المناطق الحضرية تحتضن نحل العسل
التاريخ : 03-06-2011
جريدة الدستور الأردنية
ميونيخ - (د ب ا)
مع اعتدال الطقس في الصيف، تراود الكثيرين من الاشخاص الرغبة في التوجه إلى المناطق الريفية والاستمتاع بالطبيعة، لكن فرص مشاهدة نحل العسل مرتفعة للغاية في كثير من المدن.
والسبب هو أن نحل العسل يمكن أن يجد أنواعا عديدة من النباتات والزهور المتنوعة في المناطق الحضرية أكثر مماهي في الريف حيث أدت أساليب الزراعة الحديثة إلى حقول مزروع بها محصول واحد من نبات السلجم والذرة، وأرض ممتلئة بالآفات الزراعية ومراع خضراء بدون زهور. ويقول خبير النحل يورجن تاوتس من جامعة فورتسبورج في ألمانيا إنه «إذا ذهبت في نزهة لمدة أسابيع قليلة وحاولت قطف باقة من الزهور البرية فسوف تكتشف أن الأمر يكاد يكون مستحيلا». ومن ناحية أخرى، المناطق الحضرية بها وفرة من الزهور في المنتزهات العامة وشرفات المنازل من موسم الربيع وحتى الخريف. وأدرك مربو النحل هذا التطور ويستغلونه لمصلحتهم. ولدى متحف الفن المعاصر في فرانكفورت الآن خلايا نحل مثبتة على سطحه بها نحو 600 ألف نحلة تطير كل يوم لجمع حبوب اللقاح من مناطق مختلفة في أنحاء المدينة. كما أن دار «أوبرا جارنييه» في باريس لديها خلايا نحل وفي العاصمة الألمانية برلين أسس مربو النحل مبادرة «طنين برلين». وتقول كورينا هولتسر، من المبادرة، إن «هدفنا هو رفع الوعي بأهمية النحل»، مشيرة إلى أن النحل يضطلع بدور مهم للغاية في الزراعة. ويأمل منظمو المشروع أن تساعد المبادرة في الحفاظ وحماية الأنواع المختلفة من النحل. ويعتزمون إقامة أماكن جديدة لخلايا النحل بالإضافة إلى مساحة لتربية النحل البري وحشرات أخرى. ويعيش نحو 300 نوع مختلف من النحل البري في برلين وحدها. وغيرت تربية النحل في ألمانيا من صورتها على أنها وظيفة كبار السن، ففي العام الماضي تدرب 1800 شاب على تربية النحل في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا وهناك أكثر من 50 مجموعة عمل مدرسية في ألمانيا مخصصة لحماية النحل. لكن شهور الربيع تكشف ايضا عن الجانب السلبي للنحل، ففي ميونيخ يتم استدعاء اجهزة إطفال الحرائق في المدينة في عدة مناسبات للتعامل مع أسراب النحل. وفي أحدي المرات اتخذ سرب من النحل من إناء زهور كبير في منطقة للمشاة مقرا لاقامته. ويقول ديتر فيل، المتحدث باسم دائرة الإطفاء، إنها مجرد بداية للانتقال بشكل كامل. وتتوقع إدارة الإطفاء في ميونيخ أن يتم استدعاؤها أكثر من 20 مرة يوميا للتعامل مع أسراب النحل خلال أشهر الصيف. لكن ما السبب وراء نشاط النحل القوي في الصيف؟ عندما تصل خلية النحل الى حجم معين تظهور ملكة تتغذى على غذاء ملكات النحل. وتنقسم المستعمرة على نفسها حيث تظل الملكة الجديدة في الخلية. وتبدأ الملكة القديمة حينها عملية البحث عن مقر جديد، وتحلق اسراب النحل الآخرى في مكان واحد بأعداد تصل إلى 20 ألف نحلة متجمعة على فرع شجرة أو حاجز شرفة أو مكان آخر مماثل. ويقول تاوتس إن النحل في هذه المرحلة من التحليق لا يشكل أي خطر على الإنسان، مضيفا أن أسراب النحل لا تخرج لتؤذي أي شخص. هدفها هو إيجاد منزل جديد بأسرع وقت ممكن لأن الطقس السيىء مثل الأمطار يمكن أن يقتلها. أسراب النحل مسالمة للغاية ما لم تزعجها حركة مثيرة. تمتع فقط بهذا المنظر غير المألوف. ويمكن أن تتأكد أنه في غضون يومين أو ثلاثة أيام سيكون السرب قد غادر. التاريخ : 03-06-2011
|