العسل الطبيعي بين الغش وكشف أساليب الغش
قسم وقاية النبات - كلية الزراعة والغابات
جامعة الموصل - العراق
العسل مادة حلوة المذاق، كثيفة القوام، متعددة الفوائد، يقوم النحل بجمعه من رحيق أزهار النباتات المختلفة، فتختلف نوعيته وصفاته الكيميائية والطبيعية بحسب المصدر النباتي الذي جمع الرحيق منه، وتلعب درجة الحرارة السائدة ووقت جمع الرحيق وتخزين العسل ومدة التخزين دوراً في تحديد صفات العسل، إضافة إلى نوع التربة التي تنمو فيها المحاصيل الزراعية التي يجمع منها الرحيق، فهو هبة ربانية لبني البشر ولعلاج كثير من الأسقام. ويحتوي العسل على الكثير من المركبات الكيميائية، ويعد العسل غذاء كاملاً لاحتوائه على الكاربوهيدرات بالدرجة الأساس وكميات كبيرة من الفيتامينات خاصة مجموعة فيتامين B و C، وتختلف النسب في العسل باختلاف المصدر النباتي.
صفات العسل :
تقسم صفات العسل إلى:
1- الصفات الطبيعية ( الفيزيائية ) وتشمل: أ – اللون: للعسل، وحسب التصنيف العالمي، سبعة ألوان تتدرج من الأبيض المائي إلى العنبري الغامق، وألوانه تعود إلى الصفات الطبيعية التي تنقل إليه من رحيق الأزهار مثل الكاروتين والكلوروفيل والزانثوفيل. والعسل الفاتح يكون ذا قيمة غذائية أعلى من العسل الغامق الذي ربما اكتسب لونه نتيجة طرق إدارية خاطئة من قبل النحال . ب - الوزن النوعي: يتأثر بدرجات الحرارة ويتناسب عكسياً مع نسبة الرطوبة . ج – اللزوجة: أي ما يعرف بقوام العسل أو سرعة انسيابه وتعتمد على نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة، إذ تزداد بانخفاض نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة والعكس صحيح . 2 – الخواص الضوئية : يستفاد من هذه الخاصية للكشف عن العسل المغشوش، إذ يتميز الانحراف الضوئي لمحلول العسل الطبيعي عند قياسه بدورانه إلى اليسار بينما العسل المغشوش والنحل المغذى بالمحاليل السكرية والعسل ذا المحتوى العالي من السكروز فإن محاليله ذات انحراف ضوئي يميني الدوران . 3 – الخواص الكيميائية : وتشمل . أ – المواد الصلبة الكلية: يقدر متوسط المواد الصلبة الكلية لأنواع العسل المختلفة نحو 26, 83 % وتشكل السكريات فيها نسبة 99% وهي المسؤولة عن الصفات الطبيعية للعسل . ب – المواد الصلبة غير الذائبة: تمثل حبوب اللقاح والشمع وغيرها وتشكل نسبتها في العسل نحو 28, 0 % وغالبا فان وجودها يرفع القيمة الغذائية للعسل . ج - الرماد: يبلغ متوسطه في العسل نحو 2,0 % ولا علاقة لنسبة الرماد بلون العسل . د – الحموضة PH : يبلغ متوسط الحموضة للأعسال الجيدة نحو 32,4 PH وتتأثر الدرجة أعلاه بمقدار المعادن والأحماض التي يحتويها العسل مثل حمض الكلوكونيك والفورميك والعديد من الأحماض الامينية والعضوية، وتحكم جميعا بمحتوى السكر في الرحيق ،المناخ، قوة الخلية، وجود الرحيق المتدفق . هـ - هيدروكسي ميثايل فورفورال: يستخدم مؤشر للتسخين غير الملائم للعسل أو الغش بالسكريات الأحادية المعدة خصيصا لهذا الغرض، ويمكن أن يتواجد في العسل الطبيعي غير المعرض للحرارة أو التخزين، ويتفاوت تركيزه حسب نوع العسل والظروف المناخية للمنطقة وممارسة النحالين الخاطئة أثناء فرز العسل وتعبئته وظروف النقل والتخزين. واغلب الدول المنتجة للعسل حددت مواصفاتها بان تكون نسبته في العسل 40 ملغم / كغم عسل عدا ألمانيا فقد وضعت الحد الأعلى ما نسبته 15 ملغم / كغم عسل . و – نشاط الإنزيمات: يحوي العسل الطبيعي على نسبة من أنزيمات الانفرتيز، كلوكواوكسيديز والداياستيز ومهمتها إنضاج العسل وتحويله إلى عسل، وتختلف نسبتها حسب نوع ومصدر العسل، إذا لم تكن قد أتلفت بفعل التخزين أو التسخين العالي للعسل، فالأعسال الناضجة بشكل جيد تظهر نشاطاً مرتفعاً للأنزيمات .
4 – ألتأثير الحيوي للعسل :
يعتبر نحل العسل مثبط قوي كبير لنمو الميكروبات المختلفة وخصوصا البكتريا العنقودية إذ يعمل بفعل الضغط الازموزي ( التركيز المرتفع ) او عن نشاط الانهبين ( التركيز المنخفض ) أو درجة الحموضة. وان العسل المغشوش تقل فيه هذه الخاصية .
أساليب الغش في العسل وطرق الكشف عنها :
الجدول التالي يبين بعض أساليب غش العسل والتي لا يمكن الكشف عنها إلا بالفحص المخبري: وسيلة الغش نوع التحليل المناسب: 1- عدم نضج العسل أي فرزه قبل نضجه : 1- تحديد نسبة الرطوبة ، 2- تقدير اللزوجة ، 3- تقدير نسبة السكروز، 4- تقدير نشاط أنزيم كلوكو اوكسيديز. 2- إضافة سكر السكروز أو السكر المحول ( العسل الصناعي ): 1- تحليل نسبة السكروز ونسبة الفركتوز الى الجلوكوز، 2- تحليل الهيدروكسي ميثايل فورفورال ( H.M.F ). 3- تقدير نسبة المالتور/ايزومالتوز . 4- فحص البرولين . 3- الغش بسكر الكلوكوز : 1- تحديد نسبة الكلوكوز / الفركتوز . 2- فحص البرولين . 3- تحديد نسبة الدكسترينات . 4- الغش بشراب الذرة عالي الفركتوز: 1- فحص البرولين، 2- تحديد نسبة الجلوكوز إلى الفركتوز ، 3- تحديد نسبة البوتاسيوم الى الصوديوم ، 4- تحديد نسبة المالتوز الى الايزومالتوز. 5- الخزن الطويل والمعاملة الحرارية للعسل : 1- فحص النشاط الانزيمي، 2- فحص الهيدروكسي ميثايل فورفورال ( H.M.F ). 6- خلط العسل الطبيعي مع أعسال صناعية : 1- فحص حبوب اللقاح ، 2- فحص الهيدروكي ميثايل فورفورال ، 3- الفحص الحسي للنكهة ، 4- الفحص االكروماتوجرافي للنكهات والزيوت الطيارة ، 7- إضافة الماء إلى العسل: ترك العسل مدة أسبوع أو اكثر يظهر حالة التخمر بالعسل . 8- إضافة النشا :خلط اليود مع العسل بعد الغلي يظهر لونا أزرقا أو أخضرا.
تبلور العسل :
هناك مفهوم علمي خاطئ لدى كثير من الناس الذين لا يمتلكون خبرة علمية ومهنية ولم يعتادوا تناول العسل بصورة دورية أن العسل المتبلور هو عسل مغشوش وغالبا يطلقون لفظ العسل شكر ( بفتح الشين وتشديد الكاف ) وحقيقة نقول إن العسل الطبعي يجب أن يتبلور ويحكم ذلك ثلاثة عوامل رئيسة : أ- نسبة الكلوكوز ( الدكستروز ) إلى الماء D/W : حيث إن العسل الذي تصل فيه هذه النسبة ، 7, 1 أو اقل لا يحدث فيه تبلور اما اذا كانت النسبة تساوي 1,2 أو أكثر فان العسل يكون سريع التبلور . ب- نسبة الكلوكوز ( الدكستروز ) إلى الفركتوز ( الليفلوز ) : عادة نسبة الكلوكوز في العسل تصل إلى 3, 31% بينما تصل نسبة الفركتوز إلى 2,38 % إي أن النسبة تكون اقل من الواحد الصحيح فكلما زادت هذه النسبة يعني ذلك زيادة نسبة الكلوكوز وبالتالي زيادة التبلور والعكس صحيح . ج- درجة الحرارة : التي يخزن عليها العسل فالدرجة المثلى لتبلور العسل هي 14م وكلما انخفضت تسارعت عملية التبلور كما ان سوء التخزين يسرع في التبلور ونصح جميع الذين يرغبون بتناول العسل أن يتناولوا العسل المتبلور ويعتادوا عليه ففيه نكهة ولذة طيبة خاصة، بل إن الدول المتطورة غذائيا تفضل العسل المتبلور على السائل .
الطرق المحلية التقليدية للكشف عن غش العسل :
سبق وأن بينا أن الوسيلة الوحيدة للكشف عن غش العسل هو وجود مختبرات علمية تفحص فيها الأعسال وتحدد فيها المواصفات السابقة وتعطى شهادات تصديق بكون العسل طبيعيا من عدمه. إلا انه وبغياب مثل هذه المختبرات يلجا العامة من الناس إلى بعض الطرق والوسائل التي يعتقدون أنها مفيدة في معرفة كون العسل مغشوشا أم لا ومنها على سبيل الحصر :
1- نكهة العسل : العسل الطبيعي يمتلك نكهة خاصة ومميزة نتيجة احتوائه على الزيوت الطيارة التي تنتقل إليه من رحيق الأزهار والشمع بينما العسل المغشوش يخلو من هذه الرائحة . 2- حركة الفجوة الهوائية داخل العسل: أثناء إمالة عبوة العسل جانبيا فالعسل ألطبعي تكون حركة الفجوة ( الببل ) بطيئة دلالة على لزوجة جيدة للعسل وانخفاضا لنسبة الرطوبة بينما سرعة الحركة تدلل على العكس . 3- حرق عينة من العسل داخل جفنة وفوق النار فالعسل الطبيعي لا يحترق ويخرج دخان بل يتحول تدريجيا إلى لون اسود ملتصق بجدار الجفنة بينما العسل المغشوش يحترق ويخرج دخان . 4- وضع العسل في الثلاجة وتركه ليتبلور (سبق أن تم تفنيدها علميا). 5- عند إمالة ملعقة كبيرة من العسل فإن العسل ينساب منها على شكل خيط متصل وليس على شكل قطرات (وهذه الطريقة يمكن الكشف بها عن رطوبة العسل ولا تصلح لأي شيء آخر). 6- عند غمس رأس عود كبريت بالعسل ثم تجفيفها ومحاولة إشعالها فإن العود يشتعل (الغرض منها كشف الرطوبة وهى طريقة غير سليمة). 7- عند وضع قطرة من العسل على الرمال فإنها تتكور على نفسها ولا تنتشر (الغرض منها اختبار معامل التوتر السطحي وهى طريقة غير سليمة). 8- اختبار شهير ممكن إجراؤه من قبل الجميع في البيت أو محل العمل أضف قطرة من العسل إلى كوب ماء بارد ولاحظ الفرق : أ - العسل الطبيعي يكون خيط سميك في قاع الكوب وهذا يدل على اللزوجة العالية للعسل وعدم احتوائه على مكونات غير طبيعية. ب- إذا بدأت القطرة في التشتت في الماء فهذا دليل على انه مغشوش أو على الأقل محتواه المائي أعلى من المقرر في المواصفات القياسية للعسل. انظر إلى الأشكال الآتية:
9 – حاسة التذوق للعسل : أحضر معلقة صغيرة من العسل وضعها بفمك وأبتلعها (بإلهنا والشفا) فإن بقي الطعم السكري بفمك بعد مرور15وحتى 20ثانية فهذا العسل مغشوش.
10- يذاب مقدار من العسل في خمسة أضعافه ماءً مقطراً، ويترك إلى ثاني يوم فإن كانت به مواد غريبة رسبت في القاع أما إذا كان المحلول رائقاً يعني أن العسل جيداً. 11- يذاب العسل في كحول مخفف 55 بالمئةويترك الخليط إلى ثاني يوم، فان وجدت رواسب دقيقة في أسفل الإناء دل ذلك على أن العسل مغشوشاً. 12- الغش بالعسل الأسود أو الدبس : إمالة العسل على جانب الجدار للعبوة فان تركت مواد مترسبة على جدارها دل ذلك على تغذية النحل بالدبس أو خلطه مع العسل.
المراجع العلمية :
1- الانصاري ، محمد نجيب (1998) . النحل في انتاج العسل وتلقيح المحاصيل ، كلية الزراعة ، جامعة الاسكندرية ، ص1-1392 .
2- الناجي ، لؤي كريم (1978) . دراسات كيميائية وفيزيائية للعسل المنتج في المنطقة الشمالية في العراق وعلاقته بالعوامل النباتية والظروف التي انتج فيها . مجلة جامعة تشرين ، مجلد 6 ، عدد 2 ، ص17-31 . 3- العريفي ، ابراهيم عبدالله سعد (2008) ، عسل النحل وخواصه (الطبيعية ، الكيميائية ، البيولوجية ، العلاجية) . فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية رقم الايداع : 1937/1429 ، ص1-209 . 4- محمد ، سيف الدين عبدالرحمن (2009) . البنية التركيبية للبروتينات وبعض الخواص الفيزويوكيميائية للاعسال وحيدة المصدر ، وقائع المؤتمر الدولي السادس لاتحاد النحالين العرب ، ابها ، المملكة العربية السعودية ، 17-19/3/2009 ، 62 . 5- محمود ، عوض عبدالتواب وأيمن احمد عويس (2009) . تأثير المعاملات الحرارية على تكوين كل من الهيدروكسي فينايل فورفورك وفوق اوكسيد الهيدروجين كدليلين على تسخين عسل النحل ، وقائع المؤتمر الدولي السادس لاتحاد النحالين العرب ، أبها ، المملكة العربية السعودية ، 17-19/3/2001 ، ص63-64 . 6- سلو ،محمد حسن (2010) دراسة بعض الصفات الكيميائية والفيزيائية للعسل في بعض المناطق التابعة لمحافظة أربيل / العراق ، مجلة زراعة الرافدين ، المجلد (38 ) العدد( 4) ص . 7- خنبش ، محمد سعيد ومها معتوق مكاوي وعزة محفوظ علي (1998) . دراسة الصفات المرغوبة في العسل اليمني ، مجلة نحل العسل ، العدد الأول ، ص38-42 .
8- Crane , E . (1980) . A Book of Honey , Oxford University press . U.K.
9- Graham, J.M (1993) . The hive and the honeybee Dadlant & Sons . INC . Hamilton . ILLINOIS , 1-1324 . 10- Thrasyvoulou, A.M. (1986) . The use of HMF and Diastase as criteria of Quality of creek Honey . J. of Apic. Research . 25 (3) : 186-195 . 11- Thrasyvoulou, A.M. (2001) . The Relation of physicochemical characteristics of Honey and Crystallization sensitive parameters . Apiacta . 36 (2) : 106-112. ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
الأسـتاذ الدكـتـور مزاحم الصــائـغ
|