عسل بنت جبيل يحتاج إلى حماية وأسواق للتصريف
علي الصغير
جريدة السفير
تكدّس الإنتاج وأمراض القفران يحدان من المردود
تشهد «تربية النحل» في بنت جبيل نمواً مضطرداً في أعداد المهتمين بها لغايات تجارية أو لمجرد هواية، بعدما كانت أُهملت خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة. وفي ظل غياب الإحصاءات الرسمية حول الإنتاج الإجمالي للمنطقة من العسل سنوياً، ساعد في زيادة نمو «تربية النحل» التي تعدّ من الزراعات القديمة المتجددة، دورات تدريبية نظمتها تعاونيات زراعية، وجمعيات أهلية، إضافة إلى المردود الذي يمكن أن تحققه عائدات هذه الزراعة في حال توفرت أسواق تصريف، وحماية من المنافسة الخارجية. ويوضح المزارع محمد حسين درويش أن «تربية النحل شهدت طفرة خلال السنوات القليلة الماضية، ساعد على ذلك الهدوء الأمني الذي عرفته المنطقة بعد التحرير، وانفتاح الأسواق على المناطق الأخرى، كما أن لطبيعة المنطقة الجبلية تأثيراً كبيراً على ازدهار هذه الزراعة». ويشير إلى أن «نوعية العسل الذي ينتج في بنت جبيل، نتاج أعشاب برية وجبلية غير متوفرة في المناطق الساحلية التي يعتمد نحلها على زهر الليمون»، وتالياً فإن العسل الجبلي برأي المزارع الجنوبي، هو أكثر غنى وفائدة من الناحية الطبية، كما أنه ألذ مذاقاً أيضاً، لذلك يفضله الكثير من المستهلكين أصحاب الخبرة».
واقع مخيب وغياب للحماية
لكن، بين الواقع والمرتجى هناك فسحة من خيبة الأمل أحياناً، حيث ان تكدس الإنتاج، والأمراض التي تصيب القفران يحدان من مردود هذه المهنة، كما أن «تطنيش» وزارة الزراعة عن تقديم الأدوية والخبرات للمزارعين، وخاصة للمبتدئين منهم، يلقي بظله أيضاً عليها. ويلفت المزارع جهاد فاعور إلى «أن مرض القحلة هو من أبرز الأمراض الذي يصيب النحل، فيما الاهتمام الرسمي بهذه المهنة لا يزال فاتراً، ولم يصل إلى المستوى المطلوب». وأشار إلى وجود «حوالى 100 ألف خلية نحل في لبنان، ثلثها يعاني من الإهمال الكامل، في حين أن الثلثين الباقيين يقتصر الاهتمام بهما على المستوى الفردي، علما أن عددا كبيرا من مربي النحل هم من المبتدئين الذين تعلموا هذه المهنة عبر دورات تدريبية لجمعيات أهلية، ولمدة لم تتجاوز اليومين أو الثلاثة أيام، وهي فترة غير كافة للتعليم». وفيما يأمل المزارعون، أن تبادر الدولة إلى حماية هذا القطاع الذي يمكن أن يشكل مصدر دخل رابح بالنسبة للمزارع، خاصة خلال أيام الشتاء، حيث يكون العمل الزراعي والتجاري في المنطقة في أدنى مستواه، يفتقر العسل المحلي إلى الحماية من العسل المستورد الذي يباع بسعر أقل من المحلي، ووفق فاعور، فإن «الدولة بدلاً من أن تحمي انتاجنا خفضت الرسوم الجمركية على العسل المستورد، الذي يباع بنحو عشرة آلاف ليرة للكيلو، في حين العسل المحلي يكلّف انتاجه 15 ألف ليرة للكيلو الواحد، ويتراوح سعر مبيع الكيلو منه للمستهلك بين 20 ألفا و40 ألف ليرة للنوعيات الممتازة». ويشكو فاعور كما غيره من المزارعين، «من أن العسل المستورد لا يخضع لأي مواصفات للجودة، مما يوقع الزبون القليل الخبرة، بالغش».
المردود.. وفوائد طبية
يقطف العسل مرتين سنوياً، الأولى في شهر نيسان، والثانية عند نهاية الصيف، حيث يحتوي كل قفير من النحل على 20 قرصاً من الشمع، فيما ينتج كل قرص في المواسم الجيدة حوالى 10 كيلو غرامات من العسل. ويرى درويش «أن مردود هذه الزراعة، يمكن أن يكون جيداً في حال توفرت أسواق تصريف له».
يقطف العسل مرتين سنوياً، الأولى في شهر نيسان، والثانية عند نهاية الصيف، حيث يحتوي كل قفير من النحل على 20 قرصاً من الشمع، فيما ينتج كل قرص في المواسم الجيدة حوالى 10 كيلو غرامات من العسل. ويرى درويش «أن مردود هذه الزراعة، يمكن أن يكون جيداً في حال توفرت أسواق تصريف له». ولا تقتصر استعمالات هذا المنتج على طعمه فقط، بل له في الطبّ العربي الكثير من الاستعمالات، حيث تتعدد فوائده حتى استحق أن يخصص للنحل سورة كاملة في القرآن الكريم. ويعدد المزارع إبراهيم عواضة الحالات الطبية التي يستعمل فيها عسل النحل منفرداً أو ممزوجاً مع أعشاب أخرى، «لعلاج الإسهال، المهدئ والمقاوم للأرق، لعلاج الجروح والتقيحات، للسعال المتكرر، لعلاج التهاب وألم الحلق، لعلاج جروح الولادة، لتخفيف السعال وخاصة الناتج عن التدخين، لمقاومة أعراض الشيخوخة والعديد من الحالات الأخرى».
عن مجلة السفير اللبنانية
|