دراسة لسلوك الدفاع ومعدل الإصابة بالفاروا عند بعض سلالات نحل العسل وتقييم تأثير بعض العوامل على سلوك اللسع
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
الدكتورة وفاء يعقوب
قسم وقاية النبات- كلية الزراعة- جامعة دمشق ملخص لبحث ألقي في مؤتم النحالين السوريين الثالث المنعقد في كلية الزراعة - جامعة دمشق 13 - 14/12/2010
يعد الدفاع عن الطائفة أحد أنشطة الطائفة الأكثر أهمية ويلعب دوراً أساسياً في بيولوجيا الحشرات التي تتسم بالحياة الاجتماعية الحقيقية. وهذا ليس فقط بسبب أن النحل قادر عل حماية عشه وحضنته وغذائه المخزن من الأعداء، ولكن لأن سلوك اللسع هو من أكثر العقبات التي تعترض تربية النحل، حيث يمكننا
من خلال الفهم الشامل لسلوك الدفاع تقلقل خطر اللسع إلى حد كبير وجعل تربية النحل أكثر متعة.
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
أثبتت الأبحاث أن سلوك الدفاع صفة تتحكم بها عدة مورثات، ولذلك هناك اختلافات واضحة بين وضمن سلالات نحل العسل فيما يتعلق بردود الفعل الدفاعية، ولذلك أجري البحث الحالي بهدف دراسة سلوك الدفاع عند سلالة النحل السوري Apis mellifera syriaca ،
وسلالة النحل الكرنيولي Apis mellifera carnica, وهجينهما الأول، واختبر تأثير بعض المواد على سلوك اللسع والتي تضمن السيترال والجيرانول والعطور وعرق الإنسان، وتمت الاختبارات عند مدخل الخلية وعلى قمة الأقراص.
كما درس تأثير عملية الطرق على الغطاء الخارجي على ردود الفعل الدفاعية.
نفـّذت التجارب ، سواءً بعد التدخين أو بدونه، تحت الظروف البيئية لمناخ البحر الأبيض المتوسط (محافظة الإسكندرية والتي تماثل الظروف المناخية للساحل السوري).
كما قدرت نسبة الإصابة بأكاروس الفاروا على كل من الحضنة والحشرات الكاملة على مدار عام كامل وسجلت البيانات المناخية أثناء تنفيذ التجارب المختلفة.
وأجريت على طوائف النحل السوري ، التي تبدي شراسة عالية في مناطق متباينة من الناحية البيئية في سوريا دراسة على المستوى الجزيئي لمنطقة
الرأس ولآلة اللسع مع ملحقاتها باستخدام تقنية الرحلان الكهربائي للبروتينات على هلامة بولي أكريلاميد.
أظهرت سلالة النحل السوري سلوكاً دفاعياً قوياً، بينما كانت الاسستجابات الدفاعية لطوائف النحل الكرنيولي متوسطة حيث كانت أكثر هدوءاً
وأسهل معاملة ، بينما كانت طوائف الهجين الأول أقل دفاعاً إذا ما قورنت بطوائف النحل السوري، ووقع رد فعلها الدفاعي مابين السلالتين في المعاملات المختلفة.
وقد بينت الاستنتاجات السابقة بناءً على اختبار دقيق وعملي لقياس سلوك الدفاع والذي يعتمد على عدد آلات اللسع بالكرات المستخدمة. حيث أظهر التحليل الإحصائي وجود فروق معنوية
بين السلالات وبين استخدام التدخين وعدم استخدامه وما بين المواضع المختلفة لتطبيق الاختبار (يعقوب وآخرون، 2006 أ)(2)
كانت رائحة عرق الإنسان والجيرانول فعالة في تحفيز سلوك الدفاع واللسع الشديد، بينما لم تظهر الكيماويات الأخرى تأثيراً معنوياً. كما أن فتح الخلية وتعريض الكرات للنحل فوق
قمة الأقراص بعد الطرق على الغطاء الخارجي زاد من ميل الشغالات لسلوك اللسع بشكل واضح. هذه النتيجة يمكن تفسيرها بأن الصوت قد حفّز إشارات التنبيه من الخطر عند النحل، وأن النحل قد استخدم السلوك الدفاعي والذي لوحظ بشدة لدى
النحل السوري، وكان التدخين فعالاً في تقليل سلوك اللسع عند الطوائف المدروسة.
حُسِب معدل إصابة الحضنة والحشرات الكاملة للشغالة بأكاروس الفاروا في السلالة السورية والكرنيولية وهجينهما الأول خلال الفصول المختلفة. ففي الصيف والخريف والربيع كان أعلى
متوسط لمعدل إصابة الحضنة في النحل الكرنيولي يليه النحل الهجين، بينما سجلت أقل قيمة في النحل السوري وكان معدل إصابة حضنة الشغالات خلال فصل الشتاء صفراً في كل من النحل السوري والكرنيولي بينما كان المتوسط 0,95 +- 0,32 %
بالنحل الهجين. كما بينت النتائج أن نسبة إصابة الهجين كانت الأعلى خلال فصل الخريف على الحشرات الكاملة وخلال الربيع على الحضنة. وأظهر التحليل الإحصائي وجود فروق معنوية بين السلالات فيما يخص إصابة حضنة الشغالات والذكور كل على
حدة وكذلك بين الفصول فيما يتعلق بإصابة حضنة الشغالات. أما الذكور فكانت نسبة إصابتها كحشرات كاملة أعلى بالنحل الهجين يليها النحل السوري ثم النحل الكرنيولي، ولكن توجد فروق معنوية بين السلالات (يعقوب، 2002)(1).
على الرغم من أن طوائف الهجين الأول كانت أكثر نشاطاً بتربية الحضنة وتخزين حبوب الطلع والعسل، حيث كانت الفروق معنوية بينها وبين السلالات المدروسة(يعقوب وآخرون، 2006ب)(3)
إلا أنها كانت أكثر إصابة بالفاروا. ولكن تم في الآونة الأخيرة انتخاب طرز وراثية من النحل الكرنيولي قادرة على تحمل الإصابة بالفاروا، وبالتالي فإن تهجين السلالة السورية مع سلالات أجنبية نقية ومحسنة ومن مراكز بحثية معتمدة
عالمياً سيكون خطوة لاحقة في برنامج تأصيل وتحسين سلالة النحل السوري لاختيار وإنتاج أفضل الهجن بهدف الاستفادة من قوة الهجين التي تنعكس على إنتاج العسل وهو الهدف الأساسي لمربي النحل، آخذين بعين
الإعتبار المحافظة على عدم التلوث الوراثي للسلالة السورية والسلالات المدخلة من خلال المحافظة على مسافة العزل أثناء إنتاج الهجن مستفيدين من تجارب الدول الأخرى بهذا المجال.
ونظراً لوجود طرز وراثية من النحل السوري تبدي شراسة عالية، أجرينا بحثاً في كلية الزراعة بجامعة دمشق على بروتينات شغالات نحلة عسل مأخوذة من طوائف تبدي شراسة عالية في
مناطق متباينة من الناحية البيئية في سوريا، وأجريت على العينات دراسة على المستوى الجزيئي لمنطقة الرأس ولآلة اللسع مع ملحقاتها باستخدام تقنية الرحلان الكهربائي للبروتينات على هلامة بولي أكريلاميد، وبينت النتائج من خلال تتبع
نتائج الرحلان الكهربائي لبروتينات الرأس أنه لم يظهر اختلاف واضح بين الطوائف المدروسة، بينما تراوح الوزن الجزيئي لبروتينات آلة اللسع مع ملحقاتها بين 250 - 20 كيلو دالتون. كما حسبت النسبة المئوية للتشابه بين الطوائف حيث تم
فرز الطوائف إلى أربع مجموعات، حيث ضمت المجموعة الأولى العينات المجموعة من المنطقة الجنوبية، وتراوحت نسبة التشابه بينها مابين 90 - 100%، في حين ضمت المجموعة الثانية عينات مجموعة من المنطقة الساحلية حيث بلغت نسبة
التشابه بينهما 90% وكان الاختلاف واضحاً بين هذه المجموعة والمجموعة الأولى حيث تراوحت نسبة التشابه بين 50 -70% فقط. أما المجموعة الثالثة فقد ضمت طائفة واحدة حيث اختلفت صفات هذه الطائفة بشكل واضح عن المجموعة الثانية وتراوحت
نسبة التشابه بينهما ما بين 50 -60%، بينما بلغت نسبة تشابهها مع المجموعة الأولى ما بين 70 - 80%، وهذا ينسجم مع صفات هذه الطائفة، حيث دلت الدراسة المورفومترية أنها هجين ولم تنطبق عليها المؤشرات المستخدمة في تمييز سلالة
النحل السوري، ومن خلال ملاحظات المربي عنها تبين أنها تبدي شراسة شديدة وأنها ناتجة من ملكة هجين ثالث سوري- إيطالي وهذا خطأ شائع يتداوله المربون حيث تبدأ صفات الهجين بالتراجع بعد الهجين الأول الأمر الذي يستدعي أن تكون عملية
الانتخاب والتحسين مستمرة من قبل الأفراد على نطاق ضيق والمراكز البحثية المعتمدة على نطاق أوسع. وكذلك يجب استبدال الملكات وتجنب التربية من نفس المصدر لتلافي ظهور عيوب التربية الداخلية. بينما ضمت المجموعة الرابعة طائفة نحل
إيطالي للمقارنة حيث بلغت نسبة التشابه 50- 60% مع المجموعة الأولى و60- 70% مع المجموعة الثانية و80% مع المجموعة الثالثة.
مما سبق، نجد أن التعبير عن مورثات سلوك الدفاع قد اختلف تبعاً لنوع السلالة والظروف البيئية، وهذا ناجم عن كون الدفاع عن الطائفة نوعاً من أنواع السلوك عند الحشرة والذي يعرف
بأنه تفاعل بين المورثات والبيئة.
المـراجـع:
(1) Yakoub, W.A. (2002). Ph.D.Thesis, Alexandria University, Egypt.
(2) Yakoub, W.A.; El-Barbary,N.S.; El-Ansary, O.N.; and Abdellatif,M.A. (2006a). Journal of Agricultural Science, 31(2): 1089-1095. (3) Yakoub, W.A.; Abdellatif,M.A.; El-Ansary, O.N.; and El-Barbary,N.S.(2006b). The First Conference of Honey Production and Beekeeping Skylines in Lybia, Faculty of Agriculture, Al-Tahadi University, Sert, 20-22/5/2006.
|