العـكـبـر تركيبه، مصادره، خصائصه، استعمالاته في الخلية، طرائق إنتاجه بشكل تجاري
معيد في قسم وقاية النبات - كلية الزراعة - جامعة البعث - ســوريــا ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود)) تمهيد: تولي الكثير من مؤسسات الصحة في جميع أنحاء العالم اهتماماً خاصاً بالعكبر نظراً لفاعليته في معالجة حالات السل الرئوي، الحروق، القروح والجروح الصعبة، النوبات القلبية، التهاب اللوزتين والبلعوم، التهاب القصبات الهوائية. يعرف العكبر بعدة أسماء منها صمغ النحل وغراء النحل.. وهو مادة غروية صمغية، ويقال أن أرسطو هو من سمى هذه المادة باسمها اللاتيني (Propolis) والمكون من كلمتين (pro) وتعني "قبل أو أمام" ، وكلمة (polis) تعني "المدينة أو الحصن "، نتيجة لكون النحل غالباً ما يستخدمه في تضييق مدخل الخلية. مصادره: المصدر الخارجي للعكبر: تنتج العديد من النباتات صموغ ومواد راتنجية في أماكن الجروح أو حول البراعم أو الأوراق الجديدة, منها أشجار البلوط والحور والصنوبر وغيرها وهذه المواد تحمي هذه الأماكن من مهاجمة البكتريا والفطور والحشرات والأعداء الأخرى. وغالباً ما يجمع نحل العسل هذه المواد ويستخدمها داخل الخلية حيث تكسب عش النحل حمايةً مثل التي تحمي بها النبات.
المصدر الداخلي للعكبر: ينتج العكبر كمخلف صمغي نتيجة الهضم الأولي لغبار الطلع داخل العضو الواقع بين معدة العسل والمعدة الهاضمة للنحلة. ويستعمل النحل هذا النوع في صقل وتطهير العيون السداسية المعدة لوضع البيض بها، وتعد إطارات الشمع التي تضع ملكة النحل البيض بها أكثر تعقيما من أحدث المستشفيات. يعتمد تركيب البروبوليس على نوع النبات الذي قام النحل بجمعه منه، كما يختلف لونه ورائحته وخصائصه الطبية تبعاً للمصدر والفصل. ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود)) كيف تقوم العاملات بجمع العكبر؟ بعد أن تعثر عاملةَ نحل العسل الجامعة للبروبوليس على مصدر البروبوليس تقوم بقضمه بوساطة فكوكها العليا وتحاول بمساعدة الزوج الأمامي للأرجل تمزيق قطعة صغيرة منه، وتقوم بعجن هذه القطعة بين فكوكها العليا وذلك بمساعدة واحدةً من الأرجل الوسطى، وبسرعة تقوم بنقل قطعة البروبوليس إلى سلة غبار الطلع التي على نفس الجانب, وتقوم بذلك أثناء وقوفها أو خلال الطيران, ويلي ذلك وضع قطعة أخرى من البروبوليس في سلة غبار الطلع التي على الجانب الآخر, والبروبوليس المتجمع يتم كبسه بشكل متكرر بوساطة الرجل الوسطى لجعله في قالب مناسب, وتستمر في جمعها حتى تكتمل حمولة كلٍ من سلتي غبار الطلع, ولتحصل النحلة على حمولة بروبوليس فإنها تعمل بنشاط في وقت يتراوح من خمسة عشر إلى ستين دقيقة. وعند دخول النحلة للخلية وهي محملة بالبروبوليس تقوم بإفراغ حمولتها بمساعدة عاملات أخريات والتي تقوم بقضم البروبوليس ودفعه وتمزيقه إلى قطع صغيرة, وعندئذٍ تضغطه وتكبسه بقوة في مكانه، وعند تداول البروبوليس ووضعه في مكانه فإن النحل الملامس يقوم بإضافة مفرزات لعابية مختلفة إلى هذا الصمغ، كما تضيف إليه شرائح من الشمع الذي يصنعه النحل بنسبة من 40 إلى 60% شمع، فيخرج مزيج خاص من صنع النحل تستخدمه في طريقتين: الأولى في تثبيت خلية النحل ودعمها وإغلاق الثقوب والفتحات التي فيها، والثانية كمادة حامية لخلية النحل تقف سداً منيعاً ضد دخول تلك الجراثيم والفطور إلى الخلية !!. وتتحرر النحلة من حمولتها من البروبوليس خلال ساعة واحدةٍ أو عدة ساعات؛ حيث يعتمد ذلك على استخدام البروبوليس في الخلية, وعندما تتحرر من حمولتها فإنها تقوم بالسروح في الحال لعمل حمولة أخرى. ويتم جمع البروبوليس في الأيام الدافئة فقط, والنحلة الجامعة للبروبوليس تظل ملتزمةً بهذا العمل, ولكن أعدادها قليلة في كل طائفة, وفي وقت ندرة الرحيق يتحول النحل الجامع للبروبوليس إلى نحل جامع للرحيق ثم يعود مرة ثانية لجمع البروبوليس. والنحل الجامع للبروبوليس عند إحضار حمولته لداخل الخلية يؤدي رقصةً في محاولة منه لتجنيد آخرين للقيام بذلك، ولكن بعض النحل فقط يتبع النحلة الراقصة طواعيَّةً رغم كونه غيرَ مجنَّدٍ لذلك. ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود)) كيف يمكن تحفيز النحل لجمع العكبر بهدف الإنتاج التجاري؟ تعتمد طرائق جمع العكبر من الخلايا على سلوك النحل في استعمال العكبر لسد الشقوق والفتحات الموجودة في الخلية والتي تكون أصغر من 4 مم وكذلك تثبيت أجزاء الخلية مع بعضها، مع العلم أن سلالات النحل تختلف فيما بينها في كمية العكبر التي تجمعها حيث تعرف سلالة النحل القوقازي بأنها أكثر السلالات جمعاً للعكبر.
الطرائق التقليدية في إنتاج العكبر:
من مساوئ الطرق التقليدية لذلك تم تطوير مصائد العكبر الخاصة للحصول على العكبر بشكله النقي دون شوائب وبكميات جيدة قد تصل إلى 400 غ لكل خلية، وهذه المصائد تعتمد على مبدأ واحد هو سلوك النحل في سد الشقوق التي تكون أصغر من 4 مم. وسوف أحاول وصف هذه المصائد بدقة بحيث يتمكن الأخوة النحالين من تطوير مصائد مشابهة وإنتاج العكبر بشكل نقي وبكميات جيدة. 1. مصيدة العكبر ذات الإطار البلاستيكي: الوصف: عبارة عن إطار بلاستيكي له أبعاد صندوق التربية (40.5×51 سم في الخلية المعدلة السورية، 51.2×37.2 سم في خلية لانغستروث غير المعدلة)، هذا الإطار كما هو موضح في الصورة يحتوي فتحات بعرض لا يتجاوز 4 مم وبطول قد يل إلى 1 سم. ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود)) طريقة الاستخدام: يوضع هذا الإطار مكان الغطاء الداخلي، لكن الأمر المهم هو تحفيز النحل على جمع العكبر ويتم ذلك من خلال رفع الغطاء الخارجي مسافة 3-5 سم للسماح بدوران الهواء في الخلية ودخول قليلاً من الضوء للخلية، ويتم ذلك بعدة طرائق: إما باستخدام قطعة خشبية توضع بين الغطاء الخارجي والمصيدة أو بتثبيت قطعتين خشبيتين بارتفاع 3-5 سم على الوجه الداخلي للغطاء الداخلي ويوضع فوق المصيدة مباشرة، وفوقه الغطاء الخارجي كما هو موضح في الشكل. وبعد أن يقوم النحل بملء الفراغات الموجودة في المصيدة بمادة العكبر يقوم النحال بجمع المصائد ثم توضع في المجمدة لعدة ساعات، حيث يصبح العكبر صلباً ويمكن إزالته بسهولة من الإطار باستخدام شوكة الكشط المستخدمة في كشط الغطاء الشمعي عند فرز العسل أو باستخدام شوكة الطعام العادية، بعدئذٍ يجمع العكبر الناتج في وعاء محكم ويوضع في البراد لحين استخدامه. 2. مصيدة العكبر ذات الشبك المعدني: الوصف: عبارة عن إطار خشبي له أبعاد صندوق التربية (40.5×51 سم في الخلية المعدلة السورية، 51.2×37.2 سم في خلية لانغستروث غير المعدلة)، ارتفاع خشب الإطار 3-5 سم، يثبت قطعة من الشبك المعدني (غربال خشن) على أحد وجهي الإطار، كما هو موضح في الصورة. طريقة الاستخدام: يوضع هذا الإطار مكان الغطاء الداخلي بحيث يكون الشبك المعدني ملاصق لقمة الإطارات كما هو موضح في الصورة، ثم يوضع فوقه الغطاء الداخلي والخارجي، يتم تحفيز النحل على جمع العكبر من خلال كون حواف الإطار بسماكة 3-5 سم، مما يسمح بدوران الهواء في الخلية ودخول قليلاً من الضوء إليها. يقوم النحل بملء الفراغات الموجودة في الشبك المعدني بمادة العكبر، بعدئذٍ يقوم النحال بجمع المصائد ثم توضع في المجمدة لعدة ساعات، حيث يصبح العكبر صلباً ويمكن إزالته بسهولة من الإطار بتمرير الشبك على حافة منضدة خشبية فينفصل العكبر عن الشبك بسهولة أو بطرقة باليد بقوة، ثم يجمع العكبر الناتج في وعاء محكم ويوضع في البراد لحين استخدامه. لماذا يجمع النحل العكبر؟
السؤال الذي يطرح نفسه هو، كيف يمكن لهذا العدد الكبير من الأفراد (يبلغ وسطياً عدد طائفة النحل 50000 نحلة) أن يعيش في هذا الازدحام ويعمل باستمرار دون أن يصاب بمرض أو عدوى؟ وذلك ضمن بيئة تصل حرارتها إلى 35 سليزيوس ورطوبة تصل إلى 90% وهي أفضل بيئة لتطور كل أنواع البكتريا والفطور
والتعفنات ومع ذلك يبقى جو الخلية خالٍ من هذه الميكروبات كيف يستطيع النحل الحفاظ على العسل لسنوات دون أن يفسد ؟ الجواب هو العكبر. استعمال النحل للعكبر في تحنيط فراشة السمسم بعد قتلها داخل الخلية
لو تفحصنا بعدسة مكبرة قرص شمع يحتوي عسل غير مختوم خصوصاً عند نضب مصادر الرحيق نلاحظ آثار العكبر على حواف كل نخروب وهذا ما يفسر عدم فساد العسل الذي لم يكتمل نضجه وختمه. ولو أخذنا هذا العسل من شمعه لتخمر سريعاً.
هذا هو العكبر الذي يحمي النحل من الأمراض، فهو يحمي العسل من الفساد، وقرص الشمع الطبيعي يحتوي تقريباً على (90-95%) شمع نقي و (5-10%) عكبر. الخواص الفيزيائية للعكبر:
يختلف لون العكبر من الأصفر إلى البني المسمر تبعاً لمصدر الراتنج. لكن يوجد عكبر شفاف (Coggshall and Morse, 1984 ). التركيب الكيميائي للعكبر: أظهرت إحدى التحاليل من انكلترا وجود 150 مركب في عينة العكبر المحللة، (Greenaway, et al., 1990) لكن حتى الآن تم عزل أكثر من 180 مركب حيث لوحظ أنه في كل تحليل هناك مركبات جديدة مكتشفة وذلك حسب مصادر الراتنج التي يجمع منها النحل العكبر. المكونات الأساسية للعكبر:
لقد وجد علماء من الولايات المتحدة الأمريكية مادة pinocembrin كمانع أكسدة فريد من نوعه بنسبة 10% في العكبر (A. Elizabeth Sloan, 2000). الاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء إنتاج العكبر:
أخيراً: أتمنى أن يقوم الأخوة النحالين بتجريب هذه الطريقة لإنتاج العكبر (والتجربة خير برهان) وبالتالي إمكانية تنويع منتجات الطائفة وعدم الاقتصار على العسل فقط. وسأقوم لاحقاً –إن شاء الله- بتقديم مقالة أخرى عن آخر ما توصل إلية العلماء حول الخواص العلاجية للعكبر، وطرائق استخدامه في العلاج.
((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
|