النحل المصري يجعل من شركة قطرية أكبر منتج لعسل النحل في البلاد
الدوحة- رويتر
من خلية واحدة أصبح يملك مئات الخلايا
|
بعد مرور نحو عشر سنوات على اقتحامه مجال تجارة عسل النحل نما مشروع مناحل القطري خالد السويدي من صندوق واحد للنحل (خلية واحدة) استوردها من مصر ليصبح أكبر منتج لعسل النحل في قطر.
واليوم أصبح لمناحل أبو سيف (خالد السويدي) 14 مزرعة تنتج نحو عشر أطنان من عسل النجل سنويا.
وبدأ السويدي مشروعه باستخدام نحل بري وهو الشائع في قطر. وبمرور الوقت سمحت الحكومة القطرية باستيراد النحل من الخارج الأمر الذي أتاح لأبي سيف أن يستخدم نحلا مصريا في مناحله الى جانب البري.
وقال خالد السويدي لتلفزيون رويترز "تم استيراد طبعا صندوق واحد على أساس إنا نجرب شو طريقة التعامل ويَاهم.
فاكتشفت إن طريقة التعامل أسهل بكثير من النحل البري وسنة بعد سنة زدنا. الحين وصلنا إحنا الحمد لله اللي تابعة للمناحل عندنا تقريبا فوق ال 1500 خلية موزعة على 14 مزرعة. إنتاجنا تقريبا من 8 إلى 10 طن في السنة."
وتوضع المناحل في قطر على مقربة من أشجار السدر حيث يجمع النحل الرحيق من أزهارها لانتاج عسل السدر.
ويوجد في المزرعة الرئيسية لأبي سيف اكثر من عشرة أصناف من السدر وهو نوع من الأشجار الطبية المعروفة بفوائدها للصحة.
وتنتج مناحل أبي سيف الى جانب عسل السدر عسل الربيع والليمون والسمر.
ويقول السويدي إنه مفتون بالنحل منذ طفولته. ولتحويل عشقه للنحل الى مشروع تجاري تلقى عدة دورات في تربية النحل في أوروبا.
ولكن نظرا لاختلاف الطقس سرعان ما اكتشف أن ما درسه لا يمكن تطبيقه في قطر. فالارتفاع الكبير في درجات الحرارة والعواصف الرملية والظروف المناخية القاسية زادت من تكاليف الانتاج.
أضاف "إحنا عندنا المُعضلة الكبيرة اللي هي الحرارة. بعد حرارتنا توصل في الصيف 50. أضف إلى ذلك الغبار..تقلب الأجواء. فالكثير من النحل نخسره في هذا الوقت. لذلك ارتفاع طبعا سعر العسل له مبرراته. شراؤنا 1500 خلية ومن ثم نفقد جزء كبير منهم. ما راح يكمل معانا السنة اللي بعدها إلا الشئ البسيط. لذلك يرتفع سعر العسل عندنا."
ويتراوح سعر الكيلوجرام الواحد من عسل أبو سيف بين 250 و400 ريال قطري (69 و110 دولار).
ومن أجل التغلب على ارتفاع الحرارة والعواصف يضع السويدي صناديق النحل في مناطق مظللة في المرزعة ويرش التربة أسفل الصناديق بالماء للحفاظ على برودتها. وتُستخدم تقنيات تغذية خاصة لتغذية النحل في المواسم القاحلة عندما لا تتوفر زهور كافية.
وبعد تعلمه كيفية التكيف مع الظروف المناخية يواجه السويدي تحديا آخر يتمثل في تسويق انتاجه من العسل.
وعن ذلك قال "لقيت صعوبة كبيرة في تقبل المجتمع القطري للعسل القطري. لأن إحنا مش مشتهرين في إنتاج العسل. فكان هناك صعوبة كبيرة في هذا الموضوع."
ويستورد السويدي النحل في شهر سبتمبر ايلول مع بداية موسم السدر. وتستمر فترة الراحة من ديسمبر كانون الأول حتى فبراير شباط. وتبدأ فترة نشاط أخرى في فصل الربيع وتستمر حتى مايو أيار حين تبدأ أزهار الليمون. وبسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في فصل الصيف يتوقف الانتاج حتى فصل الخريف.
ويُختبر كل العسل المُنتج في مختبرات حكومية ويلزم أن يكون آمنا للاستهلاك الآدمي قبل تعبئته وطرحه للبيع في السوق.
ووسع السويدي مشروعه أكثر في الآونة الأخيرة بافتتاح مقهى ومناحل أبو سيف في العاصمة الدوحة.
وتُصنع معظم المشروبات والحلويات التي يقدمها المقهى باستخدام عسل النحل.
وقالت مديرة المقهى أنَا دياز إن الناس فوجئوا في البداية باستخدام عسل النحل في تحلية مشروباتهم لكن الأمر أصبح شائعا الآن.
أضافت دياز "لدينا عملاء يترددون باستمرار على المقهى ليتذوقوا طعم عسل النحل في المقهى..في الحلويات والشاي.هكذا."
وقال زبون للمقهى يدعى خالد القحطاني "شئ ممتاز. العسل شئ طبيعي. وبعدين هذه الفكرة عجبتني كتير."
وبدعم مالي وفني من وزارة البيئة بلغ إنتاج مناحل قطر معدلات قياسية قدرت بنحو 16 طنا من عسل النحل في عام 2015 ولا تزال تتطلع للمزيد.
الدوحة - رويتر
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007
|