موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات
المقالات
أرسل لنا تقريراً أو استطلاعاً عن بلدك
ريبوريبورتاج مصوّر عن تربية نحل العسل في منطقة الخابور

نديم كيوركيس

هلمون نت - 8 /12 /2010
لقاء مع النحالين في منطقة الخابور:
        - المهندس الزراعي إيليشا هاويل / تل جمعة.
        - الزميل في موقع هلمون نت السيد مازن آدم / تل عربوش.
        - السيد يوسف صومو / تل سكرة .
نشكرهم جميعاً لتعاونهم معنا في إنجاز هذه الإضاءة السريعة على هذه الحشرة الاقتصادية المفيدة
و البداية كانت مع الأستاذ إيليشا هاويل :
- يقال أن النحل من الحشرات الاجتماعية المنتظمة ضمن طوائف يحكمها قانون " الفرد للجماعة و الجماعة للفرد " ، هل لك أن تحدثنا باختصار عن العناصر المكونة لمجتمع النحل؟
نعم، " الفرد للجماعة و الجماعة للفرد" هي مقولة تنطبق على مجتمع النحل الذي لا مجال فيه للكسل و التقاعس. لا يمكن للخلية أن تستمر بدون الملكة، و لا يمكن الاستغناء أيضاً عن الشغالات أو الذكور، فكل يكمل الآخر و لكل واجباته. تضحي النحلة بحياتها من أجل خليتها إذا داهمها أي خطر، مستعينة بآلتها اللاسعة. أما عن أفراد طائفة نحل العسل فتتألف من :
- الملكة : و تعتبر الأم الوحيدة للطائفة و مصدر تكاثرها و هي أنثى كاملة ملقحة، يمكن تمييزها في الخلية من خلال حجمها الكبير مقارنة بالذكور و الشغالات بالإضافة إلى أن أجنحتها أقصر من بطنها التي تأخذ شكلاً مخروطياً، يقدر عمرها الوسطي بثلاث سنوات .
- الشغالة : هي عبارة عن أنثى بمبايض ضامرة ، أصغر حجماً من الملكة، قد يتجاوز عددها الـ ( 10000 ) شغالة في الخلية الواحدة و ذلك حسب قوة الخلية ، أجزاء فمها طويلة بحيث تمكنها من جمع الرحيق، و أرجلها الخلفية معدة لجمع حبوب الطلع ( حبوب اللقاح ) و على عاتقها يقع انجاز القسم الأكبر من الأعمال سواء داخل الخلية أو خارجها، من حراسة الخلية و تنظيفها و تهويتها و تدفئتها، بالإضافة جمع العسل و تغذية الملكات و الذكور و اليرقات، بناء الأقراص الشمعية ذات العيون السداسية....و غيرها من الأعمال .
- الذكور : و هو أكبر حجماً من الشغالة و أصغر من الملكة، ليس له آلة لسع ، و لا يستطيع جمع الرحيق نظراً لقصر أجزاء فمه لذا تقوم العاملات بتغذيته، و تقتصر وظيفته الوحيدة على تلقيح الملكات .
- نلاحظ أن كل الخلايا الموجودة في منحلك مصنوعة من الخشب ، و لا وجود لخلايا طينية ، ما السبب ؟
هذا صحيح ، حالياً معظم النحالين يستخدمون الخلايا الخشبية النموذجية لأنها تتميز بأجزائها المتحركة كونها تسهل السيطرة على كل جزء من أجزاء الخلية دون إزعاج النحل ، و من السهل أيضاً تنظيفها و نقلها من مكان لآخر، كما تحمي النحل من البرد و الحر و من تغيرات الجو الفجائية، و تسهل عملية الكشف الدوري على النحل و تغذيته و إضافة الأساسات الشمعية، و كل هذه الميزات غير متوفرة في طريقة التربية ضمن الخلايا الطينية .
- ما فائدة إضافة الأساسات الشمعية الجاهزة ؟
تفيد في توفير الجهد و الوقت اللازم لبناء الأساس الشمعي ، فالنحل يستهلك بحدود ( 3 غ ) من العسل حتى ينتج ( 1 غ ) شمع ، فعند إضافة أساسات جاهزة تكون قد وفرت الكمية المستهلكة المذكورة .
- نلاحظ أن بعض النحالين يستخدمون الدخان قبل المباشرة بفتح خلية النحل، ما الهدف من ذلك؟
هذا صحيح ، إن عملية التدخين على النحل ضرورية سواء أثناء الكشف الدوري على خلايا النحل أو أثناء جني العسل، فعملية التدخين تساهم في تهدئة النحل و تفقده شهية اللسع، و يُفسر ذلك بأن الدخان الذي ينتشر في الخلية يوحي بأن الخلية تحترق، فيقوم النحل بالتهام أكبر كمية ممكنة من العسل الذي سيبقيه على قيد الحياة أكبر مدة ممكنة، و هكذا مع امتلاء معدته بالعسل يثقل وزنه و تهدأ حركته، و لا يعود قادراًَ على اللسع، فيتمكن النحّال من الكشف على الخلية بسهولة .
حالياً يتم إضافة بعض أوراق الأشجار و الأعشاب إلى المدخن كالنعناع و الكينا و اليانسون لما لها من أهمية كبيرة في القضاء على الكثير من الأمراض التي تصيب النحل .
محطتنا الثانية كانت في قرية تل عربوش في منحل الزميل مازن آدم الذي سألناه عن مستوى الخبرة التي يمتلكها في تربية النحل ، إذ أجاب :
في البداية أرحب بكم أيها الزملاء في قريتكم تل عربوش ، هذه القرية الجميلة التي يعرفها البعض بزهرة الخابور, وأشكركم على اهتمامكم الرائع بهذه المجالات المختلفة في حياتنا اليومية , والتي أعتبرها شخصيا ً أحد أهم جانب من جوانب محيطنا الحيوي , والذي ننهل منه أسس الحياة الناجحة .
تعلمت القليل من الطرق القديمة في تربية النحل , ولكن لم أتوقف يوما ًعن المثابرة والاجتهاد في البحث والدراسة وتصفح المواقع الإلكترونية المختصة في هذا المجال , لأزيد من خبرتي في مجال تربية النحل وطرق المعالجة والوقاية من الأمراض المتعلقة بها , إلى أن وصلت إلى هذا المستوى الذي أعتبره يحقق 50 % من المعدل المطلوب في تربية النحل نظرا ً لكيفية التعامل مع النحل بالطرق الحديثة وكيفية معالجة الأمراض والعناية بالنحل بالشكل الصحيح .
- غالباً ما نجد العسل المطروح في الأسواق بشكل متبلور يفتقر إلى الشكل السائل اللزج ، ما السبب ، و هل يمكننا أن تعتبر هكذا أنواع من الأعسال بأنها نوعيات مغشوشة ؟
التبلور في العسل هي ظاهرة فيزيائية طبيعية، و ليس لها أية علاقة بجودة العسل ، فالمعروف أن من صفات العسل السليم الخالي من الغش قابليته للتجمد في فصل الشتاء بتأثير البرد و يساهم في ذلك احتواء العسل على نوياّت التبلور كحبوب اللقاح و ذرّات الغبار و الفقاعات الصغيرة .
تختلف درجة التبلور في العسل حسب نوع المرعى، فقد لوحظ أن عسل عباد الشمس و القطن يتبلور بسرعة أكبر مقارنة بباقي الأنواع الأخرى. يمكن التخلص من ظاهرة التبلور برفع درجة حرارة العسل إلى حدّ معين، لكن ذلك قد يفقده الكثير من فاعليته الغذائية و العلاجية.
- كيف يستدل النحل السارح طريق العودة إلى خليته بعد أن يكون قد ابتعد عنها مسافة قد تتجاوز أحياناً عشرة كيلو مترات؟
لا يخطئ النحل طريق العودة أبداً لأنه يميز الجهات الأربع معتمداً على حركة الشمس، و مكان توضع الخلية و نقاط العلاّمة الأساسية التي يحتفظ بها في ذاكرته، كما يستدل النحل على مكان المراعي الجيدة من خلال انطلاق مجموعة من النحل الكشاف ليعود و يخبر أفراد الطائفة بمكان الأزهار الجيدة، و يتم تمرير هذه المعلومات من خلال ما يدعى " رقصات النحل " تعبر فيها النحلة الكشافة عن موقع المرعى و بعده عن الخلية و نوعية الرحيق.
- هل لكَ أن تحدثنا عن أهم منتجات نحل العسل و عن فائدتها ؟
للنحل مجموعة من المنتجات الغذائية و العلاجية أذكر منها : العسل – الغذاء الملكي – حبوب الطلع – الشمع – العكبر- بالإضافة إلى سمّ النحل . يمكن استخدام العسل و حبوب الطلع كمقو عام يزيد من مناعة الجسم ضد العديد من الأمراض، و يستخدم موضعياً على بعض الجروح المتقيحة، كما يستخدم لعلاج العديد من الأمراض كالربو، و القرحات الهضمية و الاضطرابات الكولونية و العقم، و الأمراض البولية ، و غيرها من الأمراض .
- ماذا تقصد بمادة ( العكبر ) ؟؟
العكبر هي عبارة عن مادة راتنجية تجمعها النحلة من براعم بعض الأشجار يستخدمه النحل كمضاد للفيروسات و البكتريا و قاتل للميكروبات، كما يستخدم في سد الشقوق و الفتحات في جسم الخلية.
و مِسك الختام كان مع السيد يوسف صومو في منحله بقرية تل سكرة حيث التقاه الزميل نضال نانو و طرح عليه باقة من الأسئلة :
- منذ متى تربي النحل ، و كيف تقيّم واقع تربيته في المنطقة بشكل عام خلال الأعوام الأخيرة ؟
بدأت بخلية واحدة منذ أكثر من 20 عاما ، اعتنيت بها جيداً و مع مرور الزمن ازداد عدد الخلايا عاماً بعد عام ، حتى قارب العدد الـ 100 خلية ، ولكن في السنوات الأخيرة تراجع عدد الخلايا ، ليس عندي فقط بل عند معظم المربين في المنطقة ، فالظروف المناخية السيئة أودت بحياة نصف خلاياي بسبب رداءة الطقس و رش المبيدات على الأقطان.. يمكننا القول أن حالة المناحل ليس كما يجب في السنوات الأخيرة .
- يقتضي قانون الطبيعة بأن يكون لكل حشرة عدو يتغذى عليها و يحد من انتشارها ، و ذلك ضمن سلسلة غذائية متواصلة ، ما هي أهم أعداء النحل، و الأمراض التي تصيبه ؟
يمكننا أن نعتبر المبيدات الزراعية الكيميائية العدو الأكثر فتكاً بالنحل، كونها تسبب إبادة فورية للنحل خاصة السارح منه. و من الحشرات نذكر حشرة القراد أو ما يدعى " فاروا النحل " و هي شائعة جداً في المناحل، بالإضافة إلى دودة الشمع و الدبابير و النمل ، كما يعتبر طير الوروار أحد أعداء النحل اللدودين، إذ يمكنه مهاجمة النحل و التهامه و هو في وضعية الطيران، أما عن الأمراض فيمكننا أن نذكر: أمراض فيروسية - أمراض فطرية - أمراض بكتيرية : و منها تعفن الحضنة ( الأوربي و الأمريكي ).
- ما هي شروط اختيار المنحل ؟
يجب أن يُنشَأ المنحل بعيداً عن المناطق السكنية و الأضواء الليلية و بعيداً عن حظائر الأبقار والأغنام و الدواجن لأنه شديد الحساسية للروائح، و يفضل أن يكون في منطقة زراعية متعددة الزراعات الرحيقية و الطلعية، يتوفر فيها مصدر للمياه النقية.
- كيف يتدبر النحل أموره الغذائية في فصل الشتاء :
أثناء جني العسل يجب ترك عدد من الإطارات الممتلئة بالعسل كغذاء للنحل طيلة فترة الشتاء، و في حال الظروف الجوية القاسية قد يستهلك النحل مخزونه الغذائي ، فيلجأ النحال في هذه الحالة إلى التغذية بالمحاليل السكرية لمساعدة النحل على اجتياز فترة البرد و الصقيع و خاصة للخلايا الضعيفة، و يمكن هنا إضافة الأدوية اللازمة إلى المحلول كالمطهرات الفطرية مثلاً، و يجب تغذية الخلايا القوية أولاً ثم الضعيفة منعاً لحدوث السرقة بين الخلايا .
تقرير: نديم كيوركيس
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2011