موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور            الـمـجــلــة    
 
اكتب تعبيقا أو إضافة
على هذا المقال
أساسيات تربية النحل أرسل لنا مقالاً أو خبراً
أو صورة لنشرها

 

فـتـرة النـمـو الربـيـعي في طـائـفـة الـنـحـل

الدكـتـور طــارق مــردود

من كتابه "تربية النحل العملية"




إلى أن ينتهي الشتاء تكون الطائفة في أسوأ حالة يمكن أن تمر بها. عندها يكون النحل قد شاخ، كما أن وجود الحضنة، التي تشغل في هذه الفترة مساحة معتبرة من الإطارات، تستهلك كمية كبيرة من الغذاء وتحتاج للدفء.
تسـتهلك الطائفة في هذه الفتـرة كميات كبيـرة من غبار الطلع، الغذاء البروتيني للنحل، كما أنها لا تعود توفر في استهلاك الغذاء كما كان في الشتاء، وعند عدم كفاية غبار الطلع فإن ذلك يؤدي إلى استهلاك البروتين من جسم النحلة، وبالتالي ضعفها وقلة إنتاج الغذاء الملكي اللازم لغذاء الحضنة والملكة. فظهور غريزة التكاثر يؤدي إلى زيادة الحاجة لغبار الطلع في طائفة النحل.

وإذا ما طالت فترة الصقيع فإن أمعاء النحل تمتلئ بالبراز دون أن تستطيع الخروج لإفراغه، ولكن الطوائف القوية والتي أمضت الشتاء بنجاح تستطيع أن تجتاز هذه المرحلة حتى وإن طالت فترة الشتاء إلى سبعة أشهر (كما في سيبيريا وشمال كندا).
وعندما تبدأ نسائم الربيع، يحل الوقت الملائم لإخراج الطوائف التي أمضت الشتاء في أماكن مغطاة . عندها، وفي كل حالة عندما تنقل الخلايا إلى مكان جديد، يجب تجهيز المكان الذي ستنقل إليه بتنظيفه وتحديد مواقع الخلايا، ثم وضع المشارب في المكان قبل نقل الخلايا لكي يعتاد النحل عليها ويعرف مكانها، وتأخير وضعها بعد النقل لا يفيد ومن الصعب أن يعتاد عليها النحل لأنه يكون قد تعرف على مصادر مياه أخرى قد تكون بعيدة ولا يستبعد أن تكون غير نظيفة.
قبل النقل يجب إغلاق مدخل الخلية وسد الشقوق التي يمكن أن يخرج منها النحل، ويثبّت الغطاء الداخلي ثم تُحمل الخلية بهدوء، ويفضل استعمال حمّالة خاصة مع الانتباه لعدم تعرض الخلية للوقوع أو الاصطدام بشيء، ثم توضع في الأماكن المخصصة لها مع جعل المدخل يتجه نحو الجنوب الشرقي، هذا الاتجاه يجعل النحل يبكر في الخروج للعمل وهو الأفضل لتطور الطائفة في الربيع.
إذا كانت الطوائف ستوضع متقاربة (1- 2 م) فيجب عدم فتح مداخلها كلها دفعة واحدة، وإنما تفتح في البداية بالتناوب، ويفضل أن تفتح الطوائف القوية ثم عندما تهدأ تفتح الطوائف الضعيفة لتجنب اختلاط النحل الذي كثيرا ما يؤدي إلى انتشار عدوى الأمراض في كل المنحل.

ليس نادراً أن تهجر الطوائف التي أمضت الشتاء بشكل سيئ، والضعيفة، مساكنها.

في البداية تطير النحلات واحدة فواحدة، ثم مثنى وثلاث، وبعد ذلك جماعات لتتعرف على المنطقة حولها وتبحث عن أزهار الربيع فتجلب منها أول قطرات الرحيق وغبار الطلع، بينما تعمل الشغالات في داخل القفير على تنظيفه وتخرج منه جثث النحلات الميتة. وهكذا يبدأ العمل والنشاط الذي يبعث في النحل الحيوية ويظهر على مدخل الطائفة حرس يتحسس ويشم كل نحلة تريد الدخول فيمنع الغريبة، وإذا ما أصرت على الدخول قتلها.
وهكـذا تـزداد غـريـزة التـكاثـر لدى النحل كما تظهر غريزة حفظ العش وتـنـظيـفه. لكن الربيع ليس مفرحاً لكل النحل. يحدث أن لا تطير كل النحلات، وعندما تحاول الطيران تسقط من على لوحة الطيران إلى الأرض ثم تزحف ناشرة أجنحتها كأنها مقلوبة: هذه الطائفة مصابة بالحلم (الأكاروس)، وهي حشرات صغيرة جداً تسكن في المجاري التنفسية للنحلة وتتغذى على دمها.
كما أن بعض النحلات تخرج للطيران ببطن منتفخة فتطير بضعف وتثاقل، وليس كلها، بل يبقى أكثرها على لوحة الطيران والجدار الأمامي للقفير وتتبرز واقفة أو ماشية: هذه الطائفة مصابة بإسهال النوزيما. عندها تكون لوحة الطيران ملوثة بالبراز وكذلك الجدار الأمامي فوق مدخل القفير وتصدر عنها رائحة كريهة (انظر فصل "النحل أيضاً يمرض").
و إذا ما تأخرت طائفة بالطيران الأول، أو إذا ما طارت بتكاسل وتردد، أو إذا طار النحل فرادى وإلى مسافة قصيرة: في القفير ليس طائفة وإنما قبضة من النحل لا تحاول القيام بأي عمل. مثل هذا السلوك يقوم به أيضاً النحل الجائع أو الطائفة التي فقدت معظم نحلها من الجوع وضعفت قواها إلى درجة الإنهاك. مثل هذه الطائفة يجب نجدتها بسرعة بإعطائها أقراص العسل المختوم أو وضع غذاية بها محلول سكري.
أما إذا كان طيران إحدى الطوائف سيئاً، وكان النحل يركض على لوحة الطيران وعلى الجدار الأمامي كأنما يبحث عن شيء: هذه الطائفة فقدت ملكتها ويجب تزويدها بملكة من الاحتياطي أو ضمها إلى طائفة مجاورة.
يمكن أن نجنّب النحل بعض الأعمال، ألا وهي تنظيف القفير وتنظيمه لتوفير الجهد على النحل لكي تستطيع الطائفة أن تبدأ الموسم الجديد نشيطة ومعافاة. فعلى قاعدة القفير توجد كثير من المخلفات الناتجة عن تنظيف أقراص الشمع من العسل المتبلور وغبار الطلع المتعفن وغيرها. لذلك يجب تنظيف القفير من هذه المخلفات، كما يجب إخراج جميع الأقراص التي تحتوي على عسل متبلور أو غبار طلع متعفن وكذلك الملطخة ببراز النحل، لأن تنظيف مثل هذه الأقراص يحتاج إلى جهد كبير من النحل، كما أن بقاءها يجعل منها بؤرة للإزعاج ويتجنبها النحل وكذلك الملكة، وقد لا تستطيع الشغالات تنظيفها. مثل هذه الأقراص يـجب أن لا تبقى في القفير ولا ليوم واحد، كما يجب علاج النحل المريض بالعلاجات المناسبة .

على أرضية نظيفة
بعد أن يبدأ طيران النحل في الربيع يجب تبديل أرضية قفير النحل بأرضية نظيفة ومجهزة مسبقاً للتخلص من المخلفات التي تجمعت على الأرضية خلال الشتاء وتوفير عناء تنظيفها على النحل. يجري ذلك كما يلي:
يدخن على الخلية كالعادة وبعد 2- 3 دقائق تحمل إلى الجانب ويوضع في مكانها قعر نظيف. ثم يفصل صندوق الخلية عن قعره ويوضع فوق القعر الجديد. ثم يتم تنظيف الأرضية القديمة من المخلفات التي تجمع في صندوق خاص ولا يسمح بوقوع شيء منها على الأرض، ثم تغسل الأرضية بالصودا أو بمحلول 2% صودا كاوية ( قطرونة)، واللتان تملكان خاصية منع العدوى بالأمراض، ثم تغسل بالماء العادي النظيف ثم تنشف وتستعمل لطائفة أخرى.
كما يفيد أيضاً حرق الخشب بلطف بموقد اللحام لكن يجب بعد ذلك غسله بالماء الدافئ. ماء الغسيل يسكب في مكان لا يكون في متناول النحل، أما المخلفات فتجمع قطع الشمع وتذاب ويحرق النحل الميت وبقية المخلفات. تنظيف أرضية الخلايا البلدية والمثبتة القعر أكثر تعقيداً ويجب تأخيره حتى أول يوم دافئ لأنه يستلزم إخراج الإطارات وتنظيف ما تحتها.
يجب إنجاز هذه الأعمال في أول يوم يسمح به الطقس نظراً لتقلبه في الربيع وكثرة سقوط الأمطار وهبوب الرياح. كما يجب الانتباه إلى أنه تحدث أيام باردة خاصة في الليل، لذلك يجب المحافظة على دفء الخلية.
وقد انتشر في الآونة الأخيرة استعمال المدخل العلوي في المناطق الباردة لكونه يحافظ على الدفء أكثر. وعند إعادة ترتيب العش يجب ترتيب الإطارات بحيث توضع الإطارات المحتوية على الحضنة في الوسط، وعلى الطرف من الداخل توضع إطارات العسل وغبار الطلع، وفي الطرف الآخر توضع إطارات الشمع الفارغة والأساس.

التقييم الربيعي
في نفس اليوم الذي يجري فيه تنظيف الأرضيات أو في أول يوم مناسب بعد ذلك يجري ترتيب العش أيضاً. قبل كل شيء تقدر قوة الطائفة. إذا كانت الخلية مؤلفة من طابقين يجري رفع الصندوق العلوي بحيث يمكن رؤيته من الأسفل ثم ينظر: إذا كان معظم النحل موجود في الطابق العلوي فيجري إبعاد السفلي وذلك كما يلي:
تنقل الخلية (بطابقيها إن أمضت الشتاء كذلك) إلى جانب ثم يوضع قعر نظيف في مكانها ثم يفصل الصندوق العلوي ويحمل مع الأغطية ويوضع فوق القعر الجديد. ترفع الأغطية ويدخن على أعلى الإطارات بلطف ثم يهز النحل الموجود على إطارات الصندوق السفلي أو يكنس بالفرشاة فوق إطارات الخلية المفتوحة ثم تعاد الأغطية.
يجب أن تتم الأعمال السابقة بحذر شديد لعدم إخافة الملكة التي قد تكون قد هربت إلى الطابق السفلي. كما يجب عدم نثر شيء من العسل لأن ذلك يشجع السرقة بين الخلايا في هذا الوقت.
يغطى الصندوق المنزوع ويبعد عن المنحل، ثم يفحص عش الخلية بهدف ما يسمى التقييم الربيعي. يرفع أولاً بحذر إطاران جانبيان وتقدر كمية العسل فيهما وفي الإطارات المجاورة. يمكن اعتبار الخلية جيدة وقادرة على النمو والتطور إذا كان في عشها ما يعادل 10- 12 كغ عسل (يسع الإطار المليء حوالي 2.5 كغ عسل)، أو إطار عسل لكل إطاري نحل. وفي النهاية يخزّن الصندوق المنزوع في مكان مناسب.
إذا كان النحل قد أمضى الشتاء جيداً وكان يغطي بكثافة ليس فقط الصندوق العلوي وإنما أيضاً جزءاً من إطارات الصندوق السفلي فيمكن إبقاء الخلية في صندوقين مع ضرورة إبعاد الإطارات المتسخة والسيئة البناء ووضع إطارات جيدة بدلاً عنها. تكون الخلايا في المناطق الباردة مغطاة شتاءً إذا لم توضع في بناء. يجب إعادة تغطيتها بعد الإجراءات السابقة لحمايتها من الرياح الباردة في هذا الوقت.

إنقاذ الطائفة اليتيمة
منذ أول فحص في مطلع الربيع يجب التأكد من وجود الملكة وصلاحيتها. ولأجل ذلك يرفع إطار أو إطاران من وسط الإطارات حيث نجد عليها على الأغلب في مثل هذا الوقت الملكة وكذلك حضنة من مختلف الأعمار، وهي في هذه المرحلة المبكرة تكون في نخاريب مفتوحة حيث يمكن مشاهدة البيض واليرقات البيضاء، أما عندما تكبر فإن الشــغالات تغلـق عليـها النخـــاريب. ويجب عدم الخلـط بيـن الحـضنـة المختــومة (المغلقة) والعسل المختوم، حيث تكون الأولى بلون بني منتفخة قليلاً ولها نخاريب واضحة.
إذا كانت الحضنة متراصة وليس بها نخاريب فارغة فمعنى ذلك أن الملكة جيدة ونشيطة فيزيائياً، وإذا كانت النخاريب مغطاة على شكل قباب صغيرة فهي تحتوي على ذكور صغيرة عديمة القيمة لكونها قد نمت في بيوت الشغالات الصغيرة، و هذا يعني وجود ملكة غير ملقحة في الطائفة.
تصادف هذه الملكة في مثل هذا الوقت عندما يستبدل النحل الملكة أو يربي ملكة بدلاً عن الملكة المفقودة في آخر الخريف ولم تسمح الظروف لها لكي تتلقح، فتقضي الشتاء عذراء ثم في مطلع الربيع تستجيب لغريزة التكاثر وتبدأ بوضع البيض الذي ينتج عنه ذكور فقط بالرغم من أنه وضع في بيوت الشغالات، مما يضطر النحل أن يجعل من غطائها على شكل قباب لأن حجم الذكور أكبر من حجم الشغالات.
مثل هذه الطائفة التي تحتوي على ملكة غير مخصبة وبدأت بوضع البيض مصيرها الزوال، وخاصةً أن الشغالات الكبيرة ستموت منذ بداية الربيع. مثل هذه الطائفة يجب ضمها إلى طائفة أخرى بعد قتل الملكة الذكرية وتصغير العش إلى أقل حد ممكن.

تتقبل الطائفة النحل اليتيم عادة بسهولة ولكن، زيادةً في الأمان، يجب رش النحل في الخليتين بمحلول سكري معطر (كأس ماء تذاب فيه 2-3 ملاعق سكر وعدة نقاط من خلاصة الليمون أو زيت اليانسون أو غيره من العطور النباتية)، ويبدأ برش القفير الذي سيحوي الخليتين ثم يرش النحل اليتيم الذي يوضع بعدها في جانب من القفير مع إبعاد الإطارات عن بعضها قليلاً. أما قفير الطائفة اليتيمة فيزال بما فيها الأرضية والحامل ويترك مكانها فارغاً. ويمكن استعمال خرقتين مبللتين بمحلول الكافور أو أي عطر نباتي ووضعهما قبل ليلة في الخليتين ثم يجري ضمهما في النهار التالي. وإذا لم يكن هناك مكان لإطارات الطائفة اليتيمة في الطائفة المستقبلة فيجري هزها وإنزال النحل فوق إطارات الطائفة المستقبلة مباشرة. إذا لم نشاهد حضنة في الإطارات الوسطى فهذا يعني إما أن الطائفة لا زالت في مرحلة السبات الشتوي، أو أن الملكة قد ماتت خلال الشتاء، أو أنها فقدت المقدرة على وضع البيض بسبب المرض أو كبر السن. عندها نتصرف كما يلي :

إذا كانت الطائفة قد أمضت الشتاء بشكل جيد وما زال فيها غذاء كافي وابتدأ نحلها بالطيران في مطلع الربيع بشكل عادي، فإننا نترك هذه الطائفة هادئة، فبعد 2- 3 أيام على الأغلب ستظهر فيها حضنة، وعند الفحص التالي إذا لم نشاهد حضنة فيجب أن ندخل عليها ملكة جديدة ونعدم القديمة. لهذا الغرض يفحص العش جيداً ويبحث عن الملكة، سنجدها غالباً في الإطارات الوسطى تسير ببطء جارةً بطنها.

تؤخذ الملكة من إحدى النويّات التي تركت طيلة الشتاء لهذا الغرض. إما أن تضم الملكة مع وصيفاتها باستخدام غطاء شبكي ويضم بقية نحل النوية إلى طائفة مجاورة، أو تضم النوية كلها مع ملكتها إلى الطائفة اليتيمة بطرق الضم المعروفة. توضع الملكة مع وصيفاتها تحت الغطاء الشبكي على إطار وسطي ثم يجري رفع الغطاء وتحريرها بعد يومين، وقد نجد أن النحل فتح ممراً إليها من الجانب الآخر من الإطار وحررها.

إذا خرجت الطائفة من الشتاء بدون ملكة وتكون قد ضعفت كثيراً، فإنه يجري ضمها إلى الطائفة المجاورة أو غيرها. أما إذا كانت ما تزال ذات قيمة اقتصادية فيجري إدخال ملكة عليها أو ضم كل النوية كما سبق.

هـذه الأعـمال يـجـب عـدم تأخيـرها ولا لسـاعة واحدة لعـدم ضـمـان الـطقـس الربـيـعـي


الدكـتـور طــارق مــردود

من كتابه "تربية النحل العملية"

 
مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com منذ 2007