام 2002 إلى / 3558 / طناً عام 2011 ليصل إنتاج طائفة النحل من العسل حسب البيانات الإحصائية لعام 2011 إلى6’5 كغ عسل مع العلم أن متوسط إنتاج العسل في السنوات الأخيرة تراوح بين / 10 و 15 / كغ في العام بحسب حالة الموسم الزراعي ومعدل الهطول المطري ويعزى الفرق مابين متوسط إنتاج الخلية الحقيقي والبيانات الإحصائية إلى شمول عدد الخلايا في البيانات الإحصائية للطرود المنتجة و إلى انخفاض إنتاج الخلايا البلدية من العسل حيث يعتمد عليها بعض المربين في إنتاج الطرود.‏
ويقدر عدد مربي النحل في سورية مابين / 15 20 / ألف مرب، أما العاملون في مجال النحل وتصنيع مستلزماته فيزيد عددهم على 35 ألف عامل يعيلون ما يقارب / 35 / ألف أسرة.‏

مشروع تطوير تربية النحل‏
منذ أكثر من ثلاثة عقود كانت أغلب طوائف النحل تربى في الخلايا البلدية/ طينية أو خشبية / ولتطوير القطاع تم إحداث مشروع تطوير تربية النحل في وزارة الزراعة عام 1986 وحددت أهدافه في الانتقال من التربية القديمة إلى التربية الحديثة بالاعتماد على نموذج لانجسترون ذات المردود الاقتصادي و تحسين سلالة النحل المحلية وانتخابها ورفع إنتاجها وحماية الثروة من الأمراض و الآفات التي تصيبها، والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي بالنسبة للنباتات البرية خاصة النادرة منها و توفر فرص عمل جديدة و زيادة الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً من خلال دور النحل في عمليات التلقيح الخلطي للأزهار.‏
ولتحقيق الأهداف تم إحداث خمس مناشر لتصنيع الخلايا الخشبية وبيعها للمربين بأسعار مدعومة و إحداث مراكز لتربية النحل و إنتاج الطرود وبيعها بأسعار التكلفة ليصل عدد المراكز إلى /15 / مركز عام 2011 وإحداث مخابر لتشخيص أمراض و آفات النحل المنتشرة في المحافظات، أيضاً أنشأ مخبر مركزي للوزارة على أن تقوم المخابر بالكشف عن الأمراض التي تصيب خلايا المربين مجاناً، كما أحدثت الوزارة مخبراً مركزياً لتحليل العسل.‏

العسل المستورد‏
تعد سورية منتجة للعسل الطبيعي ولدى المنتجين فائض وكساد يتطلب شحن كميات كبيرة للتصدير بدلاً من الاستيراد كونه يزيد عن حاجة السوق المحلي يقدر بمئات الأطنان سنوياً حسب قرارات الجمعيات المتخصصة بالنحل.‏
رئيس الجمعية الفلاحية لتربية النحل المهندس بسام نضر أكد أن إغراق السوق المحلية بالعسل المستورد يؤدي إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية و بيئية حيث أدى استيراد العسل إلى حدوث بطالة لأصحاب المهن نتيجة تركهم المهنة وتضرر عائلات بأكملها لاعتمادها على مدخولات تربية النحل، كما أدى استيراد العسل إلى هدر مئات الأطنان من العسل الناتج عن رحيق الأزهار الطبيعية ويشكل دخلاً وطنياً باعتباره منتجاً زراعياً لا يستهان به.‏
وأشار إلى إن نسبة كبيرة من المحاصيل الحقلية تعتمد على التلقيح الخلطي بما يقوم به النحل بشكل أساسي من عمليات تلقيح ونقل حبوب الطلع، مما يساهم في زيادة عقد الثمار و الإنتاج بنسبة من / 30 إلى 60 بالمئة / بواسطة الحشرة الاقتصادية النافعة حيث للنحل دور بيئي لا يستهان به باعتباره مشعراً بيئياً يساهم في إغناء الطبيعة ونقائها و استيراد العسل يقضي على سلالة النحل المحلية المعروفة عالمياً بتعايشها مع ظروف بلدنا في وقت فشلت فيه السلالات الأخرى الدخيلة / كالإيطالي و الكرينولي /.‏
وناشد المهندس نضر الوزارة أن تساهم في حماية الثروة النحلية و إعادة إحياء (مشروع تطوير تربية النحل) لتحسين السلالة محلياً و المساهمة في زيادة الدخل الوطني الزراعي بدلاً من استيراد العسل كذلك فتح المجال لتصديره بالتنسيق مع المربين و تشكيل صندوق الدعم و أن تكون الريعية لصالح الجمعية والمنتسبين من المربين.‏
وأشار نضر إلى أن الجمعية خرجت في برنامج خطتها السنوية في العام الفائت بجملة من التوصيات والمقترحات من ضمنها إيجاد سوق تصريف للفائض من العسل المحلي والسعي للانضمام إلى اتحاد المصدرين السوريين التابع لوزارة الاقتصاد و الإشراف على اختيار الأدوية الناجعة في مكافحة الآفات و تأمين الأدوية الأخرى الضرورية و تمثيل النحالين السوريين في كافة اللجان التي تهتم بالنحل و إنتاج العسل في المحافل كافة.‏
كذلك الاستفادة ما أمكن من الخبرات الخارجية من خلال الدورات و المنح الممكنة وتعميمها على الأعضاء و التركيز على الدورات التدريبية و صناعة مستلزمات الإنتاج من خلايا خشبية و بدلات وقفازات و غيرها بالإضافة إلى إنتاج الغذاء الملكي البلدي و مشاركة الجهات المعنية في الأشراف على المنتجات الغذائية و التجميلية و الدوائية التي تستخدم في صناعتها منتجات خلية النحل من شمع و عكبر.. وغيرها.‏


مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2012