من كتابه ( الدليل العملي في تربية النحل) الصادر حديثاً عن جمعية النحالين السوريين.
شهدت تربيية اللنحل في سوريا تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وشغلت اهتمام قطاع بشري كبير، والذي بدأ يزداد يوماُ بعد يوم. وجاء هذا الاهتمام بسبب قيمة العسل الغذائية والدوائية العالية، وكونه
يشكل دخلاً لا بأس به لبعض العائلات.
ولقد ساعد على انتشار وزيادة عدد المناحل في القطر توفر الخلايا وطرود النحل والأدوية اللازمة، وكذلك توفر المراعي الطبيعية ووجود الفنيين.
قُدّر عدد الطوائف في القطر لعام 2007 بحوالي 530 ألف طائفة ، وكان إنتاجها من العسل 2319 طن، ومن الشمع 111 طن، كما هو واضح من الجدول التالي:
يلاحظ من الجدول السابق أن عدد الطوائف قليل في القطر مقارنة مع مساحة المراعي المتوفرة. ويمكن مضاعفة العدد الحالي إذا وزعت طوائف النحل بشكل منطقي وعلمي على المراعي المتوفرة بمختلف المناطق.
حسب المجموعة الإحصائية لعام 2007، كان عدد سكان القطر في عام 2007 حوالي 19,4 مليون نسمة، وكمية إنتاج العسل لنفس العام 2319 طن.
وعليه يكون نصيب الفرد 120 غرام من العسل. هذا الرقم متواضع جداً إذا قورن مع بعض الدول الأخرى مثل رومانيا حيث نصيب الفرد فيها حوالي 240 غ، بلغاريا 500 غ، هولندا 262 غ، إتكلترا 302 غ، بلجيكا 302 غ، روسيا 310 غ، فرنسا 407 غ، سويسرا 780 غ، النمسا 850 غ، كندا 860 غ، ألمانيا 1000 غ. أما عالمياً فمتوسط نصيب الفرد 130 غرام.
لقد أولت الدولة اهتماماً كبيراً في هذا المجال. فقداُحدث في وزارة الزراعة مشروع لتطوير تربية النحل ودودة الحرير في القطر يرصد له سنوياً المبالغ اللازمة لتطوير هذه الثروة الوطنية، وأحدثت خمس مراكز اتصنيع خلايا النحل الخشبية الفنية لبيعها للأخوة المواطنين.
وطورت المناحل التابعة للوزارة من أجل إنتاج طرود النحل وبيعها للمواطنين بغية التوسع الأفقي، وعملت على تأمين الأدوية اللازمة لمعالجة أمراض النحل وآفاته.
وفي عام 1988 أنشئت جمعية للنحالين السوريين في نقابة المهندسين الزراعيين تضم المهندسين الزراعيين كأعضاء أصلاء، وغير المهندسين كأعضاء متممين. ومن أهم مهامها توعية النحالين وإرشادهم إلى أصول تربية النحل الحديثة وزيادة إنتاجهم من العسل والشمع وطرود النحل وتعريفهم بأهم أمراض وآفات النحل
وكيفية علاجها، ومساعدة مربي النحل في هذا المجال. كما وفرت الجمعية بعض الأدوية اللازمة وتطمح لإحداث مخبر صغير لتحليل العسل والقيام ببعض الدراسات وتسويق العسل ..إلخ.
وفي سنة 1993 أنشئت جمعية تهتم بتربية النحل تابعة للاتحاد العام للفلاحين ولها فروع في المحافظات السورية ولها نفس المهام تقريباً. وفي عام 1998 أحدثت لجان لمربي النحل في اتحاد الغرف الزراعية. وكل هذه الجهات هدفها تربية وتطوير مهنة النحل في سورية.
أما من حيث القروض الزراعية المخصصة لتربية النحل، فإن المصرف الزراعي يتولى هذا الأمر ويمنح سنوياً النحالين ملايين الليرات السورية من أجل صيانة وزيادة عدد الخلايا.
وتمنح وزارة الزراعة الأخوة النحالين تراخيص على السيارات الزراعية (بيك آب) تبعاً لمشاريع النحل. وأحدثت مؤخراً الهيئة العامة لمكافحة البطالة، وهذه تقدم القروض أيضاً وتساعد كل من يرغب في تربية النحل.
وفي الحقيقة، كل هذه الجهات ساهمت كثيراً في تطوير تربية النحل بشكل جيد.
أهم أنواع العسل في سوريا
ينتج في سورية الكثير من العسل الطبيعي تبعاً لنوع النبات الذي تجني منه الشغالات الرحيق. وهذه النباتات متفرقة في أماكن عديدة، وهي تزهر في أوقات مختلفة من السنة.
ولهذا يقوم النحال الفني بالتربية الحديثة في إنتاج أنواع عديدة من العسل حسب مصادر الرحيق. وفيما يلي شرح موجز عن صفات هذه الأعسال مرتبة حسب مواعيد إنتاجها السنوي.
1- عسل الحمضيات:
هذا النوع متوفر على الساحل السوري نظراً لانتشار زراعة أشجار الحمضيات. يُقطف هذا النوع من العسل في شهر أيار/مايو. لونه فاتح وعطري يتبلور بعد مضي أكثر من خمسة أشهر وتصبح بللوراته خشنة كبيرة وواضحة نسبياً.
يفيد عسل الحمضيات في حالات نقص فيتامين C وفي أمراض القلب وتوتر الأعصاب وارتفاع الضغط وآلام الرأس.
التركيب الكيميائي:
الرطوبة 17,99%، سكر جلوكوز 34,20%، سكر فواكه 36,80، سكروز 2,04، رماد 0,4%، مواد غير محللة 9%.
ملاحظة: يوجد أعسال من الأعشاب البرية الربيعية مثل النفل والشوكيات وهي متنوعة كثيراً حسب مناطق تواجدها. وهي عطرية وطبية ممتازة.
2- عسل الكينا (الأوكاليبتوس):
توجد مساحات قليلة مزروعة بأشجار الكينا في القطر تزهر في فترات مختلفة من السنة وغالباً في الربيع.
تعطي هذه الأشجار رحيقاً غزيراً وكذلك حبوب طلع. لون العسل الناتج فاتح مائل للصفرة له رائحة عطرية ثقيلة خاصة به. يتبلور بعد عدة أشهر من قطفه وتصبح بلوراته متوسطة الحجم.
يفيد في حالات التهاب المسالك البولية، طارد للديدان، ويفيد في التهاب القصبات الهوائية.
3- عسل اليانسون وحبة البركة:
تزرع هذه النباتات في أماكن متفرقة من القطر وخاصة في محافظة القنيطرة وريف دمشق وحمص وحماة وإدلب.
تزهر هذه النباتات في شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو وتعطي عسلاً لونه عنبري غامق وله رائحة عطرية قوية، يتبلور بعد فترة طويلة لا تقل عن سنة وتصبح بلوراته متوسطة الحجم.
الفوائد الطبية لهذا العسل كثيرة ويمكن القول بأن له الفوائد العامة للعسل بالإضافة لخواص النبات نفسه: فهي مقشعة ومضادة للسعال والاضطرابات الهضمية وأزمات الربو، وضد النفخة
وطارد للغازات وغني بالفيتامينات وخاصة مجموعة فيتامين B .
4- عسل الزعتر:
يوجد هذا النبات في المنطقة الجنوبية من القطر وعلى الجبال الساحلية. يعطي هذا النبات عسل الزعتر الذي يعتبر من أفضل أنواع العسل العالمي. يتبلور بعد سنة من قطفه تقريباً وتصبح
بلوراته ناعمة، لونه أحمر غامق عطري جداً وطعمه جيد.
يفيد عسل الزعتر في حالات الربو والسعال والتهاب الرغامى ويفيد المرضى الذين لديهم انخفاض بالضغط، وهو مهضم جيد بعد وجبة دسمة.
5- عسل دوار الشمس والقطن والخلـّة:
تنمو هذه النباتات وتزهر في أماكن متقاربة من بعضها، حيث تزرع مساحات كبيرة من دوار الشمس والقطن في محافظتي حماة وإدلب، ويزرع القطن بمساحات كبيرة في
الرقة ودير الزور ودرعا. أما نبات الخلة فينمو بشكل بري طبيعي على تخوم الأراضي الزراعية وعلى ضفاف قنوات الري والأراضي البور في منطقتي الغاب والسويداء.
عسل دوار الشمس لونه عسلي، ولون عسل القطن كريمي أما عسل الخلة فلونه فاتح. تكون هذه الأعسال في أغلب الأحيان ممزوجة مع بعضها وتتبلور بعد 2 - 3 أشهر.
يفيد عسل دوار الشمس والقطن والخلة في الاضطرابات الهضمية والتهاب المجاري البولية وأمراض الكبد وتشحم الدم.
التركيب الكيميائي:
رطوبة 18,2%، سكر جلوكوز 26,9%، سكر فركتوز 36,8%، سكروز 2,9%، رماد 0,211% و 5% مواد غير محللة.
6- عسل الحلاب (الجيجان) Ephorbia:
الحلاب نبات بري ينمو في الأراضي البور بعد حصاد القمح أو الحمص والعدس. يزهر في أواخر الصيف وبداية الخريف (آب/أغسطس - تشرين أول/أكتوبر).
ينتشر في محافظات حلب وإدلب وحماة ودرعا.
عسل الحلاب لونه بني غامق وله رائحة عطرية طيبة جداًً. يفيد في أمراض الكبد وفقر الدم وهو مهضم جداُ. وإذا أضيف قليل منه
للحليب فإنه يخثّره ويتحول الحليب إلى لبن. وهذه الخاصة لا توجد في أنواع العسل الأخرى.
التركيب الكيميائي:
الرطوبة 18%، جلوكوز 38,7، فركتوز 35,8%، سكروز 2,18% رماد 0,119% و5% مواد غير محللة.
7- عسل العجرم:
نبات العجرم Erica vertisellata أو الشيحان نبات معمر شجيري لون أزهاره بنفسجية أو زهرية أو خليط بينهما، ينتشر في سفوح الجبال الساحلية، يزهر في الخريف من أيلول/سبتمبر
حتى كانون ثاني/يناير حسب الظروف المناخية. عسله عطري له رائحة زكية ولونه غامق، يتبلور خلال فترة قصيرة بعد فرزه بحوالي 15 - 30 يوم ببلورات ناعمة كالسمن العربي.
يفيد هذا العسل في حالات فقر الدم، مقشع جيد ويفيد في حالات السعال والتهاب المجاري التنفسية.
التركيب الكيميائي:
رطوبة 20-21%، سكر جلوكوز 35,1%، سكر فركتوز 35,9%، سكروز 2,18%، رماد 0,33% و6% مواد غير محللة.
من كتابه ( الدليل العملي في تربية النحل)
الصادر حديثاً عن جمعية النحالين السوريين. اقرأ أيضــاً:
• مراعي النحل في محافظة الرقة وترحال النحالين في سورية • الدليل العملي لمراعي النحل في القطر العربي السوري
|