إعادة تأصيل نحل العسل في الولايات المتحدة
إستيراد نطاف نحل العسل الأوروبي Apis mellifera لدعم أعمال تأصيل النحل في الولايات المتحدة الأمريكية
والتر س. شابارد
جامعة واشنطن الحكومية
تقوم عدة مؤسسات أمريكية بالتعاون في إنجاز مشروع ضخم لإعادة تأصيل سلالات نحل العسل التي أدخلت للقارة الأمريكية واختلطت مع بعضها بحيث أصبح من الصعب الحصول على سلالة نقية من أي منها لأغراض التربية والانتخاب.
يسمى المشروع Managed Pollinator Coordinated Agricultural Project (CAP) ويسعى كهدف واسع إلى دمج عترات نحل العسل المقاومة للأمراض مع نحل الولايات المتحدة وزيادة التنوع الوراثي المتوفر لأغراض تأصيل النحل.
النحل الموجود في الولايات المتحدة جاء من نحل العسل الذي أدخل للبلاد منذ عام 1859، وكان من سلالة النحل الإيطالي (Apis mellifera ligustica )، ثم في عام 1922 صدر قرار يمنع استيراد نحل العسل لمنع دخول الحلم القصبي وتوسع بعد ذلك بمنع استيراد المواد الوراثية من نطاف أو بيوض بعد وصول النحل المتأفرق إلى جنوب أمريكا. وقد حقق هذا المنع هدفه، إذ لم يدخل الحلم القصبي الولايات المتحدة حتى عام 1984.
بعد دخول الحلم القصبي ومن ثم دخول حلم الفاروا عام 1987، عانى النحل الأمريكي، بما فيه البري، من انخفاض أعداده بشدة. قبل هذا الانخفاض اعتبر النحل البري مصدراً وراثياً لمنتجي الملكات التجاريين الأمريكيين. لذلك يسعى المشروع لتزويد المربين الأمركيين بأصول وراثية للسلالات الأصلية الموجودة في أمريكا عن طريق استيراد نطاف من موطنها الأصلي. مثّـل حفظ النطاف بالتجميد Cryopreservation إمكانية كبرى مع التحسينات الحديثة التي أدخلت على الطرائق مما وفر الوسائل لاستعمال هذه التقنية المنتجة لجهود كلا تأصيل وصيانة نحل العسل. كجزء من الجهود المبذولة لتزويد مربي النحل الأمريكيين بتنويعات وراثية إضافية من نحل "العالم القديم"، اشترك باحثون عديدون من عدة مؤسسات في جهود جمع وإدخال أصول وراثية من عدة "تحت أنواع "subspecies نحل عسل أوروبي إلى الولايات المتحدة لتحسين النحل الأمريكي وتأصيله. التحضير لجمع ذكور من منحل في وسط إيطاليا قرب بحيرة سكانّـو (ل. أكويلا). للإنتخاب والتأصيل دوركبير في زيادة إنتاجية الحيوانات الزراعية. فمثلاً كان متوسط إنتاج البقرة من الحليب عام 1944 بحدود 4600 رطل في السنة، أما الآن فقد بلغ 20 ألف رطل (عام 2007). هذا يعني أن إنتاج البقرة الواحد تضاعف أربع مرات نتيجة للإنتخاب والتحسين الوراثي واستعمال التلقيح الصناعي. مثل هذا حدث في معظم الحيوانات الزراعية. وبالنسبة لنحل العسل استعمل على نطاق واسع التلقيح الصناعي في البحوث الوراثية لإنتاج ملكات تربية استعملت فيما بعد كأمهات تطعيم من قبل منتجي الملكات التجاريين لعترات خاصة مثل كرنيولي العالم الجديد وهجين مينيسوتا، أو كمصدر لعترات ذات صفات خاصة لتصالبها مثل الهجين الحساس للفاروا VSH . جمعت مجموعة البحوث نطافاً طازجة من النحل الإيطالي Apis mellifera ligusticaمن منحل المعهد الوطني لتربية النحل في ريجيو إيميليا بإيطاليا وأرسلتها إلى الولايات المتحدفي أعوام 2008 - 2010. استعملت هذه النطاف خلال أسبوع من وصولها لتلقيح ملكات إيطالية من سلالة محلية موجودة لدى المربين الأمريكيين. هذه الملكات وزعت على مربين متعاونين وخضعت "للتشتية" في شتاء الشمال لتقييمها. وفي عام 2012 قامت مجموعة أخرى بالسفر إلى إيطاليا وتعاون معها عدد من الأخصائيين الإيطاليين وكما تعاونوا مع عدد من النحالين ومنتجي الملكات في عدة مناطق في إيطاليا لتمييز النحل المحلي وحمايتها من النحل المستورد. فحسب قوانين الإتحاد الأوروبي يمكن الآن أن تباع سلالات وأنواع وهجن نحل العسل في معظم دول الاتحاد بغض النظر عن مصدرها الوراثي. جزء من منحل بحوث لدى المعهد الوطني لتربية النحل (ريجيو إيميليا - إيطاليا). سُـمِح فقط باستيراد نطاف النحل القوقازي Apis mellifera caucasica، وجرى تلقيح ملكات عذارى كرنيولية من السلالة الأمريكية عام 2010. وفيعام 2011 جرى تلقيح بنات من هذه الطوائف الهجين بنطاف طازجة قوقازية مستوردة فنتجت لدينا طوائف تحمل 75 بالمئة من المواد الوراثية للسلالة القوقازية. وفي عام 2012 لقحت الملكات من هذه الطائفة بنطاف طازجة قوقازية مستوردة فنتجت لدينا طوائف تحمل 87.5 بالمئة من المواد الوراثية للسلالة القوقازية.. ومن ثم لقحت ملكات عذراوات من هذه الطائفة طبيعياً في منحل متعاون بمنطقة معزولة يحوي خلايا قوقازية وجُعلت طوائفها تمضي الشتاء في مناطق بيئية مختلفة ليجري تقييمها عام 2013. الملكات التي لقحت صناعياً من نطاف طازجة يمكن أن تُدخل لخلايا مكتملة الحجم وأن تمضي الشتاء بشكل طبيعي. كما أن الملكات التي لقحت بنطاف مجمدة تستطيع أن تنتج حضنة شغالات طبيعية وأن تستخدم كمصدر لليرقات تستخدم للتطعيم وإنتاج جيل جديد من الملكات مستفيدين من مدة بقائها القصيرة بسبب محدودية النطاف لديها ولتعرض هذه النطاف للتلف خلال فترة تجميدها. استعمل حاجز ملكة لجمع الذكور العائدة من خارج الخلية. من بين الثلاث سلالات التي استطعنا استيراد نطافها للتربية في الخمس سنوات الماضية، سلالة النحل الكرنيولي Apis mellifera carnicaكانت الأكثر استخداماً، مع خلفة من ملكات تربية تلقحت صناعياً وأمضت الشتاء واختبرت بالتعاون مع منتجي الملكات. في الحاضر، العديد من منتجي الملكات في كاليفورنيا يبيعون ملكات من بينها من تملك جينات من مستورداتنا أعوام 2008-2011. أسباب القبول السريع للمواد الوراثية لسلالة كارنيكا المستوردة نسبة للنحل الإيطالي عديدة. أولاً النحل الإيطالي كان السلالة الأكثر ااستعمالاً من قبل منتجي الملكات في الولايات المتحدة وطوروا سلالاتهم التجارية خلال عملهم المديد ملبين طلبات النحالين، وهم يتوقون لتجريب أية مصادر أجنبية سواء عترات traitsيرغبون في إدخالها لنحلهم أم لضم هذه المصادر الوراثية لمخزونهم الخاص. ثانياً نظراً للعدد الكبير من منتجي الملكات الذين يعتنون بسلالات النحل الإيطالي، فقد كانوا قادرين للمتاجرة بالملكات (أي بالمادة الوراثية) بين بعضهم البعض عندما يشعرون بالحاجة للتعاون في الحصول على تنويع في خطوطهم المرباة. إضافة لذلك، مئات الآلاف من الملكات الأسترالية المصدر من سلالات إيطالية استوردت إلى الولايات المتحدة مابين عامي 2004 و2010 دون معرففة تأثيرها على السلالات الموجودة. ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
عينات من نطاف نحل العسل جاهزة للحفظ بالتجميد. لاحظ اللونين الأحمر والأصفر المستعملين لتمييز العينات في فترة التجميد. النطاف هي الجزء ذو اللون الوردي قرب أسفل الأنبوب. في حالة نحل العسل القوقازي، متطلبات إعادة تكوين هذه السلالة في الولايات المتحدة عن طريق التصالب الأولي مع النحل الكرنيولي قد لوحظت. الاستيراد الأولي لنطاف A.m. caucasia حصل في عام 2010. وهكذا فقد كان لدينا وقت محدود فقط لتقييم هذه السلالة في برنامجنا للتأصيل. لكن، انطلاقاً من الاهتمام الذي أبداه عدد من النحالين ومربي الملكات نخطط لتقديم بعض من هذه المواد لمنتجي الملكات عام 2013. تربية نحل العسل ومستودع الأصول الوراثية ونحن نتطلع إلى مستقبل الزراعة، من الأهمية بمكان أن ندرك أن أساليب الإنتاج الزراعي الحالي تعتمد اعتمادا كبيرا على التأبير من قبل نحل العسل وتربية النحل المتنقلة. يتطلب إنتاج اللوز وحده خدمات تأبير سنوي بأكثر من نصف خلايا نحل العسل المدارة في الولايات المتحدة في أواخر الشتاء / الربيع المبكر. ونظرا للمتطلبات المناخية للوز (أكثر من 80 بالمئة من إنتاج العالم يحدث في ولاية كاليفورنيا)، فمن غير المرجح أن ينتقل إنتاج اللوز إلى مواقع أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وهكذا، ثبقى الحاجة إلى نحل العسل، والنقل وكثافة الزراعة العالية فمن المرجح أن يستمر اللوز ليكون قائد صناعة تربية النحل التجارية. إذا، فيما يتعلق باللوز، ومتى كان الإنتاج الزراعي من المحاصيل الأخرى يعاني من تحولات نحو زراعة أحادية المحصول أقل وصغار منتجين أكثر، وغير نوع النحل وتربية نحل العسل غير المتنقلة، من المحتمل أن تلعب عملية تأبير المحاصيل دورا أكبر في الغذاء والعلف ، تماما كما يفعلون بالفعل في حدائق المنزل الصغيرة والزراعة المزرعية و مبانيها. ومع ذلك، في الوقت الحاضر، فإن المسألة الحاسمة لنحل العسل فإن الخلية الصحية لا تزال ذات أهمية قصوى للإنتاج الزراعي. ومربوا النحل والباحثون والصناعة ما تزال تناضل من أجل إيجاد وسائل آمنة وفعالة للحفاظ على خلايا نحل العسل على قيد الحياة ومزدهرة دائماً.بين 28 نوع من أنواع نحل العسل ، هناك اختلافات في الجينات واسعة النطاق في جميع أوطانها القديمة ، نتيجة للظروف البيئية والمناخية المتنوعة التي يواجهها هذا النوع على مدى آلاف السنين. وهكذا، تراكمت لنحل العسل عوامل تكييفها لشمال أوروبا، وساحل البحر الأبيض المتوسط، وجبال القوقاز وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. جميع الاختلافات الوراثية التي تكمن وراء صفات محددة تساعد على التكيف داخل تاريخها الخاص. في كثير من الحالات، فإن بعض هذه الصفات هي أكثر أو أقل "مرغوب فيه" من وجهة نظر مربي النحل لإدارة الخلايا في الولايات المتحدة. وهكذا، في حين أن الاتجاه هو لرفع معدلات التطريد و"الدفاع" في نحل العسل الإفريقي (المستمدة من أفريقيا جنوب الصحراء scutellata m. A.) بشكل واضح، وهي سمة غير مرغوب فيها بالنسبة لمربي النحل في معظم الولايات المتحدة، وقدرتهم على التعايش مع حلم الفاروا الطفيلي دون معالجة كيميائية أو تدخل كصفة موضع ترحيب من قبل معظم النحالين (مارتن ومادينا، 2004). على الرغم من أنه لا يزال هدفا بعيد المنال، واحدة من الأهداف الرئيسية لتربية النحل هي التحرك في اتجاه تطوير إدارة جموع نحل العسل التي هي منتجة ومفيدة من وجهة نظر احتياجات الإنسان، مع الحفاظ أيضا على الصفات التي تسمح لهم بالنمو وإعالة أنفسهم دون تدخل مفرط من جانب مربي النحل في شكل المبيدات الحشرية والأدوية. إعادة جمع نحل المصدر الأصلي الذي كان الأساس في وقت مبكر عندما أحضر نحل العسل إلى الولايات المتحدة، ويقدم المادة الوراثية الإضافية لمربي النحل لتقييم الصفات التي تؤدي إلى هذه الغاية. وبالمثل، الحفظ بالتبريد وسيلة لمزيد من الاستفادة بشكل كامل بهذه الموارد الجينية من دون الحد من المدة القصيرة جدا "لحياة الرف" للسائل المنوي الطازج. التجميد جاري. عينات النطاف موجودة في الوحدة السوداء المملوءة بالنيتروجين السائل على اليسار. الكومبيوتر مستعمل للتحكم بدرجة التجميد. ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
ونحن ننظر إلى مستقبل تربية النحل، فإن إنشاء "مستودعات" المادة الوراثية الجينية cryopreserve لنحل العسل توفر الوسائل اللازمة للحفاظ على التنوع الوراثي الموجود داخل نحل العسل ، خاصة السلالة أو "سلالات" طبقة عليا محددة من نحل العسل جرى اختيارها محليا. وهذا من القواسم المشتركة مع المستودعات الجينية التي يتم الاحتفاظ بها للأنواع الزراعية الأخرى، ومستودع لنحل العسل يضمن توفير وسائل أكثر سهولة لإجراء اختبار النسل، حيث يمكن تقييم "نتائج" تصالبات محددة ثم المصادر (الوالدين) - يمكن أن يكون بأثر رجعي "ومسجل"- ، كما أن قيمتها للتربية في المستقبل عالية. ومن شأن مستودع المادة الوراثية لنحل العسل cryopreserve أن يسمح أيضا لمنتجي الملكات حفظ عينات بوضعها الراهن وإخراجها بعد سنوات عديدة في وقت لاحق لأغراض التصالب الرجعي backcrossing أو إعادة تكوينها. المستودعات تسمح أيضا بسهولة النقل وتبادل المواد الوراثية بين منتجي ملكات نحل العسل في جميع أنحاء البلاد أو في جميع أنحاء العالم (بعد الرقابة التنظيمية المناسبة). بمعنى من المعاني، الحفظ بالتبريد وإنشاء المستودعات الجينية توفر الوسائل للتكاثر عبر "الزمان والمكان"، مما يسمح بحفظ الأصول الوراثية لنحل العسل لسنوات أو عقود ثم فك تجميدها لاستخدامها بالتربية كما تملي الاحتياجات.
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
|