موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   

 
أساسيات تربية النحل أرسل لنا مقالاً أو خبراً
أو صورة لنشرها

آليات الحماية والأمان الطبيعية لدى نحل العسل


بقلم روجــر مــو ر س

ترجـمــة فـاتــن عــمــران



من المعلوم أن قطعان ومجموعات الحيوان التي تعيش حياة مشتركة تعاني من سرعة انتشار المرض في ما بينها من حيوان مريض إلى آخر سليم, وذلك بسبب ازدحام الحيوانات وتلامسها مع بعضها البعض, كيف يكون الأمر إذن في طائفة النحل التي تضم من 10000 إلى 50000 نحلة حية في مسكن مزدحم حيث إمكانية انتشار المرض متوفرة.
الجواب: لدى النحل آليات دفاع متعددة تعمل على حمايته وحماية حضنته وغذائه، وهذا بعضها:

البروبوليس 
هو تلك المادة الصمغية الراتنجية التي يجمعها النحل ويستخدمها فيسد الشقوق والفراغات وتلميع جدران الخلية من الداخل.
يقوم البروبوليس بالحد من الأماكن التي يمكن لمسببات المرض كالبكتيريا والفطريات والخمائر والمتعضيات الدقيقة أن تعيش فيها, كما يستخدم لتقوية الأقراص الشمعية ولمقاومة الخلية من الداخل للبلل.
يحتوي البروبوليس على عدة مضادات حيوية طبيعية, ويعتقد البعض بأن النحل يضيف للبروبوليس الذي يجمعه شيئاً مما يعطيه قوة إضافية لقتل البكتيريا والميكروبات المشابهة، لكنني لم أحصل على أي معلومات تدعم هذا الاعتقاد. وليس هناك أي سبب مقنع يدعو النحل إلى إضافة أي مادة إلى البروبوليس كونه يحتوي على مواد كيميائية سامة تعطي الخلية من الداخل نفس الحماية التي تعطيها هذه المواد جروح الأشجار.
قد يستخدم بعض سلالات النحل خصوصا القوقازية البروبوليس لتضييق مدخل الخلية أو مداخلها إذا كانت هناك مداخل متعددة, وقد يغلق بعضها بشكل كامل بالبروبوليس خاصة تلك المداخل التي تقع في أعلى المسكن. ويفترض بأن ذلك يجعل أسهل دفاعا عن مسكنه أمام المفترسات، مع أنه قد يساعد أيضا على ضبط درجتي الحرارة والرطوبة.

إنها لحقيقة ممتعة تلك التي تقول بجمع النحل لإسفلت الطرق ومواد سد الشقوق والأصباغ الشديدة الجفاف عوضا عن الصمغ او الراتنج. والسبب الوحيد في ذلك أن لهذه المواد نفس المكونات ولا يعرف النحل كيف يميز بينها. فهذه المواد لم تكن متوفرة عند نشوء نحل العسل, إنها مواد خاملة جميعاً ولا تنمو البكتيريا فيها أو عليها. لذلك تقوم بحماية الخلية بما فيها. والنقطة الهامة هنا أن النحل بقدر ما يهتم بها يقوم بالحد من الأماكن التي من المحتمل للبكتيريا أن تختبئ فيها وتنمو. إن خلية النحل معقمة من الداخل بسبب وجود البروبوليس.

النحل المتعهد
هناك مجموعه صغيره من النحل في الطائفة تعمل كخفر لحراسة داخل الخلية وتقوم بإزالة جثث النحل الميت منها. تحمل هذه النحلات الجثث إلى خارج الخلية وتطير بها مسافة 5- 200 قدم (15-60 م) وتلقي بها هناك، فيقوم النمل أو الحيوانات الأخرى أو البكتيريا بالتغذي عليها. النقطه الهامة هي إلقاء الجثث بعيداً لأن هذه الجثث تحمل الميكروبات التي قد تسبب العدوى للنحل الحي. وما نعتقد به الآن أن رائحة جثث النحل الميت تتغير بعد موتها بنصف ساعة، وهذا ما يجعل النحل المتعهد يكتشفها بسهولة, فيزيلها.

العسل مادة حمضية, ويتراوح رقم الباهاء pH لها بين 3 و 4 حسب مصدر الرحيق ومعاملة النحل، له ما يجعله وسطاً يتعذر على البكتيريا والفطريات والخمائر والميكروبات الأخرى النمو فيه.
ما يجعل العسل حامضياً هو النحل بسبب اضافة أنزيم له يدعى غلوكوز أوكسيدان. يهاجم هذا الأنزيم كمية صغيرة جداً من سكر الغلوكوز ويحوله إلى فوق أوكسيد الهيدروجين وحامض الغلوكونيك. لكن فوق أوكسيد الهيدروجين مادة غير ثابتة كيميائياً فتتحلل بسرعة، ولكن خلال يوم أو يومين من إنضاج النحل للرحيق وتحويله إلى عسل وهذا ما يعطيه حماية جيدة. إن حمض الغلوكونيك هو الحمض الوحيد في العسل وهو الذي يعطيه القيمة المنخفضة لرقم الباهاء pH . بينما لا يحتوي الرحيق على حمض أو يحتوي على القليل منه, وسوف تهاجم الميكروبات الرحيق سريعاً اذا لم يقم النحل بجمعه بسرعة. وبالإضافة إلى كونه حامضياً فالعسل محلول سكري مركز وله ضغط حلولي (أوزوموزي) عالٍ، وهكذا تفقد البكتيريا التي تدخله رطوبتها فتجف وتموت ويخرج الماء من خلاياها بنفس السرعة التي تجف بها أيدينا لدى غسلنا للصحون.

الطلـــــــــــــــــــــــع
الطلع المخزن في الخلية كالعسل يمثل مصدراً كبيراً للطاقة. وقد يكون جاذباً لعدد من الميكروبات والحيوانات, وقد نشأ نظام حمايته على مدى السنين.
يضيف النحل العسل إلى الطلع الذي جمعه فتهاجمه البكتيريا أولا وتقلل من الأوكسجين بين حبيبات الطلع وهذا ما يسمح لبكتيريا أخرى تعيش بدون أوكسجين بالنمو. تقوم هذه البكتيريا بإنتاج حمض اللآكتيك (اللبن)، وهذا ما يحول الطلع المخزون إلى وسط حامضي ويمنع مهاجمته من قبل ميكروبات أخرى قد تقوم بتخريبه. لا يكون هناك عسل كافٍ ممزوج بالطلع, اذ أن حمض الغلوكونيك في العسل يقوم بالعمل دون أن يتخمر حمض اللاكتيك ويقوم حمض اللاكتيك بشكل بطيء بتخريب القيمة الغذائية للطلع , لذلك لا يعتبر الطلع غذاءً جيداً خلال الشتاء, لكنه سيفسد بسرعه أكبر بدون هذه الحماية.
يملأ النحل النخاريب الحاوية عليه حتى 80% فقط من سعتها, ولن تجد مطلقا نخروباً ممتلئاً بالطلع حتى حافته العليا.
فاذا كان هذا الطلع سيستهلك حالاً, تركت النخاريب مفتوحة, وإذا كان سيخزّن لعدة أسابيع أو شهور, يملأ باقي النخروب بالعسل ويختم. وهكذا تختم هذه النخاريب, ويعطي العسل للمادة التي يختم النحل النخاريب بها حماية اضافية ضد مهاجمة الميكروبات.

الغــذاء الملكـــي
تفرز هذه المادة من غدد رأسية لشغالات النحل, وتوضع في نخاريب يرقات الشغالات الفتية التي تتحرك بشكل دوراني في نخاريبها لتستهلك هذا الغذاء. كذلك تغذى الملكات على الغذاء الملكي في الطور اليرقي, وتعتبر الغذاء الرئيسي للملكات البياضة.
يحتوي الغذاء الملكي على بعض العسل, وربما على أنزيم الغلوكوز أوكسيداز في العسل. وهذا ما يعطي الغذاء الملكي بعض الحماية.
لقد اكتشف أن الغذاء الملكي يحتوي على مضاد حيوي طبيعي ضعيف, وجد ان فعاليته تعادل 20-25 % من البينيسيلين في الاختبار المضاد للبكتيريا, وربما كان مصدر المادة هو نفس مصدر الغذاء الملكي.

النظافــــــة
تقوم الشغالات الفتية (نحل المنزل) بشكل مستمر بالتجول داخل الخلية والبحث عن عمل تقوم به. وبالإضافة إلى النحلات المتعهدات, هناك شغالات تبحث عن المشاكل الأخرى كالشقوق لتقوم بسدّها,  والحشرات المهاجمة مثل فراشة الشمع وعث الطلع لإخراجها من الخلية وأي شيء آخر غير طبيعي. تزيل هذه النحلات أي بقايا تجدها في الخلية وتحملها أو تجرها خارجاً.
من المهم ادخال قطع صغيره من العشب والقش إلى أعلى خلية المراقبة ومراقبة السرعة التي تتم من خلالها إزالتها, وهذا يستغرق عادة 30 دقيقة بعد ادخالها لتراها ترمى من مدخل الخلية.

الحـــــرارة
نحل العسل من الحشرات القليلة جداً التي تضبط درجة حرارة عش حضنتها, وهي بحدود 96 درجة فهرنهايت (35,5 د م) وهذا ما يسمح للنحل أن يربي نحله الفتي خلال مدة معنيه من الزمن, لكنها تعطي حماية أيضاً للحضنة وللنحل البالغ.
يتم توليد الحرارة من اليرقات النامية المكتنزة ومن النحل البالغ الذي يستطيع توليدها من عضلاته.
فإذا انخفضت درجة الحرارة خارج الخلية في بعض الفصول تختزن الحرارة في عش الحضنة عن طريق تعنقد (تكوّر) النحل حول العش.
يأخذ النحل المتعنقد شكل الكرة حول الحضنة ويحفظ معظم الحرارة من التسرب. فإذا انخفضت درجة حرارة العش عن 96 درجه فهرنهايت قد تتمكن البكتيريا والفطريات والميكروبات الأخرى من إصابة بعض الحضنة. فمثلا, إن ما يقود إلى مرض تكلس الحضنة ناتج عن برد الحضنة ومنطقة العش, وكذلك النوزيما التي تصيب النحل البالغ. من الواضح أنه في درجة الحرارة 96 فهرنهايت تهاجم الكثير من الميكروبات التي تزدهر في درجات الحرارة الأخفض.

وقد نستطيع مقارنة الأثر بصحتنا, وحقيقة أن أحدنا إذا ما تعرض للبرد غالباً ما يصاب بالرشح.
إن العديد من الميكروبات التي لها تأثير معاكس على النباتات والحيوانات تبقى متأهبة ومنتظرة للظروف المواتية لها للتطور. إن سبب كون نخاريب الأقراص سداسية هو أنه الشكل الأفضل لاستغلال المكان والطريقة الأفضل للمحافظة على رعاية الحضنة في أقل مكان مناسب, كما يساعد النحل على ضبط درجة الحراره في< رعاية الحضنة.
بالمقابل, فإن النخاريب المربعة أو المستديرة تترك فراغات بينها, وهذا ما يجعل مسألة ضبط الحرارة أمراً أكثر صعوبة.  وإن حقيقة بناء النخاريب من الوجهين (ظهرا لظهر) تدعم القرص
.

اللســـــــــــــــــع 
لشغالات نحل العسل ألات لسع عارية, تبقى في الضحية بعد اللسع، وتنتج رائحة التحذير غدد مرتبطة بآلة اللسع, وهذا ما يجعل العدو موسوماً أينما هرب. ولسوء الحظ, تفقد النحلة اللاسعة عادةً آلة اللسع في عملية اللسع, وينتج عن ذلك جرح وتفقد النحلة منها دمها وهذا ما يؤدي بها إلى الموت. فالنحل والحشرات الأخرى لا تمتلك الصفيحات في دمها, تلك التي تقوم بإغلاق الجرح في الإنسان، فاللسع آلية دفاع ملاحظة وفعالة إلى حد أن عدد النحلات التي تحرس المدخل لا تزيد عن 25 نحلة حتى في طائفة يبلغ تعدادها 50000 ألف نحلة, وغالبية النحل يقوم بتخزين العسل والطلع. وبالطبع  يستطيع النحل الحارس إفراز رائحة منبهة لطلب العون, وهي الطريقة التي تنذر النحل في الخلية بأن الخطر كبير.

العـــش
تشير المعلومات لدينا إلى أن 20% فقط من الطرود التي تغادر الخلية تبقى حية خلال الشتاء الأول، فبعضها لا يجد الوقت الكافي لبناء قرص ورعاية الحضنة وجمع الطعام اللازم للشتاء. وكثير من هذه الطرود يخفق في البقاء لأن الأماكن التي اختارها شديدة الرياح أو شديدة الظل أو الرطوبة أو أنها كبيرة جداً أو صغيره جداً. وتشير معلوماتنا أيضا إلى أن العش الذي يكون حجمه مماثلاً لحجم صندوق خلية لانجستروث (10 أطر) مثالي.
فاذا كان للعش مدخل واحد في الأسفل أصبح من السهل حمايته، والعش الذي يرتفع عن الأرض خمسة اقدام (150 سم) أو أكثر يبدو أفضل لبقاء الطرد على قيد الحياة من مكان آخر قريب من الأرض.

ملخص

 لنحل العسل نظام ممتاز للتحكم الفيزيائي والكيميائي يسمح له بمقاومة الهجوم الذي يتعرض له من مجال واسع من الاعداء, وهذا النظام بعيد عن الكمال, والآفات والمفترسات والأمراض مثل تلك التي تسبب مرض تعفن الحضنة الأمريكي والأوربي وتكلس الحضنة وتكيس الحضنة, والقراد, والفئران, والطيور, والافاعي, والدببة من ضمنها.
لكن, لايزال هذا النظام يحمي الخلايا, على الأقل ضد بعض هذه المشاكل. وقد شوهد بعض الأفاعي والدببة تهرب بسبب كثافة اللسع, على سبيل المثال. لسنين عديدة كانت أقسام الزراعة التابعة للولايات أكثر اهتماما لمساعدة النحالين والمزارعين الآخرين, لذلك أصبح بعض الناس يمتهن الزراعة تدريجياً, وقد رأينا انحداراً في هذا الاهتمام. وكنتيجة لذلك, أصبح النحالون يعتمدون على أنفسهم في مكافحة الآفات والأعداء والأمراض مما يصيبه. والمعرفة الجيدة لآليات ضبط تلك المشاكل ضروريه. 
إن خلايانا الحديثة مصنوعة من الخشب ذي السماكة 2 سم وتعطي النحل حماية ضد تغيرات درجة الحرارة المتطرفة. ولايزال اختيار الموقع الجيد للمنحل هاماً لأنه يسمح للنحل باستخدام هذه الآليات الطبيعية لحماية نفسها وطوائفها, خاصة في ضبط درجة الحرارة. وقد أبدت الخبرة أن المناحل التي تنحدر باتجاه الشرق أو الجنوب تتعرض أكثر ما يمكن لأشعة الشمس, وبالقرب منها مصدر ماء طازج, ومحمية من الرياح بمصد طبيعي أو اصطناعي, هي الأفضل
.

عن bee culture – عدد اذار 1998

 

 

 
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007