تعريف:
العكبر:
هو صمغ يجمعه النحل من أنواع من النباتات وخاصة من البراعم التي تملك نوعاً من الصمغ أو المادة اللّزجة . يبدو لونه من الأصفر إلى البني المحمر القاتم يشبه القار التجاري، له رائحة عطرية مشابهة لرائحة براعم نخل الجيليد Gilead ،ويكون شديد اللمعان عندما يكون بارداً، يذوب عند حرارة 150ْف، وهو ذائب جزئياً بالكحول، وقليلاً بالتربنتين ولكنه يذوب تماماً بالإثير والكلوروفورم. عندما يذاب الشمع والعكبر معاً في إناء واحد يبقى معظم العكبر مع الشمع بشكل دائم .
الاسم من الكلمتين اليونانيتين (برو) وتعني قبل و(بوليس) وتعني مدينة ..مُعَبّرة عن استعمال البروبوليس جزئياً في إغلاق مدخل أو بوابة مسكن النحل أو مدينتـه .
التركيب الكيميائي للعُكْـبُر :
يحتاج العكـبر للمزيد من البحوث البيوكيميائية والصيدلية والطبية لتأسيس معرفة صحيحة أكثر عن تركيبه الكيميائي . وقد جرى حتى الآن وصف
أكثر من17 مركب كيميائي, منها :
حمض السيناميك،كحول السيناميل، الكريزين، الفانيلين، أكايتين، كيمبفريد، رامنوسيترين، بينوسترويين، عددمن مشتقات ديميثوكسي فلافون حمض الكافييك، جالانجين وتكتوكريزين إيزالبينين وبينوسيمبرين .
منذ نشر الجزء الأول لـ(سيزماريك وماثل) عام 1970م,
أظهرت تجارب أخرى نتائج التحليل الكروماتوغرافي وجود عدد من المركبات التي لم يسبق تحديدها في العُكـبر. وحديثاً تم تحديد حمض الفيروليك, وهو حمض غير مشبع ذو رائحة عطرية يتميز بخواص مضادة للـبكتريا
(Antibacterial) لبـكتريا محددة موجبة للغرام وسالبة للغرام .
طـُرق حـمل العُكبر في سـلا ل الطـلع:
في مناسبات قليلة لوحظ النحل يجمع الطلع من الصنوبر ومصادر أخرى.
تحصل على المادة من نقاط من المطاط تظهر على قشرة الأشجار خاصة على الشقوق والأخاديد. تحطّ النحلة قريباً من مثل هذه النقاط وتأخذ بفكيها قليلاً منها فيَمتدّ بسبب لزوجته ويُشَكَّل خيطاً
ما يلبث أن ينفصل عن النقطة الأصلية. مثل هذه الخيوط تُنقل من الفكين بمساعدة الزوج الثاني من الأرجل وتُنقل إلى الخلف وتوضع في سلَّتيّ الطلع. وهكذا تُعاد العملية إلى أن تتجمَّع كمية من العكبر فيهما.
وعند رجوعها إلى الخلية لا تستطيع النحلة أن تُنزِل حِملها من العكبر بنفسها وإنما تقوم بذلك النحلات الأُخريات بفكيها كما فعلت النحلة الحاملة في الحقل ويبدو أن هذا عمل شاق لكلتي النحلتين.
ولا تدخل النحلة الجامعة إلى داخل الخلية وإنما يتم تفريغ حمولتها على لوحة الطيران فتسقط بعض القطع من العكبر عليها وفي داخل الخلية. ولا يَبْذُلْ النحل أي جهد لإزالتها ولذلك تبدو أماكن
كثيرة داخل خلية النحل ملوّنة بالعُكبر المتساقط دون أن يظهر أنها تخدم غرضاً معيناً، بعد أن تُنزل النحلات حمولة العُكبر تحملها بفكيها إلى المكان الذي تحتاجه ولا يُستعمل اللسان سواءً في جمع أو استعمال العُكبر .
ولا يمكن للنحل استعمال العكـبر
إلا عندما يكون دافئاً حيث تلعب الحرارة دوراً هاماً في عملية جمع العكـبر. دائماً تليّن المادة الصمغية ما يجعلها لزِجةً أكثر وبالتالي سهلة الجمع والمعاملة. وهذا يُفسِّر في أي فصل يمكن جمع كمية كبيرة منه.
لا تلاحَظْ جامعات العُكـبر في ساعات الصباح الباكر ويكون أول ظهورها حوالي العاشرة صباحاً وبتقدّم الوقت وارتفاع الحرارة يزداد عددها باضطراد وباقتراب المساء تقِلّ حمولات العكـبر المجلوبة.
يمكن أن تُلاحَظ أحياناً في المساء نحلات مع بعض العُكبر ما يزال عالقاً على أرجلها.
مِثل هذه النحلات تكون قد تعرّضت لتقسية العكبر قبل إنزاله وستبقى تحمله إلى اليوم التالي وبعد سطوع الشمس تتخلَّص منه. ويبدو أن أشعة الشمس تلعب دوراً في تليين العُكبر مما يسمح لها بإزالته .
متى يُجمع العُكْـبُر ؟:
بينما يُمكن أن يُجمع العُـكْبُر في أي وقت صيفاً فإنه أكثر ما يجمع في وقت الخريف عندما تشعر النحلات بغريزتها أن عليها التحضّر للفصل البارد.
ويُجمع القليل من العُـكْبُر في موسم جني الـعسل أو في غياب المصدر الطبيعي للعُـكْبُر وقد تجمع النحلات العُـكْبُر من الخلايا القديمة بعد أن يكون قد لانَ بسبب حرارة منتصف الصيف .
كيف يمكن إزالة العُكْـبُر ؟:
يُمكن أن يزال العُكبر من الأصابع بصودا الغسيل العادية والماء والمنظفات بدون ماء والكحول. ويمكن أن تُنَظَّف أجزاء الخلية المُلطَّخة بالعُكبر بحكّها بالأرض عدّة مرات إلى أن تنظف .
الـعُـكْـبُر فـي الطـب:
جرت بحوث عديدة عن الاستعمال الطبي للعُـكبر في أوروبا ولكن بالمقارنة فإن المعلومات عنه في أمريكا قليلة جداً ، وقد وصف الباحثون الأوروبيون عن الخواص المُدهشة للـعُكبر بما يلي:
(( تأثيره كمضادّ حيوي شـديد للبـكتريا (الجراثيم) قد تأكّدَت الآن بواسطة أبحاث أَدَّت إلى إدخاله في الاستعمال في الطب البشري والبيطري ( الأمراض الجلدية، تعقيم ومعالجة الجروح، واضطرابات الغدّة الزعترية،وفي مواد التجميل)) .
ومن وقت إلى وقت تُـشترى كميات من العكـبر من النحالين الأمريكيين بأسعار عالية ؛ مما يَعكس الـتقييم العالي للـعُكبر عند تحضير المواد الصيدلية, ويُستعمل فقط الـعُكبر الخالي من قِطع الشّمع والخشب والشوائب الأُخرى في مثل هذه الحالات والاستعمالات عادةً .
وأكثرها تكون لصالح المُصنّعين الأوروبيين الذين يحولونها إلى مراهم ومساحيق وسوائـل طـبية .
إعداد الدكتور طـارق مـردود