تأثير التغير المناخي على النحل
د. علي خالد البراقي
النصائح الذهبية في هذه الفترة الحرجة (شتاء 2017)
نظراً لما يشاهد من واقع تغير مناخي خطير في المنطقة العربية، وبخاصة في بلدان المشرق أو بعضها، من شُح أمطار وارتفاع في درجة الحرارة عن المعدل العام لمثله في فترة الشتاء بمقدار عشر درجات مئوية، فالنحل استعد وأعد نحل الشتاء مع بداية وانتهاء فترة الخريف، لكن في ظروف حرارة مرتفعة نوعا واستمرار نشاط في الخلايا، مما يعني استمرار تربية الحضنة وإن كان بمعدل متوسط، مما يعني خطورة نلخصها في عدة محاور منها:
1- استمرار تطور طفيل الفاروا باستمرار وجود الحضنة....
2- ظهور أمراض الحضنة ووضوح أعراضها(نوزيما، أميبا، تكلس حضنة، مرض الحضنة الأميركي والأوروبي....أمراض فيروسية)وزحف النحل وانتشاره في أرض المنحل، ووجود البراز الواضح في أرض المنحل ومحيطه، والنحل المتجمع على الأعشاب، هذه ترافق الإصابة الشديدة بالفاروا وانخفاض مقاومة النحل ومناعته.
3- استنزاف مخزون الغذاء بسرعة نظرا لاستمرار تربية الحضنة والذي يتطلب لكل 10 آلاف نحلة مرباة(3-5 أقراص) استهلاك على الأقل 10-15 كغ من العسل والطلع على أقل تقدير، علماً أن بحوثا أخرى تقدرها بأكثر من ذلك...، أي نحو 4-6 قرصاً من العسل والطلع، وهذا يعني استنزاف مخزون الخلية خلال شهر إلى شهر ونصف والتي كان من المقدر أن يكفيها لثلاث شهور من التشتية لخلية تغطي 8-10 أقراص من النحل، فيما لو كانت الظروف الجوية قاسية والنحل لا يسرح ولا يربي الحضنة...فهي وبحساب بسيط ستحتاج خلال ثلاث شهور وتربية حضنة قبل -الانطلاقة الربيعية- والتحفيز الربيعي نحو 20-30 كغ، وعموماً فالنحل يسرح ونراه لكن ما يجنيه قليل نوعا ما إن كان من الطلع أو الرحيق لا يكاد يغطي نحو 10-20% من احتياجاته(نظرا لظرف النبات والتربة والماء والظروف الجوية وعدد النحل السراح القليل في ظروف صعبة)...لذلك يجب على النحال المتابعة المستمرة للنحل والاستجابة لمتطلباته.
4- من الملاحظ لدى النحالين والجميع، أنه بسبب الجفاف والدفء قد بدأ ظهور بعض النباتات البرية متقزمة في غير وقتها وبدأ إزهار ضعيف سريع لها، وحتى أشجار الفاكهة بكَّرت أيضا كالإكي-دنيا واللوز... ثم سيبكر أيضا إزهار الحمضيات والتفاح وغيرها... ولن يكون إزهارا كما لو كان في وقته وظروفه الطبيعية والطقس مناسبا والأشجار في حالة صحية جيدة من الري أو الارتواء (الشبع بالماء)، لذا فسيكون رحيقها قليلا وليس كالمعتاد، وقد يرافق الإزهار فترات باردة نظرا لأنها تزهر مبكرة بشهر أو نصف شهر عن الوقت الاعتيادي ويكون هذا في منتصف الشتاء ولا يضمن استقرار الطقس، ولذلك ترى أعراض الإصابة بالأمراض والنحل الميت المصاب أمام الخلايا ومحيط المنحل تبدى أعراض الأمراض....
النصائح الذهبية في هذه الفترة الحرجة:
- يتوجب الانتباه بشدة لمراقبة الخلايا ولمخزون الغذاء لديها كي لا تموت جوعاً، والمحافظة على مخزون وافر جيد يكفي تربية الحضنة والنحل البالغ لضرورات الغذاء الحافظ والتدفئة، وتقديم الغذاء بسرعة بالطريقة الأنسب تبعا للمنطقة وظروف الحرارة فيها وغير ذلك....
- يتطلب الأمر في هذا الظرف الاستثنائي، انتباها مستمراً لطفيل الفاروا(أم مشاكل وأمراض النحل) ومكافحته، واستمرار المراقبة لتقدير نسبة الإصابة وضبطها في حدها الأدنى(يجب أن يتعلم كل نحال كيف يقوم بذلك ويقدر نسبة الإصابة في منحله، وهذه مهمة الجهات الفنية "حكومية وأهلية في إقامة دورات تأهيلية وندوات إرشادية حول ذلك" ومتى يبدأ بالمكافحة ثم ما هي المواد الأفضل فاعلية والأرخص والأكثر أمانا والمتوافرة في البلد...) نظراً لاستمرار وجود الحضنة واستمرار تطور مجتمع الطفيل، مما يضعف الخلايا كثيراً ويؤدي لانهيارها قبل الربيع....وهذا ما يحدث حتى في دول عظمى...لكن بعضها ليس له خيار ...فيفقدون أثناء التشتية والظروف الاستثنائية نسبة 30 إلى 50% من ثروتهم الوطنية على مستوى البلد وأحيانا أكثر ، نظراً للظروف الاستثنائية وعدم انتباه النحالين لها. وأحيانا كثير من النحالين الهواة يفقدون كل. نحلهم....فيجب توخي الحذر...
د. علي خالد البراقي
كندا – مونتريال: 31-12-2017
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007
|
|